واكبت "الصباح نيوز" اليوم الأربعاء الاحتفال بيوم التراث بمنزل عبد الرحمان تحت شعار " المزوقة إرث وحياة "، الذي نظمته دار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت وبمشاركة بلدية المكان وعدد من المنظمات والجمعيات بالجهة مثل فوج الكشافة وجمعية سيدي علي الحشاني وجمعية المنهل الثقافي والجمعية الثقافية المتوسطية فيتاتوب ، بحضور معتمد منزل جميل محمد بن جدو ، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، والمندوب الجهوي للشباب والرياضة كمال هنيد والكاتب العام لبلدية منزل عبد الرحمان المعز البخو وعدد من إطارات مندوبية الثقافة وممثلين عن المنظمات والجمعيات والمجتمع المدني عموما ومن الأهالي بمنزل عبد الرحمان .
ذكرها الإدريسي في "نزهة المشتاق"
ولفظ "المزوقة" يطلقه الأهالي بمنزل عبد الرحمان على بحيرة بنزرت . ووفقا لما يؤكده جل الجغرافيين القدامى مثلما جاء في الوثيقة التي وزعت على الحاضرين فإن " الإنسان عاش على ضفاف المزوقة منذ ما يقارب العشرة آلاف سنة . ومنذ مئات السنين اعتبر هذا الحوض المائي المصدر الأساسي لعيش جزء كبير من السكان على ضفافه " . ووفقا لما ذكره الأستاذ يوسف الحاج سالم فإن الإدريسي قال عنها في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" :" بالجهة الشرقية من مدينة بنزرت توجد بحيرة تنسب إليها ، طولها تسعة عشر ميلا ، وعرضها ثمانية أميال ، وهذه البحيرة من أعاجيب الدنيا" .
أجواء احتفالية رائعة
وقد تضمن البرنامج الصباحي بدءا من الساعة العاشرة بدار الثقافة ابن رشد فقرة تنشيطية للأطفال مع فوج نادي الكشافة ونادي الفنون التشكيلية وروضة اطفال الزهراء ، وإنجاز حائطي بالخط العربي للخطاط سامي الغربي تمثل في تجميل واجهة دار الثقافة .
وأما فقرة بعد الظهر التي دارت فعالياتها بسيدي علي الحشاني بالمدينة العتيقة ، فقد اشتملت على معرض بعنوان "رياس المزوقة" تمثل في عرض صور لحوالي 100 من "الرياس" منذ أوائل القرن الماضي إلى اليوم ، وعرضا للأدوات البحرية وتقنيات الصيد البحري بالمزوقة ، وشهادات حية للرايس الحبيب بن فرج عن 54 سنة من الجهد والعطاء ، ثم "لمة البحارة" ، حول الأكلة التقليدية بزاوية سيدي علي الحشاني ، تم خلالها تذوق بعض الأكلات التي اختصت بها الجهة مثل المقرونة بالبكونة ، ومرقة القوباطسة ، إضافة إلى أكلات أخرى معروفة ، ولكن تختلف طريقة طبخها من جهة لأخرى مثلما صرحت به الطباخة أم رحمة ل"الصباح نيوز" ، كالحلالم والرشتة نجارة والملوخية ومقرونة الدار أو المفتولة والعصيدة العربي والرشتة الحلوة التي تطبخ بمناسبة سلامية العريس وخبز الفتات وغيرها . ثم استمتع الحاضرون إثر ذلك بحفل غنائي بعنوان "دخلة البحارة" أثثته فرقة المدينة بقيادة مصطفى سحيق قدمت خلاله عددا من الأغاني التراثية والمدائح التي طرب لها الجميع ، ودفعت الفتيات إلى الرقص والنسوة إلى الزغاريد.
مهرجان المزوقة أو سيدي علي الحشاني
وفي كلمته بهذه المناسبة ، وأثر ترحيبه بالحاضرين ومنهم الضيوف من جرجيس ، ثمن معتمد منزل جميل هذه التظاهرة التي تفاعل معها الأهالي بتلقائية فريدة ، وهو ما يؤكد صلتهم القوية بمخزونهم التراثي من جهة ، ورغبتهم في توظيفه والتعريف به والترويج له من جهة أخرى ، وهذا يستدعي المحافظة على هذه اللمة ، وتطوير هذه التظاهرة كبعث مهرجان المزوقة يكون محليا في البداية ، فوطنيا ولم لا دوليا ، خصوصا وأنه سبق لمنزل عبد الرحمان تنظيم تظاهرة دولية تمثلت في استقبال اليخوت من أوروبا في إطار تظاهرة طريق الياسمين ببحيرة المزوقة .
تظاهرة ثقافية نوعية قابلة للتطوير والترويج
وفي كلمته التي خص بها "الصباح نيوز" قال المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط : لقد أردنا أن يكون تدخلنا من سلط ومؤسسات نوعيا في هذا اليوم الذي تم فيه إحياء هذا المعلم الذي وقع ترميمه ، ليس كمبنى في حد ذاته ، وانما كمحمل ثقافي . فالبحيرة بخصائصها المتفردة التي لا نكاد نجد مثيلا لها إلا في الصين يمكن أن تكون منطلقا لبناء علاقات توأمة مع البلدان المشابهة لها هناك ، وببلدان ضفاف المتوسط ،وهو ما سنقترحه على السلط المعنية ، كما يمكنها أن تكون منطقة جذب سياحي ثقافي خصوصا وأن الجهة إلى جانب الخصائص المتفردة للبحيرة تختزن إرثا تراثيا ثريا كما ونوعا. وأما بالنسبة إلى المقترح حول بعث مهرجان المزوقة ، فإن الحماس الذي لمسناه اليوم لدى الأهالي ومدى تفاعلهم مع هذه التظاهرة ومدى تناغمهم وانسجامهم لا يمكن إلا أن يكون عاملا إضافيا للترحيب بهذا المبادرة ودعمها ، فكما حظيت فكرة التظاهرة التي أقيمت اليوم من البلدية ولقيت رواجا لدى بعض الجمعيات الثقافية والكشفية والمجتمع المدني والذين أتوجه إليهم بالتحية للمجهود الكبير الذي بذلوه.، بدعم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ، فإن فكرة بعث مهرجان المزوقة تعتبر مهمة ، ولكن لا بد من الإعداد والتخطيط لها جيدا ، وفي متسع من الوقت ، لتصبح تظاهرة في مستوى يليق بالجهة عامة ومنزل عبد الرحمان خاصةً ، ويمكنها التطور من المحلي إلى الوطني والدولي ، والمندوبية باعتبار دورها في الإسهام في إنجاز المبادرات الثقافية ستدعم هذا المشروع الثقافي الطموح والواعد.
وأما الفقرة المسائية فقد دارت فعالياتها بدار الثقافة ابن رشد انطلاقا من الساعة السابعة مساء ، واشتملت على حفل موسيقي غنائي ل" فرقة جرجيس للموسيقى والتراث" بقيادة الفنان فؤاد بوعبيد ، في رسالة فنية من بحارة جرجيس إلى بحارة منزل عبد الرحمان قدمت خلالها المجموعة باقة من الأغاني ، بينما أدت المطربة ندى الباروني تفاعل معها الجمهور الغفير وخاصة اغنية "البحر يصطادوا" ، تلاه تكريم المشاركين في هذه التظاهرة بإشراف المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت.
منصور غرسلي
واكبت "الصباح نيوز" اليوم الأربعاء الاحتفال بيوم التراث بمنزل عبد الرحمان تحت شعار " المزوقة إرث وحياة "، الذي نظمته دار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت وبمشاركة بلدية المكان وعدد من المنظمات والجمعيات بالجهة مثل فوج الكشافة وجمعية سيدي علي الحشاني وجمعية المنهل الثقافي والجمعية الثقافية المتوسطية فيتاتوب ، بحضور معتمد منزل جميل محمد بن جدو ، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، والمندوب الجهوي للشباب والرياضة كمال هنيد والكاتب العام لبلدية منزل عبد الرحمان المعز البخو وعدد من إطارات مندوبية الثقافة وممثلين عن المنظمات والجمعيات والمجتمع المدني عموما ومن الأهالي بمنزل عبد الرحمان .
ذكرها الإدريسي في "نزهة المشتاق"
ولفظ "المزوقة" يطلقه الأهالي بمنزل عبد الرحمان على بحيرة بنزرت . ووفقا لما يؤكده جل الجغرافيين القدامى مثلما جاء في الوثيقة التي وزعت على الحاضرين فإن " الإنسان عاش على ضفاف المزوقة منذ ما يقارب العشرة آلاف سنة . ومنذ مئات السنين اعتبر هذا الحوض المائي المصدر الأساسي لعيش جزء كبير من السكان على ضفافه " . ووفقا لما ذكره الأستاذ يوسف الحاج سالم فإن الإدريسي قال عنها في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" :" بالجهة الشرقية من مدينة بنزرت توجد بحيرة تنسب إليها ، طولها تسعة عشر ميلا ، وعرضها ثمانية أميال ، وهذه البحيرة من أعاجيب الدنيا" .
أجواء احتفالية رائعة
وقد تضمن البرنامج الصباحي بدءا من الساعة العاشرة بدار الثقافة ابن رشد فقرة تنشيطية للأطفال مع فوج نادي الكشافة ونادي الفنون التشكيلية وروضة اطفال الزهراء ، وإنجاز حائطي بالخط العربي للخطاط سامي الغربي تمثل في تجميل واجهة دار الثقافة .
