انطلق الإفتتاح الرسمي لموسم جني الزيتون للموسم الفلاحي 2025\2026 في الرابع من شهر نوفمبر وسط توقعات ومؤشرات بموسم واعد وصابة محترمة جدا بعثت برسائل طمأنة للفلاحين والمنتجين وعزّزت تطلّعاتهم بتحقيق أرباح تغطّي مصاريف العناية والمتابعة من حراثة وتقليم وتشذيب ومصاريف ريّ .. غير أنه ورغم مرور أكثر من أسبوعين على انطلاقة موسم جني وتحويل الزيتون، فإنّ الانطلاقة بدأت بطيئة وبنسق فاتر وهو ما يكشفه واقع أكثر من 15 معصرة منتصبة بمعتمديّة القلعة الكبرى رغم تبنّي معظم أصحاب المعاصرة لمبادرة مجمع التنمية لمالكي الزياتين الذي دعا إلى اعتماد سعر 200 مليم لتحويل الكغ الواحد من الزيتون بدل سعر 250 .
" الصباح نيوز " تواصلت مع عدد من الفلاّحين المنتجين بهدف الاستفسار عن النسق الضعيف الذي يُرافق عملية الجني والذي يكشفه بوضوح واقع كبار ضيعات الزيتون التي غابت عنها الحركة وانعدم فيها صوت وايقاع "القرون" وما تبعثه عملية الجني من مؤشرات حياة في الشريان الإقتصادي ّ والإجتماعي بالمعتمدية الفلاحية فكلّ المعاصر تعمل بأقلّ من نصف طاقة إنتاجها بكثير وتعتمد على نظام العمل بالحصة الواحدة، بسبب ما وصفه عدد من الفلاحين والتجار وحتى بعض أصحاب المعاصر بغموض السوق وغياب الرؤية والإستشراف حيث رأى عدد من كبار الفلاّحين أنّ سعر الكغ الواحد من الزيتون والذي يتراوح بين 1500 و1700 لا يغطّي عناوين مصاريف متنوّعة تكبّدها الفلاح في ظروف مناخية متغيّرة تسيطر عليها تداعيات التغيّرات المناخية كما أنّ ارتفاع اليد العاملة بشكل غير مسبوق- حيث بلغت أجرة يوم عمل واحدة حدود 60 دينارا- جعل عديد الفلاّحين يفضّلون خيار "الخضاير " .. هذا الشكل من الاستغلال الذي بدوره، ووفق كاتب عام مجمع التنمية لمالكي الزياتين محسن جابالله، يشهد في هذه الفترة ركودا غير مسبوق وعزوفا من قبل المستغلين من التجار ما جعل معظم الفلاحين يختارون تأجيل عمليّة الجمع لأسابيع قد تحمل أو لا تحمل وفق توقّعاتهم ما يُشجّع ويُحفّز هممهم لانطلاق أو استئناف عملية الجني ولو بشيئ من الإرتياح، في حين رأى آخرون أنّ تراجع الدور التّعديلي الذي كان يلعبه بامتياز الديوان الوطني للزيت في السّنوات الأخيرة أضرّ بمصالح الفلاحين المنتجين وجعل الفلاّحين وخاصة صغار الفلاّحين يُواجهون مصيرهم بصدور عارية وفي غياب تام لكل شكل من أشكال الحماية والدّعم التي كان يتمتّع بها الفلاحون عندما كان لديوان الزيت ثقل ودور حيويّ ومحوريّ تنازل عنه ليُفسح المجال ويفتح الابواب على مصراعيها لأطراف استغلّت الوضع في فترة ما لتتحكّم في مفاصل القطاع وتبسط سيطرتها على مختلف مراحل الإنتاج والتسويق وتتحكم في الأسعار.. ويبقى الأمل في أن يتم الإصلاح والتدارك عاجلا ويستعيد الديوان الوطني للزيت وظائفه كاملة بما يخدم الفلاح المنتج ويضمن حقوق مختلف المتدخّلين ويقطع الطريق أمام الإنتهازيين.
