إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

السياحة تتعافى والايرادات تقفز الى 1.9 مليار دينار

 
 
تونس- الصباح
 
سجلت المداخيل السياحية مؤخرا ارتفاعا بنسبة 6.1 بالمائة لتصل إلى 1.9 مليار دينار في نهاية أكتوبر 2021 ، مقابل ما يقرب من 1.8 مليار دينار سنة 2020 ، وذلك وفق أحدث البيانات الصادرة عن وزارة السياحة. وتجاوز إجمالي السياح الوافدين على تونس ، خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021 ، مليون و 940 ألف سائح ، أي بزيادة قدرها. 7.2 بالمائة ، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2020.
وحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة الخميس ، فإن جزءا من الارتفاع المسجل كان بفضل الوافدين من أبناء الجالية التونسية بالخارج بارتفاع قدرت نسبته بـ40 بالمائة أي أكثر من 700 ألف، بالاضافة الى زيادة في عدد السياح الأوروبيين بنسبة 30 بالمائة أي 506 ألف سائح، كما ارتفعت عدد الليالي المقضاة في تونس ، بنسبة 19.3 بالمائة لتبلغ 6.1 مليون ليلة، موفى أكتوبر 2021.
وواجه قطاع السياحة مع مطلع سنة 2020 أزمة غير مسبوقة رغم الاجراءات العاجلة والخطط الإستراتيجية لإعادة انعاشه والتي انطلقت وزارة السياحة ،مؤخرا في اعدادها، علما وان العائدات السياحية، بدات تسترجع نسقها الطبيعي بداية من 10 سبتمبر 2021، حيث تم تسجيل ارتفاع بنسبة 4.7٪ لتبلغ 1674 مليون دينار ، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020.
 
ارتفاع عمليات التطعيم
 
ونجحت تونس في تطعيم 4 ملايين و723 الف شخص ضد كوفيد 19، منذ بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا في مارس الماضي وإلى غاية 12 نوفمبر الجاري، وكان التأخير الحاصل في عمليات التطعيم قبل 25 جويلية الماضي يهدد بخسارة الموسم الصيفي ،الا ان تواصل عمليات التطعيم بنسق مرتفع، مكن بلادنا من تفادي كارثة كبيرة في ايرادات السياحة، علما وان اهل القطاع يعلقون آمالهم على نجاح الموسم الشتوي للسنة القادمة.
واطلقت وزارة السياحة ، في الآونة الاخيرة حملات ترويجية للوجهة التونسية في مختلف الدول الاوروبية ، كما عملت على طمأنة الشركاء الاوروبيين بسلامة الوجهة التونسية اليوم ونجاحها في القضاء على مخاطر فيروس كورونا بالبلاد ، ورصدت اعتمادات اضافية لتهيئة العديد من المناطق السياحية في أسرع الآجال، خاصة وان الموسم الشتوي انطلقت اجراءات الاستعداد له في العديد من المدن التونسية ، ضمن خطوة تهدف الى مزيد انعاش القطاع السياحي والبلوغ به الى مستويات ماقبل الجائحة.
 
السياحة الداخلية تنقذ الموسم
 
وتطورت العائدات السياحية، انطلاقا من 10 سبتمبر 2021، بنسبة 4.7٪ بالمائة لتبلغ 1674 مليون دينار ، في حين أشارت وزارة السياحة الى تحسن العائدات السياحية بشكل طفيف بنسبة 0.8٪ بالمائة لتمر من 502 مليون أورو في سبتمبر 2020 الى 506 مليون أورو في سبتمبر 2021، كما ارتفع عدد الليالي المقضّاة بالوحدات الفندقية بنسبة 8.2 بالمائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2021، لتبلغ 4.8 مليون ليلة.
وساهمت السياحة الداخلية في تطور عدد الليالي المقضّاة، إّذ زادت الليالي التي قضّاها المقيمون في تونس بما قدره 20 بالمائة، 2.8 مليون ليلة، مقابل انخفاض عدد الليالي التي قضاها غير المقيمين بتونس بنحو 4.7 بالمائة ، في المقابل ارتفع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 20 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020، وذلك رغم قيود السفر التي وضعتها عديد البلدان للحد من انتشار جائحة كوفيد – 19.
وكانت إيرادات قطاع السياحة في تونس قد هوت بنسبة 65 بالمائة إلى حوالي ملياري دينار (746 مليون دولار)، بينما تراجع عدد السياح الى أكثر من 78 بالمائة في 2020، وهي ضربة قوية لاقتصاد البلاد الذي يعول على ايرادات السياحة في تمويل ميزانية الدولة.
 
بداية التعافي
 
وكشفت دراسة أصدرها معهد الإحصاء الوطني أن 35 في المائة من مجموع 1.5 مليون تونسي يعملون في القطاع الموازي ويشتغلون في القطاع الخدماتي بما في ذلك المقاهي والمطاعم والمؤسسات السياحية واجهوا خطر التسريح مع بداية تفشي السلالة الثالثة لفيروس كورونا، الا انه ومع الاجراءات الاخيرة المتخذة، بدا القطاع السياحي يتعافى بشكل تدريجي من مخلفات ازمة كورونا.
وتراجعت إيرادات السياحة مقارنة بسنة 2019 ، والتي ناهزت 5.3 مليار دينار بانخفاض قدرت نسبته 64 بالمائة، ورافقت هذه المؤشرات عجز في ميزانية الدولة بنسبة 11.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2020، وهو الأعلى منذ نحو 4 عقود ،
ويمثل قطاع السياحة في تونس 14 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وألقت الأزمة الصحية المرتبطة بوباء «كورونا» بظلالها بقوة على نشاط القطاع الحيوي الذي كان قد سجل رقماً قياسياً في عدد الوافدين في 2019 ليتجاوز تسعة ملايين سائح.
وكانت الآثار المترتبة عن الأزمة الصحية في البلاد قد استفحلت في فترة الذروة بين جوان وسبتمبر الماضي حيث تراجع عدد الوافدين بنسبة بلغت 88 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها في 2019 ، وتسببت القيود المفروضة آنذاك في فقدان آلاف مواطن الشغل ، ما يمثل 13 في المائة من نسبة العمال في هذا القطاع المشغل إجمالاً بصفة مباشرة وغير مباشرة لقرابة 400 ألف عامل، إلى جانب مرور العشرات من المؤسسات السياحية بازمات مالية خانقة.
 
سفيان المهداوي
 
 
 السياحة تتعافى والايرادات تقفز الى 1.9 مليار دينار
 
 
تونس- الصباح
 
سجلت المداخيل السياحية مؤخرا ارتفاعا بنسبة 6.1 بالمائة لتصل إلى 1.9 مليار دينار في نهاية أكتوبر 2021 ، مقابل ما يقرب من 1.8 مليار دينار سنة 2020 ، وذلك وفق أحدث البيانات الصادرة عن وزارة السياحة. وتجاوز إجمالي السياح الوافدين على تونس ، خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021 ، مليون و 940 ألف سائح ، أي بزيادة قدرها. 7.2 بالمائة ، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2020.
وحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة الخميس ، فإن جزءا من الارتفاع المسجل كان بفضل الوافدين من أبناء الجالية التونسية بالخارج بارتفاع قدرت نسبته بـ40 بالمائة أي أكثر من 700 ألف، بالاضافة الى زيادة في عدد السياح الأوروبيين بنسبة 30 بالمائة أي 506 ألف سائح، كما ارتفعت عدد الليالي المقضاة في تونس ، بنسبة 19.3 بالمائة لتبلغ 6.1 مليون ليلة، موفى أكتوبر 2021.
وواجه قطاع السياحة مع مطلع سنة 2020 أزمة غير مسبوقة رغم الاجراءات العاجلة والخطط الإستراتيجية لإعادة انعاشه والتي انطلقت وزارة السياحة ،مؤخرا في اعدادها، علما وان العائدات السياحية، بدات تسترجع نسقها الطبيعي بداية من 10 سبتمبر 2021، حيث تم تسجيل ارتفاع بنسبة 4.7٪ لتبلغ 1674 مليون دينار ، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020.
 
ارتفاع عمليات التطعيم
 
ونجحت تونس في تطعيم 4 ملايين و723 الف شخص ضد كوفيد 19، منذ بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا في مارس الماضي وإلى غاية 12 نوفمبر الجاري، وكان التأخير الحاصل في عمليات التطعيم قبل 25 جويلية الماضي يهدد بخسارة الموسم الصيفي ،الا ان تواصل عمليات التطعيم بنسق مرتفع، مكن بلادنا من تفادي كارثة كبيرة في ايرادات السياحة، علما وان اهل القطاع يعلقون آمالهم على نجاح الموسم الشتوي للسنة القادمة.
واطلقت وزارة السياحة ، في الآونة الاخيرة حملات ترويجية للوجهة التونسية في مختلف الدول الاوروبية ، كما عملت على طمأنة الشركاء الاوروبيين بسلامة الوجهة التونسية اليوم ونجاحها في القضاء على مخاطر فيروس كورونا بالبلاد ، ورصدت اعتمادات اضافية لتهيئة العديد من المناطق السياحية في أسرع الآجال، خاصة وان الموسم الشتوي انطلقت اجراءات الاستعداد له في العديد من المدن التونسية ، ضمن خطوة تهدف الى مزيد انعاش القطاع السياحي والبلوغ به الى مستويات ماقبل الجائحة.
 
السياحة الداخلية تنقذ الموسم
 
وتطورت العائدات السياحية، انطلاقا من 10 سبتمبر 2021، بنسبة 4.7٪ بالمائة لتبلغ 1674 مليون دينار ، في حين أشارت وزارة السياحة الى تحسن العائدات السياحية بشكل طفيف بنسبة 0.8٪ بالمائة لتمر من 502 مليون أورو في سبتمبر 2020 الى 506 مليون أورو في سبتمبر 2021، كما ارتفع عدد الليالي المقضّاة بالوحدات الفندقية بنسبة 8.2 بالمائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2021، لتبلغ 4.8 مليون ليلة.
وساهمت السياحة الداخلية في تطور عدد الليالي المقضّاة، إّذ زادت الليالي التي قضّاها المقيمون في تونس بما قدره 20 بالمائة، 2.8 مليون ليلة، مقابل انخفاض عدد الليالي التي قضاها غير المقيمين بتونس بنحو 4.7 بالمائة ، في المقابل ارتفع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 20 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020، وذلك رغم قيود السفر التي وضعتها عديد البلدان للحد من انتشار جائحة كوفيد – 19.
وكانت إيرادات قطاع السياحة في تونس قد هوت بنسبة 65 بالمائة إلى حوالي ملياري دينار (746 مليون دولار)، بينما تراجع عدد السياح الى أكثر من 78 بالمائة في 2020، وهي ضربة قوية لاقتصاد البلاد الذي يعول على ايرادات السياحة في تمويل ميزانية الدولة.
 
بداية التعافي
 
وكشفت دراسة أصدرها معهد الإحصاء الوطني أن 35 في المائة من مجموع 1.5 مليون تونسي يعملون في القطاع الموازي ويشتغلون في القطاع الخدماتي بما في ذلك المقاهي والمطاعم والمؤسسات السياحية واجهوا خطر التسريح مع بداية تفشي السلالة الثالثة لفيروس كورونا، الا انه ومع الاجراءات الاخيرة المتخذة، بدا القطاع السياحي يتعافى بشكل تدريجي من مخلفات ازمة كورونا.
وتراجعت إيرادات السياحة مقارنة بسنة 2019 ، والتي ناهزت 5.3 مليار دينار بانخفاض قدرت نسبته 64 بالمائة، ورافقت هذه المؤشرات عجز في ميزانية الدولة بنسبة 11.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2020، وهو الأعلى منذ نحو 4 عقود ،
ويمثل قطاع السياحة في تونس 14 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وألقت الأزمة الصحية المرتبطة بوباء «كورونا» بظلالها بقوة على نشاط القطاع الحيوي الذي كان قد سجل رقماً قياسياً في عدد الوافدين في 2019 ليتجاوز تسعة ملايين سائح.
وكانت الآثار المترتبة عن الأزمة الصحية في البلاد قد استفحلت في فترة الذروة بين جوان وسبتمبر الماضي حيث تراجع عدد الوافدين بنسبة بلغت 88 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها في 2019 ، وتسببت القيود المفروضة آنذاك في فقدان آلاف مواطن الشغل ، ما يمثل 13 في المائة من نسبة العمال في هذا القطاع المشغل إجمالاً بصفة مباشرة وغير مباشرة لقرابة 400 ألف عامل، إلى جانب مرور العشرات من المؤسسات السياحية بازمات مالية خانقة.
 
سفيان المهداوي
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews