إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي/ ادارة ترامب تبتعد أكثر عن فرنسا وبروكسيل

 
+ لهذه الأسباب " انسحب" الرئيس الأمريكي من قمة السبعة الكبار في كندا وانتقد ماكرون ؟
بقلم: كمال بن يونس 
 
بعد التقاط " الصورة العائلية " الجماعية لرؤساء الدول والحكومات في مجموعة " السبعة الكبار G7" المجتمعبن في مؤتمر قمة في كندا، فاجأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب العالم بمغادرته القمة.
ثم أحدث "مفاجأة ثانية" عندما نشر تدوينة اعتبرها كثيرون "غريبة " و" استفزازية " عن عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
هذه التدوينة التي بثها وهو في طريق العودة جوا الى واشنطن، نفى فيها صحة ما اورده الرئيس الفرنسي حول وجود علاقة بين مغادرة سيد البيت الأبيض  قمة "العمالقة السبعة "  ب" جهود " التوصل الى قرار بوقف الحرب الحالية بين إيران واسرائيل.
والملفت للنظر هو الاسلوب الذي كتب به ترامب هذه التدوينة التي اتهم فيها رئيس فرنسا بعدم معرفة الحقيقة " دوما ". 
كما حاول التقليل من قيمته وقيمة فرنسا وأوربا (؟!) بالرغم من الاسلوب "الديبلوماسي" و" الإيجابي" الذي أستخدمه ماكرون عندما رحب بسيناريو إيقاف الحرب بين طهران وتل أبيب بعد "المساعي الامريكية ".
 فلماذا تعمد ترامب المثير للجدل مفاجأة قادة الدول العظمى الحليفة له بقراره مغادرة قمة السبعة ثم بانتقاداته لرئيس فرنسا ؟
وهل يتعلق الأمر يتحرك "مفاجئ" قام به الرئيس الامريكي أم برسائل سياسية اقتصادية اراد توجيهها  للعالم بما في ذلك لأصدقاء واشنطن وابرز شركائهاالاقتصاديين والعسكريين أي الاتحاد الأوربي والحلف الأطلسي ؟ 
 
 "أخطر بكثير " 
 
ترامب أورد في نفس التدوينة ان مغادرته قمة كندا وعودته "المفاجئة " إلى واشنطن لديها أسباب " أخطر بكثير من محاولات التوصل الى وقف اطلاق النار بين إيران واسرائيل"..
ما المقصود بهذا التصريح ؟ 
هل هو استبعاد لسيناربو "العودة للمفاوضات والجهود الديبلوماسية " مع طهران وتل ابيب ؟ 
أم تهرب من البيان الجماعي الذي تردد ان قادة الدول الصناعية وبينها كندا واليابان ودول اوربية كانوا بنوون اصداره ويتضمن الدعوة الى وقف حروب اسرائيل ضد إيران وفلسطين المحتلة ..وحرب الابادة في غزة..؟
أم أن الأمر يتعلق بمجرد " تصريح جديد " يرفع فيه ترامب سقف مطالبه ومطالب حلفائه على غرار التمشي الذي اعتمده منذ عودته للبيت الأبيض خلال اعلان نسب رسوم تجارية وقمرقبة غير مسبوقة أو عند التلوبح ب" ضم كندا والمكسيك و غروانلاد وقنال بنما وغزة.." إلى الولايات المتحدة !.
مصادر عديدة رجحت ان يكون " انسحاب" ترامب من قمة السبعة في كندا قرار من  فريق ترامب باستخدام "فيتو" على التحركات الاوربية والكندية والدولية التي تضغط منذ مدة من أجل وقف حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية و"حروب الاستنزاف" في لبنان وسوريا واليمن..
ولماذا تزامنت  تدوينة ترامب مع "نداء " توجه به الى الشعب الايراني بمغادرة العاصمة طهران التي تؤوي حوالي 15 مليون ساكن ؟
هل يتعلق  الأمر ببدء الاستعدادات "لسيناربو أكثر خطورة " يشمل مشاركة القوات المسلحة الامريكية مباشرة في الحرب على إيران ضمن المحاولات الجديدة لاسقاط النظام  ز " تحييد" الدور الاقليمي والدولي لطهران ؟ 
هل يكون سلوك رئيس الادارة الامريكية اعلانا "  مشفرا تمهيدا لمعارك اقتصادية سياسية و ربما عسكرية "أخطر " مع الصين وروسيا ودول مجموعة "شانغهاي" والباكستان وتركيا؟
طبخة جديدة 
في كل الحالات يبدو ان بعض كبار صناع القرار في واشنطن  العواصم الكبرى بصدد إعداد  " طبخة جديدة في الكواليس " تستهدف "العدو الأكبر " الاقتصاد الامريكي أي الصين و"القوى الصاعدة ".
كما تستهدف ما تبقى من "محور الشر''حسب المصطلح الذي يستخدمه "الصقور" و "المحافظون الجدد في أمريكا " و"اقصى اليمين" الأمريكي والاسرائيلي منذ ربع قرن، عندما يتحدثون عن الدول والحركات السياسية " الراديكالبة والمعادية " وبينها كوريا الشمالية وإيران والحركات "الاسلامية المسلحة والراديكالية ".
وكان هذا التصنيف يشمل سابقا الانظمة" الثورية" الحاكمة في العراق وسوريا وليبيا و اليمن والسودان .. والتي انهارت تباعا منذ احتلال بغداد في 2003  والحروب بالوكالة التي رسوقع تفحيرها في المنطقة منذ 2011..
لكن الجديد هو ان الإدارة الامريكية الحالية بدأت مسارا  "استفزازيا "، وتكتيكا غير متوقع بشمل خوض معارك مع الخصوم والاعداء وبعض الأصدقاء .. معارك سياسية اقتصادية واحيانا عسكرية.. تمهيدا لمعارك اكبر مع الصين وروسيا ولاحقا مع الهند والباكستان وتركيا وبعض الدول الاوربية التي تعارض مشاريع ادارة ترامب وحلفائها حول اوكرانيا وخلط الاوراق في أوربا الشرقية وآسيا الوسطي..
العالم يسير مرة أخرى نحو تعقيدات جيو استراتيجية معقدة..
قد تتغير الاوضاع نحو حد ادنى من الانفراج والتهدئة اذا توقفت فورا حرب الإبادة في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة. 
واذا أمكن فرض وقف سريع لإطلاق النار  بين إيران واسرائيل قبل أن ينتشر فتبل الحروب والنزاعات المسلحة والعمليات الارهابية الى مناطق عديدة من العالم.. وتنفجر أزمات جديدة اكثر تعقيدا تؤثر في الأمن الأقتصادي والاجتماعي  لشعوب ودول كثيرة.
في هذه الحالة يزداد تهميش دور  الأمم المتحدة والمؤسسات الاقليمية والدولية.. ويسير العالم بدون ضوابط قانونية ولا أخلاقية..
 رأي/  ادارة ترامب تبتعد أكثر عن فرنسا وبروكسيل
 
+ لهذه الأسباب " انسحب" الرئيس الأمريكي من قمة السبعة الكبار في كندا وانتقد ماكرون ؟
بقلم: كمال بن يونس 
 
بعد التقاط " الصورة العائلية " الجماعية لرؤساء الدول والحكومات في مجموعة " السبعة الكبار G7" المجتمعبن في مؤتمر قمة في كندا، فاجأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب العالم بمغادرته القمة.
ثم أحدث "مفاجأة ثانية" عندما نشر تدوينة اعتبرها كثيرون "غريبة " و" استفزازية " عن عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
هذه التدوينة التي بثها وهو في طريق العودة جوا الى واشنطن، نفى فيها صحة ما اورده الرئيس الفرنسي حول وجود علاقة بين مغادرة سيد البيت الأبيض  قمة "العمالقة السبعة "  ب" جهود " التوصل الى قرار بوقف الحرب الحالية بين إيران واسرائيل.
والملفت للنظر هو الاسلوب الذي كتب به ترامب هذه التدوينة التي اتهم فيها رئيس فرنسا بعدم معرفة الحقيقة " دوما ". 
كما حاول التقليل من قيمته وقيمة فرنسا وأوربا (؟!) بالرغم من الاسلوب "الديبلوماسي" و" الإيجابي" الذي أستخدمه ماكرون عندما رحب بسيناريو إيقاف الحرب بين طهران وتل أبيب بعد "المساعي الامريكية ".
 فلماذا تعمد ترامب المثير للجدل مفاجأة قادة الدول العظمى الحليفة له بقراره مغادرة قمة السبعة ثم بانتقاداته لرئيس فرنسا ؟
وهل يتعلق الأمر يتحرك "مفاجئ" قام به الرئيس الامريكي أم برسائل سياسية اقتصادية اراد توجيهها  للعالم بما في ذلك لأصدقاء واشنطن وابرز شركائهاالاقتصاديين والعسكريين أي الاتحاد الأوربي والحلف الأطلسي ؟ 
 
 "أخطر بكثير " 
 
