قدرت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت شيبوب نسبة تطور انتاج الفسفاط خلال الثلاثية الاولى للسنة الجارية في حدود 18 بالمائة، ملاحظة بان الإنتاج صلب المجمع الكيميائي التونسي يشهد نسقا تصاعديا بعد فترة من الركود امتدت من 2010 الى 2023 مضيفة بانه يجري الالتزام بتحسين انتاج هذا القطاع وفق برنامج مشترك يجمع وزارات الاقتصاد و المالية والفلاحة مع الاهتمام بالعنصر البيئي وايلائه الحضوة اللازمة في سبيل للمحافظة على المدخرات الوطنية للمياه والتقليص في كلفة الطاقة.
وحول الجدوى المنتظرة لمشروع الربط الكهربائي التونسي الايطالي، أكدت الوزيرة انه سيكون جاهزا في غضون 2028 وذلك بعد استكمال جميع الدراسات المتعلقة بالجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشددة على جدواه من حيث استمرارية التوزيع وتجنب الاضطرابات الممكنة على مستوى الشبكات الكهربائية وهو نفس التمشي الذي تم مع الجارين الجزائري والليبي عند حدوث انخفاض في حجم استرسالية الضغط الكهربائي.
وشددت الوزيرة على ان تونس لن تستورد الكهرباء من الاتحاد الأوروبي بل قادرة على تبادل الطاقة في اطار التعاون المثمر مع بلدان الجوار، فضلا عن سعيها الى تحقيق الاستقلالية الطاقية وبلوغ الاكتفاء الذاتي الطاقي، لافتة الى ان بلادنا تشتغل على استغلال الطاقات المتجددة بحكم موقها الجغرافي المتميز والإمكانيات الذاتية الواعدة التي تتوفر لديها في مجال الطاقة.
زيارة عمل
يذكر ان وزيرة الصناعة ادت اليوم زيارة عمل إلى وحدات المجمع الكيميائي التونسي وشركة فسفاط قفصة بولاية قفصة.
ورافق الوزيرة والي قفصة سليم فروجة ورئيسة الديوان عفاف شاشي الطياري والمدير العام لشركة فسفاط قفصة عبد القادر عمايدي والمدير العام للمجمع الكيميائي التونسي الهادي يوسف وعدد من نواب الشعب بالجهة وممثلي مجلس الجهات والأقاليم والسلط المحلية الجهوية وثلة من إطارات الوزارة..
واستهلت الوزيرة زيارتها بالإشراف مع والي الجهة على جلسة عمل بحضور رئيس المجلس الجهوي فوزي مليكي وأعضاء مجلس نواب بالجهة و المجلس الوطني للجهات والأقاليم إلى جانب ممثلين عن السلط الجهوية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني.
وتم الاستماع إلى عدد من المداخلات التي تطرقت إلى عديد من المحاور أبرزها أهمية تفعيل المسؤولية المجتمعية لكل من المجمع الكيميائي التونسي وشركة فسفاط قفصة وتجاوز الإشكاليات التي تعوق مسار التنمية بولاية قفصة.
وأكدت الوزيرة في كلمتها حرص مصالح الوزارة على دعم قطاع الفسفاط والعمل على توفير الظروف الملائمة من أجل استقطاب الاستثمار بما يساعد على إنجاز المشاريع الكبرى خاصة في ظل الإمكانات المتوفرة لبعث نسيج صناعي متكامل قادر على إحداث فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية.
زيارة المظيلة 1
وتوجهت الوزيرة إلى وحدات الإنتاج التابعة للمجمع الكيميائي، أين زارت معمل" المظيلة 1" وقامت بجولة تفقدية داخل مختلف وحداته الإنتاجية واستمعت إلى مداخلات المسؤولين حول التقنيات المستخدمة لضمان أعلى مستويات الجودة والكفاءة في إنتاج الأسمدة الكيميائية من مادة ثلاثي الفسفاط الرفيع والتي من المنتظر أن تبلغ طاقة إنتاجها القصوى 460 ألف طن سنويا.
معاينة تقدم اشغال المظيلة 2
كما عاينت تقدم أشغال استكمال مشروع "المظيلة 2" للمجمع الكيميائي التونسي والذي من المنتظر أن يدخل حيز الاستغلال تدريجيا ابتداء من سنة 2026 بطاقة انتاج جملية تناهز 400 ألف طن سنويا من سماد ثلاثي الفسفاط الرفيع " TSP ".
واطلعت بالخصوص على سير أشغال وحدة إنتاج الحامض الكبريتي والمجهزة بأحدث الأنظمة في مجال مقاومة تلوث الهواء والتقليص من الانبعاثات الغازية ووحدة إنتاج الحامض الكبريتي ووحدة الحاجيات والمنافع التي أسند إنجازها إلى المقاول الصيني " ECEC".
وفي كلمتها، أكدت الوزيرة على أهمية هذه الزيارة التي تندرج في إطار تعزيز التواصل بين مصالح الوزارة والمؤسسات الراجعة لها بالنظر، منوهة بجهود كل العاملين في معملي المظيلة "1" و"2" وحرصهم على استعادة نسق الإنتاج والترفيع فيه.
كما تطرقت إلى أهميتهما في دعم الإنتاج الوطني من مادة ثلاثي الفسفاط الرفيع الموجهة كليا للتصدير ودعم مكانة تونس في الأسواق العالمية للأسمدة. حيث من المتوقع أن يتطور الإنتاج الوطني من مادة ثلاثي الفسفاط الرفيع الى 1 مليون طن بدخول مصنع المظيلة 2 حيز الاستغلال.
الاطلاع على نشاط المغسلة عدد "3"
ثم تحولت الوزيرة والوفد المرافق لها إلى شركة فسفاط قفصة، أين اطلعت على نشاط كل من المغسلة عدد "3" أحد أكبر مغاسل الشركة بطاقة 1 مليون طن من الفسفاط التجاري سنويا وسير العمل بالشركة التونسية لنقل المواد المنجمية.
كما اطلعت على نشاط المنجم السطحي بالجلابية، وهو من بين أكبر المناجم السطحية بالشركة بطاقة استخراج سنوية تقدر ب 1,7 مليون طن من الفسفاط الخام.
مشاريع مستقبلية
واختتمت الوزيرة زيارتها بعقد اجتماع مع ثلة من إطارات الشركة، حيث تم الاطلاع على أهم المشاريع المستقبلية والمتمثلة في تركيز مشروع مغسلة "أم خشب 1" بطاقة 2,6 مليون طن تجاري واقتناء آليات الاستخراج المناجم السطحية وتركيز محطة فطوفلطائية بطاقة إنتاج تقدر ب15 ميغاواط ومحطة الترشيح بالضغط العالي ومشروع المندمج للنقل الهدروليكي للفسفاط، بما سيمكّن من التّرفيع في الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة التنافسية لشركة فسفاط قفصة وزيادة حجم الصادرات والمساهمة في دفع الاقتصاد الوطني والمحلي.
رؤوف العياري