تعد تونس من أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية، إذ تعيش مختلف المناطق موجة من الحر أثرت على سير الحياة اليومية للمواطنين في العديد من الجهات حيث انقطع التيار الكهربائي عن البعض والماء الصالح للشراب عن البعض الآخر، على خلفية ضعف التساقطات وتراجع مخزون السدود، كما اندلعت الحرائق في مساحات مهمة من الزراعات الكبرى والغطاء الغابي .
حول تداعيات التغييرات المناخية وتأثيرها على حياة المواطنين في تونس التي تُعدّ من أكثر دول المتوسط تعرضا لتغيّر المناخ، نظّم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في إطار برنامج 90 دقيقة مع L’IACE، حلقة نقاش تحت عنوان "استعدادات تونس لموجة الحر"، بحضور كل من العميد عبد العزيز الهرماسي، مدير إدارة الدراسات والتصرف في الأزمات في الديوان الوطني للحماية المدنية، وجمعة السويسي المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز، ومنير الدريدي مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.
حلقة نقاش طرحت خلالها كل الجوانب التي تمس حياة المواطنين وخاصة مدى إمكانية الاتجاه نحو القطع الدوري للتيار الكهربائي والماء واستعدادات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والشركة التونسية للكهرباء والغاز لذروة الاستهلاك، كذلك الشأن بالنسبة للحماية المدنية واستعداداتها لصائفة تلوح ساخنة.
حيث أكد المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز جمعة السويسي أن الشركة لم تُبرمج قطع الكهرباء لا على المواطنين ولا على المؤسسات، كما اعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة والحرائق، تُخرج عديد الخطوط عن الخدمة، حتى الخط الذي يربط بين تونس والجزائر، والأعطال التي تطرأ على المنظومة هي التي قد تدفع الشركة ربما إلى قطع الكهرباء.
وتوقع المدير المركزي بـ"الستاغ"وصول الاستهلاك إلى قرابة الـ 5200 ميغاوات في هذه الصائفة قرابة الـ 3000 ميغاوات للمكيفات فقط، بينها قرابة الـ 4600 ميغاوات ستُوفرها الشركة عبر مختلف محطاتها، في حين سيتم تأمين قرابة الـ 700 ميغاوات من الجزائر.
وبين جمعة السويسي المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز أنه بالإضافة إلى ارتفاع الاستهلاك وتغيّر سلوك المستهلك التونسي تغيرت أيضا أوقات الذروة فبعد أن كانت بين الساعة 11 صباحا والساعة الواحدة ظهرا قبل سنة 2021، أصبحت الذروة بين الساعة الثالثة والرابعة مساء بسبب عودة الموظفين إلى منازلهم وفتح أعداد أكثر من مكيفات المنازل.
واعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة أصبح واقعا لا مفر منه، وقد انطلق هذا الارتفاع منذ بداية 2015، حيث سجلت حينها الشركة ذروة في الاستهلاك وارتفاع في درجات الحرارة، لم تعد بعدها إلى مستوياتها العادية، وأصبحت بذلك سنة 2015، سنة مرجعية بالنسبة للشركة التونسية للكهرباء والغاز.
أسباب انقطاع الماء!؟
وعن الأسباب الكامنة وراء انقطاع الماء الصالح للشراب ببعض الجهات أعلن مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، منير الدريدي، عن عديد الإشكاليات التي تعاني منها الشركة، منها المضخات وتراجع مستوى المياه في الآبار، ما دفع الشركة لمحاولة الوصول إلى أعماق أكبر للحفاظ على نفس معدّل التدفق.
وأكّد أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لا تنوي قطع الماء، ولا للعودة لسياسة فترات التزوّد بالماء التي تم اعتمادها في السنة الماضية، وأن أي انقطاع في التزوّد بالماء الصالح للشراب سيكون إما انقطاعا فجئيا مرتبطا بأعمال بعض المقاولين، أو بحوادث فجيئة، أو ببرامج صيانة خاص بالشركة يتم الإعداد له مُسبقا، وإعلام المتساكنين به.
أما بالنسبة لمشكلة التزوّد بالمياه في الشمال الغربي، خاصة في ولايتي الكاف وسليانة، فهي مرتبطة بانحباس الأمطار طيلة سنوات، ونضوب المائدة المائية في هذه المناطق، وهناك برامج لحفر المزيد من الآبار في المنطقة لتجاوز الإشكاليات.
وأعلن مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه عن مجموعة من توجهات الشركة، منها الاقتصاد في استهلاك المياه، ومحاولة بلوغ معدل استهلاك للفرد في حدود الـ 100 لتر في اليوم مبينا أن حجم الاستهلاك للفرد حاليا في حدود الـ 124 لترا في اليوم.
الحل في تحلية مياه البحر
واعتبر مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أن الوضعية المائية وضعية حرجة، عمّقها ارتفاع درجات الحرارة خاصة في ظل ضعف نسبة امتلاء السدود في السنوات الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
وذكّر أن من بين الحلول تركيز المشاريع الكبرى في تحلية المياه، والتي هي بصدد الإنجاز، على غرار محطة تحلية مياه البحر في الزارات من ولاية قابس، التي دخلت حيّز الاستغلال في منتصف شهر جوان الجاري، وحسّنت وضعية التزود بالمياه في الجنوب الشرقي وتحديدا في كل من تطاوين ومدنين وقابس، بالإضافة إلى محطة تحلية مياه البحر بصفاقس، والتي ستنطلق في العمل بداية شهر جويلية القادم، وهو ما سينعكس إيجابا على التزود بالساحل وتحديدا ولايات المنستير، والمهدية وسوسة باعتبار ارتباط المدن الساحلية بنفس منظومة التزود بالمياه عبر مياه الشمال.
ومن بين المشاريع أيضا محطة تحلية مياه البحر بسوسة، والتي ستدخل حيّز الاستغلال في آخر سنة 2024 أو بداية 2025.
وكشف الدريري أن الشركة ستواصل العمل على برامج تحلية المياه، وبعد الثلاث محطات أعلن عن محطة أخرى تمت برمجتها في المهدية انطلقت الدراسات الخاصة بها، ومحطة أخرى في جرجيس.
احتراق 478 هكتارا في شهر.. وغرق 34 شخصا!؟
أما عن تأثير موجة الحرّ على تدخلات الحماية المدنية فقد اعتبر العميد عبد العزيز الهرماسي، مدير إدارة الدراسات والتصرف في الأزمات في الديوان الوطني للحماية المدنية، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثرت على فصول السنة، وأصبحنا نعيش قرابة الـ 9 أشهر في فصل الصيف، وبعد أن كانت عمليات إطفاء الحرائق في أوقات معينة، ترتبط بأوقات الحصاد، أصبحت اليوم على مدار السنة.
كما أعطى مجموعة من الأرقام تهُم الفترة الممتدة من غرة ماي إلى غاية 25 جوان 2024، حيث تدخّلت مصالح الحماية المدنية في 190 حريقا نتج عنها احتراق 478 هكتارا، بعد أن كانت التدخلات في حدود الـ 43 مناسبة نتج عنها احتراق قرابة الـ 66 هكتارا في نفس الفترة من السنة الماضية.
أما بالنسبة للغابات، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية 4 حرائق في نفس الفترة من سنة 2023، نتج عنها احتراق قرابة الـ 3 هكتارات، في حين بلغت الحرائق في السنة الحالية 18 حريقا، نتج عنها احتراق قرابة الـ 18 هكتارا حتى الآن، وفيما يخص "الحصائد والأعشاب الجافة"، وصلت في نفس الفترة إلى 457 حريقا، نتج عنها احتراق قرابة الـ 400 هكتار، بعد أن كانت في السنة الماضية قرابة الـ 46 حريقا فقط، نتج عنها احتراق قرابة الـ 21 هكتارا، كما سجلت مصالح الحماية المدنية قرابة الـ 26 حالة وفاة في شواطئ البلاد، وأكثر من 8 حالات في قنال مجردة، منذ بداية فصل الصيف.
حنان قيراط
تونس-الصباح
تعد تونس من أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية، إذ تعيش مختلف المناطق موجة من الحر أثرت على سير الحياة اليومية للمواطنين في العديد من الجهات حيث انقطع التيار الكهربائي عن البعض والماء الصالح للشراب عن البعض الآخر، على خلفية ضعف التساقطات وتراجع مخزون السدود، كما اندلعت الحرائق في مساحات مهمة من الزراعات الكبرى والغطاء الغابي .
حول تداعيات التغييرات المناخية وتأثيرها على حياة المواطنين في تونس التي تُعدّ من أكثر دول المتوسط تعرضا لتغيّر المناخ، نظّم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في إطار برنامج 90 دقيقة مع L’IACE، حلقة نقاش تحت عنوان "استعدادات تونس لموجة الحر"، بحضور كل من العميد عبد العزيز الهرماسي، مدير إدارة الدراسات والتصرف في الأزمات في الديوان الوطني للحماية المدنية، وجمعة السويسي المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز، ومنير الدريدي مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.
حلقة نقاش طرحت خلالها كل الجوانب التي تمس حياة المواطنين وخاصة مدى إمكانية الاتجاه نحو القطع الدوري للتيار الكهربائي والماء واستعدادات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والشركة التونسية للكهرباء والغاز لذروة الاستهلاك، كذلك الشأن بالنسبة للحماية المدنية واستعداداتها لصائفة تلوح ساخنة.
حيث أكد المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز جمعة السويسي أن الشركة لم تُبرمج قطع الكهرباء لا على المواطنين ولا على المؤسسات، كما اعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة والحرائق، تُخرج عديد الخطوط عن الخدمة، حتى الخط الذي يربط بين تونس والجزائر، والأعطال التي تطرأ على المنظومة هي التي قد تدفع الشركة ربما إلى قطع الكهرباء.
وتوقع المدير المركزي بـ"الستاغ"وصول الاستهلاك إلى قرابة الـ 5200 ميغاوات في هذه الصائفة قرابة الـ 3000 ميغاوات للمكيفات فقط، بينها قرابة الـ 4600 ميغاوات ستُوفرها الشركة عبر مختلف محطاتها، في حين سيتم تأمين قرابة الـ 700 ميغاوات من الجزائر.
وبين جمعة السويسي المدير المركزي المكلف بالإدارة المركزية للإستراتيجيا والتخطيط بالشركة التونسية للكهرباء والغاز أنه بالإضافة إلى ارتفاع الاستهلاك وتغيّر سلوك المستهلك التونسي تغيرت أيضا أوقات الذروة فبعد أن كانت بين الساعة 11 صباحا والساعة الواحدة ظهرا قبل سنة 2021، أصبحت الذروة بين الساعة الثالثة والرابعة مساء بسبب عودة الموظفين إلى منازلهم وفتح أعداد أكثر من مكيفات المنازل.
واعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة أصبح واقعا لا مفر منه، وقد انطلق هذا الارتفاع منذ بداية 2015، حيث سجلت حينها الشركة ذروة في الاستهلاك وارتفاع في درجات الحرارة، لم تعد بعدها إلى مستوياتها العادية، وأصبحت بذلك سنة 2015، سنة مرجعية بالنسبة للشركة التونسية للكهرباء والغاز.
أسباب انقطاع الماء!؟
وعن الأسباب الكامنة وراء انقطاع الماء الصالح للشراب ببعض الجهات أعلن مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، منير الدريدي، عن عديد الإشكاليات التي تعاني منها الشركة، منها المضخات وتراجع مستوى المياه في الآبار، ما دفع الشركة لمحاولة الوصول إلى أعماق أكبر للحفاظ على نفس معدّل التدفق.
وأكّد أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لا تنوي قطع الماء، ولا للعودة لسياسة فترات التزوّد بالماء التي تم اعتمادها في السنة الماضية، وأن أي انقطاع في التزوّد بالماء الصالح للشراب سيكون إما انقطاعا فجئيا مرتبطا بأعمال بعض المقاولين، أو بحوادث فجيئة، أو ببرامج صيانة خاص بالشركة يتم الإعداد له مُسبقا، وإعلام المتساكنين به.
أما بالنسبة لمشكلة التزوّد بالمياه في الشمال الغربي، خاصة في ولايتي الكاف وسليانة، فهي مرتبطة بانحباس الأمطار طيلة سنوات، ونضوب المائدة المائية في هذه المناطق، وهناك برامج لحفر المزيد من الآبار في المنطقة لتجاوز الإشكاليات.
وأعلن مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه عن مجموعة من توجهات الشركة، منها الاقتصاد في استهلاك المياه، ومحاولة بلوغ معدل استهلاك للفرد في حدود الـ 100 لتر في اليوم مبينا أن حجم الاستهلاك للفرد حاليا في حدود الـ 124 لترا في اليوم.
الحل في تحلية مياه البحر
واعتبر مدير الاستغلال بتونس الكبرى بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أن الوضعية المائية وضعية حرجة، عمّقها ارتفاع درجات الحرارة خاصة في ظل ضعف نسبة امتلاء السدود في السنوات الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
وذكّر أن من بين الحلول تركيز المشاريع الكبرى في تحلية المياه، والتي هي بصدد الإنجاز، على غرار محطة تحلية مياه البحر في الزارات من ولاية قابس، التي دخلت حيّز الاستغلال في منتصف شهر جوان الجاري، وحسّنت وضعية التزود بالمياه في الجنوب الشرقي وتحديدا في كل من تطاوين ومدنين وقابس، بالإضافة إلى محطة تحلية مياه البحر بصفاقس، والتي ستنطلق في العمل بداية شهر جويلية القادم، وهو ما سينعكس إيجابا على التزود بالساحل وتحديدا ولايات المنستير، والمهدية وسوسة باعتبار ارتباط المدن الساحلية بنفس منظومة التزود بالمياه عبر مياه الشمال.
ومن بين المشاريع أيضا محطة تحلية مياه البحر بسوسة، والتي ستدخل حيّز الاستغلال في آخر سنة 2024 أو بداية 2025.
وكشف الدريري أن الشركة ستواصل العمل على برامج تحلية المياه، وبعد الثلاث محطات أعلن عن محطة أخرى تمت برمجتها في المهدية انطلقت الدراسات الخاصة بها، ومحطة أخرى في جرجيس.
احتراق 478 هكتارا في شهر.. وغرق 34 شخصا!؟
أما عن تأثير موجة الحرّ على تدخلات الحماية المدنية فقد اعتبر العميد عبد العزيز الهرماسي، مدير إدارة الدراسات والتصرف في الأزمات في الديوان الوطني للحماية المدنية، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثرت على فصول السنة، وأصبحنا نعيش قرابة الـ 9 أشهر في فصل الصيف، وبعد أن كانت عمليات إطفاء الحرائق في أوقات معينة، ترتبط بأوقات الحصاد، أصبحت اليوم على مدار السنة.
كما أعطى مجموعة من الأرقام تهُم الفترة الممتدة من غرة ماي إلى غاية 25 جوان 2024، حيث تدخّلت مصالح الحماية المدنية في 190 حريقا نتج عنها احتراق 478 هكتارا، بعد أن كانت التدخلات في حدود الـ 43 مناسبة نتج عنها احتراق قرابة الـ 66 هكتارا في نفس الفترة من السنة الماضية.
أما بالنسبة للغابات، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية 4 حرائق في نفس الفترة من سنة 2023، نتج عنها احتراق قرابة الـ 3 هكتارات، في حين بلغت الحرائق في السنة الحالية 18 حريقا، نتج عنها احتراق قرابة الـ 18 هكتارا حتى الآن، وفيما يخص "الحصائد والأعشاب الجافة"، وصلت في نفس الفترة إلى 457 حريقا، نتج عنها احتراق قرابة الـ 400 هكتار، بعد أن كانت في السنة الماضية قرابة الـ 46 حريقا فقط، نتج عنها احتراق قرابة الـ 21 هكتارا، كما سجلت مصالح الحماية المدنية قرابة الـ 26 حالة وفاة في شواطئ البلاد، وأكثر من 8 حالات في قنال مجردة، منذ بداية فصل الصيف.