أنور قلالة
انطلق الإفتتاح الرسمي لموسم جني الزيتون للموسم الفلاحي 2025\2026 في الرابع من شهر نوفمبر وسط توقعات ومؤشرات بموسم واعد وصابة محترمة جدا بعثت برسائل طمأنة للفلاحين والمنتجين وعزّزت تطلّعاتهم بتحقيق أرباح تغطّي مصاريف العناية والمتابعة من حراثة وتقليم وتشذيب ومصاريف ريّ .. غير أنه ورغم مرور أكثر من أسبوعين على انطلاقة موسم جني وتحويل الزيتون، فإنّ الانطلاقة بدأت بطيئة وبنسق فاتر وهو ما يكشفه واقع أكثر من 15 معصرة منتصبة بمعتمديّة القلعة الكبرى رغم تبنّي معظم أصحاب المعاصرة لمبادرة مجمع التنمية لمالكي الزياتين الذي دعا إلى اعتماد سعر 200 مليم لتحويل الكغ الواحد من الزيتون بدل سعر 250 .
" الصباح نيوز " تواصلت مع عدد من الفلاّحين المنتجين بهدف الاستفسار عن النسق الضعيف الذي يُرافق عملية الجني والذي يكشفه بوضوح واقع كبار ضيعات الزيتون التي غابت عنها الحركة وانعدم فيها صوت وايقاع "القرون" وما تبعثه عملية الجني من مؤشرات حياة في الشريان الإقتصادي ّ والإجتماعي بالمعتمدية الفلاحية فكلّ المعاصر تعمل بأقلّ من نصف طاقة إنتاجها بكثير وتعتمد على نظام العمل بالحصة الواحدة، بسبب ما وصفه عدد من الفلاحين والتجار وحتى بعض أصحاب المعاصر بغموض السوق وغياب الرؤية والإستشراف حيث رأى عدد من كبار الفلاّحين أنّ سعر الكغ الواحد من الزيتون والذي يتراوح بين 1500 و1700 لا يغطّي عناوين مصاريف متنوّعة تكبّدها الفلاح في ظروف مناخية متغيّرة تسيطر عليها تداعيات التغيّرات المناخية كما أنّ ارتفاع اليد العاملة بشكل غير مسبوق- حيث بلغت أجرة يوم عمل واحدة حدود 60 دينارا- جعل عديد الفلاّحين يفضّلون خيار "الخضاير " .. هذا الشكل من الاستغلال الذي بدوره، ووفق كاتب عام مجمع التنمية لمالكي الزياتين محسن جابالله، يشهد في هذه الفترة ركودا غير مسبوق وعزوفا من قبل المستغلين من التجار ما جعل معظم الفلاحين يختارون تأجيل عمليّة الجمع لأسابيع قد تحمل أو لا تحمل وفق توقّعاتهم ما يُشجّع ويُحفّز هممهم لانطلاق أو استئناف عملية الجني ولو بشيئ من الإرتياح، في حين رأى آخرون أنّ تراجع الدور التّعديلي الذي كان يلعبه بامتياز الديوان الوطني للزيت في السّنوات الأخيرة أضرّ بمصالح الفلاحين المنتجين وجعل الفلاّحين وخاصة صغار الفلاّحين يُواجهون مصيرهم بصدور عارية وفي غياب تام لكل شكل من أشكال الحماية والدّعم التي كان يتمتّع بها الفلاحون عندما كان لديوان الزيت ثقل ودور حيويّ ومحوريّ تنازل عنه ليُفسح المجال ويفتح الابواب على مصراعيها لأطراف استغلّت الوضع في فترة ما لتتحكّم في مفاصل القطاع وتبسط سيطرتها على مختلف مراحل الإنتاج والتسويق وتتحكم في الأسعار.. ويبقى الأمل في أن يتم الإصلاح والتدارك عاجلا ويستعيد الديوان الوطني للزيت وظائفه كاملة بما يخدم الفلاح المنتج ويضمن حقوق مختلف المتدخّلين ويقطع الطريق أمام الإنتهازيين.