ترامب أورد في نفس التدوينة ان مغادرته قمة كندا وعودته "المفاجئة " إلى واشنطن لديها أسباب " أخطر بكثير من محاولات التوصل الى وقف اطلاق النار بين إيران واسرائيل"..
ما المقصود بهذا التصريح ؟ 
هل هو استبعاد لسيناربو "العودة للمفاوضات والجهود الديبلوماسية " مع طهران وتل ابيب ؟ 
أم تهرب من البيان الجماعي الذي تردد ان قادة الدول الصناعية وبينها كندا واليابان ودول اوربية كانوا بنوون اصداره ويتضمن الدعوة الى وقف حروب اسرائيل ضد إيران وفلسطين المحتلة ..وحرب الابادة في غزة..؟
أم أن الأمر يتعلق بمجرد " تصريح جديد " يرفع فيه ترامب سقف مطالبه ومطالب حلفائه على غرار التمشي الذي اعتمده منذ عودته للبيت الأبيض خلال اعلان نسب رسوم تجارية وقمرقبة غير مسبوقة أو عند التلوبح ب" ضم كندا والمكسيك و غروانلاد وقنال بنما وغزة.." إلى الولايات المتحدة !.
مصادر عديدة رجحت ان يكون " انسحاب" ترامب من قمة السبعة في كندا قرار من  فريق ترامب باستخدام "فيتو" على التحركات الاوربية والكندية والدولية التي تضغط منذ مدة من أجل وقف حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية و"حروب الاستنزاف" في لبنان وسوريا واليمن..
ولماذا تزامنت  تدوينة ترامب مع "نداء " توجه به الى الشعب الايراني بمغادرة العاصمة طهران التي تؤوي حوالي 15 مليون ساكن ؟
هل يتعلق  الأمر ببدء الاستعدادات "لسيناربو أكثر خطورة " يشمل مشاركة القوات المسلحة الامريكية مباشرة في الحرب على إيران ضمن المحاولات الجديدة لاسقاط النظام  ز " تحييد" الدور الاقليمي والدولي لطهران ؟ 
هل يكون سلوك رئيس الادارة الامريكية اعلانا "  مشفرا تمهيدا لمعارك اقتصادية سياسية و ربما عسكرية "أخطر " مع الصين وروسيا ودول مجموعة "شانغهاي" والباكستان وتركيا؟
طبخة جديدة 
في كل الحالات يبدو ان بعض كبار صناع القرار في واشنطن  العواصم الكبرى بصدد إعداد  " طبخة جديدة في الكواليس " تستهدف "العدو الأكبر " الاقتصاد الامريكي أي الصين و"القوى الصاعدة ".
كما تستهدف ما تبقى من "محور الشر''حسب المصطلح الذي يستخدمه "الصقور" و "المحافظون الجدد في أمريكا " و"اقصى اليمين" الأمريكي والاسرائيلي منذ ربع قرن، عندما يتحدثون عن الدول والحركات السياسية " الراديكالبة والمعادية " وبينها كوريا الشمالية وإيران والحركات "الاسلامية المسلحة والراديكالية ".
وكان هذا التصنيف يشمل سابقا الانظمة" الثورية" الحاكمة في العراق وسوريا وليبيا و اليمن والسودان .. والتي انهارت تباعا منذ احتلال بغداد في 2003  والحروب بالوكالة التي رسوقع تفحيرها في المنطقة منذ 2011..
لكن الجديد هو ان الإدارة الامريكية الحالية بدأت مسارا  "استفزازيا "، وتكتيكا غير متوقع بشمل خوض معارك مع الخصوم والاعداء وبعض الأصدقاء .. معارك سياسية اقتصادية واحيانا عسكرية.. تمهيدا لمعارك اكبر مع الصين وروسيا ولاحقا مع الهند والباكستان وتركيا وبعض الدول الاوربية التي تعارض مشاريع ادارة ترامب وحلفائها حول اوكرانيا وخلط الاوراق في أوربا الشرقية وآسيا الوسطي..
العالم يسير مرة أخرى نحو تعقيدات جيو استراتيجية معقدة..
قد تتغير الاوضاع نحو حد ادنى من الانفراج والتهدئة اذا توقفت فورا حرب الإبادة في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة. 
واذا أمكن فرض وقف سريع لإطلاق النار  بين إيران واسرائيل قبل أن ينتشر فتبل الحروب والنزاعات المسلحة والعمليات الارهابية الى مناطق عديدة من العالم.. وتنفجر أزمات جديدة اكثر تعقيدا تؤثر في الأمن الأقتصادي والاجتماعي  لشعوب ودول كثيرة.
في هذه الحالة يزداد تهميش دور  الأمم المتحدة والمؤسسات الاقليمية والدولية.. ويسير العالم بدون ضوابط قانونية ولا أخلاقية..