إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حذف الإجازة في الرياضيات والفيزياء من دليل التوجيه الجامعي.. استياء في أوساط "الإقليم الخامس" من القرار..

 

 

 

رئيس جامعة قابس لـ"الصباح":  قرار غير مدروس يهدد الجامعات والاختصاصات العلمية

تونس – الصباح

أثار قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حذف بعض الاختصاصات في الإجازات العلمية في عدد من الجامعات والمعاهد العليا خلال الموسم الجامعي القادم دون العودة إلى أهل الاختصاص أو تشريك الهياكل المعنية في اتخاذ هذا القرار، جدلا واسعا واستياء كبيرا في عدة أوساط جامعية وجهوية، على غرار حذف اختصاصي الإجازة المؤهلة في الرياضيات والإجازة في الرياضيات والإعلامية والإجازة في الفيزياء من الدليل الجامعي الخاص بالسنة الجامعية 2024/2025 الذي شمل كافة الجامعات التابعة للإقليم الخامس وهي كل من ولايات قابس وقبلي ومدنين وتطاوين.

 كما شمل حذف بعض هذه الاختصاصات العلمية من جامعات أخرى بقفصة وغيرها. وما رافق ذلك من تأويلات وقراءات تعتبر في ذلك إقصاء لبعض الجامعات مقابل تكريس المركزية في بعض المدن الكبرى بما يتعارض مع ما ينص عليه الدستور الجديد من عدل وإنصاف بين الجهات والأقاليم من ناحية وتمييز إيجابي بين الجهات والقطع مع المركزية.

وقد اعتبر الدكتور عادل الصدّي، رئيس جامعة بقابس في حديثه عن هذه المسألة لـ"الصباح"، بأنه قرار مجانب للصواب لعدة اعتبارات ذكر من بينها أنه يهدف لتكريس المركزية بما يتعارض مع العدالة بين الجهات باعتبار أن أعدادا كبيرة من الناجحين في امتحان الباكلوريا من أبناء ولايات الجنوب، التي تنتمي للإقليم الخامس في تقسيم الجمهورية إلى أقاليم، من المختصين في شعب علمية ويرغبون في التخصص في ذلك في دراستهم الجامعية وذلك باختيار الشعب المعنية في الجامعات القريبة منهم. وأضاف قائلا:"صحيح أن جامعة قابس التي أمثلها تضم اختصاصات علمية مختلفة وفيها أكثر من 1700 طالب، لكن قرار سلطة الإشراف عدم إدراج عدد من الاختصاصات في الإجازات المؤهلة المذكورة آنفا سيحرم أبناء هذه الجهات من حقهم في هذه الاختصاصات ويضاعف معاناة من يضطر للبحث عن فرص التخصص في ذلك في جامعات أخرى فضلا عن تكاليف التنقل والسكن".

                           تناقض

وأفاد د.عادل الصدي أن هذا القرار بحذف الإجازات في هذه الاختصاصات بالجامعات التابعة للإقليم الخامس وغيرها من الولايات الأخرى التابعة للجنوب التونسي يتناقض مع قرار سلطة الإشراف التي قررت التمديد في طلب عروض لتأهيل مسارات جديدة في نفس الاختصاصات. وهو يرى أن أهم المخابر البحثية الموجودة بجامعة قابس وغيرها من المعاهد والكليات التابعة لها خاصة بالرياضيات والفيزياء. لذلك يعتبر هذا القرار لم يكن نابعا من دراسة علمية أو حوار في الغرض لذلك سيساهم في تأزيم الوضع بالنسبة لهذه الاختصاصات العلمية من ناحية وأبناء الجهات المتميزين فيها ممن يرغبون في التخصص في ذلك مستقبلا باعتبار أن هدف بعث مثل هذه الجامعات كان بهدف تقريب المسافات والتقليص من الصعوبات في إطار العدالة بين الجهات، وفق تأكيده.

وتجدر الإشارة إلى أن شعبة الرياضيات تصدرت نسب النجاح في الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا بـنسبة 77.71% وقد احتلت مندوبية التربية بالكاف المرتبة الأولى في عدد الناجحين في هذه الشعبة بنسبة 86.32 % وفق معطيات كشفت عنها وزارة التربية. فيما قدر عدد المترشحين لاجتياز امتحان البكالوريا في دورة 2024: 140213 مترشحا وتوزّعوا إلى 115 ألفا و793 تلميذا مرسّما بالمعاهد العمومية و17 ألفا و398 تلميذا مسجّلا بالمعاهد الخاصّة بالإضافة، إلى 7 آلاف مترشح بصفة فردية. وبلغ عدد التلاميذ المختصين في شعبة الرياضيات 8061 تلميذا أي ما نسبته 6 % من المترشحين لاجتياز باكالوريا هذا العام.

في سياق متصل أفاد عميد جامعة قابس أنه تقرر عقد اجتماع مجلس الجامعة بمدنين اليوم للنظر في هذه المسألة خاصة أن أغلب الأقسام الخاصة بالاختصاصات التي تم حذفها من دليل التوجيه الجامعي ستكون مهددة بالغلق. وأضاف الصدّي قائلا:"هذا القرار كان مفاجئا وصادما للجميع لأنه لم تتم استشارة أي طرف في الأمر، كما لم يتضمن تقديم مقترح بديل بما يمكن أبناء هذه الجهات وتحديدا الإقليم الخامس من حقهم في التخصص في إحدى هذه الإجازات في الجامعات التي توجد بها نفس الاختصاصات من بينها جامعة قابس".

واعتبر البعض الآخر التفاعل مع هذا القرار على شبكات التواصل الاجتماعي، أنه مفاجئ وصادم لأنه يؤكد مواصلة نفس سياسة الدولة القديمة التي عمدت إلى إقصاء أبناء هذه الجهات دون مراعاة حقوقهم كمواطنين تونسيين.

فيما اعتبر الصدي باعتباره مختصا في الرياضيات أن هذا الاختصاص العلمي يتطلب عناية واهتماما خاصا من سلطة الإشراف لاسيما في ظل التراجع الذي ما انفك يسجله في أغلب جهات الجمهورية. واعتبر في غياب أرقام ودراسات وإحصائيات خاصة بهذا المجال من العوامل التي ساهمت في تردي الوضعية. وأضاف قائلا:"المسألة تتطلب إصلاحا جذريا يبدأ من مستوى التعليم الإعدادي والثانوي". وأضاف قائلا:"في الحقيقة تبقى آفاق هذه الشعبة واسعة بعد النجاح في الباكلوريا، ورغم نسب النجاح الكبيرة إلا أن البعض يراهن على الربح السريع ويختار اختصاصات أخرى تبدو للبعض أنها ضامنة للحصول على عمل في أسرع وقت وهذا ساهم في نفور الطلبة بما في ذلك المتميزين في هذه المادة من التخصص في الرياضيات. وأجدد تأكيدي على أن التخصص في الرياضيات يمكن أصحابه من الانفتاح على اختصاصات علمية وهندسية مختلفة".

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

حذف الإجازة في الرياضيات والفيزياء من دليل التوجيه الجامعي..   استياء في أوساط "الإقليم الخامس" من القرار..

 

 

 

رئيس جامعة قابس لـ"الصباح":  قرار غير مدروس يهدد الجامعات والاختصاصات العلمية

تونس – الصباح

أثار قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حذف بعض الاختصاصات في الإجازات العلمية في عدد من الجامعات والمعاهد العليا خلال الموسم الجامعي القادم دون العودة إلى أهل الاختصاص أو تشريك الهياكل المعنية في اتخاذ هذا القرار، جدلا واسعا واستياء كبيرا في عدة أوساط جامعية وجهوية، على غرار حذف اختصاصي الإجازة المؤهلة في الرياضيات والإجازة في الرياضيات والإعلامية والإجازة في الفيزياء من الدليل الجامعي الخاص بالسنة الجامعية 2024/2025 الذي شمل كافة الجامعات التابعة للإقليم الخامس وهي كل من ولايات قابس وقبلي ومدنين وتطاوين.

 كما شمل حذف بعض هذه الاختصاصات العلمية من جامعات أخرى بقفصة وغيرها. وما رافق ذلك من تأويلات وقراءات تعتبر في ذلك إقصاء لبعض الجامعات مقابل تكريس المركزية في بعض المدن الكبرى بما يتعارض مع ما ينص عليه الدستور الجديد من عدل وإنصاف بين الجهات والأقاليم من ناحية وتمييز إيجابي بين الجهات والقطع مع المركزية.

وقد اعتبر الدكتور عادل الصدّي، رئيس جامعة بقابس في حديثه عن هذه المسألة لـ"الصباح"، بأنه قرار مجانب للصواب لعدة اعتبارات ذكر من بينها أنه يهدف لتكريس المركزية بما يتعارض مع العدالة بين الجهات باعتبار أن أعدادا كبيرة من الناجحين في امتحان الباكلوريا من أبناء ولايات الجنوب، التي تنتمي للإقليم الخامس في تقسيم الجمهورية إلى أقاليم، من المختصين في شعب علمية ويرغبون في التخصص في ذلك في دراستهم الجامعية وذلك باختيار الشعب المعنية في الجامعات القريبة منهم. وأضاف قائلا:"صحيح أن جامعة قابس التي أمثلها تضم اختصاصات علمية مختلفة وفيها أكثر من 1700 طالب، لكن قرار سلطة الإشراف عدم إدراج عدد من الاختصاصات في الإجازات المؤهلة المذكورة آنفا سيحرم أبناء هذه الجهات من حقهم في هذه الاختصاصات ويضاعف معاناة من يضطر للبحث عن فرص التخصص في ذلك في جامعات أخرى فضلا عن تكاليف التنقل والسكن".

                           تناقض

وأفاد د.عادل الصدي أن هذا القرار بحذف الإجازات في هذه الاختصاصات بالجامعات التابعة للإقليم الخامس وغيرها من الولايات الأخرى التابعة للجنوب التونسي يتناقض مع قرار سلطة الإشراف التي قررت التمديد في طلب عروض لتأهيل مسارات جديدة في نفس الاختصاصات. وهو يرى أن أهم المخابر البحثية الموجودة بجامعة قابس وغيرها من المعاهد والكليات التابعة لها خاصة بالرياضيات والفيزياء. لذلك يعتبر هذا القرار لم يكن نابعا من دراسة علمية أو حوار في الغرض لذلك سيساهم في تأزيم الوضع بالنسبة لهذه الاختصاصات العلمية من ناحية وأبناء الجهات المتميزين فيها ممن يرغبون في التخصص في ذلك مستقبلا باعتبار أن هدف بعث مثل هذه الجامعات كان بهدف تقريب المسافات والتقليص من الصعوبات في إطار العدالة بين الجهات، وفق تأكيده.

وتجدر الإشارة إلى أن شعبة الرياضيات تصدرت نسب النجاح في الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا بـنسبة 77.71% وقد احتلت مندوبية التربية بالكاف المرتبة الأولى في عدد الناجحين في هذه الشعبة بنسبة 86.32 % وفق معطيات كشفت عنها وزارة التربية. فيما قدر عدد المترشحين لاجتياز امتحان البكالوريا في دورة 2024: 140213 مترشحا وتوزّعوا إلى 115 ألفا و793 تلميذا مرسّما بالمعاهد العمومية و17 ألفا و398 تلميذا مسجّلا بالمعاهد الخاصّة بالإضافة، إلى 7 آلاف مترشح بصفة فردية. وبلغ عدد التلاميذ المختصين في شعبة الرياضيات 8061 تلميذا أي ما نسبته 6 % من المترشحين لاجتياز باكالوريا هذا العام.

في سياق متصل أفاد عميد جامعة قابس أنه تقرر عقد اجتماع مجلس الجامعة بمدنين اليوم للنظر في هذه المسألة خاصة أن أغلب الأقسام الخاصة بالاختصاصات التي تم حذفها من دليل التوجيه الجامعي ستكون مهددة بالغلق. وأضاف الصدّي قائلا:"هذا القرار كان مفاجئا وصادما للجميع لأنه لم تتم استشارة أي طرف في الأمر، كما لم يتضمن تقديم مقترح بديل بما يمكن أبناء هذه الجهات وتحديدا الإقليم الخامس من حقهم في التخصص في إحدى هذه الإجازات في الجامعات التي توجد بها نفس الاختصاصات من بينها جامعة قابس".

واعتبر البعض الآخر التفاعل مع هذا القرار على شبكات التواصل الاجتماعي، أنه مفاجئ وصادم لأنه يؤكد مواصلة نفس سياسة الدولة القديمة التي عمدت إلى إقصاء أبناء هذه الجهات دون مراعاة حقوقهم كمواطنين تونسيين.

فيما اعتبر الصدي باعتباره مختصا في الرياضيات أن هذا الاختصاص العلمي يتطلب عناية واهتماما خاصا من سلطة الإشراف لاسيما في ظل التراجع الذي ما انفك يسجله في أغلب جهات الجمهورية. واعتبر في غياب أرقام ودراسات وإحصائيات خاصة بهذا المجال من العوامل التي ساهمت في تردي الوضعية. وأضاف قائلا:"المسألة تتطلب إصلاحا جذريا يبدأ من مستوى التعليم الإعدادي والثانوي". وأضاف قائلا:"في الحقيقة تبقى آفاق هذه الشعبة واسعة بعد النجاح في الباكلوريا، ورغم نسب النجاح الكبيرة إلا أن البعض يراهن على الربح السريع ويختار اختصاصات أخرى تبدو للبعض أنها ضامنة للحصول على عمل في أسرع وقت وهذا ساهم في نفور الطلبة بما في ذلك المتميزين في هذه المادة من التخصص في الرياضيات. وأجدد تأكيدي على أن التخصص في الرياضيات يمكن أصحابه من الانفتاح على اختصاصات علمية وهندسية مختلفة".

نزيهة الغضباني