تحدث وزير السياحة والصناعات التقليدية الليبية بحكومة الوحدة الوطنية نصرالدين ميلاد الفزاني حول التعاون بين تونس وليبيا في مجال السياحة.
وقال في تصريح لـ"الصباح نيوز"، على هامش مشاركته مع عدد من وزراء السياحة الأفارقة في أشغال الدورة الثامنة من المؤتمر الدولي "تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا- FITA2025" الذي يُنظّمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بتونس العاصمة، إنّ التعاون بين تونس وليبيا ليس في القطاع السياحي فقط بل يتجاوز ذلك باعتبار أن التعاون قائم على علاقات عميقة جدا وتاريخية.
وأضاف: "أعتقد أنها علاقات متجدرة في الشعبين وبالتالي هذا ما مكّن الإرادة السياسية سواء كانت في ليبيا وفي تونس ليكون العمل أخوي أكثر".
وأشار إلى وجود فرص وامتيازات تُمنح للشركات التونسية ورجال الأعمال في ليبيا، مُؤكّدا أن الحكومة الليبية تُرحّب بكل مُستثمر ورجال الأعمال التونسيين في ليبيا.
وواصل وزير السياحة بالقول إن هنالك العديد من الشركات التونسية-الليبية التي تعمل اليوم في ليبيا وقامت بتنفيذ العديد من المشاريع، كما انّه يُوجد مُستثمرين ليبيين مُنتصبين في تونس منذ عشرات السنوات.
مشاريع مُشتركة
وفي نفس الإطار، اكّد وجود تعاون كبير بين وزارة السياحة والصناعات التقليدية الليبية ونظيرتها التونسية، وأضاف انّ هناك مقاربات ومشاريع مُشتركة بين البلدين، إذ أنه عايش هذا الوضع لأكتر من 25 سنة كما يوجد العديد من الاتفاقيات المُشتركة ما بين الجانب التونسي والليبي في مجال السياحة والصناعات التقليدية.
وافاد وزير السياحة الليبي أنه قد تمّ تنفيذ العديد من البرامج والمعارض المُشتركة والندوات وورشات العمل مع دولة تونس إضافة إلى تنظيم العديد من الرحلات السياحية المُشتركة إذ أنه يوجد سياحة بينية لمجموعات كانت تتوافد الى تونس ثم تتحوّل الى ليبيا والعكس صحيح.
ومن جهة اخرى، كشف الوزير عن وجود علاقة صداقة مع وزير السياحة التونسي سفيان تقية منذ سنة 2004، مُضيفا أن هذا التقارب يجب تعزيزه وأن يقع تنفيذ برامج عمل مشتركة.
ليبيا تتعافى.. والصورة السياحية فيها أصبحت واضحة
وعرّج وزير السياحة الليبي على الأزمة الأمنية والسياسية الني مرت بها ليبيا كغيرها من دول العالم، قائلا إن ليبيا أصبحت تتعافى والصورة السياحية في ليبيا أصبحت واضحة حيث تمّ تسجيل توافد أكثر من 92 جنسية إلى ليبيا من كل دول العالم ومن كل الجنسيات مع تسجيل ارتفاع في عدد السياح الوافدين على ليبيا وفي الطلب على السياحة بليبيا.
وهنا تطرّق الوزير الى موروث ليبيا الثقافي ومعالمها الثقافية وفي الصناعات التقليدية وكذلك طبيعتها المُتنوعة.. إذ أنّ ليبيا تزخر بعديد من المقومات، مثل مدينة صبراتة ولبدة وشحات، وكذلك مدينة "واحة" غدامس، و"جبال" أكاكوس المُسجلة ضمن التراث العالمي، إضافة الى تنوّع أنماط السياحة في ليبيا، ومنها السياحة الشاطئية والترفيهية والصحراوية.
وأكد زير السياحة والصناعات التقليدية، نصرالدين الفزاني، أنه تم وضع خطة شاملة لإعادة إحياء القطاع السياحي، باعتباره أحد ركائز الاقتصاد الليبي، مُعربا عن تفاؤله بمستقبل واعد للسياحة الليبية تجذب الزوار من كلّ أنحاء العالم.
واعتبر أن لليبيا اليوم اقتصاد مُنفتح على العالم ما يُعزز التواجد في كل المحافل الدولية للتمكن من الوصول لكل الاسواق وجلب المُستثمرين مع العمل على وضع ليبيا في خارطة سياحية حقيقية وخارطة استثمارية.
إعادة الحياة في جميع المجالات
واشار إلى أن هناك عديد من الأزمات الأمنية والصحية التي يشهدها العالم، مثل جائحة كورونا التي أوقفت الحركة الاقتصادية في العالم، وأضاف: "ما حدث في ليبيا هو أزمة أمنية وسياسية، ولكن -الحمد لله- اليوم انفرجت الأزمة، وأصبحت ليبيا في مسار التعافي، ولاحظنا ذلك خلال وجود حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها العديد من المشاريع بهدف إعادة الحياة في جميع المجالات".
فرصة جيّدة للوصول إلى عُمق القارة الإفريقية
في سياق آخر، أشار الوزير إلى أنّ اليوم توجد فرصة جيّدة يمكن استغلالها للوصول إلى عُمق القارة الإفريقية عبر تشكيل ائتلاف تونسي - ليبي وبالتالي بلوغ اقتصاد تكاملي. وأوضح ان هذا التمشي قد يكون فرصة للعمل أكتر للشعبين وتحقيق الإرادات أكتر للاقتصاديين سواء كان في تونس أو ليبيا..
عبير الطرابلسي