إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختصون يجيبون "الصباح".. لماذا يتمرّد التونسي على البروتوكول الصحي؟

تساءلت الناطقة باسم الحكومة حسناء بن سليمان في آخر ندوة صحفية متعلقة بالتوجيهات الخاصة بكوفيد-19 في تونس "لماذا لا يطبق الناس الإجراءات؟"، سنحاول أن نقدم هنا إجابة نستقيها من المختصين في الأنثروبولوجيا وعلم النفس.

ولكن سنذكر بداية بنتائج دراسة كنا تعرضنا لها سابقا على صفحات "الصباح". الدراسة عن مجلة African Development Review عن البنك الإفريقي للتنمية، تحت عنوان "العلاقة السببية بين الفساد والسلوك غير المسؤول في زمن كوفيد-19: أدلة من تونس"، وجدت علاقة سببية بين سلوكيات عدم احترام البروتوكولات الصحية لدى التونسيين وانتهاك إجراءات الحجر الصحي الشامل خلال الموجة الأولى التي عرفتها البلاد في مارس 2020، من جهة، والفساد الذي يتمظهر في إساءة استخدام السلطة، من جهة أخرى.

فالسلوكيات غير العقلانية للناس هي نتيجة لنظام الحكم والسياسات التي يتبناها صانعو القرار. وتخلص الدراسة إلى أنه من الضروري فهم سلوك التونسيين، وكيفية تفكيرهم،  وتمثلاتهم لحكامهم، ومدى ثقتهم في حكومتهم. كما تعتبر أن الدفاع عن بعض القيم الاجتماعية، مثل بناء الشعور بالالتزام، وتنمية الوعي الذاتي، وتقوية الثقة في الحكومة أمر بالغ الأهمية للحوكمة الرشيدة للأزمات، مشيرة إلى أن القرب الجغرافي للسلطات الإدارية قد يساعد في نشر هذه القيم وتعزيز التماسك الاجتماعي خلال فترة الأزمة.

وهو ما يعدينا إلى كلمة مفتاح هي "الثقة" التي يبدو أنها في تراجع مستمر نظرا إلى مجموعة من العوامل منها طول مدة الأزمة الصحية من جهة وغياب نجاعة الحكومة في تطبيق هذه الإجراءات على مستوى الردع والتوعية. 

كريم بوزويتة لـ"الصباح":

لا وجود لخطة تواصل في علاقة بكوفيد-19

يؤكد الدكتور في الأنثروبولوجيا كريم بوزويتة في تصريح لـ"الصباح" أن احترام الإجراءات الصحية مثل التباعد الجسدي أو ارتداء الكمامة، أو عدم التنقل بين الولايات.. هو بمثابة تقديم تضحيات بحرياتنا. ويتابع "إذا طلبنا من شخص أو مجموعة أن تضحي بحرياتها فهذا يكون عادة مقابل أمر ما، إما نتيجة التخوف من شيء ما أو من أجل الفوز به. ونظرا لطبيعة هذه الأزمة الصحية، ذهبت مختلف دول العالم إلى استراتيجية التخويف"، كما يوضح محدثنا. إلا أنه يستدرك أن التخويف لا يدوم، فمثل الطفل الصغير الذي يتعلم ركوب الدراجة قد يخاف في المرة الأولى والثانية، ولكنه في النهاية وبعد محاولات متعددة سيصبح راكب دراجة محترف. فقد امتدت الأزمة الصحية عبر الزمن وتجاوزت السنة ولا يمكن أن تُبقي الناس تحت وطأة الخوف كل هذه المدة. ويتحدث بوزويتة أيضا عن عدد من الانحيازات النفسية التي يمكن أن تفسر أيضا عدم احترام البروتوكولات الصحية، منها انحياز التفاؤل Le biais d'optimisme أي أننا دائما ما نعتقد أن الأمور السيئة والسلبية تحدث للآخرين ولا تحدث لنا، وهذا ما قد يجعلنا نتوقع أننا لن نمرض بالكوفيد-19 مثلا.

يفعلون عكس ما يقولون

وإلى جانب المستوى النفسي والاجتماعي، يشير بوزويتة إلى أننا بعيدون عن اتباع خطة تواصل، "أنا لا أريد أن أقول إنها خطة سيئة لأنها غير موجودة بالمرة"، كما يضيف أن الأسلوب المعتمد منذ بداية الأزمة وباختلاف الحكومات هو شبيه بـ"نشرة جوية" للكورونا، يتم فيها بشكل يومي عرض الأرقام وأعداد الوفيات والإصابات. فـ"عندما ننقل حالة وفاة التي تمثل مأساة لعائلة بأكملها ونحولها إلى أرقام يومية تصبح أمرا عاديا، مما يجعل تعاطفنا معها يتراجع". وعندما تطول المدة الزمنية يعاني الناس مما يسمى تعب التعاطف ويتحول الأمر إلى مسألة معتادة.

كما يرى أنه من الصعب أن يكون نفس أسلوب الخطاب ناجعا لمدة طويلة وأن ننتظر من الناس أن يطبقوه، خاصة وأن السلطة السياسية لم تقدم المثل، فمن أعلى هرم للسلطة مرورا بمختلف المسؤولين نجدهم في مناسبات عدة يخرجون للناس دون كمامة ولا يحترمون التباعد وهو ما يسمى الاتصال الإيضاحي أو المعبر la communication démonstrative، وهم من خلال هذه الممارسات كأنهم يقولون لا يجب أن نحترم هذه الإجراءات.

ويضيف أن هنالك أيضا تضاربا في الرسالة، فكل مسؤول يتحدث عن رقم مختلف فيما يتعلق بأسرة الإنعاش، وكذلك الأمر على مستوى مواعيد قدوم اللقاحات، لا يوجد تجانس في المعلومة والرسالة التواصلية.

 

عبد الباسط الفقيه لـ"الصباح":

التوصيات والتعليمات ليست مشتتة فقط بل متناقضة أيضا

يفسر المختص في علم النفس عبد الباسط الفقيه في تصريح خص به "الصباح" أن عدم احترام جانب من المواطنين للبرتوكول الصحي، بأن الإجراءات الوقائية هي إجراءات جماعية، وأن السلوكيات الجماعية لابد لها من قائد ورقيب، يمكن أن يكون هذا الرقيب وعينا بضرورة الامتثال إلى هذه القيمة وهي قيمة أخلاقية وصحية في نفس الوقت، ولكن يجب أن يكون هنالك أيضا قيادة نتبعها. يشير محدثنا هنا إلى مثال منع التدخين في الأماكن العامة في تونس في النظام السابق مبرزا أن منع التدخين كان عندها من التابوهات ولم يكن الناس مهيئين ليقبلوا هذا الأمر، ولكن عندما نضج الوعي وطُبق المنع بصفة كلية انتهى التدخين تماما في الأماكن العامة.

ويضيف أيضا أنه إذا أردنا أن نطبق إجراءات جماعية يمكن ذلك على شرط أن تكون ممارستها جماعية، في حين أن التوصيات والتعليمات اليوم هي مشتتة ولكنها أيضا متناقضة. فالجهة التي تصدر التعليمات ليست جهة واحدة، ولم تعد تجد متلقين مطيعين. ويعتبر محدثنا أنه من المهم ضمان وحدة الجهة الآمرة ووحدة الرسالة، فبعد الإعلان عن حظر التجول قبيل بداية شهر رمضان على الساعة السابعة مساء، يطلب رئيس الجمهورية أن تتم مراجعته، وهذا ما يتم بالفعل ليصبح على الساعة العاشرة مساء. بالنسبة إلى المواطن المتلقي في هذه الحالة هنالك جهة تأمر وجهة تعدل وهكذا يختلط عليه الأمر وهنا يتجه إلى أن يغلب مصلحته الشخصية، إن كانت ستتضرر من الإجراءات المفروضة.

تناقضات مستمرة

السيناريوهات التي تقابلنا كما يفصلها محدثنا يوميا مختلفة، فيمكن أن نجد أنفسنا نتزاحم في وسائل النقل أو لشراء الخبز، في حين أننا مطالبون بالمحافظة على التباعد عند دخول المحلات الكبرى، أو في الإدارة. وبذلك ليس هنالك اتساق ذهني  لدى المواطن، حتى يمتثل الناس لهذه التوصيات  وفي نفس الوقت يرون المنطق فيها والنجاعة.

يبرز المختص في علم النفس هنا دور الخطاب الإعلامي الذي يعتبر أنه يعاني انفلاتا منقطع النظير، إذ يعطى المايكروفون لأناس يشككون في السياسات الوقائية، ويعبرون عن امتعاضهم من هذه الإجراءات، وتأتي كاميرا خفية لتشكك في نجاعة اللقاحات. ويعتبر أن الرسالة الإعلامية أصلية زمن الأزمة وهي تؤطر الوعي والحس العام ولكنه يرى أن الإعلام يهتم بالملفات السياسية أكثر، عندها نشهد التعبئة وتُستخدم حتى الأساليب التي ابتدعها غوبلز في الدعاية،  ولكن في المسائل الأساسية نترك الناس يصنعون وقايتهم بأنفسهم.  يبرز أيضا دور قادة الرأي خاصة على منصات التواصل الاجتماعي الذين يتأثر برأيهم المتابعون ويمكن تمرير الرسالة عبرهم، لكن لم يتم الاتجاه إلى ذلك.

ويتابع إذا كان المواطن مقهورا في قدرته الشرائية فهو يتجه للتمرد بشكل ما من خلال كسر ما تفرضه عليه السلطة هنالك من يشكك في الفيروس في حد ذاته وهنالك من يرجع الأمر للقضاء والقدر..  تعدد هذه المبررات دليل على أن هذا المجتمع ليست له قيادة، قيادة تصدر تعليمات واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق.

ويبرز الفقيه أن للمواطن أيضا مسؤولية يجب أن يتحملها، فإن كان كل الناس في الحي يقومون بأمر سيء هذا ليس مبررا لنقوم به نحن أيضا. فالآباء وإمام الجامع والصحفي في التلفزيون والمعلم وجميع القادة في المجتمع يجب أن يكونوا هم قدوة ويلتزموا بالإجراءات. وبذلك تصبح الرسالة متكاملة.

إعداد: أروى الكعلي

 

مختصون يجيبون "الصباح"..  لماذا يتمرّد التونسي على البروتوكول الصحي؟

تساءلت الناطقة باسم الحكومة حسناء بن سليمان في آخر ندوة صحفية متعلقة بالتوجيهات الخاصة بكوفيد-19 في تونس "لماذا لا يطبق الناس الإجراءات؟"، سنحاول أن نقدم هنا إجابة نستقيها من المختصين في الأنثروبولوجيا وعلم النفس.

ولكن سنذكر بداية بنتائج دراسة كنا تعرضنا لها سابقا على صفحات "الصباح". الدراسة عن مجلة African Development Review عن البنك الإفريقي للتنمية، تحت عنوان "العلاقة السببية بين الفساد والسلوك غير المسؤول في زمن كوفيد-19: أدلة من تونس"، وجدت علاقة سببية بين سلوكيات عدم احترام البروتوكولات الصحية لدى التونسيين وانتهاك إجراءات الحجر الصحي الشامل خلال الموجة الأولى التي عرفتها البلاد في مارس 2020، من جهة، والفساد الذي يتمظهر في إساءة استخدام السلطة، من جهة أخرى.

فالسلوكيات غير العقلانية للناس هي نتيجة لنظام الحكم والسياسات التي يتبناها صانعو القرار. وتخلص الدراسة إلى أنه من الضروري فهم سلوك التونسيين، وكيفية تفكيرهم،  وتمثلاتهم لحكامهم، ومدى ثقتهم في حكومتهم. كما تعتبر أن الدفاع عن بعض القيم الاجتماعية، مثل بناء الشعور بالالتزام، وتنمية الوعي الذاتي، وتقوية الثقة في الحكومة أمر بالغ الأهمية للحوكمة الرشيدة للأزمات، مشيرة إلى أن القرب الجغرافي للسلطات الإدارية قد يساعد في نشر هذه القيم وتعزيز التماسك الاجتماعي خلال فترة الأزمة.

وهو ما يعدينا إلى كلمة مفتاح هي "الثقة" التي يبدو أنها في تراجع مستمر نظرا إلى مجموعة من العوامل منها طول مدة الأزمة الصحية من جهة وغياب نجاعة الحكومة في تطبيق هذه الإجراءات على مستوى الردع والتوعية. 

كريم بوزويتة لـ"الصباح":

لا وجود لخطة تواصل في علاقة بكوفيد-19

يؤكد الدكتور في الأنثروبولوجيا كريم بوزويتة في تصريح لـ"الصباح" أن احترام الإجراءات الصحية مثل التباعد الجسدي أو ارتداء الكمامة، أو عدم التنقل بين الولايات.. هو بمثابة تقديم تضحيات بحرياتنا. ويتابع "إذا طلبنا من شخص أو مجموعة أن تضحي بحرياتها فهذا يكون عادة مقابل أمر ما، إما نتيجة التخوف من شيء ما أو من أجل الفوز به. ونظرا لطبيعة هذه الأزمة الصحية، ذهبت مختلف دول العالم إلى استراتيجية التخويف"، كما يوضح محدثنا. إلا أنه يستدرك أن التخويف لا يدوم، فمثل الطفل الصغير الذي يتعلم ركوب الدراجة قد يخاف في المرة الأولى والثانية، ولكنه في النهاية وبعد محاولات متعددة سيصبح راكب دراجة محترف. فقد امتدت الأزمة الصحية عبر الزمن وتجاوزت السنة ولا يمكن أن تُبقي الناس تحت وطأة الخوف كل هذه المدة. ويتحدث بوزويتة أيضا عن عدد من الانحيازات النفسية التي يمكن أن تفسر أيضا عدم احترام البروتوكولات الصحية، منها انحياز التفاؤل Le biais d'optimisme أي أننا دائما ما نعتقد أن الأمور السيئة والسلبية تحدث للآخرين ولا تحدث لنا، وهذا ما قد يجعلنا نتوقع أننا لن نمرض بالكوفيد-19 مثلا.

يفعلون عكس ما يقولون

وإلى جانب المستوى النفسي والاجتماعي، يشير بوزويتة إلى أننا بعيدون عن اتباع خطة تواصل، "أنا لا أريد أن أقول إنها خطة سيئة لأنها غير موجودة بالمرة"، كما يضيف أن الأسلوب المعتمد منذ بداية الأزمة وباختلاف الحكومات هو شبيه بـ"نشرة جوية" للكورونا، يتم فيها بشكل يومي عرض الأرقام وأعداد الوفيات والإصابات. فـ"عندما ننقل حالة وفاة التي تمثل مأساة لعائلة بأكملها ونحولها إلى أرقام يومية تصبح أمرا عاديا، مما يجعل تعاطفنا معها يتراجع". وعندما تطول المدة الزمنية يعاني الناس مما يسمى تعب التعاطف ويتحول الأمر إلى مسألة معتادة.

كما يرى أنه من الصعب أن يكون نفس أسلوب الخطاب ناجعا لمدة طويلة وأن ننتظر من الناس أن يطبقوه، خاصة وأن السلطة السياسية لم تقدم المثل، فمن أعلى هرم للسلطة مرورا بمختلف المسؤولين نجدهم في مناسبات عدة يخرجون للناس دون كمامة ولا يحترمون التباعد وهو ما يسمى الاتصال الإيضاحي أو المعبر la communication démonstrative، وهم من خلال هذه الممارسات كأنهم يقولون لا يجب أن نحترم هذه الإجراءات.

ويضيف أن هنالك أيضا تضاربا في الرسالة، فكل مسؤول يتحدث عن رقم مختلف فيما يتعلق بأسرة الإنعاش، وكذلك الأمر على مستوى مواعيد قدوم اللقاحات، لا يوجد تجانس في المعلومة والرسالة التواصلية.

 

عبد الباسط الفقيه لـ"الصباح":

التوصيات والتعليمات ليست مشتتة فقط بل متناقضة أيضا

يفسر المختص في علم النفس عبد الباسط الفقيه في تصريح خص به "الصباح" أن عدم احترام جانب من المواطنين للبرتوكول الصحي، بأن الإجراءات الوقائية هي إجراءات جماعية، وأن السلوكيات الجماعية لابد لها من قائد ورقيب، يمكن أن يكون هذا الرقيب وعينا بضرورة الامتثال إلى هذه القيمة وهي قيمة أخلاقية وصحية في نفس الوقت، ولكن يجب أن يكون هنالك أيضا قيادة نتبعها. يشير محدثنا هنا إلى مثال منع التدخين في الأماكن العامة في تونس في النظام السابق مبرزا أن منع التدخين كان عندها من التابوهات ولم يكن الناس مهيئين ليقبلوا هذا الأمر، ولكن عندما نضج الوعي وطُبق المنع بصفة كلية انتهى التدخين تماما في الأماكن العامة.

ويضيف أيضا أنه إذا أردنا أن نطبق إجراءات جماعية يمكن ذلك على شرط أن تكون ممارستها جماعية، في حين أن التوصيات والتعليمات اليوم هي مشتتة ولكنها أيضا متناقضة. فالجهة التي تصدر التعليمات ليست جهة واحدة، ولم تعد تجد متلقين مطيعين. ويعتبر محدثنا أنه من المهم ضمان وحدة الجهة الآمرة ووحدة الرسالة، فبعد الإعلان عن حظر التجول قبيل بداية شهر رمضان على الساعة السابعة مساء، يطلب رئيس الجمهورية أن تتم مراجعته، وهذا ما يتم بالفعل ليصبح على الساعة العاشرة مساء. بالنسبة إلى المواطن المتلقي في هذه الحالة هنالك جهة تأمر وجهة تعدل وهكذا يختلط عليه الأمر وهنا يتجه إلى أن يغلب مصلحته الشخصية، إن كانت ستتضرر من الإجراءات المفروضة.

تناقضات مستمرة

السيناريوهات التي تقابلنا كما يفصلها محدثنا يوميا مختلفة، فيمكن أن نجد أنفسنا نتزاحم في وسائل النقل أو لشراء الخبز، في حين أننا مطالبون بالمحافظة على التباعد عند دخول المحلات الكبرى، أو في الإدارة. وبذلك ليس هنالك اتساق ذهني  لدى المواطن، حتى يمتثل الناس لهذه التوصيات  وفي نفس الوقت يرون المنطق فيها والنجاعة.

يبرز المختص في علم النفس هنا دور الخطاب الإعلامي الذي يعتبر أنه يعاني انفلاتا منقطع النظير، إذ يعطى المايكروفون لأناس يشككون في السياسات الوقائية، ويعبرون عن امتعاضهم من هذه الإجراءات، وتأتي كاميرا خفية لتشكك في نجاعة اللقاحات. ويعتبر أن الرسالة الإعلامية أصلية زمن الأزمة وهي تؤطر الوعي والحس العام ولكنه يرى أن الإعلام يهتم بالملفات السياسية أكثر، عندها نشهد التعبئة وتُستخدم حتى الأساليب التي ابتدعها غوبلز في الدعاية،  ولكن في المسائل الأساسية نترك الناس يصنعون وقايتهم بأنفسهم.  يبرز أيضا دور قادة الرأي خاصة على منصات التواصل الاجتماعي الذين يتأثر برأيهم المتابعون ويمكن تمرير الرسالة عبرهم، لكن لم يتم الاتجاه إلى ذلك.

ويتابع إذا كان المواطن مقهورا في قدرته الشرائية فهو يتجه للتمرد بشكل ما من خلال كسر ما تفرضه عليه السلطة هنالك من يشكك في الفيروس في حد ذاته وهنالك من يرجع الأمر للقضاء والقدر..  تعدد هذه المبررات دليل على أن هذا المجتمع ليست له قيادة، قيادة تصدر تعليمات واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق.

ويبرز الفقيه أن للمواطن أيضا مسؤولية يجب أن يتحملها، فإن كان كل الناس في الحي يقومون بأمر سيء هذا ليس مبررا لنقوم به نحن أيضا. فالآباء وإمام الجامع والصحفي في التلفزيون والمعلم وجميع القادة في المجتمع يجب أن يكونوا هم قدوة ويلتزموا بالإجراءات. وبذلك تصبح الرسالة متكاملة.

إعداد: أروى الكعلي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews