من المقرّر ان تنظم يوم الأربعاء في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، قمة مميزة لقيادات مجلس التعاون الخليجي سيحضر جانبا منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ...في وقت يتطلع فيه المراقبون في العالم أجمع الى "قرارات جريئة" تصدر عن الرئيس الامريكي وعن القمة من بينها إعلان وقف شامل ونهائي لحرب الابادة في فلسطين المحتلة عموما وفي قطاع غزة خاصة..ودخول المساعدات وإعادة بناء مساكن اكثر من مليوني مدني ومستشفياتهم ومدارسهم ومحلات رزقهم ...
حروب الخليج وفلسطين والسودان
هذه القمة الخليحية الأمريكية هي الرابعة من نوعها منذ 2017 والثانية التي تعقد في عهد دونالد ترامب..الذي كشف مع أبرز المقربين منه منذ ولايته السابقة اهتماما متزايدا بـ"تقاطع المصالح " مع عدد من الدول العربية والاسلامية بينها دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق وتركيا و الاردن و المغرب ومصر .
والتحدي الكبير بالنسبة للعواصم العربية عموما والخليحية خاصة هو : هل ستنجح قياداتها في دفع ادارة دونالد ترامب نحو " تصحيح غلطات الادارات السابقة " خاصة فيما يتعلق بانحيازها الى "صقور حكومات تل ابيب" بزعامة ناتنياهو وسموريتش وبن فقير ورفاقهم المورطين منذ عامين في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وجرائم حرب في عدد من مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين ؟
وفي سياق أشمل : هل ستدفع قمة الرياض الخليحية الامريكية و زيارة دونالد ترامب وفريقه الى المنطقة نحو اتخاذ الإدارة الأمريكية وحلفائها خطوات عملية وفورية تضع حدا لـ"الحروب بالوكالة " التي تشهدها عدة دول عربية واسلامية منذ أعوام وتتسبب في دمار هائل وفي سقوط عشرات الاف القتلى والجرحى من بينها حروب السودان ولبنان واليمن والصومال والتشاد ومالي وليبيا وافغانستان..؟!
مؤشرات التفاؤل عديدة ...خاصة اذا كانت القيادات الأمريكية جادة في دعم محاولات تسوية نزاعاتها القديمة الجديدة والمعقدة مع إيران وروسيا واليمن وسوريا وتركيا وبعض العواصم الاوربية..وفي دعم مسار التفاوض المباشر مع قيادات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق..الخ
قمة إعلامية وقمة سياسية
+ هذه القمة تعقد قبل ايام قليلة من انعقاد القمة العربية العادية في بغداد عاصمة العراق الشقيق، والتي تجري التحضيرات إليها منذ مدة بمشاركة مؤسسات جامعة الدول العربية المركزية في القاهرة ومركز الجامعة ومؤسسات للعمل العربي المشترك في تونس ..
وكان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط زار تونس قبل اسابيع وأشرف على اجتماعات تخضيرية القمة مع الامناء العامين المساعدين والمديرين العامين المنظمات العربية التي تتخذ من تونس مقرا دائما لها وبينها مجلس وزراء الداخلية العرب و اتحاد اذاعات الدول العربية و المنظمة العربية العربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ...
وقد أكد أحمد أبو الغيط خلال زيارته لمقر اتحاد اذاعات الدول العربية بتونس، و على هامش إشرافه على اجتماع اللجنة العليا للتنسيق بين مؤسسات العمل العربي المشترك، أن " اهتمامات جامعة الدول العربية ليست سياسية فقط " لأنها كذلك اعلامية وتكنولوجية وثقافية وعلمية وبيئية وامنية.. وتبرز أهمية مثل هذه التصريحات لتزامنها مع تحركات مكثفة تقوم منذ مدة بها السلطات العراقية والهيئة العليا للاعلام في العراق بالشراكة مع الادارة العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية من اجل انجاح تظاهرات اعلامية وبيئية عربية ودولية ستنظم في بغداد على هامش القمة العربية العادية.من بينها المؤتمر العربي الرابع للاعلام الذي ينظم من شبكة الإعلام العراقي..
الحروب والييئة والتلوث
وكان رئيس الشبكة الوزير كريم حمادي زار تونس عدة مرات خلال الأشهر الماضية على رأس وفد بحث المهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد تنظيم مؤتمر كبير يجمع في بغداد على هامش القمة العربية ، لأول مرة ، مئات الاعلاميين العرب والدوليين.
هذا الموتمر الاعلامي العربي الدولي سيبحث ملفات عديدة من بينها دور الاعلاميين والاتصاليين والمؤسسات الاعلامية في متابعة قضايا العمل المشترك وبينها ملفات التنمية وحماية البيئة من كل أسباب التلوث والانجراف والتصحر وبينها الحروب والنزاعات المسلحة والتهجير القسري للسكان.
