فرضت جائحة الكورونا ركودا في مختلف المجالات والقطاعات وأضرت لا فقط بالجانب الاقتصادي، بل كذلك بالجانب الثقافي والرياضي والشبابي بصفة عامة. استطاع هذا الوباء أن يغير من عادات التونسي وأن يؤثر على نفسيته.
قاعات فارغة ومغلقة وجو كئيب يخيم على مكان خصص للنشاط والحيوية، خصص للديناميكية و للإبداع وتبادل الأفكار الأدبية والشعرية لكن اندثرت تلك الأفكار مع غياب صانعيها.
وسط هذه الجائحة أصبحت دار الثقافة بقرمبالية كدار منسية عزف الشباب على أنشطتها كأنهم أصبحوا مستغنين على خدماتها.
نوال جمالي، أستاذة تنشيط ثقافي بقرمبالية والمسؤولة على نادي الفنون التشكيلية أوضحت أن هذا العزوف أو بالأحرى تقلص الرواد بشكل ملحوظ مرده أولا، جائحة الكورونا التي أدت إلى غلق دور الثقافة واقتصارها فقط على الجانب الإداري وهو ما يساهم أكثر في عزوف الشباب. لكن حتى بعد استئناف العمل مازالت قاعات دار الثقافة فارغة خاصة مع الامتحانات.
لكن السبب الثاني والرئيسي هو البنية التحتية المهترئة التي تعاني منها دار الثقافة: فليس هناك تهيئة وصيانة إلى جانب إغلاق قاعة العروض التي تمثل القلب النابض للدار من أجل تقليل الخطر و حماية الجميع لأن الشبكة الكهربائية الحالية بالقاعة ليست محمية فتوقفت المسرحيات والأفلام والتظاهرات.
اجتماع المجلس البلدي مع المندوب الجهوي للشباب والرياضة والتربية البدنية بنابل
بنية تحتية مهترئة لا تشجع على العمل..
فضلات تغطي العشب الأخضر جعلته يختنق وأبواب مهشمة لا تليق بمكان يمارس فيه الفن، ناهيك عن قاعة العرض التي أصبحت مكانا يحيل على الخراب والاختناق، فلا الأضواء التي تنير المسرح تعمل ولا دورة المياه موجودة.
المتأمل في دار الثقافة سيرى حتما تلك الجدران المخربة والأوساخ الموجودة في بعض الأماكن والقاعات التي أصبحت مغلقة وحتى الشمس لا تستطيع الدخول إليها لتبعث فيها الدفء ولا يمكن أن نمر دون أن ننسى كوابل الكهرباء التي تتدلدل من الحائط دون حماية.
رغم هذه الظروف الصعبة فإن المنشطين والمدير يحاولون قدر المستطاع تهيئة القاعات وتزويقها لدفع الشباب للقدوم و لحب العمل الفني. إذ أن نادي الفنون التشكيلية يقوم بالتحضير للمشاركة في الصالون الجهوي لنوادي الفنون التشكيلىة لدور الثقافة التي ستقام في مرحلة أولى على المستوى الجهوي وفي مرحلة ثانية على مستوى الوطني رغم عدم توفر لوازم العمل في بعض الأحيان. إذ أوضحت أنه عملية شراء المستلزمات تشرف عليها المندوبية الجهوية للثقافة لذلك تطول الإجراءات لأنها هي التي تؤمن خلاص المزود الشيء الذي يؤدي إلى تعطل نشاط النادي.
منظومة فنية تقليدية ...غياب الابداع..
سفيان العاشوري، مخرج سينمائي من شباب مدينة قرمبالية عبر عن استيائه من الوضعية الثقافية الموجودة عليها المدينة. فقد أشار كذلك إلى مشكل دار الثقافة وبنيتها التحتية المهترئة مؤكدا أن شباب ومثقفي الجهة حاولوا الدفع بالملف لكن ليس هناك أي تغيير. كما عبر عن رغبته في أن تكون دار ثقافة مواكبة للعصر لأن معتمدية قرمبالية تستحق أن تكون حية ثقافيا وذلك باعتبارها كبيرة أولا تاريخيا وثانيا من حيث عدد السكان. وأكد كذلك أن هناك غياب كلي للمقاهي الثقافية الخاصة بالمدينة التي من شأنها جعل الأنشطة أكثر اثراء وتنوع.
المخرج السينمائي انتقد كذلك النشاط التقليدي الذي تمارسه دار الشباب إذ اعتبرها مؤسسة غير متجددة وهو ما يفسر عزوف الشباب داعيا إلى العمل أكثر على تطوير العلاقة بين الشباب والمنشط وتطوير بشكل عام المؤسسات الشبابية والثقافية لمواكبة العصرخاصة في ظل تواجد مواقع الميديا الاجتماعية التي تعمل على تعميق هذا العزوف
ودعا العاشوري إلى ضرورة تأسيس جمعيات من شأنها الدفع بالمجال الثقافي والرياضي مطالبا بمجلس محلي للثقافة يقيم الوضع الثقافي ويشخص كل الإشكاليات الشبابية بالمدينة إلى جانب البحث عن أسباب غياب قرمبالية في الأنشطة الثقافية على المستوى الجهوي والوطني.
معضلة قانونية تازم الوضع...
إن مشكلة دار الثقافة تتمثل في كونها مبنية على أرض على ملك البلدية ووزارة الثقافة لم تتدخل للصيانة بحجة أنها لا يمكن أن تبدأ الأشغال في أرض ليست ملكها. لكن أوضح رئيس البلدية أن وزارة الثقافة تريد نقل الملكية لكن المجلس البلدي قرر عدم منح الأرض للوزارة لعدة أسباب من بينها أن الأرض هي كذلك على ملك الأجانب ولا يمكن التفويت فيها. كما أضاف أنه ليس هناك إرادة من قبل الوزارة لحل مشكلة دار الثقافة والبلدية لا يمكن أن تقوم بصيانتها لأنها ليست بعهدتها مؤكدا أنه يمكن أن تساهم البلدية في دعم الأنشطة الثقافية والتدخل لرفع الفضلات إذ طلبوا منها ذلك بمراسلة كتابية. وأشار كذلك أن الوزارة لديها حلين إما إن تقوم بصيانة الدار أو تحول الميزانية المخصصة لدار الثقافة إلى البلدية مقترحا استبدال صيانة البناية ب400 مليون تقريبا ببناء مركب ثقافي يكون أنفع وأحسن تمارس داخله مختلف الأنشطة ويحتوي على إقامة تتكفل بلدية قرمبالية بتسيلم قطعة أرض لها في المدينة لإنجاز المشروع من أجل تنشيط الحياة الثقافية الميتة حسب تعبيره.
جمعيات ثقافية ورياضية شبابية تحاول تنشيط الجانب الثقافي والرياضي في المدينة لخلق ديناميكية كبيرة . فعلى الرغم من بعض الصعوبات المادية التي تعيشها إلا أنها استطاعت أن تحقق نجاحات عديدة وتشرف المنطقة.
نادي ألعاب القوى بقرمبالية هو مثال على الجمعيات التي رغم العراقيل والصعوبات المالية حققت نجاحات على المستوى الوطني والدولي. مجازون من مختلف الأعمار و الاختصاصات، شاركوا في ملتقيات دولية في الجزائر وفازوا بالألقاب إلى جانب فوزهم الدائم بالألقاب والميداليات و حصولهم على ترتيب جيد جدا في سلم الأندية في تونس. كما تحقق كرة السلة وكرة اليد وتنس الطاولة نتائج جيدة رغم الصعوبات المالية.
"الحياة الشبابية والثقافية والرياضية بقرمبالية هي حياة نشطة لكن ليست في المستوى المأمول والراغبين فيه "هذا ما أكده رئيس بلدية قرمبالية مكرم بن عطية . فقد أشار إلى أنه على المستوى الشبابي هناك مجموعة هامة من الجمعيات غير الرياضية تنشط في المجال الاجتماعي والثقافي ولكن قلة منهم تقدم الإضافة إذ أن البقية في سبات عميق موضحا أن من بين 5 أفواج كشافة في المنطقة البلدية لا تنشط منها إلا ثلاثة إضافة إلى بعض الجمعيات الأخرى على غرار جمعية رؤيا الشباب الطموح التي على الرغم من كونها جمعية فتية وجديدة بروح شبابية إلا أنها قامت في المدة الوجيزة بأنشطة هامة على مستوى المدينة من خلال رسم بعض الصور على الجدران.
صورة على الجدران من أعمال جمعية رؤية الشباب الطموح
مبادرات و مساعي لتغيير الواقع المتردي ..
لتجاوز الصعوبات التي تعرقل الجمعيات وتقف حائلا أمام حركية المدينة ثقافيا ورياضيا تسعى البلدية إلى دعم من تتقدم إليها بمطالب. إذ تم منح البعض منهم لمقرات على غرار الهلال الأحمر والمصائف وإسناد منح لجمعيات أخرى في مختلف الأنشطة كالدالية الرياضية التي تحصلت على دعم بقيمة 90 مليون.
يوجد في مدينة قرمبالية منشآت رياضية هامة لكن غير كافية أمام تزايد الأنشطة الرياضية لذلك أكد المندوب الجهوي للشباب والرياضة والتربية البدنية بنابل ، نزار العوسجي، أنه سيتم إنجاز العديد من المشاريع لفائدة قرمبالية في قطاع الشباب والرياضة منها ماهو بصدد الإنجاز ومنها ماهو بصدد الإعداد للإنجاز في مراحل قادمة. وقد أوضح أن مشروع المدارج وتهييئة مدخل ملعب الرياضي بقرمبالية تقدمت فيه الأشغال بنسبة 95% وذلك بتكلفة 2مليارات بالشراكة مع البلدية واعدا باستكمال تجهيز دار الشباب براديو وتلفزيون واب ..
كما أضاف أن هناك مشاريع أخرى تمت مناقشتها مع أعضاء المجلس البلدي لإيجاد تمويلات لها و لإنجازها على غرار القاعة المغطاة الثانية التي خصصت لها البلدية 600ألف دينار في ميزانيتها 2020 والتي ستسعى المندوبية مع الوزارة لاستكمال بقية الاعتمادات المتمثلة في مليار و مائتين بالنسبة للقسط الأول و مليار وأربعة مائة بالنسبة للقسط الثاني. وقد وضح رئيس بلدية قرمبالية، مكرم عطية، أن هذه القاعة ستكون أكبر من الأولى وذلك لتمكين الشباب من ممارسة الرياضة داخل القاعة خاصة الفتيات اللواتي حرمن من ممارسة التمارين في القاعة الحالية لأنه لا يوجد أوقات لذلك مما جعل الدالية الرياضية بقرمبالية تختار الاستغناء عن صنف الفتيات رغم تحقيقه لعدة انتصارات.
لجعل الشباب يقبلون عن الحياة الرياضية وجعل المدينة نابضة أكثر، من المنتظر تركيز مركب رياضي يتكون من الملعب البلدي بقرمبالية وقاعة المغطاة و ملعبي تنس و مسبح في المدى المتوسط ذا مواصفات أولمبية مع إقامة متكاملة فيها مقهى ومطعم وغرف للنوم للمنتخبات التي تريد التربص في المنطقة إلى جانب تهيئة الحدائق العمومية وانشاء فضاءات داخلها لتمكين الشباب من ممارسة أنشطته. كما سيتم تحويل مقر الروضة البلدية ، حسب التصور العام لرئيس البلدية، إلى فضاء للتخييم وللاصطياف ومقرات للجمعيات وفضاء للمعارض ولممارسة الألعاب الفكرية بكل حرية.
في انتظار الوفاء بالوعود وانجاز المشاريع وانتهاء جائحة الكورونا وخاصة إيجاد حل لدار الثقافة يبقى الجميع ينتظر أن تصبح قرمبالية مدينة حية ثقافيا ورياضيا بروح جديدة وبجمعيات نشطة.
مرفت شكتمي
فرضت جائحة الكورونا ركودا في مختلف المجالات والقطاعات وأضرت لا فقط بالجانب الاقتصادي، بل كذلك بالجانب الثقافي والرياضي والشبابي بصفة عامة. استطاع هذا الوباء أن يغير من عادات التونسي وأن يؤثر على نفسيته.
قاعات فارغة ومغلقة وجو كئيب يخيم على مكان خصص للنشاط والحيوية، خصص للديناميكية و للإبداع وتبادل الأفكار الأدبية والشعرية لكن اندثرت تلك الأفكار مع غياب صانعيها.
وسط هذه الجائحة أصبحت دار الثقافة بقرمبالية كدار منسية عزف الشباب على أنشطتها كأنهم أصبحوا مستغنين على خدماتها.
نوال جمالي، أستاذة تنشيط ثقافي بقرمبالية والمسؤولة على نادي الفنون التشكيلية أوضحت أن هذا العزوف أو بالأحرى تقلص الرواد بشكل ملحوظ مرده أولا، جائحة الكورونا التي أدت إلى غلق دور الثقافة واقتصارها فقط على الجانب الإداري وهو ما يساهم أكثر في عزوف الشباب. لكن حتى بعد استئناف العمل مازالت قاعات دار الثقافة فارغة خاصة مع الامتحانات.
لكن السبب الثاني والرئيسي هو البنية التحتية المهترئة التي تعاني منها دار الثقافة: فليس هناك تهيئة وصيانة إلى جانب إغلاق قاعة العروض التي تمثل القلب النابض للدار من أجل تقليل الخطر و حماية الجميع لأن الشبكة الكهربائية الحالية بالقاعة ليست محمية فتوقفت المسرحيات والأفلام والتظاهرات.
اجتماع المجلس البلدي مع المندوب الجهوي للشباب والرياضة والتربية البدنية بنابل
بنية تحتية مهترئة لا تشجع على العمل..
فضلات تغطي العشب الأخضر جعلته يختنق وأبواب مهشمة لا تليق بمكان يمارس فيه الفن، ناهيك عن قاعة العرض التي أصبحت مكانا يحيل على الخراب والاختناق، فلا الأضواء التي تنير المسرح تعمل ولا دورة المياه موجودة.
المتأمل في دار الثقافة سيرى حتما تلك الجدران المخربة والأوساخ الموجودة في بعض الأماكن والقاعات التي أصبحت مغلقة وحتى الشمس لا تستطيع الدخول إليها لتبعث فيها الدفء ولا يمكن أن نمر دون أن ننسى كوابل الكهرباء التي تتدلدل من الحائط دون حماية.
رغم هذه الظروف الصعبة فإن المنشطين والمدير يحاولون قدر المستطاع تهيئة القاعات وتزويقها لدفع الشباب للقدوم و لحب العمل الفني. إذ أن نادي الفنون التشكيلية يقوم بالتحضير للمشاركة في الصالون الجهوي لنوادي الفنون التشكيلىة لدور الثقافة التي ستقام في مرحلة أولى على المستوى الجهوي وفي مرحلة ثانية على مستوى الوطني رغم عدم توفر لوازم العمل في بعض الأحيان. إذ أوضحت أنه عملية شراء المستلزمات تشرف عليها المندوبية الجهوية للثقافة لذلك تطول الإجراءات لأنها هي التي تؤمن خلاص المزود الشيء الذي يؤدي إلى تعطل نشاط النادي.
منظومة فنية تقليدية ...غياب الابداع..
سفيان العاشوري، مخرج سينمائي من شباب مدينة قرمبالية عبر عن استيائه من الوضعية الثقافية الموجودة عليها المدينة. فقد أشار كذلك إلى مشكل دار الثقافة وبنيتها التحتية المهترئة مؤكدا أن شباب ومثقفي الجهة حاولوا الدفع بالملف لكن ليس هناك أي تغيير. كما عبر عن رغبته في أن تكون دار ثقافة مواكبة للعصر لأن معتمدية قرمبالية تستحق أن تكون حية ثقافيا وذلك باعتبارها كبيرة أولا تاريخيا وثانيا من حيث عدد السكان. وأكد كذلك أن هناك غياب كلي للمقاهي الثقافية الخاصة بالمدينة التي من شأنها جعل الأنشطة أكثر اثراء وتنوع.
المخرج السينمائي انتقد كذلك النشاط التقليدي الذي تمارسه دار الشباب إذ اعتبرها مؤسسة غير متجددة وهو ما يفسر عزوف الشباب داعيا إلى العمل أكثر على تطوير العلاقة بين الشباب والمنشط وتطوير بشكل عام المؤسسات الشبابية والثقافية لمواكبة العصرخاصة في ظل تواجد مواقع الميديا الاجتماعية التي تعمل على تعميق هذا العزوف
ودعا العاشوري إلى ضرورة تأسيس جمعيات من شأنها الدفع بالمجال الثقافي والرياضي مطالبا بمجلس محلي للثقافة يقيم الوضع الثقافي ويشخص كل الإشكاليات الشبابية بالمدينة إلى جانب البحث عن أسباب غياب قرمبالية في الأنشطة الثقافية على المستوى الجهوي والوطني.
معضلة قانونية تازم الوضع...
إن مشكلة دار الثقافة تتمثل في كونها مبنية على أرض على ملك البلدية ووزارة الثقافة لم تتدخل للصيانة بحجة أنها لا يمكن أن تبدأ الأشغال في أرض ليست ملكها. لكن أوضح رئيس البلدية أن وزارة الثقافة تريد نقل الملكية لكن المجلس البلدي قرر عدم منح الأرض للوزارة لعدة أسباب من بينها أن الأرض هي كذلك على ملك الأجانب ولا يمكن التفويت فيها. كما أضاف أنه ليس هناك إرادة من قبل الوزارة لحل مشكلة دار الثقافة والبلدية لا يمكن أن تقوم بصيانتها لأنها ليست بعهدتها مؤكدا أنه يمكن أن تساهم البلدية في دعم الأنشطة الثقافية والتدخل لرفع الفضلات إذ طلبوا منها ذلك بمراسلة كتابية. وأشار كذلك أن الوزارة لديها حلين إما إن تقوم بصيانة الدار أو تحول الميزانية المخصصة لدار الثقافة إلى البلدية مقترحا استبدال صيانة البناية ب400 مليون تقريبا ببناء مركب ثقافي يكون أنفع وأحسن تمارس داخله مختلف الأنشطة ويحتوي على إقامة تتكفل بلدية قرمبالية بتسيلم قطعة أرض لها في المدينة لإنجاز المشروع من أجل تنشيط الحياة الثقافية الميتة حسب تعبيره.
جمعيات ثقافية ورياضية شبابية تحاول تنشيط الجانب الثقافي والرياضي في المدينة لخلق ديناميكية كبيرة . فعلى الرغم من بعض الصعوبات المادية التي تعيشها إلا أنها استطاعت أن تحقق نجاحات عديدة وتشرف المنطقة.
نادي ألعاب القوى بقرمبالية هو مثال على الجمعيات التي رغم العراقيل والصعوبات المالية حققت نجاحات على المستوى الوطني والدولي. مجازون من مختلف الأعمار و الاختصاصات، شاركوا في ملتقيات دولية في الجزائر وفازوا بالألقاب إلى جانب فوزهم الدائم بالألقاب والميداليات و حصولهم على ترتيب جيد جدا في سلم الأندية في تونس. كما تحقق كرة السلة وكرة اليد وتنس الطاولة نتائج جيدة رغم الصعوبات المالية.
