أفاد الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون لبلدية القيروان حمادي عبد الله بأنه تم الانطلاق اليوم الإثنين في مشروع ترميم فضاء والمحيط المباشر لفسقيات الاغالبة وتثمينها.
وأضاف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بأن هذا أشغال هذا المشروع ستمتد على 24 شهرا وأنه سيتم الانطلاق بداية من اليوم في تركيز حضيرة الأشغال مشيرا إلى أنه قد تم لهذا الغرض تنظيم جلسة عمل بمقر البلدية جمعت كافة الأطراف المعنية كما تم القيام بزيارة ميدانية لهذا المعلم التاريخي لتحديد مكان الحضيرة.
وبين أن هذا المشروع رئاسي وسيكون تحت إشراف الإدارة العامة للهندسة العسكرية وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث.
وأكد ان الأشغال ستشمل كامل فضاء الفسقيات الممتد على 14 هكتارا وستتضمن بالخصوص إصلاح الفسقيات بعمق وتثمينها وتركيز منظومة مائية متطورة ستجعل المياه داخلها متجددة وغير راكدة، كما سيتم إحداث فضاءات خضراء سيتم سقيها مباشرة من مياه الفسقيات عن طريق منظومة الري قطرة قطرة، بالإضافة إلى تجديد كامل سور فضاء الفسقيات.
ولفت المتحدث إلى أن هذا الفضاء "سيلعب دوره كمعلم تاريخي وسياحي وسيكون فضاء عموميا ومزارا جذابا وشاملا لكافة الشرائح العمرية ومستجيبا لمواصفات منتزه عصري للعائلات والزوار من تونس وخارجها"، مضيفا ان من بين هذه المواصفات العصرية التي سيتم التركيز عليها عناصر الانارة والمنظومة المائية والتغيرات المناخية (الحفاظ على المعلم من تاثيرات التغيرات المناخية).
وأعلن في هذا الاطار أن هذا الفضاء سيكون مغلقا أمام السكان والزوار إلى حين انتهاء أشغال المشروع.
ويشار إلى أن هذا المشروع ممول عن طريق جزء من الهبة السعودية المخصصة لاحداث المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز وتهيئة جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان وترميم فسقيات الاغالبة.
كما تجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية اطلع خلال زيارة غير معلنة أداها لولاية القيروان موفى شهر أكتوبر من السنة المنقضية، على وضعية هذا المعلم التاريخي المصنف ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو والذي بات يشكو جملة من النقائص، ومنها كثرة الأوساخ بالبرك الأغلبية رغم محاولات تنظيفها في كل مرة وتصدع بعض دعائمها وغياب تعشيب محيط البرك.
وأذن رئيس الجمهورية تبعا لهذه الزيارة بوضع مشروع ترميم و إحياء فسقية الأغالبة و محيطها المباشر بولاية القيروان تحت إشراف الهندسة العسكرية.
وتعد فسقية الأغالبة من أشهر المعالم المائية في العهد الإسلامي وشاهدة على دور مهندسي المياه في ذلك العصر في حل إشكال نقص المياه بتشييد برك الأغالبة التي أسسها ابراهيم احمد بن الأغلب سنة 248 للهجرة الموافق لـ 562 ميلادي.
وجدير بالذكر أن جلسة العمل التي انعقدت اليوم الاثنين حول مشروع ترميم و تثمين البرك الأغلبية ومحيطها المباشر كانت تحت إشراف الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون بلدية القيروان، وبحضور ممثل عن الإدارة العامة للهندسة العسكرية، والمتفقدة الجهوية للتراث بالوسط الغربي، وممثل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمدير الجهوي للتطهير، وممثلين عن مختلف الشبكات العمومية. وتم خلالها الاتفاق على الإنطلاق في تركيز حضيرة المشروع إنطلاقا من تاريخ اليوم.
وات