إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ماذا وراء فتور العلاقة بين الرئيس واتحاد الشغل؟

 

تونس – الصباح

هل مازال للاتحاد العام التونسي للشغل دور فاعل في المشهد السياسي؟ لماذا تعيش القيادة النقابية في عزلة حقيقية بعد غياب التواصل بين الامين العام نور الدين الطبوبي ورئيس الدولة قيس سعيد؟

اسئلة عديدة تطرح وقراءات حول وضع العلاقة بين الرئيس والمركزية النقابية ما بعد 25 جويلية حيث يرى البعض ان الاتحاد لم يعد يعتبر مرجعا لأنه انقلب على قانونه الداخلي بعد عقد مؤتمر استثنائي غير انتخابي في جويلية الفارط وهو ما اضعف موقفه امام رئيس الدولة والشعب وقواعده.

فتور العلاقة بين الاتحاد ورئيس الجهورية تجسد في غياب اي لقاءات تجمع الجانبين باستثناء لقاء 26 جويلية الفارط الذي جمع رئيس الجمهورية بالمنظمات الوطنية.

ورغم تصريحات الامين العام للمنظمة النقابية نور الدين الطبوبي في أكثر من مناسبة واخرها ما جاء على لسانه اول امس 8 سبتمبر حيث اكد في كلمة له خلال اشرافه على حفل تكريم ابناء النقابيين بقطاع التعليم العالي المتفوقين في دراستهم "من الضروري اليوم توضيح الرؤية للجميع حتى يعلم المواطن والشعب الى أين تسير البلاد وحتى لا يعم الغموض"، لافتا الى ان استحقاقات اجتماعية واقتصادية للشعب مازالت تنتظر التحقيق والتنفيذ.

وبيّن الطبوبي انه من حق اي مواطن ان يعرف الى اين تسير البلاد وانه من واجب اي مسؤول مهما كان موقعه ان يقدم رؤيته.

رسائل الطبوبي موجهة مباشرة إلى رئيس الجمهورية الذي يبدو انه قفز على دور اتحاد الشغل رغم ان مطالب الامين العام منطقية ولا احد يمكن ان ينازع فيها.

واشار الكاتب والمحلل السياسي بولبابة سالم في تصريحه لـ "'الصباح" ان رئيس الجمهورية سيختار رئيس حكومة دون ان يستشير أي طرف بما في ذلك الاتحاد العام التونسي.

وعلى غير العادة  فقد كانت تجمع سعيد والقيادة النقابية لاتحاد الشغل عدة لقاءات دورية قبل 25 جويلية رغم بعض التوتر الذي شاب العلاقة بينهما بسبب رفض سعيد لمبادرة اتحاد الشغل بعقد حوار وطني لحل الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

بولبابة سالم اعتبر أن سعيد سيختار لتولي رئاسة الحكومة شخصية يثق فيها هو بدرجة اولى وسيتحمل كامل المسؤولية في ذلك كما انه سيقوم الرئيس بالتنسيق مع محيطه والدائرة الضيقة التي تشتغل معه.

كما شدد محدثنا على ان الجميع ينتظر الاعلان عن شخصية رئيس الحكومة بما في ذلك اتحاد الشغل ولن يتجرأ أي طرف على رفض او الاعتراض على هذه الشخصية التي ستنكب بدرجة اولى على معالجة الملفات الاقتصادية والمالية العمومية التي تعيش وضعا حرجا، مضيفا ان الاحداث الاخيرة اثبتت ان اغلب المنظمات بدت سلبية في التعاطي مع ما حدث بعد 25 جويلية في حين انه سابقا نذكر ان هذه المنظمات وعلى راسها اتحاد الشغل ملأت الشارع ضجيجا بالبيانات والتصريحات ورفع اللاءات لكن اليوم الجميع دخل بيت الطاعة.

ولا يخفى على احد ان العلاقة بين رئيس الدولة واتحاد الشغل اهتزت نتيجة "تجاهل" سعيد لمبادرة الحوار الوطني وكان الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، أكد يوم 5 جويلية الفارط في تصريح اذاعي أن هناك شكوكا صلب الاتحاد في أن رئاسة الجمهورية تسهدف المنظمة وتحاول زعزعة مصداقيتها.

واعتبر الطاهري "أن عملية المد والجزر من رئاسة الجمهورية بشأن مبادرة الحوار الوطني تثير الشكوك باستهدافها للاتحاد".

هذا وقد التقى الأمين العام نور الدين الطبوبي منذ أيام غازي الشواشي الأمين العام للتيار الديمقراطي ومحمد الحامدي نائب الأمين العام وتطرق اللقاء للوضع العام بالبلاد وآخر المستجدات.

هذا اللقاء يفتح الباب امام مضي اتحاد الشغل في اتجاه البحث عن مكان جديد له في الساحة السياسية حتى لا يتراجع سيطه في ظل تجاهل رئيس الجمهورية لدوره الذي لعبه طيلة السنوات الفارطة.

جهاد الكلبوسي

ماذا وراء فتور العلاقة بين الرئيس واتحاد الشغل؟

 

تونس – الصباح

هل مازال للاتحاد العام التونسي للشغل دور فاعل في المشهد السياسي؟ لماذا تعيش القيادة النقابية في عزلة حقيقية بعد غياب التواصل بين الامين العام نور الدين الطبوبي ورئيس الدولة قيس سعيد؟

اسئلة عديدة تطرح وقراءات حول وضع العلاقة بين الرئيس والمركزية النقابية ما بعد 25 جويلية حيث يرى البعض ان الاتحاد لم يعد يعتبر مرجعا لأنه انقلب على قانونه الداخلي بعد عقد مؤتمر استثنائي غير انتخابي في جويلية الفارط وهو ما اضعف موقفه امام رئيس الدولة والشعب وقواعده.

فتور العلاقة بين الاتحاد ورئيس الجهورية تجسد في غياب اي لقاءات تجمع الجانبين باستثناء لقاء 26 جويلية الفارط الذي جمع رئيس الجمهورية بالمنظمات الوطنية.

ورغم تصريحات الامين العام للمنظمة النقابية نور الدين الطبوبي في أكثر من مناسبة واخرها ما جاء على لسانه اول امس 8 سبتمبر حيث اكد في كلمة له خلال اشرافه على حفل تكريم ابناء النقابيين بقطاع التعليم العالي المتفوقين في دراستهم "من الضروري اليوم توضيح الرؤية للجميع حتى يعلم المواطن والشعب الى أين تسير البلاد وحتى لا يعم الغموض"، لافتا الى ان استحقاقات اجتماعية واقتصادية للشعب مازالت تنتظر التحقيق والتنفيذ.

وبيّن الطبوبي انه من حق اي مواطن ان يعرف الى اين تسير البلاد وانه من واجب اي مسؤول مهما كان موقعه ان يقدم رؤيته.

رسائل الطبوبي موجهة مباشرة إلى رئيس الجمهورية الذي يبدو انه قفز على دور اتحاد الشغل رغم ان مطالب الامين العام منطقية ولا احد يمكن ان ينازع فيها.

واشار الكاتب والمحلل السياسي بولبابة سالم في تصريحه لـ "'الصباح" ان رئيس الجمهورية سيختار رئيس حكومة دون ان يستشير أي طرف بما في ذلك الاتحاد العام التونسي.

وعلى غير العادة  فقد كانت تجمع سعيد والقيادة النقابية لاتحاد الشغل عدة لقاءات دورية قبل 25 جويلية رغم بعض التوتر الذي شاب العلاقة بينهما بسبب رفض سعيد لمبادرة اتحاد الشغل بعقد حوار وطني لحل الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

بولبابة سالم اعتبر أن سعيد سيختار لتولي رئاسة الحكومة شخصية يثق فيها هو بدرجة اولى وسيتحمل كامل المسؤولية في ذلك كما انه سيقوم الرئيس بالتنسيق مع محيطه والدائرة الضيقة التي تشتغل معه.

كما شدد محدثنا على ان الجميع ينتظر الاعلان عن شخصية رئيس الحكومة بما في ذلك اتحاد الشغل ولن يتجرأ أي طرف على رفض او الاعتراض على هذه الشخصية التي ستنكب بدرجة اولى على معالجة الملفات الاقتصادية والمالية العمومية التي تعيش وضعا حرجا، مضيفا ان الاحداث الاخيرة اثبتت ان اغلب المنظمات بدت سلبية في التعاطي مع ما حدث بعد 25 جويلية في حين انه سابقا نذكر ان هذه المنظمات وعلى راسها اتحاد الشغل ملأت الشارع ضجيجا بالبيانات والتصريحات ورفع اللاءات لكن اليوم الجميع دخل بيت الطاعة.

ولا يخفى على احد ان العلاقة بين رئيس الدولة واتحاد الشغل اهتزت نتيجة "تجاهل" سعيد لمبادرة الحوار الوطني وكان الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، أكد يوم 5 جويلية الفارط في تصريح اذاعي أن هناك شكوكا صلب الاتحاد في أن رئاسة الجمهورية تسهدف المنظمة وتحاول زعزعة مصداقيتها.

واعتبر الطاهري "أن عملية المد والجزر من رئاسة الجمهورية بشأن مبادرة الحوار الوطني تثير الشكوك باستهدافها للاتحاد".

هذا وقد التقى الأمين العام نور الدين الطبوبي منذ أيام غازي الشواشي الأمين العام للتيار الديمقراطي ومحمد الحامدي نائب الأمين العام وتطرق اللقاء للوضع العام بالبلاد وآخر المستجدات.

هذا اللقاء يفتح الباب امام مضي اتحاد الشغل في اتجاه البحث عن مكان جديد له في الساحة السياسية حتى لا يتراجع سيطه في ظل تجاهل رئيس الجمهورية لدوره الذي لعبه طيلة السنوات الفارطة.

جهاد الكلبوسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews