إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رغم قبولها الوقتي .."الحديقة الرياضية بحيدرة" من متنفس الى مصدر قلق ومخاوف ومطالبة بلجنة لمعاينة الإخلالات المسجلة ..

-البلدية تستنكر عدم تشريكها في متابعة المشروع و مندوبية الشباب والرياضة توّضح

الحديقة الرياضية بحيدرة مشروع قديم متجدد أثار الكثير من الجدل في هذه الفترة رغم بلوغه مرحلة التسليم الوقتي واستقباله لرواد الرياضة بالجهة، والحديث عن وجود عديد الاخلالات التي وصفها البعض بالمتعمدة والتي ترتقي الى الفساد والدعوة الى ضرورة تكوين لجنة لمعاينتها واتخاذ مايلزم من الاجراءات في الموضوع بما يضمن استغلال مكوناته في كنف شروط السلامة.

مشروع من مكسب و متنفس الى نقمة:

"هل يستنى لنا الفرح بهذا المكسب أم الندم على انجازه على شاكلته الحالية المحفوفة بالمخاطر ؟" يفتتح نائب رئيس جمعية الشباب الرياضي بحيدرة وأستاذ التربية البدنية محمد فريضي حديثه لـ"الصباح" ، حيث امتزج كلامه بين الفرح المبتور بانجاز مشروع رياضي بحيدرة يمثل المتنفس للصغار والشباب وانتظره الكثيرون من اهالي المنطقة وبين الغضب والحزن على كيفية الأشغال التي غابت فيها شروط السلامة كشرط أساسي يلازم هكذا مشاريع موجهة لفئات حساسة وفق قوله.

وأشار الفريضي إلى أن الحديقة الرياضية مشروع مهم بحيدرة لكن عندما تم قبوله الوقتي منذ عام تقريبا وتسليمه الى بلدية المكان انطلقوا كجمعية رياضية في القيام باستغلاله وتجربته ، ليتبين للجميع وجود عدة اخلالات واضحة أهمها مايتعلق بمعايير وشروط السلامة الغائبة خاصة مايتعلق بمكان تركيز الأعمدة الكهربائية مع سور المنشأة تماما والزيادة اللامبررة في العدد (22 عمودا) وهو مايجعل رواد هذا الفضاء في خطر الاصطدام والمخاطر المختلفة أينما ولوا وجهتهم حسب توصيفه خاصة باعتبار أعمارهم المتراوحة بين 7 سنوات الى مافوق 14 سنة ، حسب الاصناف صلب الجمعية (صنف البراعم ،المدارس، والأداني والأصاغر)  مؤكدا حدوث حادثة مؤلمة لأحد الاطفال تحت اشرافه الى كسر في الساق بعد اصطدامه بأحد الاعمدة في هذا الفضاء وهو ما زاد في غضب وتوتر أغلب الاهالي وأهل الاختصاص وخاصة خوفهم كمشرفين على عدة اصناف من الاطفال التابعين للجمعية الرياضية وأضحت الأعصاب على أشدها حتى في انشطتهم العادية وحصص التدريبات وتبقى الامنيات أن تمر الأمور بكل سلامة وهدوء ، وهذه الأمور قلصت حتى من حجم العطاء وحماس الأطفال مخافة تكرار نفس الحادثة.

كما أضاف أن الاخلالات تعلقت كذلك بأمكنة فوانيس الاضاءة التي قال أن في مختلف معايير العالم وعالم الرياضة لا يمكن ان تكون فوق شباك المرمى ولا بذاك العلو البسيط الذي يجعلها عرضة للتكسير مهما كانت نوعية تسديد الكرة وبالتالي يسهرون كذلك في تدريباتهم على الحذر في التسديدات لتجنب كسرها وهذه عوامل لا تجعل الصغار يتدربون براحة أو يبرزون طاقتهم ومواهبهم خاصة مع صغر مساحة الملعب المعشب المصغر الذي قال في شأنه أن أرضية عشبه الاصطناعي تشوبها اخلالات أيضا وقاموا كجمعية رياضية ومجتمع مدني بتوثيق ذلك في صور وفيديوات تثبت عدم ثباتها وسهولة اقتلاع حافاتها و تم نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي أو الحديث عنها عبر وسائل اعلامية وراسلوا البلدية والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالقصرين للفت نظرها الى هذه الاشكالات والسعي الى تجاوزها ولكن لم يتم التجاوب معهم الى هذا اليوم حسب تعبيره.

كما أكد انهم تواصلوا مع بعض المهندسين أصيلي حيدرة وقاموا بمعاينة للمشروع ليؤكدوا بدورهم على وجود هذه الاخلالات، مشددا على أن هذه الأخطاء تعتبر متعمدة بتكررها وتعددها وهنا الحديث يصب على اهدار للمال العام وفساد متعمد وفق قوله خاصة مع منع المقاول والمهندس البلدية من متابعة ومراقبة المشروع إلى حد موعد التسليم الوقتي.

ويختم محدثنا أنهم لا يزالون ثابتون على موقفهم بتجاوز الاخلالات المثبتة في اقرب الآجال بعد أن ماطلت سلط الاشراف في التفاعل مع هذا النداء طويلا مع تحميل المسؤوليات لكل من يثبت تقصيره أو تعمده العبث بهذا المشروع الذي قال أن كلفته لا يمكن أن تتلائم مع ما تم انجازه (ما يناهز 650 ألف دينار) وجعل فرحتهم منقوصة وكأنه كتب في قدر أهالي حيدرة أن لا يفرحوا بأي مشروع ينجز بالمعتمدية وعدم القطع مع عادة انجاز المشاريع على غير المواصفات المطلوبة وفق قوله وقول العديد من الناشطين بالمجتمع المدني بحيدرة في افادات "للصباح" كما اشاروا الى انه طالما لا يتوفر على شروط السلامة فبالتالي لم يتم اعتماد المقاييس المعمول بها في هكذا مشاريع رياضية وما تبريرات ضيق المساحة الا تبريرات واهية لوجود مساحات لم يتم حسن استغلالها وملعب كرة السلة ترك كما هو فكيف تم التصرف في هذه الاعتمادات واهدارها بسوء التصرف مع تعريض حياة الصغار للخطر  ووجب تحميل المسؤوليات مع معالجة الاخلالات التي نتجت عن مشروع تحت عنوان الصيانة حسب تعبيرهم  .

البلدية تؤكد عدم تشريكها في متابعة أو مراقبة المشروع :

 بلدية حيدرة وعلى لسان رئيسها كمال بوضيافي أكد خلالها" للصباح" أن هذا المشروع القديم المتجدد منذ 2010 وتعطلت أشغاله والمتكون من 3 ملاعب لم يتم تشريك البلدية سواء في متابعته أو مراقبته مع أنهم طرف أساسي فيه وأن مندوبية الشباب والرياضة والمقاول المشرف على الأشغال والمهندسين قاموا بالأشغال بشكل أحادي الى حدود القبول الوقتي أو التسليم الوقتي للمشروع للبلدية وتسليمهم مفاتيح المنشأة لتصبح تحت اشرافهم . مشيرا الى انه تم تغييبهم حتى عن حضور حفل التسليم حسب تعبيره.

كما أكد أنه كرئيس بلدية حيدرة لم يوقع على أي وثيقة تسليم او غيرها وأنهم بعد موعد التسليم ارادت الجمعية الرياضية سالفة الذكر استغلال المنشأة وتجربتها ليتم اعلامهم من طرفها ومن طرف عدد من مكونات المجتمع المدني بوجود اخلالات واضحة فيها وعلى رأسها غياب شروط السلامة ، فقاموا بمراسلات عدة للمندوبية للفت نظرهم ومعاينة المخالفات المشار اليها لكن لم يتم التفاعل الجدي والاكتفاء بوعود متعددة بزيارتها حسب تعبيره.

