- رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي لـ"الصباح": "عملية الإكثار تتطلب بين 5 و10 آلاف دعسوقة.. وهناك من قدّم عرض أسعار لألف حشرة بـ10 آلاف أورو"
تونس – الصباح
أثار موضوع تسلّم تونس في الآونة الأخيرة زهاء 100 من حشرة "الدعسوقة" الكثير من الجدل والتنمّر على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تساءل مستعملو هذه الصفحات كيف يمكن لهذا العديد القليل أن يقاوم الحشرة القرمزية التي ضربت مئات الهكتارات من مساحات التين الشوكي لتتحول مسألة التعايش معها مدى الحياة إلى حقيقة وواقع لا ما فرّ منه ولا حلّ له غير الاقتلاع من الجذور والاستزراع من جديد.
إيمان عبد اللطيف
لا شكّ أنّ 100 أو حتى ألف دعسوقة لن تكون كافية ولا مجدية لمكافحة انتشار الحشرة القرمزية التي فتكت بالتين الشوكي على مساحات شاسعة وواسعة، فالمسألة غير منطقية ولكن في حاجة إلى تفسير وتوضيح أمام حملة التنمر والسخرية التي اجتاحت هي بدورها صفحات "الفايسبوك".
في هذا السياق، أكّد رئيس "الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي" محمد رشدي بناني في تصريح لـ"الصباح" أنّه "تمّ جلب هذا العدد كتجربة للتحقق من أنّ المسار الذي ستسلكه وصولا إلى تونس لن يؤثر عليها باعتبار أن لا خبرة لنا بهذه الحشرة".
وأضاف البناني أنّ "العملية اللوجستية أي عملية نقلها قد تؤدي إلى القضاء عليها وهي في طريقها إلى تونس، وبالتالي هذه الكمية الصغيرة هي فقط للقيام بتجربة لفهم مراحل تأقلمها مع النقل ومكان توطينها وعملية إكثارها الذي سيكون بمخبر بشطّ مريم".
وأفاد رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي أنّه "ما إن تنجح تجربة 100 دعسوقة يتم جلب كميات أكبر لعملية الإكثار التي تتطلب بين 5 و10 آلاف دعسوقة، ومن المنتظر أن تقوم بهذه العملية شركات ناشئة لتربية هذه الحشرة النافعة حتى نصل إلى عدد يُقدر بالآلاف".
لكن هذه العملية ليست بالسهولة المتوقعة فهي تتطلب مدة طويلة للقيام بعملية التكاثر، فقال محمد رشدي بناني أنّ "هذا الموضوع كنت قد تحدّثت عنه منذ سنة 2014 عندما ظهرت الحشرة القرمزية في المغرب ودعوت إلى ضرورة البدء في إجراءات مكافحة الحشرة حتى نكون متأهبين لها في حالة دخولها إلى تونس ولكن دون استجابة ولا تفاعل".
فأوضح أنّ "عملية الإكثار ستتطلب على الأقل سنتين حتى نتحصل على العدد المطلوب الذي سيُقدر بالآلاف حتى نتمكن من مجابهة آفة الحشرة القرمزية ويكون هناك نظام إيكولوجي متوازن بين الحشرتين".
جلب حشرة الدعسوقة لن يكون بتكلفة زهيدة، فوفق رئيس "الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي"، "هناك من قدّم عرض أسعار لألف حشرة بـ10 آلاف أورو أي الحشرة الواحدة بـ10 أورو، وبالتالي ستكون الكلفة مرتفعة. وتحمّل الدولة لهذه التكلفة يعود إلى عدة أسباب منها بطء الإدارة في اتخاذ القرارات والإجراءات ولا تتحرك إلا بعد فوات الأوان".
ولمزيد معرفة أكثر تفاصيل عن الخطوات التي سيتمّ اعتمادها بعد جلب حشرة الدعسوقة، اتصلت "الصباح" عديد المرات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ولكن لم تتحصل على أية إجابة.
يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أفادت أول أمس الاثنين 24 جوان 2024، بأنّ الجهة المعنية بمقاومة الحشرة القرمزية التي تنتشر بين نبات "الهندي في تونس تسلمت في الآونة الأخيرة زهاء 100 من حشرة الدعسوقة الكفيلة بالقضاء على الحشرة القرمزية التي تفتك بنبات التين الشوكي أو ما يعرف باللهجة التونسية بـ"الهندي".
تأتي هذه الدفعة من حشرة الدعسوقة إثر طلب تقدمت به وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من أجل الحصول على المساعدة التقنية لمكافحة الحشرة القرمزية، حسب ما أفاد به مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" في تونس.
وسيتيح إدخال الدعسوقة تأمين مكافحة بيولوجية للحشرة القرمزية وفق الـ"فاو"، التي أوضحت أن الثروة الوطنية من التين الشوكي في تونس يجعل منها ثاني منتج عالمي للتين الشوكي بعد المكسيك بزهاء 550 ألف طن سنويا، فيما تحتل تونس المركز الرابع عالميا على مستوى حجم الصادرات.
ووفّرت المنظمة الأممية للأغذية والزراعة لمكافحة الحشرة القرمزية ميزانية عاجلة بقيمة 500 ألف دولار بهدف الحد من انتشار هذه الآفة في المناطق الموبوءة مع تطبيق إجراءات مكافحة ميكانيكية وتشخيص للأصناف المتأقلمة مع المكافحة البيولوجية.
- رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي لـ"الصباح": "عملية الإكثار تتطلب بين 5 و10 آلاف دعسوقة.. وهناك من قدّم عرض أسعار لألف حشرة بـ10 آلاف أورو"
تونس – الصباح
أثار موضوع تسلّم تونس في الآونة الأخيرة زهاء 100 من حشرة "الدعسوقة" الكثير من الجدل والتنمّر على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تساءل مستعملو هذه الصفحات كيف يمكن لهذا العديد القليل أن يقاوم الحشرة القرمزية التي ضربت مئات الهكتارات من مساحات التين الشوكي لتتحول مسألة التعايش معها مدى الحياة إلى حقيقة وواقع لا ما فرّ منه ولا حلّ له غير الاقتلاع من الجذور والاستزراع من جديد.
إيمان عبد اللطيف
لا شكّ أنّ 100 أو حتى ألف دعسوقة لن تكون كافية ولا مجدية لمكافحة انتشار الحشرة القرمزية التي فتكت بالتين الشوكي على مساحات شاسعة وواسعة، فالمسألة غير منطقية ولكن في حاجة إلى تفسير وتوضيح أمام حملة التنمر والسخرية التي اجتاحت هي بدورها صفحات "الفايسبوك".
في هذا السياق، أكّد رئيس "الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي" محمد رشدي بناني في تصريح لـ"الصباح" أنّه "تمّ جلب هذا العدد كتجربة للتحقق من أنّ المسار الذي ستسلكه وصولا إلى تونس لن يؤثر عليها باعتبار أن لا خبرة لنا بهذه الحشرة".
وأضاف البناني أنّ "العملية اللوجستية أي عملية نقلها قد تؤدي إلى القضاء عليها وهي في طريقها إلى تونس، وبالتالي هذه الكمية الصغيرة هي فقط للقيام بتجربة لفهم مراحل تأقلمها مع النقل ومكان توطينها وعملية إكثارها الذي سيكون بمخبر بشطّ مريم".
وأفاد رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي أنّه "ما إن تنجح تجربة 100 دعسوقة يتم جلب كميات أكبر لعملية الإكثار التي تتطلب بين 5 و10 آلاف دعسوقة، ومن المنتظر أن تقوم بهذه العملية شركات ناشئة لتربية هذه الحشرة النافعة حتى نصل إلى عدد يُقدر بالآلاف".
لكن هذه العملية ليست بالسهولة المتوقعة فهي تتطلب مدة طويلة للقيام بعملية التكاثر، فقال محمد رشدي بناني أنّ "هذا الموضوع كنت قد تحدّثت عنه منذ سنة 2014 عندما ظهرت الحشرة القرمزية في المغرب ودعوت إلى ضرورة البدء في إجراءات مكافحة الحشرة حتى نكون متأهبين لها في حالة دخولها إلى تونس ولكن دون استجابة ولا تفاعل".
فأوضح أنّ "عملية الإكثار ستتطلب على الأقل سنتين حتى نتحصل على العدد المطلوب الذي سيُقدر بالآلاف حتى نتمكن من مجابهة آفة الحشرة القرمزية ويكون هناك نظام إيكولوجي متوازن بين الحشرتين".
جلب حشرة الدعسوقة لن يكون بتكلفة زهيدة، فوفق رئيس "الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي"، "هناك من قدّم عرض أسعار لألف حشرة بـ10 آلاف أورو أي الحشرة الواحدة بـ10 أورو، وبالتالي ستكون الكلفة مرتفعة. وتحمّل الدولة لهذه التكلفة يعود إلى عدة أسباب منها بطء الإدارة في اتخاذ القرارات والإجراءات ولا تتحرك إلا بعد فوات الأوان".
ولمزيد معرفة أكثر تفاصيل عن الخطوات التي سيتمّ اعتمادها بعد جلب حشرة الدعسوقة، اتصلت "الصباح" عديد المرات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ولكن لم تتحصل على أية إجابة.
يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أفادت أول أمس الاثنين 24 جوان 2024، بأنّ الجهة المعنية بمقاومة الحشرة القرمزية التي تنتشر بين نبات "الهندي في تونس تسلمت في الآونة الأخيرة زهاء 100 من حشرة الدعسوقة الكفيلة بالقضاء على الحشرة القرمزية التي تفتك بنبات التين الشوكي أو ما يعرف باللهجة التونسية بـ"الهندي".
تأتي هذه الدفعة من حشرة الدعسوقة إثر طلب تقدمت به وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من أجل الحصول على المساعدة التقنية لمكافحة الحشرة القرمزية، حسب ما أفاد به مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" في تونس.
وسيتيح إدخال الدعسوقة تأمين مكافحة بيولوجية للحشرة القرمزية وفق الـ"فاو"، التي أوضحت أن الثروة الوطنية من التين الشوكي في تونس يجعل منها ثاني منتج عالمي للتين الشوكي بعد المكسيك بزهاء 550 ألف طن سنويا، فيما تحتل تونس المركز الرابع عالميا على مستوى حجم الصادرات.
ووفّرت المنظمة الأممية للأغذية والزراعة لمكافحة الحشرة القرمزية ميزانية عاجلة بقيمة 500 ألف دولار بهدف الحد من انتشار هذه الآفة في المناطق الموبوءة مع تطبيق إجراءات مكافحة ميكانيكية وتشخيص للأصناف المتأقلمة مع المكافحة البيولوجية.