وأما فقرة بعد الظهر التي دارت فعالياتها بسيدي علي الحشاني بالمدينة العتيقة ، فقد اشتملت على معرض بعنوان "رياس المزوقة" تمثل في عرض صور لحوالي 100 من "الرياس" منذ أوائل القرن الماضي إلى اليوم ، وعرضا للأدوات البحرية وتقنيات الصيد البحري بالمزوقة ، وشهادات حية للرايس الحبيب بن فرج عن 54 سنة من الجهد والعطاء ، ثم "لمة البحارة" ، حول الأكلة التقليدية بزاوية سيدي علي الحشاني ، تم خلالها تذوق بعض الأكلات التي اختصت بها الجهة مثل المقرونة بالبكونة ، ومرقة القوباطسة ، إضافة إلى أكلات أخرى معروفة ، ولكن تختلف طريقة طبخها من جهة لأخرى مثلما صرحت به الطباخة أم رحمة ل"الصباح نيوز" ، كالحلالم والرشتة نجارة والملوخية ومقرونة الدار أو المفتولة والعصيدة العربي والرشتة الحلوة التي تطبخ بمناسبة سلامية العريس وخبز الفتات وغيرها . ثم استمتع الحاضرون إثر ذلك بحفل غنائي بعنوان "دخلة البحارة" أثثته فرقة المدينة بقيادة مصطفى سحيق قدمت خلاله عددا من الأغاني التراثية والمدائح التي طرب لها الجميع ، ودفعت الفتيات إلى الرقص والنسوة إلى الزغاريد.
مهرجان المزوقة أو سيدي علي الحشاني
وفي كلمته بهذه المناسبة ، وأثر ترحيبه بالحاضرين ومنهم الضيوف من جرجيس ، ثمن معتمد منزل جميل هذه التظاهرة التي تفاعل معها الأهالي بتلقائية فريدة ، وهو ما يؤكد صلتهم القوية بمخزونهم التراثي من جهة ، ورغبتهم في توظيفه والتعريف به والترويج له من جهة أخرى ، وهذا يستدعي المحافظة على هذه اللمة ، وتطوير هذه التظاهرة كبعث مهرجان المزوقة يكون محليا في البداية ، فوطنيا ولم لا دوليا ، خصوصا وأنه سبق لمنزل عبد الرحمان تنظيم تظاهرة دولية تمثلت في استقبال اليخوت من أوروبا في إطار تظاهرة طريق الياسمين ببحيرة المزوقة .
تظاهرة ثقافية نوعية قابلة للتطوير والترويج
وفي كلمته التي خص بها "الصباح نيوز" قال المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط : لقد أردنا أن يكون تدخلنا من سلط ومؤسسات نوعيا في هذا اليوم الذي تم فيه إحياء هذا المعلم الذي وقع ترميمه ، ليس كمبنى في حد ذاته ، وانما كمحمل ثقافي . فالبحيرة بخصائصها المتفردة التي لا نكاد نجد مثيلا لها إلا في الصين يمكن أن تكون منطلقا لبناء علاقات توأمة مع البلدان المشابهة لها هناك ، وببلدان ضفاف المتوسط ،وهو ما سنقترحه على السلط المعنية ، كما يمكنها أن تكون منطقة جذب سياحي ثقافي خصوصا وأن الجهة إلى جانب الخصائص المتفردة للبحيرة تختزن إرثا تراثيا ثريا كما ونوعا. وأما بالنسبة إلى المقترح حول بعث مهرجان المزوقة ، فإن الحماس الذي لمسناه اليوم لدى الأهالي ومدى تفاعلهم مع هذه التظاهرة ومدى تناغمهم وانسجامهم لا يمكن إلا أن يكون عاملا إضافيا للترحيب بهذا المبادرة ودعمها ، فكما حظيت فكرة التظاهرة التي أقيمت اليوم من البلدية ولقيت رواجا لدى بعض الجمعيات الثقافية والكشفية والمجتمع المدني والذين أتوجه إليهم بالتحية للمجهود الكبير الذي بذلوه.، بدعم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ، فإن فكرة بعث مهرجان المزوقة تعتبر مهمة ، ولكن لا بد من الإعداد والتخطيط لها جيدا ، وفي متسع من الوقت ، لتصبح تظاهرة في مستوى يليق بالجهة عامة ومنزل عبد الرحمان خاصةً ، ويمكنها التطور من المحلي إلى الوطني والدولي ، والمندوبية باعتبار دورها في الإسهام في إنجاز المبادرات الثقافية ستدعم هذا المشروع الثقافي الطموح والواعد.
وأما الفقرة المسائية فقد دارت فعالياتها بدار الثقافة ابن رشد انطلاقا من الساعة السابعة مساء ، واشتملت على حفل موسيقي غنائي ل" فرقة جرجيس للموسيقى والتراث" بقيادة الفنان فؤاد بوعبيد ، في رسالة فنية من بحارة جرجيس إلى بحارة منزل عبد الرحمان قدمت خلالها المجموعة باقة من الأغاني ، بينما أدت المطربة ندى الباروني تفاعل معها الجمهور الغفير وخاصة اغنية "البحر يصطادوا" ، تلاه تكريم المشاركين في هذه التظاهرة بإشراف المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت.
