إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غسالة النوادر تضرب مجددا

 

تونس-الصباح

مشاهد الفيضانات التي تجتاح عدد من مناطق البلاد، أن لم نقل كلها، تتكرر مع كل موسم للأمطار.. لتتحول نعمة الغيث النافع ، التي ينتظرها الجميع للاستبشار بانطلاق الموسم الفلاحي بعد جفاف مطول، إلى نقمة بالنظر إلى مشاكل البنية التحتية التي تعاني منها بلادنا بسبب الفساد الذي عصف بكل القطاعات بما فيها احداث الطرقات والمدارس والقناطر، لتتحول مياه الأمطار إلى سيول جارفة والى اوحال تجتاح الطرقات والمنازل والمحلات ولتتسبب في شلل على مستوى حركة المرور وحتى نسق الحياة اليومي للأفراد، فتحتجز السكان داخل منازلهم او انها تدفعهم لمغادرتها تحسبا لانهيارها فوق رؤوسهم ، حالة من الرعب والفزع تدخل قلوب المواطنين خاصة أُولَئِكَ الذين يقطنون قرب الأودية والانهار.

امطار بمعدلات متواضعة تتحول إلى فيضانات عاتية بسبب ضعف البنية التحتية بقرى ومعتمديات كل ولايات الجمهورية دون استثناء لتتسبب في خسائر في الأرواح على إثر الأمطارالأخيرة التي تهاطلت يومي السبت والأحد 23 و24 اكتوبر 2021 في عدة ولايات كولايات تونس الكبرى وبنزرت والقصرين ..، حيث جرفت السيول معها 3 مواطنين وكم من السيارات، ودمرت العديد من الطرقات كما انجر عنها انهار للمنازل والمدارس .

"الصباح" في عدد اليوم تواكب مخلفات تهاطل الأمطار خلال نهاية الأسبوع لتقف على حجم الخسائر من جهة وعلى الأسباب التي تقف خلف هذا الوضع المزري المتكرر.

تونس العاصمة بركة من الأوحال..وخسائر بشرية ومادية

فتونس العاصمة ،وولايات تونس الكبرى عموما، يصبح التنقل فيها مخيف مع انطلاق تهاطل الغيث، ففي بضع لحظات، تجرف السّيول الأفراد والسيارات وتغمر المياه الشوراع والأنهج والمنازل على خلفية عدم قدرة قنوات الصرف على تصريف المياه ، قنوات سمعنا الكثير عن حملات تطهيرها وتهيئتها قبل انطلاق موسم الأمطار .

فقد طالعتها منذ شهر سبتمبر صور لحملات التطهير والجهر التي لم تطل القنوات فحسب بل وأيضا الأودية، لكنها لم تتعد "البروباغندا" الإعلامية لتنكشف الحقيقة مع أول مطر ينهمر، اذ تغرق أغلب المدن سريعاً في مياه الأمطار والاوحال على اعتبار أن البنية التحتية لا يمكنها أن تستوعب التيارات القوية المتأتية من الأمطار الغزيرة، ولا يمكنها تصريفها فتصبح عاجزة عن تأدية وظائفها على الوجه المطلوب.

وإذ يمكن ارجاع الفيضانات إلى عجز قنوات الصرف الصحي عن استيعاب وتحمل الكميات الكبيرة من الامطار التي تهطل في وقت وجيز، فإن هذا لا يبرر أبدا انهيار البنية التحتية من طرقات ومدارس لم يمر على انجازها الا بعض السنوات وأحيانا بعض الأشهر .

كما أن توقف حركة سير العربات والمترو أصبح مشهدا متكررا على خلفية التراكم الكبير للمياه، على غرار تراكمها على مستوى نفق باب سويقة ونفق المطار ما تسبب في غرق عدة عربات وفي تعطل كبير على مستوى حركة المرور .

لكن الطامة الكبرى في تكبد خسائر الأرواح ، حيث جرفت السيول معها السيارات بمن فيها لتنتشل فرق الحماية جثة شاب يبلغ من العمر 24 سنة على مستوى مجرى المياه ببرج شاكير بعد أن جرفته المياه داخل سيارته.

صور موجعة لخسائر في الأرواح وعلى مستوى البنى التحتية وانهيار للمدارس يحتم على الجهات المعنية التدخل العاجل للوقوف على الأسباب الكامنة خلف مثل هذه الكوارث وخاصة محاسبة الفاسدين الذين نهبوا أموال الصفقات العمومية مقابل مشاريع غير مطابقة للمواصفات تظهر عيوبها مع أول اختبار.

حنان قيراط

 

منوبة ..السيول اقتحمت المنازل..الامطار تكشف من جديد تردي البنية التحتية..

منوبة-الصباح

وغير بعيد عن ولاية تونس ، عاشت ولاية منوبة خلال اليومين الأخيرين على وقع تهاطل كميات هامة من الامطار تراوحت بين 39 مليمتر(المرناقية) و100 مليمتر (طبربة) خلال الليلة الفاصلة بين يومي 23 و 24 أكتوبر 2021 كانت سببا في قطع عدد من الطرقات الحيوية بالجهة على غرار الطريق الوطنية رقم 5 و7 في اكثر من نقطة ، الطريق السريعة x20 ، طريق الكلية على مستوى صنهاجة وعديد الشوارع الرئيسية والانهج وسط المدن ( منوبة ، المرناقية ، دوار هيشر،  الجديدة و طبربة ) ...

فيضان الاودية

وذلك لقوة سيلان المياه التي كانت مشبعة بالاوحال الناتجة في اغلب الاحيان عن فيضان عدد من الأودية الفرعية كوادي الترجمان ووادي سانية بن عبد الله ووادي الدباغ ووادي المحروقة ووادي حي 20 مارس ووادي السعيدة .. سيلان قوي للمياه لم تسعه المجاري ولم تحتويه قنوات التصريف نتج عنه إغراق عدد من المنازل والمحلات والمؤسسات اثر اقتحام المياه لها حيث أضرت  بالتجهيزات والمحتويات في احياء مختلفة كحي بو ستيل وبن يونس  والبرتقال ومحمود الماطري والسيدة المنوبية بمدينة منوبة ، وحي الملاسين ببرج التومي بالبطان ، وإحياء الملاسين والسويح وبير الزيتون ووسط المدينة بطبربة ، وحي الإذاعة بالجديدة ، والسعيدة وبجاوة بوادي الليل ، وحي خالد بن الوليد والبودرية ووسط مدينة دوار هيشر الامر الذي دفع بالمتساكنين الى إطلاق صيحات فزع.

نداءات فزع ..واستغاثة

كما أطلقوا نداءات استغاثة لمصالح البلديات والتجهيز والتطهير والحماية المدنية قصد مساعدتهم على شفط المياه واخراجها من محلات سكناهم وانشطتهم وهو ما تم فعلا ولكن بشكل نسبي نظرا لتعدد النداءات في وقت واحد. كما اقتحمت المياه عددا من المؤسسات التربوية والجامعية وكونت داخلها بركا من الاوحال على غرار مدرسة بو ستيل بمنوبة وإعدادية حي الإذاعة بالجديدة ومعهد حنبعل بطبربة والمدرسة العليا للتجارة بجامعة منوبة حيث كان التحاق التلاميذ والطلبة بها صعبا صبيحة يوم امس .. هذا وقد أدى تهاطل كميات الامطار الاخيرة الى قطع المسالك الفلاحية بمناطق ريفية تابعة لمعتمديات البطان والجديدة وبرج العامري والمرناقية وطبربة ويذكر ان مصالح الحماية المدنية تمكنت من إجلاء 4 مواطنين حوصروا بالمياه والاوحال بمسالك ريف الانصارين التابعة لمعتمدية طبربة..فارتفاع منسوب عدد من الأودية بالجهة كان أبرزها بوادي شافرو و وادي قريانة، في حين لم يكن الارتفاع هاما في منسوب وادي مجردة الذي يعتبر شريان الحياة للاراضي الفلاحية بالولاية، خلف حالة من الارتياح لدى الفلاحين الذين عاد اليهم الأمل في انطلاقة واعدة للموسم الفلاحي الجديد اثر فترة طويلة من الجفاف خلفت لديهم تخوفات حقيقية من المصير المجهول لمختلف انشطتهم ..

من جهته قام محمد شيخ روحو والي منوبة اول امس بزيارات معاينة للاضرار التي لحقت بمنازل ومحلات عدد من المواطنين بمدينة دوار هيشر وأعطى تعليماته لمختلف المصالح ذات الصلة بمواصلة التدخلات السريعة قصد مساعدة هؤلاء المواطنين للعودة إلى نسق حياتهم الطبيعية كما قام صحبة فريق عمل بالاطلاع على منسوب مياه وادي شافرو وقد تلقى خلال الزيارتين عددا من المطالب لتفعيل دور البلديات ومصالح التطهير التي تراخت في اداء مهامها ولإنهاء كثير من الأشغال التي كانت سببا في تازم الوضع البيئي واحد أبرز مسببات تكون البرك واقتحام المياه والاوحال للأحياء ، وفي تصريح لـ "الصباح" أكد محمد شيخ روحو والي الجهة تواصل انعقاد اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة لمتابعة كل المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة في ابانها لدرء الخطر على المواطنين وعائلاتهم مؤكدا أن متابعة الاوضاع الاخيرة كانت حينية حيث تم عقد اللجنة بمقر الادارة الجهوية للحماية المدنية في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة الفاصلة بين يومي السبت  والاحد ولتتواصل المتابعة الى حدود العاشرة ليلا من يوم الأحد وقد تم رصد كل الأضرار وانها لم تكن كارثية وتم التعامل معها بما تستوجبه من اهتمام ودعا في اخر حديثه جميع المواطنين إلى التزام  الحذر خاصة عند التنقل وفي مفترقات  الطرق وعند الجسور.. ولئن تراجعت كميات الامطار خلال يوم امس لتسجل ارفعها بالبطان 27 مليمتر واقلها بمنوبة 11 مليمترا الا انها كشفت من جديد ، خلال نهاية الاسبوع المنقضي، تهرؤ البنية التحتية بمختلف معتمديات ولاية منوبة وايضا حجم التدخلات المنجزة على مستوى جهر وتنظيف البالوعات وتعهد قنوات ومجاري صرف مياه الامطار الذي طالته انتقادات شديدة باعتبارها كانت اغلبها تدخلات بسيطة وسريعة هذا اذا لم نقل صورية ..

عادل عونلي

 

القصرين.. فيضان الأودية.. وسيول من الجزائر عمقت المأساة..

*مناطق عزلت وتسجيل حالتي وفاة

القصرين_الصباح

كما عاشت عدة مناطق بولاية القصرين على وقع نزول كميات هامة من الأمطار توزعت أهمها في معتمديات تالة ، فوسانة ، حيدرة ،سبيبة وجدليان وفقا لمتابعات المعهد الوطني للرصد الجوي للتقلبات المناخية بالبلاد، أسفرت عن خسائر بشرية في معتمدية تالة .

  وأسفرت الكميات الكبيرة المسجلة في معتمدية تالة بمختلف عماداتها خصوصا سيدي سهيل وبولحناش عن فيضان عدة أودية كان أهمها وادي العيون الحمر تزامنا مع الفيضانات التي يشهدها القطر الجزائري مما أدى الى وفاة شخصين بعد جرفت سيول المياه سيارتهما .