من جهته أفاد عضو المجلس البلدي والمكلف بالأشغال بالبلدية مراد زارعي ل"الصباح" أن هذا المشروع كان قد تعرض بعد الثورة الى أعمال تخريب وسرقة وكان سيكون في طي النسيان كذلك أو تحويله الى جهة أخرى غير حيدرة وفق قوله ، لكنهم استبشروا خيرا بعودة أشغاله لكن ماصاحبه من اخلالات يحتم ضرورة التعجيل في تلافيها في أقرب وقت لخطورتها وتكوين لجنة متابعة مشتركة للمعاينة واتخاذ الاجراءات اللازمة ، حيث اكد الزارعي على أن الاشكاليات تحدث في اغلب المشاريع ولكن ما يجعلهم يتشبثون بضرورة معالجة الأمر هو شرط السلامة غير المتوفر تماما وفق تعبيره ولا يمكن التغاضي عنه خاصة في مايتعلق بالأعمدة الكهربائية وكيفية تثبيتها مع الجدران وصعوبة حلحلة اشكالها أو كذلك عدم الاجتهاد لتغطيتها بمواد تحمي الأطفال ورواد الفضاء المعرضون للمخاطر مع أي مجهود يقومون به ، الى جانب حوافي بعض الجدران للسور وغيره التي كانت حادة عوض أن تكون مثلا على شكل دائري حماية للصغار وفق قوله.

كما أشار الى أن الجهات المشرفة على المشروع قاموا به بأنفسهم دون تشريك لأطراف أخرى خاصة البلدية ولم يتم تمكينهم من أي عينات للرسوم المصاحبة للمشروع ومكوناته حتى يتسنى لهم متابعته ومراقبته مع أنه يعتبر مشروع بلدي وأن بلدية المكان كانت قد رصدت من جانبها ما يقارب 80 ألف دينار لهذا المشروع المتنفس للجهة.

مندوبية الشباب والرياضة توّضح:

وفي توضيح لرئيس مصلحة البنايات والتجهيز بالمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالقصرين هيثم الغضباني "للصباح" أشار الى أن الحديقة الرياضية بحيدرة هو مشروع مهم بالمعتمدية البعيدة جدا عن مركز الولاية ومتكون من 3 ملاعب مصغرة لكرة القدم وكرة السلة وآخر مصغر معشب ووحدات صحية.

وهذا من المشاريع القديمة المتجددة الذي توقفت أشغاله ابان الثورة ثم عادت الأشغال في سبتمبر سنة 2020 تحت عنوان للتهيئة والصيانة بميزانية التنمية لوزارة الشباب والرياضة ، ومدة انجازه 150 يوما تعتمد على تعشيب الارضية للملعب المصغر لكرة القدم وتهيئة عامة خاصة لحجرات الملاعب والمحيط الداخلي والخارجي للمشروع بكلفة تناهز 500 ألف دينار و الذي تم قبوله الوقتي في أفريل سنة 2021 .

الغضباني أكد بدوره على أن الاخلالات الموجودة تعلقت أساسا بالأعمدة الكهربائية التي لم يكن بالامكان تركيزها خارج هذه المنشأة الرياضية باعتبار تواجد طرقات أو عقارات تابعة لملك الدولة وبالتالي حاولوا تجنب الاعتداء على ملك الدولة ، كما تحدث على أن المهندس الاستشاري للمشروع كانت له تبريراته خاصة ضيق المساحة والاعتمادات المرصودة وماجاور الفضاء من أملاك عمومية حسب قوله.

كما أشار الى أنه تم تسليم المشروع إلى بلدية المكان منذ سنة ونصف وهو تحت تصرفها من ذاك التاريخ في انتظار التسليم النهائي وأن الاستغلال المفرط للفضاء من تدريبات او مقابلات دورية من شأنه أن يخلق الضرر كذلك بالفضاء نظرا لغياب الرقابة والمتابعة من طرف البلدية.

كما تحدث عن أن الولاية هي الجهة المكلفة بتنفيذ هذا المشروع بالتنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز بالجهة وان الاعتمادات المالية تضخ بدائرة المجلس الجهوي والوزارة ماهي الا طرف ممول في المشروع و متابعته ومتابعة مختلف مشاريع الشباب والرياضة ، وأنهم يكونون دائما متواجدين في متابعة المشاريع اما عن طريق الاستدعاءات بالتنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز أو عن طريق دورهم الرقابي ورفع تقاريرهم في الغرض .

مضيفا أنه يفترض على  البلدية ان تقوم بواجبها ودورها في مراقبة هذا المشروع ومشاريع الشباب والرياضة خاصة منها الملاعب البلدية حتى بصفة فردية ورفع تقاريرها ، مشيرا الى تواجد عدة بلديات بالجهة ككل ومشاركتها لهم في متابعة هكذا مشاريع  على غرار بلديات فوسانة والقصرين المدينة ، عن طريق التنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز مهما كانت مراحل المشروع ( دراسات او أشغال) بتكليف طرف منها للحضور في زيارات المتابعة لحضيرة أشغال أو ما جاور ذلك. لكن بلدية حيدرة تعذر عليها الحضور للمتابعة والمراقبة ربما لهكذا أسباب وأن مندوبية الشباب والرياضة بالقصرين غير ملزمة بدعوة أطراف المشاريع وليس من مهامها هذا الأمر وانما هي كذلك طرف يتم دعوته مثلها مثل باقي الاطراف الأخرى وفق قوله.

مضيفا أن البلدية ان أرادت أي شيء ما سواء في متابعة أو مراقبة المشاريع خاصة منها ذات الصبغة البلدية  أو حتى الحصول على وثائق أو عينات من مخططات المشروع عليها بالتواصل والتنسيق مع مصالح الادارة الجهوية للتجهيز بالجهة .

كما تحدث عن أن الاشكالات التقنية في هذا المشروع الرياضي يمكن تجاوزها وسيتم في الاسبوع المقبل تكوين لجنة متابعة اثر التنسيق مع معتمد حيدرة لزيارة المنشأة ومعاينة الاخلالات وتدارس امكانيات معالجتها حتى ان تطلب الأمر رصد اعتمادات مالية اضافية والبحث في العقارات المجاورة ، وأن الموضوع سيكون في طريقه الى الحل لمحالة حسب تعبيره.

                                              صفوة قرمازي

رغم قبولها الوقتي .."الحديقة الرياضية بحيدرة" من متنفس الى مصدر قلق ومخاوف ومطالبة بلجنة لمعاينة الإخلالات المسجلة   ..

-البلدية تستنكر عدم تشريكها في متابعة المشروع و مندوبية الشباب والرياضة توّضح

الحديقة الرياضية بحيدرة مشروع قديم متجدد أثار الكثير من الجدل في هذه الفترة رغم بلوغه مرحلة التسليم الوقتي واستقباله لرواد الرياضة بالجهة، والحديث عن وجود عديد الاخلالات التي وصفها البعض بالمتعمدة والتي ترتقي الى الفساد والدعوة الى ضرورة تكوين لجنة لمعاينتها واتخاذ مايلزم من الاجراءات في الموضوع بما يضمن استغلال مكوناته في كنف شروط السلامة.

مشروع من مكسب و متنفس الى نقمة:

"هل يستنى لنا الفرح بهذا المكسب أم الندم على انجازه على شاكلته الحالية المحفوفة بالمخاطر ؟" يفتتح نائب رئيس جمعية الشباب الرياضي بحيدرة وأستاذ التربية البدنية محمد فريضي حديثه لـ"الصباح" ، حيث امتزج كلامه بين الفرح المبتور بانجاز مشروع رياضي بحيدرة يمثل المتنفس للصغار والشباب وانتظره الكثيرون من اهالي المنطقة وبين الغضب والحزن على كيفية الأشغال التي غابت فيها شروط السلامة كشرط أساسي يلازم هكذا مشاريع موجهة لفئات حساسة وفق قوله.

وأشار الفريضي إلى أن الحديقة الرياضية مشروع مهم بحيدرة لكن عندما تم قبوله الوقتي منذ عام تقريبا وتسليمه الى بلدية المكان انطلقوا كجمعية رياضية في القيام باستغلاله وتجربته ، ليتبين للجميع وجود عدة اخلالات واضحة أهمها مايتعلق بمعايير وشروط السلامة الغائبة خاصة مايتعلق بمكان تركيز الأعمدة الكهربائية مع سور المنشأة تماما والزيادة اللامبررة في العدد (22 عمودا) وهو مايجعل رواد هذا الفضاء في خطر الاصطدام والمخاطر المختلفة أينما ولوا وجهتهم حسب توصيفه خاصة باعتبار أعمارهم المتراوحة بين 7 سنوات الى مافوق 14 سنة ، حسب الاصناف صلب الجمعية (صنف البراعم ،المدارس، والأداني والأصاغر)  مؤكدا حدوث حادثة مؤلمة لأحد الاطفال تحت اشرافه الى كسر في الساق بعد اصطدامه بأحد الاعمدة في هذا الفضاء وهو ما زاد في غضب وتوتر أغلب الاهالي وأهل الاختصاص وخاصة خوفهم كمشرفين على عدة اصناف من الاطفال التابعين للجمعية الرياضية وأضحت الأعصاب على أشدها حتى في انشطتهم العادية وحصص التدريبات وتبقى الامنيات أن تمر الأمور بكل سلامة وهدوء ، وهذه الأمور قلصت حتى من حجم العطاء وحماس الأطفال مخافة تكرار نفس الحادثة.

كما أضاف أن الاخلالات تعلقت كذلك بأمكنة فوانيس الاضاءة التي قال أن في مختلف معايير العالم وعالم الرياضة لا يمكن ان تكون فوق شباك المرمى ولا بذاك العلو البسيط الذي يجعلها عرضة للتكسير مهما كانت نوعية تسديد الكرة وبالتالي يسهرون كذلك في تدريباتهم على الحذر في التسديدات لتجنب كسرها وهذه عوامل لا تجعل الصغار يتدربون براحة أو يبرزون طاقتهم ومواهبهم خاصة مع صغر مساحة الملعب المعشب المصغر الذي قال في شأنه أن أرضية عشبه الاصطناعي تشوبها اخلالات أيضا وقاموا كجمعية رياضية ومجتمع مدني بتوثيق ذلك في صور وفيديوات تثبت عدم ثباتها وسهولة اقتلاع حافاتها و تم نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي أو الحديث عنها عبر وسائل اعلامية وراسلوا البلدية والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالقصرين للفت نظرها الى هذه الاشكالات والسعي الى تجاوزها ولكن لم يتم التجاوب معهم الى هذا اليوم حسب تعبيره.

كما أكد انهم تواصلوا مع بعض المهندسين أصيلي حيدرة وقاموا بمعاينة للمشروع ليؤكدوا بدورهم على وجود هذه الاخلالات، مشددا على أن هذه الأخطاء تعتبر متعمدة بتكررها وتعددها وهنا الحديث يصب على اهدار للمال العام وفساد متعمد وفق قوله خاصة مع منع المقاول والمهندس البلدية من متابعة ومراقبة المشروع إلى حد موعد التسليم الوقتي.

ويختم محدثنا أنهم لا يزالون ثابتون على موقفهم بتجاوز الاخلالات المثبتة في اقرب الآجال بعد أن ماطلت سلط الاشراف في التفاعل مع هذا النداء طويلا مع تحميل المسؤوليات لكل من يثبت تقصيره أو تعمده العبث بهذا المشروع الذي قال أن كلفته لا يمكن أن تتلائم مع ما تم انجازه (ما يناهز 650 ألف دينار) وجعل فرحتهم منقوصة وكأنه كتب في قدر أهالي حيدرة أن لا يفرحوا بأي مشروع ينجز بالمعتمدية وعدم القطع مع عادة انجاز المشاريع على غير المواصفات المطلوبة وفق قوله وقول العديد من الناشطين بالمجتمع المدني بحيدرة في افادات "للصباح" كما اشاروا الى انه طالما لا يتوفر على شروط السلامة فبالتالي لم يتم اعتماد المقاييس المعمول بها في هكذا مشاريع رياضية وما تبريرات ضيق المساحة الا تبريرات واهية لوجود مساحات لم يتم حسن استغلالها وملعب كرة السلة ترك كما هو فكيف تم التصرف في هذه الاعتمادات واهدارها بسوء التصرف مع تعريض حياة الصغار للخطر  ووجب تحميل المسؤوليات مع معالجة الاخلالات التي نتجت عن مشروع تحت عنوان الصيانة حسب تعبيرهم  .

البلدية تؤكد عدم تشريكها في متابعة أو مراقبة المشروع :

 بلدية حيدرة وعلى لسان رئيسها كمال بوضيافي أكد خلالها" للصباح" أن هذا المشروع القديم المتجدد منذ 2010 وتعطلت أشغاله والمتكون من 3 ملاعب لم يتم تشريك البلدية سواء في متابعته أو مراقبته مع أنهم طرف أساسي فيه وأن مندوبية الشباب والرياضة والمقاول المشرف على الأشغال والمهندسين قاموا بالأشغال بشكل أحادي الى حدود القبول الوقتي أو التسليم الوقتي للمشروع للبلدية وتسليمهم مفاتيح المنشأة لتصبح تحت اشرافهم . مشيرا الى انه تم تغييبهم حتى عن حضور حفل التسليم حسب تعبيره.

كما أكد أنه كرئيس بلدية حيدرة لم يوقع على أي وثيقة تسليم او غيرها وأنهم بعد موعد التسليم ارادت الجمعية الرياضية سالفة الذكر استغلال المنشأة وتجربتها ليتم اعلامهم من طرفها ومن طرف عدد من مكونات المجتمع المدني بوجود اخلالات واضحة فيها وعلى رأسها غياب شروط السلامة ، فقاموا بمراسلات عدة للمندوبية للفت نظرهم ومعاينة المخالفات المشار اليها لكن لم يتم التفاعل الجدي والاكتفاء بوعود متعددة بزيارتها حسب تعبيره.

من جهته أفاد عضو المجلس البلدي والمكلف بالأشغال بالبلدية مراد زارعي ل"الصباح" أن هذا المشروع كان قد تعرض بعد الثورة الى أعمال تخريب وسرقة وكان سيكون في طي النسيان كذلك أو تحويله الى جهة أخرى غير حيدرة وفق قوله ، لكنهم استبشروا خيرا بعودة أشغاله لكن ماصاحبه من اخلالات يحتم ضرورة التعجيل في تلافيها في أقرب وقت لخطورتها وتكوين لجنة متابعة مشتركة للمعاينة واتخاذ الاجراءات اللازمة ، حيث اكد الزارعي على أن الاشكاليات تحدث في اغلب المشاريع ولكن ما يجعلهم يتشبثون بضرورة معالجة الأمر هو شرط السلامة غير المتوفر تماما وفق تعبيره ولا يمكن التغاضي عنه خاصة في مايتعلق بالأعمدة الكهربائية وكيفية تثبيتها مع الجدران وصعوبة حلحلة اشكالها أو كذلك عدم الاجتهاد لتغطيتها بمواد تحمي الأطفال ورواد الفضاء المعرضون للمخاطر مع أي مجهود يقومون به ، الى جانب حوافي بعض الجدران للسور وغيره التي كانت حادة عوض أن تكون مثلا على شكل دائري حماية للصغار وفق قوله.

كما أشار الى أن الجهات المشرفة على المشروع قاموا به بأنفسهم دون تشريك لأطراف أخرى خاصة البلدية ولم يتم تمكينهم من أي عينات للرسوم المصاحبة للمشروع ومكوناته حتى يتسنى لهم متابعته ومراقبته مع أنه يعتبر مشروع بلدي وأن بلدية المكان كانت قد رصدت من جانبها ما يقارب 80 ألف دينار لهذا المشروع المتنفس للجهة.

مندوبية الشباب والرياضة توّضح:

وفي توضيح لرئيس مصلحة البنايات والتجهيز بالمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالقصرين هيثم الغضباني "للصباح" أشار الى أن الحديقة الرياضية بحيدرة هو مشروع مهم بالمعتمدية البعيدة جدا عن مركز الولاية ومتكون من 3 ملاعب مصغرة لكرة القدم وكرة السلة وآخر مصغر معشب ووحدات صحية.

وهذا من المشاريع القديمة المتجددة الذي توقفت أشغاله ابان الثورة ثم عادت الأشغال في سبتمبر سنة 2020 تحت عنوان للتهيئة والصيانة بميزانية التنمية لوزارة الشباب والرياضة ، ومدة انجازه 150 يوما تعتمد على تعشيب الارضية للملعب المصغر لكرة القدم وتهيئة عامة خاصة لحجرات الملاعب والمحيط الداخلي والخارجي للمشروع بكلفة تناهز 500 ألف دينار و الذي تم قبوله الوقتي في أفريل سنة 2021 .

الغضباني أكد بدوره على أن الاخلالات الموجودة تعلقت أساسا بالأعمدة الكهربائية التي لم يكن بالامكان تركيزها خارج هذه المنشأة الرياضية باعتبار تواجد طرقات أو عقارات تابعة لملك الدولة وبالتالي حاولوا تجنب الاعتداء على ملك الدولة ، كما تحدث على أن المهندس الاستشاري للمشروع كانت له تبريراته خاصة ضيق المساحة والاعتمادات المرصودة وماجاور الفضاء من أملاك عمومية حسب قوله.

كما أشار الى أنه تم تسليم المشروع إلى بلدية المكان منذ سنة ونصف وهو تحت تصرفها من ذاك التاريخ في انتظار التسليم النهائي وأن الاستغلال المفرط للفضاء من تدريبات او مقابلات دورية من شأنه أن يخلق الضرر كذلك بالفضاء نظرا لغياب الرقابة والمتابعة من طرف البلدية.

كما تحدث عن أن الولاية هي الجهة المكلفة بتنفيذ هذا المشروع بالتنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز بالجهة وان الاعتمادات المالية تضخ بدائرة المجلس الجهوي والوزارة ماهي الا طرف ممول في المشروع و متابعته ومتابعة مختلف مشاريع الشباب والرياضة ، وأنهم يكونون دائما متواجدين في متابعة المشاريع اما عن طريق الاستدعاءات بالتنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز أو عن طريق دورهم الرقابي ورفع تقاريرهم في الغرض .

مضيفا أنه يفترض على  البلدية ان تقوم بواجبها ودورها في مراقبة هذا المشروع ومشاريع الشباب والرياضة خاصة منها الملاعب البلدية حتى بصفة فردية ورفع تقاريرها ، مشيرا الى تواجد عدة بلديات بالجهة ككل ومشاركتها لهم في متابعة هكذا مشاريع  على غرار بلديات فوسانة والقصرين المدينة ، عن طريق التنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز مهما كانت مراحل المشروع ( دراسات او أشغال) بتكليف طرف منها للحضور في زيارات المتابعة لحضيرة أشغال أو ما جاور ذلك. لكن بلدية حيدرة تعذر عليها الحضور للمتابعة والمراقبة ربما لهكذا أسباب وأن مندوبية الشباب والرياضة بالقصرين غير ملزمة بدعوة أطراف المشاريع وليس من مهامها هذا الأمر وانما هي كذلك طرف يتم دعوته مثلها مثل باقي الاطراف الأخرى وفق قوله.

مضيفا أن البلدية ان أرادت أي شيء ما سواء في متابعة أو مراقبة المشاريع خاصة منها ذات الصبغة البلدية  أو حتى الحصول على وثائق أو عينات من مخططات المشروع عليها بالتواصل والتنسيق مع مصالح الادارة الجهوية للتجهيز بالجهة .

كما تحدث عن أن الاشكالات التقنية في هذا المشروع الرياضي يمكن تجاوزها وسيتم في الاسبوع المقبل تكوين لجنة متابعة اثر التنسيق مع معتمد حيدرة لزيارة المنشأة ومعاينة الاخلالات وتدارس امكانيات معالجتها حتى ان تطلب الأمر رصد اعتمادات مالية اضافية والبحث في العقارات المجاورة ، وأن الموضوع سيكون في طريقه الى الحل لمحالة حسب تعبيره.

                                              صفوة قرمازي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews