ينتظر ان يشهد هذا الاسبوع انطلاق سهرات العديد من المهرجانات الصيفية بعد استكمال تعاقداتها وتحديد اختياراتها وتوجهاتها الفنية والإبداعية على امتداد هذه الصائفة.
وقد سعينا في هذه الورقة الى العودة واستحضار بعض المحطات الإبداعية الخالدة في الذاكرة والتي ميزت مهرجانا على اخر بعيدا عن منطق المقارنة بين هذه المهرجانات وبرامجها الامس واليوم.
هي محطات خالدة استثنائية لازالت وستبقى راسخة في الذاكرة اعتبارا لخصوصيتها الإبداعية فمن لا ماضي له لا مستقبل امامه ... هكذا علمنا التاريخ..
محسن بن احمد
*1968 صباح لأول مرة في تونس
عاشت أكثر من حياة مثلما تزوجت أكثر من رجل ومثلما أحبت علانية وبلا تردد عاشت حياتين... حياتها اللبنانية وحياتها المصرية. كسبت الرهان في الغناء باللهجتين وأبدعت في أداء أدوار السينما المصرية واللبنانية، هي صباح..
صباح صاحبة الصوت الفريد، القوي، الشديد الليونة والمرونة والطواعية. صباح صاحبة الصوت القادر على أداء ألوان متعددة من الطرب.
بحثنا في عديد الوثائق وعدنا الى مؤلفات فنية قديمة لنعثر على تاريخ أول زيارة للمطربة الخالدة صباح الى تونس... وكان ذلك في صيف 1968.
كان صيفا استثنائيا بحلول الشحرورة صباح بتونس... كانت في قمة تألقها الموسيقي والغنائي... كان صوتها نسمات منعشة في يوم قائظ. صدحت بالفلكلور اللبناني وشدت بـ «ع البساطة» وألهبت المدارج بـ «جيب المزود يا عبّود» و«الغاوي» وغيرها من الأغاني التي صنعت مجدها الفني وجعلت منها واحدة من الأصوات الخالدة في المدوّنة الغنائية العربية.
*1968 شهرزاد تقدم لأول مرة... "يا ناسيني"
جاءت شهرزاد للمرة الثالثة الى تونس في صيف 1968 وفي جرابها أحدث أغانيها التي لحّنها لها الملحن الكبير رياض السنباطي «يا ناسيني» أغنية عززت بها رصيدها من الأغاني التي صنعت مجدها الفني «أحب اسمك»، «اديني من وقتك ساعة»، «أفكر فيه وينساني».
اكدت شهرزاد من خلال "يا ناسيني" أنها لم تكن مجرد مطربة مرت في تاريخ الأغنية المصرية والعربية بل هي واحدة من أجمل الأصوات وصاحبة حنجرة منفردة.. حنجرة قال عنها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب «إنها عمق مصر وتاريخها وحضارتها.
شدت شهرزاد بـ"يا ناسيني" في تونس صيف 1968 بكل جوارحها وكسبت الرهان في أن تكون هذه الأغنية جواز سفرها الى كل أرجاء الوطن العربي وبسبب "يا ناسيني" هاتف محمد عبد الوهاب شهرزاد عارضا عليها غناء ألحانه هو ايضا وهو ما تم فعلا.
.
*1968 عبد الحليم في مهرجان طبرقة
حل في صيف 1968 المطرب عبدالحليم حافظ بتونس لأول مرة بدعوة رسمية من الأستاذ الخالد الشاذلي القليبي كاتب الدولة للثقافة في تلك الفترة ليكون أحد نجوم مهرجان المرجان بطبرقة
شدا في المهرجان بجديده الذي قدم لأول مرة "الويل الويل" وغنى "على حسب وداد" كما كشف عما يعرف بالأغاني الطويلة في تلك الحقبة من الزمن " جانا الهوى" و"كامل الأوصاف".
وفي اوت 1969حلّ العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بتونس في ثاني زيارة له صحبة الفرقة الماسية والملحّن بليغ حمدي للمشاركة في الاحتفالات الوطنية بعيد ميلاد الزعيم الحبيب بورقيبة .
... النصّ الاحتفالي بعيد ميلاد الزعيم وعنوانه " يا مولعين بالسهر " كتبه الشاعر عبد المجيد بنجدو ليكون بذلك اول شاعر تونسي غنى له عبدالحليم حافظ وهو أيضا الشاعر التونسي الوحيد الذي لحن له بليغ حمدي.
*1975 داليدا على ركح قرطاج
مثلت صائفة 1975 أول زيارة لداليدا الى تونس... زيارة استثنائية من خلال سهرة فنية عابقة بأريج التاريخ والذكريات والحب الكبير للأصل والجذور.
غنت " داليدا " في تلك السهرة للوطن وللحب والجمال وللحياة ومعانيها الجميلة في الوجود وللجذور والأجداد ولمسيرتها الابداعية.
هي داليدا المصرية المولد والنشأة والايطالية الاصل والجذور لا يكاد صوتها يصل الأذن وهي تشدو بأحاسيسها المتشبعة بحب الوطن حتى تتحرّك الاحاسيس الملتهبة تجاه الوطن.
كلمة حلوة وكلمتين
حلوة يا بلدي
غنوة حلوة وغنوتين
حلوة يا بلدي
غنت بكل اللغات منها العربية لتؤكد ارتباطها الوثيق بماضيها فمن لا ماضي له لا مستقبل أمامه. نهلت داليدا من نهر المجد الابداعي. غنت ومثلت ورقصت.. جابت المسارح الكبرى في مختلف أصقاع العالم ناثرة بذور الحب والحياة الجميلة الممتعة ومنها مسرح مهرجان قرطاج في صيف 1975
*1977 نجاة الصغيرة تحلق في سماء قرطاج
استوقفتنا وثيقة تعود بنا الى صائفة 1977 عندما حلت بتونس المطربة نجاة الصغيرة وهي في قمة المجد الفني...
شدت لتونس في اول لقاء لها مع جمهور مهرجان قرطاج الدولي "ساعة ما بشوفك جنبي" و"إلا أنت" و"أيظن" هذا القصيد الذي كان ثمرة لقاء مع الشاعر الخالد نزار قباني الذي لم يسبق له ان التقاها فكان ان أرسل لها قصيد «أيظن» عبر البريد العادي شدتها المعاني وسرّها المضمون فكان الاتصال بالمطرب محمد عبد الوهاب الذي لم يتردد في تلحين هذا القصيد سنة 1976... وكان فاتحة تعاون فني بين نجاة ونزار وسيحفظ التاريخ الموسيقي أن «أيظن» هو أول قصيد لنزار قباني أخذ طريقه الى الموسيقى والغناء والتلحين.
*1980 ماجدة الرومي
وأول حفل في تونس
عندما تسلم المسرحي ورجل الثقافة محمد رجاء فرحات مقاليد الإشراف على دورة 1980 لمهرجان قرطاج الدولي كما روى ذلك الراحل سمير العيادي في وثيقة تلفزيونية مصورة منذ أكثر من 10 سنوات مع بية الزردي طلب (أي محمد رجاء فرحات) من صديقه سمير العيادي إن كانت له رغبة في شيء ما من بيروت التي سافر إليها محمد رجاء فرحات في إطار الإعداد لبرنامج المهرجان... كان جواب الراحل سمير العيادي إنه يقترح استقدام الفنانة ماجدة الرومي والتي برزت في تلك الفترة وبشكل ملفت في فيلم المخرج الكبير يوسف شاهين، "عودة الابن الضال."
استجاب مديرالمهرجان لطلب الصديق وتم التعاقد مع ماجدة الرومي لتحمل صائفة 1980 أول إطلالة لهذا الصوت الملائكي في تونس.
كان لقاء فنيا استثنائيا معطرا بأريج الطرب الأصيل شدت فيه ماجدة الرومي ولأول مرة خارج حدود لبنان بأغانيها المعروفة في تلك الفترة إلى جانب مجموعة من أحدث إنتاجاتها الأخرى الطافحة بالحياة والحب والأمل لتتوطد العلاقة بعد ذلك بشكل كبير ومتين بين مهرجان قرطاج وماجدة الرومي.
*1985 أول دورة لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية
شهدت صائفة 1985 الاعلان عن تأسيس المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية وقد احتضن المسرح الروماني بالجم أولى دوراته في تلك الصائفة ليصبح تقليدا سنويا بطابعه الابداعي الخصوصي من خلال الانفتاح على الموسيقات الكلاسيكية العالمية.
والمسرح الروماني المشهور بقصر الجم أو مدرج الجم مازال شامخا منذ آلاف السنين يحتضن في صائفة كل سنة عروض الموسيقى الكلاسيكية العالمية الخالدة على مرّ العصور.
مسرح الجم أصبح اليوم فضاء لاحتضان الفنانين العالميين ومسرحا شهيرا لأكبر الحفلات الموسيقية في تونس والعالم من خلال تأسيس اول مهرجان للموسيقى السمفونية في ثمانينات القرن الماضي حيث تضاء الشموع في كل صيف في مختلف أروقته مشكلة لوحة تجمع بين سحر الأثر التاريخي وإبداع الفن المعاصر لتعلن انطلاق دورة جديدة من مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم.
*1985 سيد مكاوي لأول مرة على ركح مهرجان بوقرنين
كانت صائفة 1985 استثنائية في مسيرة مهرجان بوقرنين بحمام الانف تحت اشراف رجل الثقافة الأستاذ المنصف الشطي من خلال مشاركة الملحن المصري الكبير سيد مكاوي في تاثيث احدى سهرات هذا المهرجان .
شهدت هذه السهرة الاستثنائية حضورا جماهيريا كبيرا وقدم خلالها الفنان الملحن سيد مكاوي لأول مرة اغنيته الجديدة " كل مرة لما اوعدك "الى جانب مجموعة من اغانيه المعروفة ومنها اغنيتيه " اوقاتي بتحلو " التي لم تتمكن ام كلثوم من تسجيلها وتقديمها بصوتها بسبب رحيلها الى الرفيق الأعلى وهي التي تدربت عليها الا ان يد المنون كانت هي الأسرع فكان ان أعطى سيد مكاوي هذه الأغنية إلى الفنانة وردة الجزائرية.
وشدا سيد مكاوي في تلك السهرة أيضا على ركح مهرجان بوقرنين باغنية " يا مسهرني " وهي اول تعامل فني له مع ام كلثوم وغنى أيضا "ياصلاة الزين " و"الامل " من تلحين الملحن الكبير زكريا احمد وتأليف الشاعر محمود بيرم التونسي و" الأرض بتتكلم عربي" تاليف الشاعر فؤاد حداد ولحن وغناء سيد مكاوي علما وان هذا الفنان الملحن كان له لقاء أيضا في تلك الصائفة مع جمهور مهرجان قرطاج الدولي.
* 1986 أمينة فاخت تنطلق من تستور
شهدت أوائل ثمانينات القرن الماضي تأسيس الفرقة القومية للموسيقي والتي أصبحت بعد ذلك تحمل اسم " الفرقة الوطنية للموسيقي , كان ذلك في عهد رجل الثقافة الخالد الأستاذ البشير بن سلامة في عهد حكومة الراحل الخالد محمد مزالي
أشرف على تسيير هذه الفرقة في سنوات التأسيس الأولى الفنان الراحل عزالدين العياشي وكان من ابرز الأصوات الفنية المنضوية تحت لواء هذه الفرقة الفتية نجاة عطية وصوفية صادق وشكري بوزيان وصلاح مصباح وهادية جويرة وذكرى محمد والشاذلي الحاجي ومن الملحنين على سبيل الذكر لا الحصر عبدالكريم صحابو وعبد الرحمان العيادي ، هذا الأخير مثل مع الراحلين ذكرى محمد والشاعر حسونة قسومة ثلاثيا فنيا متكاملا اثمر 28 اغنية من اصل 30 اغنية تونسية لذكرى لحنها العيادي وكتبها حسونة قسومة وكان ذلك قبل هجرتها الى الشرق.
في صائفة 1986 وقع الاختيار على الفرقة القومية للموسيقى لافتتاح دورة مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية بتستور، كانت تلك الدورة شاهدة على انطلاق الفنانة أمينة فاخت في عالم الاغنية بكل قوة وتميز عندما قدمت لأول مرة على ركح مهرجان تستور اغنية " لما انت فاهم غاية مرادي " للشاعر حسونة قسومة والحان عبد الرحمان العيادي في اول لقاء فني لها مع هذا الثنائي، وما يجب الإشارة اليه ان هذه الاغنية كانت في حقيقة الامر لذكرى محمد غير ان هذه الأخيرة تنازلت عنها لفائدة امينة فاخت التي كانت في حاجة لأغنية جديدة لها تقدمها في افتتاح مهرجان تستور فكانت " لما انت فاهم غاية مرادي " التي أعلنت رسميا عن ميلاد صوت غنائي استثنائي اسمه امينة فاخت
تونس-الصباح
ينتظر ان يشهد هذا الاسبوع انطلاق سهرات العديد من المهرجانات الصيفية بعد استكمال تعاقداتها وتحديد اختياراتها وتوجهاتها الفنية والإبداعية على امتداد هذه الصائفة.
وقد سعينا في هذه الورقة الى العودة واستحضار بعض المحطات الإبداعية الخالدة في الذاكرة والتي ميزت مهرجانا على اخر بعيدا عن منطق المقارنة بين هذه المهرجانات وبرامجها الامس واليوم.
هي محطات خالدة استثنائية لازالت وستبقى راسخة في الذاكرة اعتبارا لخصوصيتها الإبداعية فمن لا ماضي له لا مستقبل امامه ... هكذا علمنا التاريخ..
محسن بن احمد
*1968 صباح لأول مرة في تونس
عاشت أكثر من حياة مثلما تزوجت أكثر من رجل ومثلما أحبت علانية وبلا تردد عاشت حياتين... حياتها اللبنانية وحياتها المصرية. كسبت الرهان في الغناء باللهجتين وأبدعت في أداء أدوار السينما المصرية واللبنانية، هي صباح..
صباح صاحبة الصوت الفريد، القوي، الشديد الليونة والمرونة والطواعية. صباح صاحبة الصوت القادر على أداء ألوان متعددة من الطرب.
بحثنا في عديد الوثائق وعدنا الى مؤلفات فنية قديمة لنعثر على تاريخ أول زيارة للمطربة الخالدة صباح الى تونس... وكان ذلك في صيف 1968.
كان صيفا استثنائيا بحلول الشحرورة صباح بتونس... كانت في قمة تألقها الموسيقي والغنائي... كان صوتها نسمات منعشة في يوم قائظ. صدحت بالفلكلور اللبناني وشدت بـ «ع البساطة» وألهبت المدارج بـ «جيب المزود يا عبّود» و«الغاوي» وغيرها من الأغاني التي صنعت مجدها الفني وجعلت منها واحدة من الأصوات الخالدة في المدوّنة الغنائية العربية.
*1968 شهرزاد تقدم لأول مرة... "يا ناسيني"
جاءت شهرزاد للمرة الثالثة الى تونس في صيف 1968 وفي جرابها أحدث أغانيها التي لحّنها لها الملحن الكبير رياض السنباطي «يا ناسيني» أغنية عززت بها رصيدها من الأغاني التي صنعت مجدها الفني «أحب اسمك»، «اديني من وقتك ساعة»، «أفكر فيه وينساني».
اكدت شهرزاد من خلال "يا ناسيني" أنها لم تكن مجرد مطربة مرت في تاريخ الأغنية المصرية والعربية بل هي واحدة من أجمل الأصوات وصاحبة حنجرة منفردة.. حنجرة قال عنها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب «إنها عمق مصر وتاريخها وحضارتها.
شدت شهرزاد بـ"يا ناسيني" في تونس صيف 1968 بكل جوارحها وكسبت الرهان في أن تكون هذه الأغنية جواز سفرها الى كل أرجاء الوطن العربي وبسبب "يا ناسيني" هاتف محمد عبد الوهاب شهرزاد عارضا عليها غناء ألحانه هو ايضا وهو ما تم فعلا.
.
*1968 عبد الحليم في مهرجان طبرقة
حل في صيف 1968 المطرب عبدالحليم حافظ بتونس لأول مرة بدعوة رسمية من الأستاذ الخالد الشاذلي القليبي كاتب الدولة للثقافة في تلك الفترة ليكون أحد نجوم مهرجان المرجان بطبرقة
شدا في المهرجان بجديده الذي قدم لأول مرة "الويل الويل" وغنى "على حسب وداد" كما كشف عما يعرف بالأغاني الطويلة في تلك الحقبة من الزمن " جانا الهوى" و"كامل الأوصاف".
وفي اوت 1969حلّ العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بتونس في ثاني زيارة له صحبة الفرقة الماسية والملحّن بليغ حمدي للمشاركة في الاحتفالات الوطنية بعيد ميلاد الزعيم الحبيب بورقيبة .
... النصّ الاحتفالي بعيد ميلاد الزعيم وعنوانه " يا مولعين بالسهر " كتبه الشاعر عبد المجيد بنجدو ليكون بذلك اول شاعر تونسي غنى له عبدالحليم حافظ وهو أيضا الشاعر التونسي الوحيد الذي لحن له بليغ حمدي.
*1975 داليدا على ركح قرطاج
مثلت صائفة 1975 أول زيارة لداليدا الى تونس... زيارة استثنائية من خلال سهرة فنية عابقة بأريج التاريخ والذكريات والحب الكبير للأصل والجذور.
غنت " داليدا " في تلك السهرة للوطن وللحب والجمال وللحياة ومعانيها الجميلة في الوجود وللجذور والأجداد ولمسيرتها الابداعية.
هي داليدا المصرية المولد والنشأة والايطالية الاصل والجذور لا يكاد صوتها يصل الأذن وهي تشدو بأحاسيسها المتشبعة بحب الوطن حتى تتحرّك الاحاسيس الملتهبة تجاه الوطن.
كلمة حلوة وكلمتين
حلوة يا بلدي
غنوة حلوة وغنوتين
حلوة يا بلدي
غنت بكل اللغات منها العربية لتؤكد ارتباطها الوثيق بماضيها فمن لا ماضي له لا مستقبل أمامه. نهلت داليدا من نهر المجد الابداعي. غنت ومثلت ورقصت.. جابت المسارح الكبرى في مختلف أصقاع العالم ناثرة بذور الحب والحياة الجميلة الممتعة ومنها مسرح مهرجان قرطاج في صيف 1975
*1977 نجاة الصغيرة تحلق في سماء قرطاج
استوقفتنا وثيقة تعود بنا الى صائفة 1977 عندما حلت بتونس المطربة نجاة الصغيرة وهي في قمة المجد الفني...
شدت لتونس في اول لقاء لها مع جمهور مهرجان قرطاج الدولي "ساعة ما بشوفك جنبي" و"إلا أنت" و"أيظن" هذا القصيد الذي كان ثمرة لقاء مع الشاعر الخالد نزار قباني الذي لم يسبق له ان التقاها فكان ان أرسل لها قصيد «أيظن» عبر البريد العادي شدتها المعاني وسرّها المضمون فكان الاتصال بالمطرب محمد عبد الوهاب الذي لم يتردد في تلحين هذا القصيد سنة 1976... وكان فاتحة تعاون فني بين نجاة ونزار وسيحفظ التاريخ الموسيقي أن «أيظن» هو أول قصيد لنزار قباني أخذ طريقه الى الموسيقى والغناء والتلحين.
*1980 ماجدة الرومي
وأول حفل في تونس
عندما تسلم المسرحي ورجل الثقافة محمد رجاء فرحات مقاليد الإشراف على دورة 1980 لمهرجان قرطاج الدولي كما روى ذلك الراحل سمير العيادي في وثيقة تلفزيونية مصورة منذ أكثر من 10 سنوات مع بية الزردي طلب (أي محمد رجاء فرحات) من صديقه سمير العيادي إن كانت له رغبة في شيء ما من بيروت التي سافر إليها محمد رجاء فرحات في إطار الإعداد لبرنامج المهرجان... كان جواب الراحل سمير العيادي إنه يقترح استقدام الفنانة ماجدة الرومي والتي برزت في تلك الفترة وبشكل ملفت في فيلم المخرج الكبير يوسف شاهين، "عودة الابن الضال."
استجاب مديرالمهرجان لطلب الصديق وتم التعاقد مع ماجدة الرومي لتحمل صائفة 1980 أول إطلالة لهذا الصوت الملائكي في تونس.
كان لقاء فنيا استثنائيا معطرا بأريج الطرب الأصيل شدت فيه ماجدة الرومي ولأول مرة خارج حدود لبنان بأغانيها المعروفة في تلك الفترة إلى جانب مجموعة من أحدث إنتاجاتها الأخرى الطافحة بالحياة والحب والأمل لتتوطد العلاقة بعد ذلك بشكل كبير ومتين بين مهرجان قرطاج وماجدة الرومي.
*1985 أول دورة لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية
شهدت صائفة 1985 الاعلان عن تأسيس المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية وقد احتضن المسرح الروماني بالجم أولى دوراته في تلك الصائفة ليصبح تقليدا سنويا بطابعه الابداعي الخصوصي من خلال الانفتاح على الموسيقات الكلاسيكية العالمية.
والمسرح الروماني المشهور بقصر الجم أو مدرج الجم مازال شامخا منذ آلاف السنين يحتضن في صائفة كل سنة عروض الموسيقى الكلاسيكية العالمية الخالدة على مرّ العصور.
مسرح الجم أصبح اليوم فضاء لاحتضان الفنانين العالميين ومسرحا شهيرا لأكبر الحفلات الموسيقية في تونس والعالم من خلال تأسيس اول مهرجان للموسيقى السمفونية في ثمانينات القرن الماضي حيث تضاء الشموع في كل صيف في مختلف أروقته مشكلة لوحة تجمع بين سحر الأثر التاريخي وإبداع الفن المعاصر لتعلن انطلاق دورة جديدة من مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم.
*1985 سيد مكاوي لأول مرة على ركح مهرجان بوقرنين
كانت صائفة 1985 استثنائية في مسيرة مهرجان بوقرنين بحمام الانف تحت اشراف رجل الثقافة الأستاذ المنصف الشطي من خلال مشاركة الملحن المصري الكبير سيد مكاوي في تاثيث احدى سهرات هذا المهرجان .
شهدت هذه السهرة الاستثنائية حضورا جماهيريا كبيرا وقدم خلالها الفنان الملحن سيد مكاوي لأول مرة اغنيته الجديدة " كل مرة لما اوعدك "الى جانب مجموعة من اغانيه المعروفة ومنها اغنيتيه " اوقاتي بتحلو " التي لم تتمكن ام كلثوم من تسجيلها وتقديمها بصوتها بسبب رحيلها الى الرفيق الأعلى وهي التي تدربت عليها الا ان يد المنون كانت هي الأسرع فكان ان أعطى سيد مكاوي هذه الأغنية إلى الفنانة وردة الجزائرية.
وشدا سيد مكاوي في تلك السهرة أيضا على ركح مهرجان بوقرنين باغنية " يا مسهرني " وهي اول تعامل فني له مع ام كلثوم وغنى أيضا "ياصلاة الزين " و"الامل " من تلحين الملحن الكبير زكريا احمد وتأليف الشاعر محمود بيرم التونسي و" الأرض بتتكلم عربي" تاليف الشاعر فؤاد حداد ولحن وغناء سيد مكاوي علما وان هذا الفنان الملحن كان له لقاء أيضا في تلك الصائفة مع جمهور مهرجان قرطاج الدولي.
* 1986 أمينة فاخت تنطلق من تستور
شهدت أوائل ثمانينات القرن الماضي تأسيس الفرقة القومية للموسيقي والتي أصبحت بعد ذلك تحمل اسم " الفرقة الوطنية للموسيقي , كان ذلك في عهد رجل الثقافة الخالد الأستاذ البشير بن سلامة في عهد حكومة الراحل الخالد محمد مزالي
أشرف على تسيير هذه الفرقة في سنوات التأسيس الأولى الفنان الراحل عزالدين العياشي وكان من ابرز الأصوات الفنية المنضوية تحت لواء هذه الفرقة الفتية نجاة عطية وصوفية صادق وشكري بوزيان وصلاح مصباح وهادية جويرة وذكرى محمد والشاذلي الحاجي ومن الملحنين على سبيل الذكر لا الحصر عبدالكريم صحابو وعبد الرحمان العيادي ، هذا الأخير مثل مع الراحلين ذكرى محمد والشاعر حسونة قسومة ثلاثيا فنيا متكاملا اثمر 28 اغنية من اصل 30 اغنية تونسية لذكرى لحنها العيادي وكتبها حسونة قسومة وكان ذلك قبل هجرتها الى الشرق.
في صائفة 1986 وقع الاختيار على الفرقة القومية للموسيقى لافتتاح دورة مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية بتستور، كانت تلك الدورة شاهدة على انطلاق الفنانة أمينة فاخت في عالم الاغنية بكل قوة وتميز عندما قدمت لأول مرة على ركح مهرجان تستور اغنية " لما انت فاهم غاية مرادي " للشاعر حسونة قسومة والحان عبد الرحمان العيادي في اول لقاء فني لها مع هذا الثنائي، وما يجب الإشارة اليه ان هذه الاغنية كانت في حقيقة الامر لذكرى محمد غير ان هذه الأخيرة تنازلت عنها لفائدة امينة فاخت التي كانت في حاجة لأغنية جديدة لها تقدمها في افتتاح مهرجان تستور فكانت " لما انت فاهم غاية مرادي " التي أعلنت رسميا عن ميلاد صوت غنائي استثنائي اسمه امينة فاخت