إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ذكرى وفاة أحمد التليلي.. منارة وطنية.. ومسيرة كفاح ثرية (1916ـ1967)

 

بقلم: البشير الشريف

عظماء الرجال تخلد أثارهم على مدى الدهور والأزمان باعتبارهم منارات وهاجة تهتدي بها الشعوب والأمم نحو أفضل السبل وأنجع الطرق المؤدية لحياة العزة والمناعة والكرامة، يظهرون في فترات متفرقة فينفخون في شعبوهم الشعور بحياة المجد والسؤدد فيسترجعون قواهم ويصبحون قوة ضاربة مشحونة بالحيوية والخلق والإبداع.

عسير على القلم أن ينعى فطاحل المناضلين الصادقين فهم تاريخ طويل من العطاء لتونسنا الخضراء، وطننا الحبيب، لا تطوى صفحاتهم وإنما تظل مفتوحة تقدم للأجيال الجديدة مثالا صادقا على الوطنية الحقة ونموذجا للنضال على مختلف الواجهات وصورة رائعة للشخصية الإنسانية.

وبلادنا التونسية العزيزة والمنيعة كانت منذ أقدم العصور ومازالت وستبقى بحول الله تعالى منبتا مباركا للعظماء والعباقرة سجل لهم التاريخ بأحرف من نور صفحات ذهبية خالدة على مر الزمن وفي مختلف الميادين ويعسر تقتصي أخبارهم وتسجيل مآثرهم وكل واحد منهم يستحق أن توضع في شأنه المجلدات.

واليوم 25 جوان 1967 من كل عام وفي جو ملؤه الخشوع والتدبير يحيي الشعب التونسي الأبي عامة والمقاومين والمناضلين الصادقين والنقابيين على وجه الخصوص إحياء ذكرى مقاوم صنديد ووطني جريء من أبطال معركة الكفاح التحريري الفاصلة خالد الذكر المنعم المرحوم أحمد التليلي المكافح على جميع الأصعدة السياسية والوطنية والنقابية والاجتماعية والمسلحة والرفيق الأمين لكل من شهيد الكفاح الوطني والاجتماعي فرحات حشاد والمناضل الصادق المرحوم الحبيب عاشور والمرحوم العلامة فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في بعث الحركة النقابية الثالثة الاتحاد العام التونسي للشغل على أسس صلبة ومتينة.

وخلال المؤتمر السادس للاتحاد العام التونسي المنعقد في شهر سبتمبر 1955 بمدرسة البنت المسلمة بنهج السراجين انتخب المناضل المرحوم أحمد التليلي عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد وبعد فترة وجيزة تصدع الاتحاد العام وانبثقت إلى جانبه منظمة شغيلة ثانية بقيادة المناضل الحبيب عاشور.

وبعد فترة وجيزة تم إقصاء المناضل أحمد بن صالح من الأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل وتعويضه بالمناضل أحمد التليلي الذي سرعان ما عمل على رتق الفتق وأعاد توحيد صفوف النقابيين خلال مؤتمر استثنائي انعقد عام 1957 وأعيد انتخاب المناضل أحمد التليلي للأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل التي احتفظ بها في عدة مؤتمرات حيث كان يجدد انتخابه بالإجماع.

وكان لنضال المرحوم أحمد التليلي بعد عروبي وإفريقي وعالمي حيث كان يدافع عن قضايا بلاده والمغرب العربي الكبير أثناء ثورته التحريرية بنفس الروح والحماس التي كان يدافع بها عن قضايا التحرير من العبودية والاستعمار في فلسطين واليمن والموزمبيق وجنوب إفريقيا الخ.

ضرب المرحوم المناضل أحمد التليلي بسهم وافر في مختلف نواحي النضال الوطني والسياسي وأسدى أجل الخدمات للديمقراطية والعدالة والحرية وكان الوحيد المدافع عنها قبل أي مسؤول سياسي آخر.

وكان وطنيا حتى النخاع لا تلين له قناة ولم يتوقف عن الحديث عن الديمقراطية والدعوة إلى الجوار وحرية الانتخابات الخ.

وبهذه المناسب مازالت أتذكر أنه في شهر سبتمبر 1962 وقد حل بمدينة قفصة للإشراف على الدورة العادية لمجلس بلدية المدينة باعتباره كان رئيسا لها وكنا جمعا من الشبان قد أحطنا به لنتجاذب أطراف الحديث معه والحديث ذو شجون بجانب مسبح سيدي أحمد زروق المعني بأحواز مدينة قفصة ولما سألناه عن الديمقراطية ولماذا لم يمنح الرئيس الحبيب بورقيبة الشعب بعد تحرره من الاستعمار الأجنبي جرعة من الديمقراطية والبلاد في أوج قوتها، فكان جوابه رحمه الله بشيء من الحسرة والألم أنه فاتح الرئيس الحبيب بورقيبة في هذا الموضوع أكثر من مرة فكان جوابه في كل مرة وبحدة شديدة أن الشعب التونسي مازال بعيدا عن الديمقراطية والحرية.

وفي بداية الاستقلال كلف بمهمة التنسيق والتعاون مع أبطال الثورة الجزائرية بتونس فكان المشرف على عملية نقل الأسلحة والذخيرة الحربية من الحدود الليبية إلى رجال الثورة الجزائرية بقرب الحدود التونسية الجزائرية وكان ذلك قبل إجلاء الجيش الفرنسي عن بلادنا.

ولما اندلعت معركة جلاء القوات الفرنسية عن بلادنا كلف بمهمة قيادة معركة الجنوب لإضفاء الشعبية عليها وكان له الإشراف الكامل على كل الأجهزة الحربية والإدارية من ولاة ومعتمدين وحرس وطني وشرطة، ويذكر المرحوم الباهي الأدغم كاتب الدولة للرئاسة والدفاع آنذاك أن الجبهة الوحيدة التي فيها تقدم بـ(40 كلم) من برج الخضراء إلى برج مسعودة هي المنطقة الوحيدة التي كانت تحت قيادة أحمد التليلي.

وكان الوحيد من بين رفاقه الذين ناضلوا على الواجهتين السياسية والمسلحة، بربكم يا قوم سلوا برج الرومية في أعلى قمة جبل عرباط وغار الحمام بنفس الجبل وشعاب مجبلة سيدي عيش أين كان يجتمع في جناح الليل بقادة الثورة المسلحة الأزهر الشرايطي ومنصور الثيلجاني وساسي الأسود وغيرهم للتنسيق بينهم وتزويدهم بآخر التعليمات باعتباره كان عضوا بخلية الأحد عشر السود الثورية والمسلحة التي كونها الزعيم الحبيب بورقيبة وكلف كاتبه الخاص علالة العويني بمدهم بما يحتاجون من أموال ليتمكنوا من انجاز العمليات المسلحة وكان المرحوم أحمد التليلي في هذه الخلية مسؤولا عن الثورة المسلحة بجهتي قفصة والهمامة.

بربكم سلوا داموس دار الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة كم جمع فيه المرحوم أحمد التليلي من أسلحة وذخيرة حربية من مخلفات الحرب العلمية ومتفجرات جلبها عمال مناجم الفسفاط بالحوض المنجمي كانت توزع على الفدائيين بمختلف مناطق البلاد.

ومن قفصة كان الفدائي المرحوم علي بالصردي كلف بنقل كمية من المتفجرات إلى ضاحية المرسى فوضع كمية من المتفجرات بقفة وضع فوقها بعض حبات من الرمان وكمية من "الأغطانية" الخضراء مر بها أمام السفارة الفرنسية وكانت تحيط بها جموع مكثفة من جنود الاحتلال وامتطى قطار المرسى من محطته أمام مقهى باريس ولما وصل ضاحية المرسى وغادر محطة القطار فلما سمع كلمة السر وضع القفة أرضا وعاد من حيث أتى دون التعرف على مصدر الصوت.

في المنظمة العالمية للنقابات الحرة

استطاع المرحوم أحمد التليلي بما له من حنكة وخبرة ودراية بحل معضلات أمهات المشاكل النقابية العالمية العويصة مكنه من تولي رئاسة الجامعة النقابية الإفريقية وبذلك أصبح ممثل القارة الإفريقية والناطق باسمها لدى الجامعة العالمية للنقابات الحرة وقد أظهر في هذه المنظمة الدولية خبرة بحل عويص المشاكل النقابية العالمية مما جلب له محبة وتقدير كل النقابيين العالميين وكان مهيأ أكثر من غيره لتولى رئاسة الجامعة العالمية للنقابات الحرة بحيث تتحصل حركتنا النقابية على فخر عظيم بزعامتها للحركة النقابية العالمية في شخص المناضل المرحوم أحمد التليلي النقابي التونسي الأصيل، بيد أن معارضة الوفد التونسي الذي جاء خصيصا للحيلولة دون فوز المرحوم المناضل أحمد التليلي برئاسة الجامعة العامة للنقابات الحرة، وبذلك خسرت تونس هذا المنصب العالمي الهام فكانت الخسارة فادحة وطنيا وعربيا وإفريقيا.

وعلى كل فقد واصل المرحوم أحمد التليلي جهوده لخدمة الإنسان فأهمل المال والبنين وعاش فقيرا ومات فقيرا.

 

 

 

 

 

 

 

 

في ذكرى وفاة أحمد التليلي..   منارة وطنية.. ومسيرة كفاح ثرية (1916ـ1967)

 

بقلم: البشير الشريف

عظماء الرجال تخلد أثارهم على مدى الدهور والأزمان باعتبارهم منارات وهاجة تهتدي بها الشعوب والأمم نحو أفضل السبل وأنجع الطرق المؤدية لحياة العزة والمناعة والكرامة، يظهرون في فترات متفرقة فينفخون في شعبوهم الشعور بحياة المجد والسؤدد فيسترجعون قواهم ويصبحون قوة ضاربة مشحونة بالحيوية والخلق والإبداع.

عسير على القلم أن ينعى فطاحل المناضلين الصادقين فهم تاريخ طويل من العطاء لتونسنا الخضراء، وطننا الحبيب، لا تطوى صفحاتهم وإنما تظل مفتوحة تقدم للأجيال الجديدة مثالا صادقا على الوطنية الحقة ونموذجا للنضال على مختلف الواجهات وصورة رائعة للشخصية الإنسانية.

وبلادنا التونسية العزيزة والمنيعة كانت منذ أقدم العصور ومازالت وستبقى بحول الله تعالى منبتا مباركا للعظماء والعباقرة سجل لهم التاريخ بأحرف من نور صفحات ذهبية خالدة على مر الزمن وفي مختلف الميادين ويعسر تقتصي أخبارهم وتسجيل مآثرهم وكل واحد منهم يستحق أن توضع في شأنه المجلدات.

واليوم 25 جوان 1967 من كل عام وفي جو ملؤه الخشوع والتدبير يحيي الشعب التونسي الأبي عامة والمقاومين والمناضلين الصادقين والنقابيين على وجه الخصوص إحياء ذكرى مقاوم صنديد ووطني جريء من أبطال معركة الكفاح التحريري الفاصلة خالد الذكر المنعم المرحوم أحمد التليلي المكافح على جميع الأصعدة السياسية والوطنية والنقابية والاجتماعية والمسلحة والرفيق الأمين لكل من شهيد الكفاح الوطني والاجتماعي فرحات حشاد والمناضل الصادق المرحوم الحبيب عاشور والمرحوم العلامة فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في بعث الحركة النقابية الثالثة الاتحاد العام التونسي للشغل على أسس صلبة ومتينة.

وخلال المؤتمر السادس للاتحاد العام التونسي المنعقد في شهر سبتمبر 1955 بمدرسة البنت المسلمة بنهج السراجين انتخب المناضل المرحوم أحمد التليلي عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد وبعد فترة وجيزة تصدع الاتحاد العام وانبثقت إلى جانبه منظمة شغيلة ثانية بقيادة المناضل الحبيب عاشور.

وبعد فترة وجيزة تم إقصاء المناضل أحمد بن صالح من الأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل وتعويضه بالمناضل أحمد التليلي الذي سرعان ما عمل على رتق الفتق وأعاد توحيد صفوف النقابيين خلال مؤتمر استثنائي انعقد عام 1957 وأعيد انتخاب المناضل أحمد التليلي للأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل التي احتفظ بها في عدة مؤتمرات حيث كان يجدد انتخابه بالإجماع.

وكان لنضال المرحوم أحمد التليلي بعد عروبي وإفريقي وعالمي حيث كان يدافع عن قضايا بلاده والمغرب العربي الكبير أثناء ثورته التحريرية بنفس الروح والحماس التي كان يدافع بها عن قضايا التحرير من العبودية والاستعمار في فلسطين واليمن والموزمبيق وجنوب إفريقيا الخ.

ضرب المرحوم المناضل أحمد التليلي بسهم وافر في مختلف نواحي النضال الوطني والسياسي وأسدى أجل الخدمات للديمقراطية والعدالة والحرية وكان الوحيد المدافع عنها قبل أي مسؤول سياسي آخر.

وكان وطنيا حتى النخاع لا تلين له قناة ولم يتوقف عن الحديث عن الديمقراطية والدعوة إلى الجوار وحرية الانتخابات الخ.

وبهذه المناسب مازالت أتذكر أنه في شهر سبتمبر 1962 وقد حل بمدينة قفصة للإشراف على الدورة العادية لمجلس بلدية المدينة باعتباره كان رئيسا لها وكنا جمعا من الشبان قد أحطنا به لنتجاذب أطراف الحديث معه والحديث ذو شجون بجانب مسبح سيدي أحمد زروق المعني بأحواز مدينة قفصة ولما سألناه عن الديمقراطية ولماذا لم يمنح الرئيس الحبيب بورقيبة الشعب بعد تحرره من الاستعمار الأجنبي جرعة من الديمقراطية والبلاد في أوج قوتها، فكان جوابه رحمه الله بشيء من الحسرة والألم أنه فاتح الرئيس الحبيب بورقيبة في هذا الموضوع أكثر من مرة فكان جوابه في كل مرة وبحدة شديدة أن الشعب التونسي مازال بعيدا عن الديمقراطية والحرية.

وفي بداية الاستقلال كلف بمهمة التنسيق والتعاون مع أبطال الثورة الجزائرية بتونس فكان المشرف على عملية نقل الأسلحة والذخيرة الحربية من الحدود الليبية إلى رجال الثورة الجزائرية بقرب الحدود التونسية الجزائرية وكان ذلك قبل إجلاء الجيش الفرنسي عن بلادنا.

ولما اندلعت معركة جلاء القوات الفرنسية عن بلادنا كلف بمهمة قيادة معركة الجنوب لإضفاء الشعبية عليها وكان له الإشراف الكامل على كل الأجهزة الحربية والإدارية من ولاة ومعتمدين وحرس وطني وشرطة، ويذكر المرحوم الباهي الأدغم كاتب الدولة للرئاسة والدفاع آنذاك أن الجبهة الوحيدة التي فيها تقدم بـ(40 كلم) من برج الخضراء إلى برج مسعودة هي المنطقة الوحيدة التي كانت تحت قيادة أحمد التليلي.

وكان الوحيد من بين رفاقه الذين ناضلوا على الواجهتين السياسية والمسلحة، بربكم يا قوم سلوا برج الرومية في أعلى قمة جبل عرباط وغار الحمام بنفس الجبل وشعاب مجبلة سيدي عيش أين كان يجتمع في جناح الليل بقادة الثورة المسلحة الأزهر الشرايطي ومنصور الثيلجاني وساسي الأسود وغيرهم للتنسيق بينهم وتزويدهم بآخر التعليمات باعتباره كان عضوا بخلية الأحد عشر السود الثورية والمسلحة التي كونها الزعيم الحبيب بورقيبة وكلف كاتبه الخاص علالة العويني بمدهم بما يحتاجون من أموال ليتمكنوا من انجاز العمليات المسلحة وكان المرحوم أحمد التليلي في هذه الخلية مسؤولا عن الثورة المسلحة بجهتي قفصة والهمامة.

بربكم سلوا داموس دار الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة كم جمع فيه المرحوم أحمد التليلي من أسلحة وذخيرة حربية من مخلفات الحرب العلمية ومتفجرات جلبها عمال مناجم الفسفاط بالحوض المنجمي كانت توزع على الفدائيين بمختلف مناطق البلاد.

ومن قفصة كان الفدائي المرحوم علي بالصردي كلف بنقل كمية من المتفجرات إلى ضاحية المرسى فوضع كمية من المتفجرات بقفة وضع فوقها بعض حبات من الرمان وكمية من "الأغطانية" الخضراء مر بها أمام السفارة الفرنسية وكانت تحيط بها جموع مكثفة من جنود الاحتلال وامتطى قطار المرسى من محطته أمام مقهى باريس ولما وصل ضاحية المرسى وغادر محطة القطار فلما سمع كلمة السر وضع القفة أرضا وعاد من حيث أتى دون التعرف على مصدر الصوت.

في المنظمة العالمية للنقابات الحرة

استطاع المرحوم أحمد التليلي بما له من حنكة وخبرة ودراية بحل معضلات أمهات المشاكل النقابية العالمية العويصة مكنه من تولي رئاسة الجامعة النقابية الإفريقية وبذلك أصبح ممثل القارة الإفريقية والناطق باسمها لدى الجامعة العالمية للنقابات الحرة وقد أظهر في هذه المنظمة الدولية خبرة بحل عويص المشاكل النقابية العالمية مما جلب له محبة وتقدير كل النقابيين العالميين وكان مهيأ أكثر من غيره لتولى رئاسة الجامعة العالمية للنقابات الحرة بحيث تتحصل حركتنا النقابية على فخر عظيم بزعامتها للحركة النقابية العالمية في شخص المناضل المرحوم أحمد التليلي النقابي التونسي الأصيل، بيد أن معارضة الوفد التونسي الذي جاء خصيصا للحيلولة دون فوز المرحوم المناضل أحمد التليلي برئاسة الجامعة العامة للنقابات الحرة، وبذلك خسرت تونس هذا المنصب العالمي الهام فكانت الخسارة فادحة وطنيا وعربيا وإفريقيا.

وعلى كل فقد واصل المرحوم أحمد التليلي جهوده لخدمة الإنسان فأهمل المال والبنين وعاش فقيرا ومات فقيرا.