"الحياة الشبابية والثقافية والرياضية بقرمبالية هي حياة نشطة لكن ليست في المستوى المأمول والراغبين فيه "هذا ما أكده رئيس بلدية قرمبالية مكرم بن عطية . فقد أشار إلى أنه على المستوى الشبابي هناك مجموعة هامة من الجمعيات غير الرياضية تنشط في المجال الاجتماعي والثقافي ولكن قلة منهم تقدم الإضافة إذ أن البقية في سبات عميق موضحا أن من بين 5 أفواج كشافة في المنطقة البلدية لا تنشط منها إلا ثلاثة إضافة إلى بعض الجمعيات الأخرى على غرار جمعية رؤيا الشباب الطموح التي على الرغم من كونها جمعية فتية وجديدة بروح شبابية إلا أنها قامت في المدة الوجيزة بأنشطة هامة على مستوى المدينة من خلال رسم بعض الصور على الجدران.
صورة على الجدران من أعمال جمعية رؤية الشباب الطموح
مبادرات و مساعي لتغيير الواقع المتردي ..
لتجاوز الصعوبات التي تعرقل الجمعيات وتقف حائلا أمام حركية المدينة ثقافيا ورياضيا تسعى البلدية إلى دعم من تتقدم إليها بمطالب. إذ تم منح البعض منهم لمقرات على غرار الهلال الأحمر والمصائف وإسناد منح لجمعيات أخرى في مختلف الأنشطة كالدالية الرياضية التي تحصلت على دعم بقيمة 90 مليون.
يوجد في مدينة قرمبالية منشآت رياضية هامة لكن غير كافية أمام تزايد الأنشطة الرياضية لذلك أكد المندوب الجهوي للشباب والرياضة والتربية البدنية بنابل ، نزار العوسجي، أنه سيتم إنجاز العديد من المشاريع لفائدة قرمبالية في قطاع الشباب والرياضة منها ماهو بصدد الإنجاز ومنها ماهو بصدد الإعداد للإنجاز في مراحل قادمة. وقد أوضح أن مشروع المدارج وتهييئة مدخل ملعب الرياضي بقرمبالية تقدمت فيه الأشغال بنسبة 95% وذلك بتكلفة 2مليارات بالشراكة مع البلدية واعدا باستكمال تجهيز دار الشباب براديو وتلفزيون واب ..
كما أضاف أن هناك مشاريع أخرى تمت مناقشتها مع أعضاء المجلس البلدي لإيجاد تمويلات لها و لإنجازها على غرار القاعة المغطاة الثانية التي خصصت لها البلدية 600ألف دينار في ميزانيتها 2020 والتي ستسعى المندوبية مع الوزارة لاستكمال بقية الاعتمادات المتمثلة في مليار و مائتين بالنسبة للقسط الأول و مليار وأربعة مائة بالنسبة للقسط الثاني. وقد وضح رئيس بلدية قرمبالية، مكرم عطية، أن هذه القاعة ستكون أكبر من الأولى وذلك لتمكين الشباب من ممارسة الرياضة داخل القاعة خاصة الفتيات اللواتي حرمن من ممارسة التمارين في القاعة الحالية لأنه لا يوجد أوقات لذلك مما جعل الدالية الرياضية بقرمبالية تختار الاستغناء عن صنف الفتيات رغم تحقيقه لعدة انتصارات.
لجعل الشباب يقبلون عن الحياة الرياضية وجعل المدينة نابضة أكثر، من المنتظر تركيز مركب رياضي يتكون من الملعب البلدي بقرمبالية وقاعة المغطاة و ملعبي تنس و مسبح في المدى المتوسط ذا مواصفات أولمبية مع إقامة متكاملة فيها مقهى ومطعم وغرف للنوم للمنتخبات التي تريد التربص في المنطقة إلى جانب تهيئة الحدائق العمومية وانشاء فضاءات داخلها لتمكين الشباب من ممارسة أنشطته. كما سيتم تحويل مقر الروضة البلدية ، حسب التصور العام لرئيس البلدية، إلى فضاء للتخييم وللاصطياف ومقرات للجمعيات وفضاء للمعارض ولممارسة الألعاب الفكرية بكل حرية.
في انتظار الوفاء بالوعود وانجاز المشاريع وانتهاء جائحة الكورونا وخاصة إيجاد حل لدار الثقافة يبقى الجميع ينتظر أن تصبح قرمبالية مدينة حية ثقافيا ورياضيا بروح جديدة وبجمعيات نشطة.
مرفت شكتمي