اجتماعات اسطمبول
وإذ تتزامن قمتا الرياض وبغداد بتحركات ماراطونية اقليمية ودولية من اجل إيقاف الحرب المدمرة في أوكرانيا بين دول الحلف الأطلسي وروسيا عبر قمة روسية اوكرانية تعقد في تركيا، فعلى القادة العرب الاستفادة من هذا" المناخ الجديد "ومن إعلان دونالد ترامب وزعماء اوربيين دعمهم جهود الديبلوماسية التركية لدفع موسكو وكييف ودول الحلف الأطلسي لانهاء الحرب.
على القيادات العربية ان تستفيد عشية اجتماعات الرياض وبغداد من "بوادر الانفراج " في علاقات واشنطن بالمقاومة الفلسطينية.. خاصة انه جاء بعد أيام قليلة من اتصالات هاتفية علنية بين الرئيسين الامريكي ترامب والتركي اوردغان من حهة وببن 5 رؤساء اوربيين وترامب من جهة ثانية .
وقد أعلن أن محادثة ترامب مع رجب الطيب اوردغان شملت كذلك ملفات فلسطين وسوريا ولبنان وتسوية نزاعات انقرة القديمة مع المتمردين من "حزب العمال الكردستاتي"و" المتمردين المسلحين الاكراد"...
الدور التونسي والمغاربي
وماذا عن موقع تونس والدول المغاربية في ظل هذا الحراك الاقليمي والدولي؟.
يبدو ان عواصم المنطقة المغاربية ما تزال منهكة بسبب نزاعات قديمة جدا ( بينها الملف الصحراوي ؟!) وبسبب عوامل أمنية واقتصادية وسياسية داخلية ومعقدة.
لكن مهما كانت التعقيدات الظرفية، فان الدول المغاربية قادرة على تفعيل دورها الاقليمي والدولي اقتصاديا وديبلوماسيا وامنيا، عبر للمشاركة بنجاعة في الاشغال التحضيرية بقمة بغداد ..وخاصة اجتماعات وزراء الاقتصاد والمالية والخارجية العرب .
ولئن قررت القمة العربية المعقدة ببغداد في 1978 نقل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مؤقتا من القاهرة إلى تونس، ردا على مسار اتفاقية " كامب ديفد "، فإن قمة بغداد القادمة يمكن ان تساهم في بناء جسور جديدة للشراكة بين تونس والدول العربية عموما ومع العراق خاصة .
والأهم توظيف الديبلوماسية اكثر في خدمة مصالح البلاد ومواقفها المساندة لقضايا التحرر الوطني ولفرص إيقاف الحروب والنزاعات المسلحة.. بدءا من فلسطين ولبنان والسودان واليمن.
+ مئات الإعلاميين في العراق لأول مرة
بقلم: كمال بن يونس
من المقرّر ان تنظم يوم الأربعاء في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، قمة مميزة لقيادات مجلس التعاون الخليجي سيحضر جانبا منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ...في وقت يتطلع فيه المراقبون في العالم أجمع الى "قرارات جريئة" تصدر عن الرئيس الامريكي وعن القمة من بينها إعلان وقف شامل ونهائي لحرب الابادة في فلسطين المحتلة عموما وفي قطاع غزة خاصة..ودخول المساعدات وإعادة بناء مساكن اكثر من مليوني مدني ومستشفياتهم ومدارسهم ومحلات رزقهم ...
حروب الخليج وفلسطين والسودان
هذه القمة الخليحية الأمريكية هي الرابعة من نوعها منذ 2017 والثانية التي تعقد في عهد دونالد ترامب..الذي كشف مع أبرز المقربين منه منذ ولايته السابقة اهتماما متزايدا بـ"تقاطع المصالح " مع عدد من الدول العربية والاسلامية بينها دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق وتركيا و الاردن و المغرب ومصر .
والتحدي الكبير بالنسبة للعواصم العربية عموما والخليحية خاصة هو : هل ستنجح قياداتها في دفع ادارة دونالد ترامب نحو " تصحيح غلطات الادارات السابقة " خاصة فيما يتعلق بانحيازها الى "صقور حكومات تل ابيب" بزعامة ناتنياهو وسموريتش وبن فقير ورفاقهم المورطين منذ عامين في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وجرائم حرب في عدد من مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين ؟
وفي سياق أشمل : هل ستدفع قمة الرياض الخليحية الامريكية و زيارة دونالد ترامب وفريقه الى المنطقة نحو اتخاذ الإدارة الأمريكية وحلفائها خطوات عملية وفورية تضع حدا لـ"الحروب بالوكالة " التي تشهدها عدة دول عربية واسلامية منذ أعوام وتتسبب في دمار هائل وفي سقوط عشرات الاف القتلى والجرحى من بينها حروب السودان ولبنان واليمن والصومال والتشاد ومالي وليبيا وافغانستان..؟!
مؤشرات التفاؤل عديدة ...خاصة اذا كانت القيادات الأمريكية جادة في دعم محاولات تسوية نزاعاتها القديمة الجديدة والمعقدة مع إيران وروسيا واليمن وسوريا وتركيا وبعض العواصم الاوربية..وفي دعم مسار التفاوض المباشر مع قيادات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق..الخ
قمة إعلامية وقمة سياسية
+ هذه القمة تعقد قبل ايام قليلة من انعقاد القمة العربية العادية في بغداد عاصمة العراق الشقيق، والتي تجري التحضيرات إليها منذ مدة بمشاركة مؤسسات جامعة الدول العربية المركزية في القاهرة ومركز الجامعة ومؤسسات للعمل العربي المشترك في تونس ..
وكان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط زار تونس قبل اسابيع وأشرف على اجتماعات تخضيرية القمة مع الامناء العامين المساعدين والمديرين العامين المنظمات العربية التي تتخذ من تونس مقرا دائما لها وبينها مجلس وزراء الداخلية العرب و اتحاد اذاعات الدول العربية و المنظمة العربية العربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ...
وقد أكد أحمد أبو الغيط خلال زيارته لمقر اتحاد اذاعات الدول العربية بتونس، و على هامش إشرافه على اجتماع اللجنة العليا للتنسيق بين مؤسسات العمل العربي المشترك، أن " اهتمامات جامعة الدول العربية ليست سياسية فقط " لأنها كذلك اعلامية وتكنولوجية وثقافية وعلمية وبيئية وامنية.. وتبرز أهمية مثل هذه التصريحات لتزامنها مع تحركات مكثفة تقوم منذ مدة بها السلطات العراقية والهيئة العليا للاعلام في العراق بالشراكة مع الادارة العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية من اجل انجاح تظاهرات اعلامية وبيئية عربية ودولية ستنظم في بغداد على هامش القمة العربية العادية.من بينها المؤتمر العربي الرابع للاعلام الذي ينظم من شبكة الإعلام العراقي..
الحروب والييئة والتلوث
وكان رئيس الشبكة الوزير كريم حمادي زار تونس عدة مرات خلال الأشهر الماضية على رأس وفد بحث المهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد تنظيم مؤتمر كبير يجمع في بغداد على هامش القمة العربية ، لأول مرة ، مئات الاعلاميين العرب والدوليين.
هذا الموتمر الاعلامي العربي الدولي سيبحث ملفات عديدة من بينها دور الاعلاميين والاتصاليين والمؤسسات الاعلامية في متابعة قضايا العمل المشترك وبينها ملفات التنمية وحماية البيئة من كل أسباب التلوث والانجراف والتصحر وبينها الحروب والنزاعات المسلحة والتهجير القسري للسكان.
اجتماعات اسطمبول
وإذ تتزامن قمتا الرياض وبغداد بتحركات ماراطونية اقليمية ودولية من اجل إيقاف الحرب المدمرة في أوكرانيا بين دول الحلف الأطلسي وروسيا عبر قمة روسية اوكرانية تعقد في تركيا، فعلى القادة العرب الاستفادة من هذا" المناخ الجديد "ومن إعلان دونالد ترامب وزعماء اوربيين دعمهم جهود الديبلوماسية التركية لدفع موسكو وكييف ودول الحلف الأطلسي لانهاء الحرب.
على القيادات العربية ان تستفيد عشية اجتماعات الرياض وبغداد من "بوادر الانفراج " في علاقات واشنطن بالمقاومة الفلسطينية.. خاصة انه جاء بعد أيام قليلة من اتصالات هاتفية علنية بين الرئيسين الامريكي ترامب والتركي اوردغان من حهة وببن 5 رؤساء اوربيين وترامب من جهة ثانية .
وقد أعلن أن محادثة ترامب مع رجب الطيب اوردغان شملت كذلك ملفات فلسطين وسوريا ولبنان وتسوية نزاعات انقرة القديمة مع المتمردين من "حزب العمال الكردستاتي"و" المتمردين المسلحين الاكراد"...
الدور التونسي والمغاربي
وماذا عن موقع تونس والدول المغاربية في ظل هذا الحراك الاقليمي والدولي؟.
يبدو ان عواصم المنطقة المغاربية ما تزال منهكة بسبب نزاعات قديمة جدا ( بينها الملف الصحراوي ؟!) وبسبب عوامل أمنية واقتصادية وسياسية داخلية ومعقدة.
لكن مهما كانت التعقيدات الظرفية، فان الدول المغاربية قادرة على تفعيل دورها الاقليمي والدولي اقتصاديا وديبلوماسيا وامنيا، عبر للمشاركة بنجاعة في الاشغال التحضيرية بقمة بغداد ..وخاصة اجتماعات وزراء الاقتصاد والمالية والخارجية العرب .
ولئن قررت القمة العربية المعقدة ببغداد في 1978 نقل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مؤقتا من القاهرة إلى تونس، ردا على مسار اتفاقية " كامب ديفد "، فإن قمة بغداد القادمة يمكن ان تساهم في بناء جسور جديدة للشراكة بين تونس والدول العربية عموما ومع العراق خاصة .
والأهم توظيف الديبلوماسية اكثر في خدمة مصالح البلاد ومواقفها المساندة لقضايا التحرر الوطني ولفرص إيقاف الحروب والنزاعات المسلحة.. بدءا من فلسطين ولبنان والسودان واليمن.