وحديثا عن هذه الحادثة الأليمة أفاد المدير الجهوي للحماية المدنية يوسف العافي لـ"الصباح" أن الواقعة جدت مع منتصف الليلة الفاصلة بين السبت والأحد 23و24 أكتوبر، بعد فيضان عدة أودية بالمعتمدية المذكورة حيث تلقوا نداءات بخصوص حادثة جرف سيارة جراء السيول بوادي العيون الحمر من منطقة بولحناش بتالة  على متنها شخصان لتنطلق على اثرها عمليات البحث من ساعات الليل ليتم العثور في الساعات الاولى من صباح الأحد على جثة المفقود الأول واستمرت عمليات البحث عن المفقود الثاني لتمتد حتى حدود وادي سراد من معتمدية تاجروين من ولاية الكاف أين تم العثور على جثة الثانية أي على بعد 20 كلم من نقطة وقوع الحادثة

 معتمد تالة جوهر الشعباني بدوره أكد في تصريح لـ"الصباح " أن المصالح المعنية قاموا بتدخلات لفائدة عدة مساكن حاصرتها المياه خاصة بمنطقة شاكر التي تمثل نقطة هامة لتجمع مياه ما تعرف لدى المواطنين ب"البحيرة" ولا تزال الجهود متواصلة لفك عزلة المواطنين الى حدود امس الاثنين، الى جانب عدد من التدخلات التي تعلقت بمسح الطرقات بعد ارتفاع منسوب المياه الذي أدى الى تعطل حركة التنقل وغلق الطرقات ومساعدة الاشخاص على عبور الطرقات. مشيرا الى أن اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة في حالة انعقاد متواصلة وذلك لخصوصية معتمدية تالة في مواسم الثلوج والامطار وكل الاستعدادات قائمة لمجابهة أي طارئ من تحضيرات بخصوص المواد الأساسية أو المعدات اللازمة من لدن المقاولين والخواص في علاقة بفتح الطرقات كلما اقتضى الامر.

وتجدر الاشارة الى أن الأمطار التي تم تسجيلها بمناطق متفرقة من ولاية القصرين تراوحت كمياتها بين 10 و22 ملمترا وكانت مرفوقة برياح شديدة نوعا ما تواصلت بدورها الى حدود صباح يوم الاثنين 25 أكتوبر أدت الى انقطاعات متكررة أو متواصلة للتيار الكهربائي خصوصا بالمناطق الجبلية التي تشكو ضعف في الشبكة تزداد حدته مع مواسم الأمطار والشتاء .

  صفوة قرمازي

 

جندوبة..أضرار جسيمة ..ومخاوف من كوارث محتملة

جندوبة -الصباح

تعرف مرتفعات ولاية جندوبة انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة أجبر السكان على الإسراع بتخزين المواد الغذائية ووسائل التدفئة من حطب وغاز وبترول أزرق وفي ظل هذه التقلبات المناخية بالجهة عقدت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث اجتماعا عاجلا وذلك بهدف ضبط الحاجيات المادية والبشرية التي يمكن استغلالها عند الضرورة على غرار الآليات الثقيلة وسواقها والجرافات والآلات الكاسحة خاصة بكل من معتمديات فرنانة وعين دراهم وغار الدماء وبوسالم وكذلك بالقرب من المرتفعات والمناطق الجبلية بكافة المعتمديات ضمانا لسرعة ونجاعة التدخل بما يمكن من فتح الطرقات والمسالك وفك العزلة عن التجمعات السكنية، وتسهيل عمليات النجدة وإيصال وتوزيع المساعدات على المتضررين من مستحقيها .

كما تم التأكيد على ضمان توفير المخزون الاحتياطي من المواد الاستهلاكية الضرورية ومن الغاز المسيل والبترول الأزرق إلى جانب ضبط قائمات في الأكواخ والمساكن المهددة بالسقوط وأماكن الانزلاقات الأرضية التي تتطلب التدخل العاجل والاعتمادات المطلوبة في الغرض.

مخاوف من كوارث طبيعية

هذه الاجراءات قابلتها مخاوف من قبل الأهالي من حدوث كوارث طبيعية كالانزلاقات الأرضية التي تهدد مناطق عدة ، الى جانب تداعي بعض المساكن البدائية، التي مازالت منتشرة بالمناطق الحدودية لولاية جندوبة. كما أن فيضان الأودية والشعاب التي لا تتوفر بها الجسور من بين الاشكاليات التي تؤرق أهالي أرياف الجهة خوفا من العزلة وانقطاع المؤونة ما يستدعي من السلط الجهوية مزيد الاهتمام بالمسالك الريفية خاصة بعمادات فرنانة وعين دراهم وغار الدماء.

مياه الأمطار تغمر عدة منازل والحماية المدنية في الموعد

أكد عادل العبيدي المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة لـ"الصباح" أن كميات الأمطار بلغت 139مم في عين دراهم وفي فرنانة60مم داعيا السكان إلى مزيد الحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والشعاب ومرافقة أطفال المدارس الابتدائية أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس وعن الوضع العام بجندوبة أضاف العبيدي أن تدخلات الحماية المدنية بالجهة تمثل في شفط المياه من بعض المنازل بمعتمديتي بوسالم وعين دراهم  نافيا حدوث أضرار مادية جسيمة بالمنازل أو تسجيل خسائر بشرية.

من جهته أكد عادل بني عمر رئيس فرع الحماية المدنية بعين دراهم لـ"الصباح" تسرب مياه الأمطار لبعض المنازل بكل من حي النور وحي هالة ومنطقة صرى رابح اذ تدخلت الحماية المدنية لشفط المياه مشيرا الى أن حركة المرور بالجهة عادية وتم تسجيل تساقط بعض الحجارة بالطريق الوطنية عدد17 (بين منطقة ببوش وطبرقة) سرعان ما تم التدخل وإزالتها.

انتعاشة القطاع الفلاحي

الأمطار الغزيرة بولاية جندوبة ولئن خلفت بعض الأضرار فإنها أنعشت المائدة المائية بالسدود والبحيرات الجبلية بعد فترة الجفاف خلال فصلي الصيف والخريف واستبشر عدد من الفلاحين بنزول الغيث النافع خاصة في ظل شح المياه بالمناطق السقوية وانتشار الأمراض في صفوف قطاع الأبقار جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بالاضافة الى غلاء أسعار المواد العلفية، وعودة الحياة لوادي مجردة مطلع هذا الأسبوع وكذلك ارتفاع منسوب السدود سينعش الزراعات الكبرى بالجهة ويعيد الأمل في موسم فلاحي ناجح.

عمار مويهبي

 

بنزرت..  الامطار كشفت هنات البنية التحتية.. والفيضانات تتهدد الولاية بأكملها

بنزرت-الصباح

مثلما توقع المعهد الوطني للرصد الجوي هطلت خلال 72 ساعة الماضية كميات من الامطار على اغلب مناطق ولاية بنزرت بلغ اقصاها 166 مم في راس الجبل و108 مم ببنزرت المدينة وقد  كانت كافية لكشف هنات البنية الاساسية وغياب المتابعة للمشاريع العمومية في تلك المناطق التي تحصلت خلال السنوات الماضية على مشاريع باهظة الكلفة لحمايتها من الفيضانات حيث صرحت كاهية  مدير بالإدارة العامة للمياه العمرانية بوزارة التجهيز يوم 11 فيفري 2021 ان "تقدّم أشغال مشروع حماية بنزرت الكبرى من الفيضانات والمقدّرة اعتماداته ب11 مليون دينار في قسطه الثالث بلغ نسبة 80 بالمائة وينتظر استكمالها في غضون الأشهر المقبلة بالتوازي مع تقدم بقية اشغال منطقة راس الجبل ومحيطها بكلفة 4 ملايين دينار"..

راس الجبل..الأكثر تضررا

وعلى عكس المتوقع كانت مدينة رأس الجبل اشد المناطق تضررا بعد التقلبات الجوية الاخيرة حيث غطت السيول ليلة السبت ويوم الاحد اغلب الشوارع الرئيسية مما تسبب في شلل مروري، كما تسربت مياه الامطار  والبالوعات الى عدد من المنازل  والمحلات وسط المدينة والاحياء الموازية لطريق الماتلين، وغمرت المياه  جامع الامل بقرية رفراف اين انهار سور المدرسة الابتدائية "ظهر عياد".

اما في صونين القريبة  فقد استباح وادي "صنديد" المساكن والاسطبلات القريبة من الشاطئ  ليتسبب في نفوق 12 شاة وضياع مدخرات عدد من العائلات.. .

أين مشروع الحماية من الفيضانات؟؟

بعد مرور الكابوس ارتفعت امس الاثنين الاصوات المتسائلة حول مآل مشروع تهذيب المنطقة صونين التي رصدت له ميزانية قدرها 1.927 مليون دينار وانطلق يوم 23 فيفري الماضي بنسق محترم مكن من تهيئة عدد من الطرقات  التي انهارت في ظرف ساعات بعد نزول الامطار ...كما اعتبر عدد من متساكني مدينة راس الجبل ان مشروع حماية المدينة من الفيضانات قد فشل في كبح  السيول وطالبوا بتهيئة سريعة للطرقات المتضررة مع مد قنوات جديدة تمكن من تصريف مياه الامطار،  كما حذروا ان الفيضانات القادمة لا قدر الله ستتسبب في تدمير البنية الاساسية وتغطية اغلب احياء راس الجبل بالطين ان لم تتم مراجعة الدراسات التي سبقت تنفيذ مشروع حماية المدينة ..

غضب في بنزرت المدينة

في حدود التاسعة من صباح اول امس الاحد 24 اكتوبر 2021  عاين الشاب ( م ف ) الاضرار التي لحقت محله المخصص لتقديم الخدمات الاعلامية وهو محل مطل على شارع الحبيب ثامر بنزرت المدينة واعلم غاضبا حرفاءه بعدم قدرته على العمل بعد ان غمرت المياه الاسنة مدخل الفضاء مما تسبب له في خسارة مالية مضاعفة توزعت بين نقص المداخيل وتكاليف التنظيف ..

غير بعيد عن محل الخدمات الاعلامية تسربت المياه الى مقر فرع بنكي وعدد من المحلات  التجارية  والعمارات على طول شارع المنجي سليم كما غمرت شارع فرحات حشاد الذي تمت تهيئته خلال السنة الماضية كما فاضت البالوعات في شارع 14 جانفي اين سقطت عربة في احدى الحفر. .اما في المنطقة  السياحية فقد غمرت المياه سيدي سالم واجهزت  في ساعات قليلة على جزء هام من مشروع حماية الكرنيش من الانجراف البحري الذي بلغت تكلفته 5.5 مليون دينار..

الحذر واجب

وكان العميد كمال المليتي المدير الجهوي للحماية المدنية قد اكد  أن الوضع عادي بكامل الجهة رغم نزول كميات هامة من الامطار واضاف انه تم التدخل لإزالة 17 سيارة عالقة بالمياه في الطريق العام وحافلة دون ركاب بمنطقة عوسجة وشفط المياه من عدد من المنازل المتواجدة في مناطق منخفضة وفي طابق تحت ارضي بمقر المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت، اضافة الى مسح عدد من  الطرقات من مخلفات سيلان المياه من المرتفعات والمناطق العليا...

ورغم ذلك فان الخوف من تداعيات التقلبات الجوية قد مثل  محور نقاش متساكني بنزرت على مواقع التواصل الاجتماعي يوم امس الاثنين  وقد شارك المئات بلاغ المعهد الوطني للرصد الجوي الذي اكد ان درجة الانذار لاتزال شديدة بتونس الكبرى ونابل وبنزرت وباجة وجندوبة نظرا لخطر تشكل السيول والاودية وان التوقعات لاتزال قائمة بشأن هطول امطار غزيرة منتظرة مع تساقط البرد وظهور الصواعق بأماكن محدودة.

ساسي الطرابلسي

غسالة النوادر تضرب مجددا

 

تونس-الصباح

مشاهد الفيضانات التي تجتاح عدد من مناطق البلاد، أن لم نقل كلها، تتكرر مع كل موسم للأمطار.. لتتحول نعمة الغيث النافع ، التي ينتظرها الجميع للاستبشار بانطلاق الموسم الفلاحي بعد جفاف مطول، إلى نقمة بالنظر إلى مشاكل البنية التحتية التي تعاني منها بلادنا بسبب الفساد الذي عصف بكل القطاعات بما فيها احداث الطرقات والمدارس والقناطر، لتتحول مياه الأمطار إلى سيول جارفة والى اوحال تجتاح الطرقات والمنازل والمحلات ولتتسبب في شلل على مستوى حركة المرور وحتى نسق الحياة اليومي للأفراد، فتحتجز السكان داخل منازلهم او انها تدفعهم لمغادرتها تحسبا لانهيارها فوق رؤوسهم ، حالة من الرعب والفزع تدخل قلوب المواطنين خاصة أُولَئِكَ الذين يقطنون قرب الأودية والانهار.

امطار بمعدلات متواضعة تتحول إلى فيضانات عاتية بسبب ضعف البنية التحتية بقرى ومعتمديات كل ولايات الجمهورية دون استثناء لتتسبب في خسائر في الأرواح على إثر الأمطارالأخيرة التي تهاطلت يومي السبت والأحد 23 و24 اكتوبر 2021 في عدة ولايات كولايات تونس الكبرى وبنزرت والقصرين ..، حيث جرفت السيول معها 3 مواطنين وكم من السيارات، ودمرت العديد من الطرقات كما انجر عنها انهار للمنازل والمدارس .

"الصباح" في عدد اليوم تواكب مخلفات تهاطل الأمطار خلال نهاية الأسبوع لتقف على حجم الخسائر من جهة وعلى الأسباب التي تقف خلف هذا الوضع المزري المتكرر.

تونس العاصمة بركة من الأوحال..وخسائر بشرية ومادية

فتونس العاصمة ،وولايات تونس الكبرى عموما، يصبح التنقل فيها مخيف مع انطلاق تهاطل الغيث، ففي بضع لحظات، تجرف السّيول الأفراد والسيارات وتغمر المياه الشوراع والأنهج والمنازل على خلفية عدم قدرة قنوات الصرف على تصريف المياه ، قنوات سمعنا الكثير عن حملات تطهيرها وتهيئتها قبل انطلاق موسم الأمطار .

فقد طالعتها منذ شهر سبتمبر صور لحملات التطهير والجهر التي لم تطل القنوات فحسب بل وأيضا الأودية، لكنها لم تتعد "البروباغندا" الإعلامية لتنكشف الحقيقة مع أول مطر ينهمر، اذ تغرق أغلب المدن سريعاً في مياه الأمطار والاوحال على اعتبار أن البنية التحتية لا يمكنها أن تستوعب التيارات القوية المتأتية من الأمطار الغزيرة، ولا يمكنها تصريفها فتصبح عاجزة عن تأدية وظائفها على الوجه المطلوب.

وإذ يمكن ارجاع الفيضانات إلى عجز قنوات الصرف الصحي عن استيعاب وتحمل الكميات الكبيرة من الامطار التي تهطل في وقت وجيز، فإن هذا لا يبرر أبدا انهيار البنية التحتية من طرقات ومدارس لم يمر على انجازها الا بعض السنوات وأحيانا بعض الأشهر .

كما أن توقف حركة سير العربات والمترو أصبح مشهدا متكررا على خلفية التراكم الكبير للمياه، على غرار تراكمها على مستوى نفق باب سويقة ونفق المطار ما تسبب في غرق عدة عربات وفي تعطل كبير على مستوى حركة المرور .

لكن الطامة الكبرى في تكبد خسائر الأرواح ، حيث جرفت السيول معها السيارات بمن فيها لتنتشل فرق الحماية جثة شاب يبلغ من العمر 24 سنة على مستوى مجرى المياه ببرج شاكير بعد أن جرفته المياه داخل سيارته.

صور موجعة لخسائر في الأرواح وعلى مستوى البنى التحتية وانهيار للمدارس يحتم على الجهات المعنية التدخل العاجل للوقوف على الأسباب الكامنة خلف مثل هذه الكوارث وخاصة محاسبة الفاسدين الذين نهبوا أموال الصفقات العمومية مقابل مشاريع غير مطابقة للمواصفات تظهر عيوبها مع أول اختبار.

حنان قيراط

 

منوبة ..السيول اقتحمت المنازل..الامطار تكشف من جديد تردي البنية التحتية..

منوبة-الصباح

وغير بعيد عن ولاية تونس ، عاشت ولاية منوبة خلال اليومين الأخيرين على وقع تهاطل كميات هامة من الامطار تراوحت بين 39 مليمتر(المرناقية) و100 مليمتر (طبربة) خلال الليلة الفاصلة بين يومي 23 و 24 أكتوبر 2021 كانت سببا في قطع عدد من الطرقات الحيوية بالجهة على غرار الطريق الوطنية رقم 5 و7 في اكثر من نقطة ، الطريق السريعة x20 ، طريق الكلية على مستوى صنهاجة وعديد الشوارع الرئيسية والانهج وسط المدن ( منوبة ، المرناقية ، دوار هيشر،  الجديدة و طبربة ) ...

فيضان الاودية

وذلك لقوة سيلان المياه التي كانت مشبعة بالاوحال الناتجة في اغلب الاحيان عن فيضان عدد من الأودية الفرعية كوادي الترجمان ووادي سانية بن عبد الله ووادي الدباغ ووادي المحروقة ووادي حي 20 مارس ووادي السعيدة .. سيلان قوي للمياه لم تسعه المجاري ولم تحتويه قنوات التصريف نتج عنه إغراق عدد من المنازل والمحلات والمؤسسات اثر اقتحام المياه لها حيث أضرت  بالتجهيزات والمحتويات في احياء مختلفة كحي بو ستيل وبن يونس  والبرتقال ومحمود الماطري والسيدة المنوبية بمدينة منوبة ، وحي الملاسين ببرج التومي بالبطان ، وإحياء الملاسين والسويح وبير الزيتون ووسط المدينة بطبربة ، وحي الإذاعة بالجديدة ، والسعيدة وبجاوة بوادي الليل ، وحي خالد بن الوليد والبودرية ووسط مدينة دوار هيشر الامر الذي دفع بالمتساكنين الى إطلاق صيحات فزع.

نداءات فزع ..واستغاثة

كما أطلقوا نداءات استغاثة لمصالح البلديات والتجهيز والتطهير والحماية المدنية قصد مساعدتهم على شفط المياه واخراجها من محلات سكناهم وانشطتهم وهو ما تم فعلا ولكن بشكل نسبي نظرا لتعدد النداءات في وقت واحد. كما اقتحمت المياه عددا من المؤسسات التربوية والجامعية وكونت داخلها بركا من الاوحال على غرار مدرسة بو ستيل بمنوبة وإعدادية حي الإذاعة بالجديدة ومعهد حنبعل بطبربة والمدرسة العليا للتجارة بجامعة منوبة حيث كان التحاق التلاميذ والطلبة بها صعبا صبيحة يوم امس .. هذا وقد أدى تهاطل كميات الامطار الاخيرة الى قطع المسالك الفلاحية بمناطق ريفية تابعة لمعتمديات البطان والجديدة وبرج العامري والمرناقية وطبربة ويذكر ان مصالح الحماية المدنية تمكنت من إجلاء 4 مواطنين حوصروا بالمياه والاوحال بمسالك ريف الانصارين التابعة لمعتمدية طبربة..فارتفاع منسوب عدد من الأودية بالجهة كان أبرزها بوادي شافرو و وادي قريانة، في حين لم يكن الارتفاع هاما في منسوب وادي مجردة الذي يعتبر شريان الحياة للاراضي الفلاحية بالولاية، خلف حالة من الارتياح لدى الفلاحين الذين عاد اليهم الأمل في انطلاقة واعدة للموسم الفلاحي الجديد اثر فترة طويلة من الجفاف خلفت لديهم تخوفات حقيقية من المصير المجهول لمختلف انشطتهم ..

من جهته قام محمد شيخ روحو والي منوبة اول امس بزيارات معاينة للاضرار التي لحقت بمنازل ومحلات عدد من المواطنين بمدينة دوار هيشر وأعطى تعليماته لمختلف المصالح ذات الصلة بمواصلة التدخلات السريعة قصد مساعدة هؤلاء المواطنين للعودة إلى نسق حياتهم الطبيعية كما قام صحبة فريق عمل بالاطلاع على منسوب مياه وادي شافرو وقد تلقى خلال الزيارتين عددا من المطالب لتفعيل دور البلديات ومصالح التطهير التي تراخت في اداء مهامها ولإنهاء كثير من الأشغال التي كانت سببا في تازم الوضع البيئي واحد أبرز مسببات تكون البرك واقتحام المياه والاوحال للأحياء ، وفي تصريح لـ "الصباح" أكد محمد شيخ روحو والي الجهة تواصل انعقاد اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة لمتابعة كل المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة في ابانها لدرء الخطر على المواطنين وعائلاتهم مؤكدا أن متابعة الاوضاع الاخيرة كانت حينية حيث تم عقد اللجنة بمقر الادارة الجهوية للحماية المدنية في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة الفاصلة بين يومي السبت  والاحد ولتتواصل المتابعة الى حدود العاشرة ليلا من يوم الأحد وقد تم رصد كل الأضرار وانها لم تكن كارثية وتم التعامل معها بما تستوجبه من اهتمام ودعا في اخر حديثه جميع المواطنين إلى التزام  الحذر خاصة عند التنقل وفي مفترقات  الطرق وعند الجسور.. ولئن تراجعت كميات الامطار خلال يوم امس لتسجل ارفعها بالبطان 27 مليمتر واقلها بمنوبة 11 مليمترا الا انها كشفت من جديد ، خلال نهاية الاسبوع المنقضي، تهرؤ البنية التحتية بمختلف معتمديات ولاية منوبة وايضا حجم التدخلات المنجزة على مستوى جهر وتنظيف البالوعات وتعهد قنوات ومجاري صرف مياه الامطار الذي طالته انتقادات شديدة باعتبارها كانت اغلبها تدخلات بسيطة وسريعة هذا اذا لم نقل صورية ..

عادل عونلي

 

القصرين.. فيضان الأودية.. وسيول من الجزائر عمقت المأساة..

*مناطق عزلت وتسجيل حالتي وفاة

القصرين_الصباح

كما عاشت عدة مناطق بولاية القصرين على وقع نزول كميات هامة من الأمطار توزعت أهمها في معتمديات تالة ، فوسانة ، حيدرة ،سبيبة وجدليان وفقا لمتابعات المعهد الوطني للرصد الجوي للتقلبات المناخية بالبلاد، أسفرت عن خسائر بشرية في معتمدية تالة .

  وأسفرت الكميات الكبيرة المسجلة في معتمدية تالة بمختلف عماداتها خصوصا سيدي سهيل وبولحناش عن فيضان عدة أودية كان أهمها وادي العيون الحمر تزامنا مع الفيضانات التي يشهدها القطر الجزائري مما أدى الى وفاة شخصين بعد جرفت سيول المياه سيارتهما .

وحديثا عن هذه الحادثة الأليمة أفاد المدير الجهوي للحماية المدنية يوسف العافي لـ"الصباح" أن الواقعة جدت مع منتصف الليلة الفاصلة بين السبت والأحد 23و24 أكتوبر، بعد فيضان عدة أودية بالمعتمدية المذكورة حيث تلقوا نداءات بخصوص حادثة جرف سيارة جراء السيول بوادي العيون الحمر من منطقة بولحناش بتالة  على متنها شخصان لتنطلق على اثرها عمليات البحث من ساعات الليل ليتم العثور في الساعات الاولى من صباح الأحد على جثة المفقود الأول واستمرت عمليات البحث عن المفقود الثاني لتمتد حتى حدود وادي سراد من معتمدية تاجروين من ولاية الكاف أين تم العثور على جثة الثانية أي على بعد 20 كلم من نقطة وقوع الحادثة

 معتمد تالة جوهر الشعباني بدوره أكد في تصريح لـ"الصباح " أن المصالح المعنية قاموا بتدخلات لفائدة عدة مساكن حاصرتها المياه خاصة بمنطقة شاكر التي تمثل نقطة هامة لتجمع مياه ما تعرف لدى المواطنين ب"البحيرة" ولا تزال الجهود متواصلة لفك عزلة المواطنين الى حدود امس الاثنين، الى جانب عدد من التدخلات التي تعلقت بمسح الطرقات بعد ارتفاع منسوب المياه الذي أدى الى تعطل حركة التنقل وغلق الطرقات ومساعدة الاشخاص على عبور الطرقات. مشيرا الى أن اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة في حالة انعقاد متواصلة وذلك لخصوصية معتمدية تالة في مواسم الثلوج والامطار وكل الاستعدادات قائمة لمجابهة أي طارئ من تحضيرات بخصوص المواد الأساسية أو المعدات اللازمة من لدن المقاولين والخواص في علاقة بفتح الطرقات كلما اقتضى الامر.

وتجدر الاشارة الى أن الأمطار التي تم تسجيلها بمناطق متفرقة من ولاية القصرين تراوحت كمياتها بين 10 و22 ملمترا وكانت مرفوقة برياح شديدة نوعا ما تواصلت بدورها الى حدود صباح يوم الاثنين 25 أكتوبر أدت الى انقطاعات متكررة أو متواصلة للتيار الكهربائي خصوصا بالمناطق الجبلية التي تشكو ضعف في الشبكة تزداد حدته مع مواسم الأمطار والشتاء .

  صفوة قرمازي

 

جندوبة..أضرار جسيمة ..ومخاوف من كوارث محتملة

جندوبة -الصباح

تعرف مرتفعات ولاية جندوبة انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة أجبر السكان على الإسراع بتخزين المواد الغذائية ووسائل التدفئة من حطب وغاز وبترول أزرق وفي ظل هذه التقلبات المناخية بالجهة عقدت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث اجتماعا عاجلا وذلك بهدف ضبط الحاجيات المادية والبشرية التي يمكن استغلالها عند الضرورة على غرار الآليات الثقيلة وسواقها والجرافات والآلات الكاسحة خاصة بكل من معتمديات فرنانة وعين دراهم وغار الدماء وبوسالم وكذلك بالقرب من المرتفعات والمناطق الجبلية بكافة المعتمديات ضمانا لسرعة ونجاعة التدخل بما يمكن من فتح الطرقات والمسالك وفك العزلة عن التجمعات السكنية، وتسهيل عمليات النجدة وإيصال وتوزيع المساعدات على المتضررين من مستحقيها .

كما تم التأكيد على ضمان توفير المخزون الاحتياطي من المواد الاستهلاكية الضرورية ومن الغاز المسيل والبترول الأزرق إلى جانب ضبط قائمات في الأكواخ والمساكن المهددة بالسقوط وأماكن الانزلاقات الأرضية التي تتطلب التدخل العاجل والاعتمادات المطلوبة في الغرض.

مخاوف من كوارث طبيعية

هذه الاجراءات قابلتها مخاوف من قبل الأهالي من حدوث كوارث طبيعية كالانزلاقات الأرضية التي تهدد مناطق عدة ، الى جانب تداعي بعض المساكن البدائية، التي مازالت منتشرة بالمناطق الحدودية لولاية جندوبة. كما أن فيضان الأودية والشعاب التي لا تتوفر بها الجسور من بين الاشكاليات التي تؤرق أهالي أرياف الجهة خوفا من العزلة وانقطاع المؤونة ما يستدعي من السلط الجهوية مزيد الاهتمام بالمسالك الريفية خاصة بعمادات فرنانة وعين دراهم وغار الدماء.

مياه الأمطار تغمر عدة منازل والحماية المدنية في الموعد

أكد عادل العبيدي المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة لـ"الصباح" أن كميات الأمطار بلغت 139مم في عين دراهم وفي فرنانة60مم داعيا السكان إلى مزيد الحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والشعاب ومرافقة أطفال المدارس الابتدائية أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس وعن الوضع العام بجندوبة أضاف العبيدي أن تدخلات الحماية المدنية بالجهة تمثل في شفط المياه من بعض المنازل بمعتمديتي بوسالم وعين دراهم  نافيا حدوث أضرار مادية جسيمة بالمنازل أو تسجيل خسائر بشرية.

من جهته أكد عادل بني عمر رئيس فرع الحماية المدنية بعين دراهم لـ"الصباح" تسرب مياه الأمطار لبعض المنازل بكل من حي النور وحي هالة ومنطقة صرى رابح اذ تدخلت الحماية المدنية لشفط المياه مشيرا الى أن حركة المرور بالجهة عادية وتم تسجيل تساقط بعض الحجارة بالطريق الوطنية عدد17 (بين منطقة ببوش وطبرقة) سرعان ما تم التدخل وإزالتها.

انتعاشة القطاع الفلاحي

الأمطار الغزيرة بولاية جندوبة ولئن خلفت بعض الأضرار فإنها أنعشت المائدة المائية بالسدود والبحيرات الجبلية بعد فترة الجفاف خلال فصلي الصيف والخريف واستبشر عدد من الفلاحين بنزول الغيث النافع خاصة في ظل شح المياه بالمناطق السقوية وانتشار الأمراض في صفوف قطاع الأبقار جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بالاضافة الى غلاء أسعار المواد العلفية، وعودة الحياة لوادي مجردة مطلع هذا الأسبوع وكذلك ارتفاع منسوب السدود سينعش الزراعات الكبرى بالجهة ويعيد الأمل في موسم فلاحي ناجح.

عمار مويهبي

 

بنزرت..  الامطار كشفت هنات البنية التحتية.. والفيضانات تتهدد الولاية بأكملها

بنزرت-الصباح

مثلما توقع المعهد الوطني للرصد الجوي هطلت خلال 72 ساعة الماضية كميات من الامطار على اغلب مناطق ولاية بنزرت بلغ اقصاها 166 مم في راس الجبل و108 مم ببنزرت المدينة وقد  كانت كافية لكشف هنات البنية الاساسية وغياب المتابعة للمشاريع العمومية في تلك المناطق التي تحصلت خلال السنوات الماضية على مشاريع باهظة الكلفة لحمايتها من الفيضانات حيث صرحت كاهية  مدير بالإدارة العامة للمياه العمرانية بوزارة التجهيز يوم 11 فيفري 2021 ان "تقدّم أشغال مشروع حماية بنزرت الكبرى من الفيضانات والمقدّرة اعتماداته ب11 مليون دينار في قسطه الثالث بلغ نسبة 80 بالمائة وينتظر استكمالها في غضون الأشهر المقبلة بالتوازي مع تقدم بقية اشغال منطقة راس الجبل ومحيطها بكلفة 4 ملايين دينار"..

راس الجبل..الأكثر تضررا

وعلى عكس المتوقع كانت مدينة رأس الجبل اشد المناطق تضررا بعد التقلبات الجوية الاخيرة حيث غطت السيول ليلة السبت ويوم الاحد اغلب الشوارع الرئيسية مما تسبب في شلل مروري، كما تسربت مياه الامطار  والبالوعات الى عدد من المنازل  والمحلات وسط المدينة والاحياء الموازية لطريق الماتلين، وغمرت المياه  جامع الامل بقرية رفراف اين انهار سور المدرسة الابتدائية "ظهر عياد".

اما في صونين القريبة  فقد استباح وادي "صنديد" المساكن والاسطبلات القريبة من الشاطئ  ليتسبب في نفوق 12 شاة وضياع مدخرات عدد من العائلات.. .

أين مشروع الحماية من الفيضانات؟؟

بعد مرور الكابوس ارتفعت امس الاثنين الاصوات المتسائلة حول مآل مشروع تهذيب المنطقة صونين التي رصدت له ميزانية قدرها 1.927 مليون دينار وانطلق يوم 23 فيفري الماضي بنسق محترم مكن من تهيئة عدد من الطرقات  التي انهارت في ظرف ساعات بعد نزول الامطار ...كما اعتبر عدد من متساكني مدينة راس الجبل ان مشروع حماية المدينة من الفيضانات قد فشل في كبح  السيول وطالبوا بتهيئة سريعة للطرقات المتضررة مع مد قنوات جديدة تمكن من تصريف مياه الامطار،  كما حذروا ان الفيضانات القادمة لا قدر الله ستتسبب في تدمير البنية الاساسية وتغطية اغلب احياء راس الجبل بالطين ان لم تتم مراجعة الدراسات التي سبقت تنفيذ مشروع حماية المدينة ..

غضب في بنزرت المدينة

في حدود التاسعة من صباح اول امس الاحد 24 اكتوبر 2021  عاين الشاب ( م ف ) الاضرار التي لحقت محله المخصص لتقديم الخدمات الاعلامية وهو محل مطل على شارع الحبيب ثامر بنزرت المدينة واعلم غاضبا حرفاءه بعدم قدرته على العمل بعد ان غمرت المياه الاسنة مدخل الفضاء مما تسبب له في خسارة مالية مضاعفة توزعت بين نقص المداخيل وتكاليف التنظيف ..

غير بعيد عن محل الخدمات الاعلامية تسربت المياه الى مقر فرع بنكي وعدد من المحلات  التجارية  والعمارات على طول شارع المنجي سليم كما غمرت شارع فرحات حشاد الذي تمت تهيئته خلال السنة الماضية كما فاضت البالوعات في شارع 14 جانفي اين سقطت عربة في احدى الحفر. .اما في المنطقة  السياحية فقد غمرت المياه سيدي سالم واجهزت  في ساعات قليلة على جزء هام من مشروع حماية الكرنيش من الانجراف البحري الذي بلغت تكلفته 5.5 مليون دينار..

الحذر واجب

وكان العميد كمال المليتي المدير الجهوي للحماية المدنية قد اكد  أن الوضع عادي بكامل الجهة رغم نزول كميات هامة من الامطار واضاف انه تم التدخل لإزالة 17 سيارة عالقة بالمياه في الطريق العام وحافلة دون ركاب بمنطقة عوسجة وشفط المياه من عدد من المنازل المتواجدة في مناطق منخفضة وفي طابق تحت ارضي بمقر المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت، اضافة الى مسح عدد من  الطرقات من مخلفات سيلان المياه من المرتفعات والمناطق العليا...

ورغم ذلك فان الخوف من تداعيات التقلبات الجوية قد مثل  محور نقاش متساكني بنزرت على مواقع التواصل الاجتماعي يوم امس الاثنين  وقد شارك المئات بلاغ المعهد الوطني للرصد الجوي الذي اكد ان درجة الانذار لاتزال شديدة بتونس الكبرى ونابل وبنزرت وباجة وجندوبة نظرا لخطر تشكل السيول والاودية وان التوقعات لاتزال قائمة بشأن هطول امطار غزيرة منتظرة مع تساقط البرد وظهور الصواعق بأماكن محدودة.

ساسي الطرابلسي