إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الأوروبيّون واليمين المتطّرف...أشبه بالزواج العرفي !!

 

 

ماكرون يريد تقديم منصب وزير أول لليميني جوردان بارديلا فقط ليفشل

بقلم: ريم بالخذيري

لاتزال عدد من الدول الأوربية تحت تأثير الصدمة السياسية بسبب ما أعتبر زلزال انتصار أحزاب اليمين المتطرّف بالانتخابات البرلمانية 2024.وقد سارع الرئيس الفرنسي إلى حل الجمعية الوطنية(البرلمان) الذي يمتلك فيها حزبه الأغلبية بعد تحصّله في الانتخابات المذكورة على نصف الأصوات التي تحصّل عليها حزب التجمع الوطني الفرنسي المتصدّر بنسبة 32%.

كما سارع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الى تقديم استقالته بعد هزيمة حزبه " الليبراليين والديمقراطيين الفلمنكيين".فيما رحّب زعماء أوروبيون على رأسهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بهذا الانتصار وكذلك زعيم حزب الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز رئيس"حزب الحرية".

أمّا الشارع الأوروبي بما فيهم ملايين المقيمين الأجانب فقد انقسمت آراؤهم وانطباعاتهم بين مرحّبين بهذا الانتصار وبين مقلّلين من أهميته ومعتبرين أنه فوز وليس انتصارا لأن النتائج متقاربة بين انتخابات 2024 وانتخابات 2019 أمّا المهاجرون فبدوا الأكثر خوفا فهم المستهدفون الأكثر من طرف اليمين المتطرف وأغلب برامجهم الانتخابية تقوم على استهدافهم في وجودهم وثقافتهم ودينهم.

اليمين المتطرّف..؟

يتردد المصطلح كثيرا في كل العالم لكن المفهوم الدقيق لتاريخه وأفكاره وبرامجه الانتخابية لا يتمّ التعرّض لها كثيرا واعتبارها من المسلّمات أو بغاية التعتيم على الخطر الحقيقي الذي يمثله ليس على أوروبا فحسب وإنما على كل العالم.

ويعرّف اليمين المتطرّف على أنه أيديولوجيا أكثر منه فكرا سياسيا وهو يميل إلى أن يكون محافظا بشكل جذري ، وقوميا شديد التطرف في قوميته، واستبداديا في كثير من الأحيان .وهو هجين بين اليسار واليمين المعتدل.

وتم استخدام "سياسة اليمين المتطرف " لوصف ممارسات وفكر الفاشية والنازية، وتشمل التعريفات المعاصرة الآن الفاشية الجديدة ، والنازية الجديدة ، والموقف الثالث ، واليمين البديل ، والتفوق العنصري والأيديولوجيات أو المنظمات التي يحكمها فكر استبدادي، أو قومية متطرفة ومعادية للأجانب .

ويبقى جوهر رؤية اليمين المتطرف للعالم هو "العضوية"، وهي فكرة أن المجتمع يعمل ككائن حي كامل ومنظم ومتجانس.

ويتكيّف هذا المفهوم مع المجتمع الذي يرغبون في تكوينه أو إعادة تشكيله (سواء على أساس العرق أو الجنسية أو الدين)، ويقودهم ذلك إلى رفض كل شكل من أشكال العالمية لصالح العشق الذاتي والخوف من الآخر ، أو بعبارة أخرى إضفاء المثالية على "نحن" وشيطنة "الهم".

ونجحت أحزاب اليمين المتطرف في اختراق العقول واكتساح الوسط السياسي من خلال تركيزها على قضايا الهجرة والتوطين ومعاداة الإسلام وخطر الهوية، وكذلك التقلبات الاقتصادية ومخاوف الثقافة والهوية الوطنية. وتعد هذه العوامل من أبرز ما يدعم ويفسر عموما تغلغلها في الأوساط الشعبية دون النخب .

زواج عرفي

في أوروبا لم يعد التعاطف أو الانتماء الى أحزاب اليمين المتطرف من المحرمات منذ فوز حزب الحرية الشعبوي في الانتخابات التشريعية بالنمسا وانضمامه إلى الائتلاف الحكومي في عام 2000، وحينها تصدر الحدث وسائل الإعلام في أوروبا والعالم، حتى إن الاتحاد الأوروبي فرض حينها عقوبات دبلوماسية على فيينا.

وقبلها شكل النجاح الكبير الذي حققه حزب الجبهة الشعبية الفرنسية في 1984 الحدث في الانتخابات الأوروبية بداية خروج هذا التيار من انكماشه.

أما في العامين 2022-2023 فلم تكن الصدمة ذاتها في إيطاليا والسويد إلى فنلندا وهولندا، وهذا يؤكد التطبيع الشعبي مع هذا التيار وإمكان تأهيل كثير من قواه لتصبح أحزاب حكم وليس فقط تشكيلات خطابية شعبوية واحتجاجية.وهو ما يصارع من أجله.

والواقع أن علاقة الاوروبيين بهذا التيّار علاقة خاصة جدا فهي من ناحية تذكّرهم بالفاشية النازية التي عانوا من ويلاتها حينما حكمت واستعمرت أوربا فكلاهما يتبنى نفس الخطاب الاقصائي والعنصري.

ومن ناحية أخرى فإن الميل الى مشاركة أفكار اليمين المتطرف المستحدثة كمقاومة الهجرة غير الشرعية والحفاظ على الهوية الأوروبية ومناهضة الإسلام تلقى صدا لدى الطيف الكبير من الأوروبيين .وساعد في علاقة العشق هذه الإعلام الذي يتبنى هذه الأفكار ويروّج لها بحثا عن "البووز" في أحيان كثيرة.

ولأن هذه الأفكار تبقى بعيدة عن التطبيق والواقع فهي لا تصلح أن تكون مشاريع حكم وبالتالي هذا ما يفسر العلاقة التي ذكرنا والتي تفضي بالضرورة الى الزواج المعلن المستحيل بالمفهوم السياسي الانتخابي بين الشعب الأوروبي وبين اليمين المتطرف ومختلف الأحزاب التي تنضوي تحته.

المعارضة و الحكم

من الثابت أن أحزاب اليمين المتطرّف لم تجرّب تجربة الحكم في أغلب الدول الأوروبية والتجارب الحالية في إيطاليا وقبلها في النمسا وهولندا لم تكن ناجحة رغم محاولة تغيير الخطاب والالتزام بالدساتير والمواثيق. فكما قلنا هذا التيار قدره أن يكون في المعارضة وفي أقصى الحالات جزء من الائتلاف الحاكم .

وهذا ما يسعى اليه الرئيس الفرنسي عندما حلّ البرلمان ودعا الى انتخابات تشريعية مبكرة فهو يريد أن يفوز بها اليمين المتطرف لأنه يدرك مثلما أشرنا الى أن هذا التيار (حزب التجمع الوطني ) يكتسب شعبيته من المعارضة والشعبوية أمّا حينما يصبح في الحكم فتسقط كل السرديات ويكون الفشل في حل مشاكل الفرنسيين الاقتصادية والاجتماعية حليفه فضلا عن معاداة ملايين الفرنسيين من أصول افريقية و إسلامية.

وبالتالي ماكرون يريد تقديم منصب وزير أول لليميني جوردان بارديلا فقط ليفشل ولا تكون لحزبه ادنى حظوظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة وبالتالي ضمان ألّا تخرج الرئاسة عن الوسط ومرشح ماكرون في رئاسية 2027 .

وحتى بلغة الأرقام فقد تم التهويل كثيرا في فوز اليمين المتطرف على المستوى الأوروبي وهو لم يرتق لدرج الانتصار الساحق .

وبالتالي فان القول باكتساحه للبرلمان الأوروبي مبالغ فيه.حيث أن مجموعة الهوية والديمقراطية التي تمثل تجمّع لأحزاب أقصى اليمين الأوروبي تحصلت على 58 مقعدا من جملة 720 ما يساوي نسبة 8% وحلّت في المرتبة الخامسة. أمّا المرتبة الأولى فلا يزال يحتفظ بها الحزب الشعبي الأوربي وسط يمين ومحافظين ب 185 مقعدا ونسبة 25,7% .والمرتبة الثانية آلت الى الديمقراطيين الاشتراكيين ب 137 مقعدا بنسبة 19%

وما ربحه اليمين المتطرف هو فقط تسعة مقاعد مقارنة بانتخابات 2019 مما يعني أن التحالف المؤيد لأوروبا في الوسط سيصمد.

فما يعرف "بالتحالف الكبير" بين حزب الشعب الأوروبي (EPP) من يمين الوسط والاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط، ومجموعة أوروبا الجديدة الليبرالية، حصلوا على 403 مقعد ما يمثّل 56% من جميع المقاعد فيما بينهم .ومن المؤكد أن هذه الأحزاب ستواصل بناء جدار الحماية لمنع اليمين المتطرف من دخول التيار السياسي السائد.

من الرئيس؟

حسابيا ومنطقيا من المستحيل أن يكون الرئيس القادم للبرلمان الأوروبي يمينيا متطرّفا .وتنطلق أورسولا فون دير لاين بحظوظ وافرة لتأمين خمس سنوات أخرى على رأس المفوضية الأوروبية، وفقًا لما يسمى بعملية "المرشح الأفضل" .

رغم أنّ بعض الخبراء والمحللين يعتقدون أن وضعية ماكرون الضعيف والمستشار شولز المحاصر الذي احتل حزبه الاشتراكي الألماني المركز الثالث، متخلفًا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض الرئيسي (CSU) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف يمكن أن تعرقل ترشيحها.

ومن المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتعيين مرشح رسمي للمنصب الأعلى في المفوضية في 28 جوان الجاري. وإذا تجاوزت فون دير لاين هذه العقبة وتم ترشيحها من قبل قادة الاتحاد الأوروبي، فستحتاج بعد ذلك إلى تأمين دعم الأغلبية المطلقة من 361 عضوًا منتخبًا حديثًا في البرلمان الأوروبي في اقتراع سري.

 

 

 

 

 

 

 

 

الأوروبيّون واليمين المتطّرف...أشبه بالزواج العرفي !!

 

 

ماكرون يريد تقديم منصب وزير أول لليميني جوردان بارديلا فقط ليفشل

بقلم: ريم بالخذيري

لاتزال عدد من الدول الأوربية تحت تأثير الصدمة السياسية بسبب ما أعتبر زلزال انتصار أحزاب اليمين المتطرّف بالانتخابات البرلمانية 2024.وقد سارع الرئيس الفرنسي إلى حل الجمعية الوطنية(البرلمان) الذي يمتلك فيها حزبه الأغلبية بعد تحصّله في الانتخابات المذكورة على نصف الأصوات التي تحصّل عليها حزب التجمع الوطني الفرنسي المتصدّر بنسبة 32%.

كما سارع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الى تقديم استقالته بعد هزيمة حزبه " الليبراليين والديمقراطيين الفلمنكيين".فيما رحّب زعماء أوروبيون على رأسهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بهذا الانتصار وكذلك زعيم حزب الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز رئيس"حزب الحرية".

أمّا الشارع الأوروبي بما فيهم ملايين المقيمين الأجانب فقد انقسمت آراؤهم وانطباعاتهم بين مرحّبين بهذا الانتصار وبين مقلّلين من أهميته ومعتبرين أنه فوز وليس انتصارا لأن النتائج متقاربة بين انتخابات 2024 وانتخابات 2019 أمّا المهاجرون فبدوا الأكثر خوفا فهم المستهدفون الأكثر من طرف اليمين المتطرف وأغلب برامجهم الانتخابية تقوم على استهدافهم في وجودهم وثقافتهم ودينهم.

اليمين المتطرّف..؟

يتردد المصطلح كثيرا في كل العالم لكن المفهوم الدقيق لتاريخه وأفكاره وبرامجه الانتخابية لا يتمّ التعرّض لها كثيرا واعتبارها من المسلّمات أو بغاية التعتيم على الخطر الحقيقي الذي يمثله ليس على أوروبا فحسب وإنما على كل العالم.

ويعرّف اليمين المتطرّف على أنه أيديولوجيا أكثر منه فكرا سياسيا وهو يميل إلى أن يكون محافظا بشكل جذري ، وقوميا شديد التطرف في قوميته، واستبداديا في كثير من الأحيان .وهو هجين بين اليسار واليمين المعتدل.

وتم استخدام "سياسة اليمين المتطرف " لوصف ممارسات وفكر الفاشية والنازية، وتشمل التعريفات المعاصرة الآن الفاشية الجديدة ، والنازية الجديدة ، والموقف الثالث ، واليمين البديل ، والتفوق العنصري والأيديولوجيات أو المنظمات التي يحكمها فكر استبدادي، أو قومية متطرفة ومعادية للأجانب .

ويبقى جوهر رؤية اليمين المتطرف للعالم هو "العضوية"، وهي فكرة أن المجتمع يعمل ككائن حي كامل ومنظم ومتجانس.

ويتكيّف هذا المفهوم مع المجتمع الذي يرغبون في تكوينه أو إعادة تشكيله (سواء على أساس العرق أو الجنسية أو الدين)، ويقودهم ذلك إلى رفض كل شكل من أشكال العالمية لصالح العشق الذاتي والخوف من الآخر ، أو بعبارة أخرى إضفاء المثالية على "نحن" وشيطنة "الهم".

ونجحت أحزاب اليمين المتطرف في اختراق العقول واكتساح الوسط السياسي من خلال تركيزها على قضايا الهجرة والتوطين ومعاداة الإسلام وخطر الهوية، وكذلك التقلبات الاقتصادية ومخاوف الثقافة والهوية الوطنية. وتعد هذه العوامل من أبرز ما يدعم ويفسر عموما تغلغلها في الأوساط الشعبية دون النخب .

زواج عرفي

في أوروبا لم يعد التعاطف أو الانتماء الى أحزاب اليمين المتطرف من المحرمات منذ فوز حزب الحرية الشعبوي في الانتخابات التشريعية بالنمسا وانضمامه إلى الائتلاف الحكومي في عام 2000، وحينها تصدر الحدث وسائل الإعلام في أوروبا والعالم، حتى إن الاتحاد الأوروبي فرض حينها عقوبات دبلوماسية على فيينا.

وقبلها شكل النجاح الكبير الذي حققه حزب الجبهة الشعبية الفرنسية في 1984 الحدث في الانتخابات الأوروبية بداية خروج هذا التيار من انكماشه.

أما في العامين 2022-2023 فلم تكن الصدمة ذاتها في إيطاليا والسويد إلى فنلندا وهولندا، وهذا يؤكد التطبيع الشعبي مع هذا التيار وإمكان تأهيل كثير من قواه لتصبح أحزاب حكم وليس فقط تشكيلات خطابية شعبوية واحتجاجية.وهو ما يصارع من أجله.

والواقع أن علاقة الاوروبيين بهذا التيّار علاقة خاصة جدا فهي من ناحية تذكّرهم بالفاشية النازية التي عانوا من ويلاتها حينما حكمت واستعمرت أوربا فكلاهما يتبنى نفس الخطاب الاقصائي والعنصري.

ومن ناحية أخرى فإن الميل الى مشاركة أفكار اليمين المتطرف المستحدثة كمقاومة الهجرة غير الشرعية والحفاظ على الهوية الأوروبية ومناهضة الإسلام تلقى صدا لدى الطيف الكبير من الأوروبيين .وساعد في علاقة العشق هذه الإعلام الذي يتبنى هذه الأفكار ويروّج لها بحثا عن "البووز" في أحيان كثيرة.

ولأن هذه الأفكار تبقى بعيدة عن التطبيق والواقع فهي لا تصلح أن تكون مشاريع حكم وبالتالي هذا ما يفسر العلاقة التي ذكرنا والتي تفضي بالضرورة الى الزواج المعلن المستحيل بالمفهوم السياسي الانتخابي بين الشعب الأوروبي وبين اليمين المتطرف ومختلف الأحزاب التي تنضوي تحته.

المعارضة و الحكم

من الثابت أن أحزاب اليمين المتطرّف لم تجرّب تجربة الحكم في أغلب الدول الأوروبية والتجارب الحالية في إيطاليا وقبلها في النمسا وهولندا لم تكن ناجحة رغم محاولة تغيير الخطاب والالتزام بالدساتير والمواثيق. فكما قلنا هذا التيار قدره أن يكون في المعارضة وفي أقصى الحالات جزء من الائتلاف الحاكم .

وهذا ما يسعى اليه الرئيس الفرنسي عندما حلّ البرلمان ودعا الى انتخابات تشريعية مبكرة فهو يريد أن يفوز بها اليمين المتطرف لأنه يدرك مثلما أشرنا الى أن هذا التيار (حزب التجمع الوطني ) يكتسب شعبيته من المعارضة والشعبوية أمّا حينما يصبح في الحكم فتسقط كل السرديات ويكون الفشل في حل مشاكل الفرنسيين الاقتصادية والاجتماعية حليفه فضلا عن معاداة ملايين الفرنسيين من أصول افريقية و إسلامية.

وبالتالي ماكرون يريد تقديم منصب وزير أول لليميني جوردان بارديلا فقط ليفشل ولا تكون لحزبه ادنى حظوظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة وبالتالي ضمان ألّا تخرج الرئاسة عن الوسط ومرشح ماكرون في رئاسية 2027 .

وحتى بلغة الأرقام فقد تم التهويل كثيرا في فوز اليمين المتطرف على المستوى الأوروبي وهو لم يرتق لدرج الانتصار الساحق .

وبالتالي فان القول باكتساحه للبرلمان الأوروبي مبالغ فيه.حيث أن مجموعة الهوية والديمقراطية التي تمثل تجمّع لأحزاب أقصى اليمين الأوروبي تحصلت على 58 مقعدا من جملة 720 ما يساوي نسبة 8% وحلّت في المرتبة الخامسة. أمّا المرتبة الأولى فلا يزال يحتفظ بها الحزب الشعبي الأوربي وسط يمين ومحافظين ب 185 مقعدا ونسبة 25,7% .والمرتبة الثانية آلت الى الديمقراطيين الاشتراكيين ب 137 مقعدا بنسبة 19%

وما ربحه اليمين المتطرف هو فقط تسعة مقاعد مقارنة بانتخابات 2019 مما يعني أن التحالف المؤيد لأوروبا في الوسط سيصمد.

فما يعرف "بالتحالف الكبير" بين حزب الشعب الأوروبي (EPP) من يمين الوسط والاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط، ومجموعة أوروبا الجديدة الليبرالية، حصلوا على 403 مقعد ما يمثّل 56% من جميع المقاعد فيما بينهم .ومن المؤكد أن هذه الأحزاب ستواصل بناء جدار الحماية لمنع اليمين المتطرف من دخول التيار السياسي السائد.

من الرئيس؟

حسابيا ومنطقيا من المستحيل أن يكون الرئيس القادم للبرلمان الأوروبي يمينيا متطرّفا .وتنطلق أورسولا فون دير لاين بحظوظ وافرة لتأمين خمس سنوات أخرى على رأس المفوضية الأوروبية، وفقًا لما يسمى بعملية "المرشح الأفضل" .

رغم أنّ بعض الخبراء والمحللين يعتقدون أن وضعية ماكرون الضعيف والمستشار شولز المحاصر الذي احتل حزبه الاشتراكي الألماني المركز الثالث، متخلفًا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض الرئيسي (CSU) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف يمكن أن تعرقل ترشيحها.

ومن المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتعيين مرشح رسمي للمنصب الأعلى في المفوضية في 28 جوان الجاري. وإذا تجاوزت فون دير لاين هذه العقبة وتم ترشيحها من قبل قادة الاتحاد الأوروبي، فستحتاج بعد ذلك إلى تأمين دعم الأغلبية المطلقة من 361 عضوًا منتخبًا حديثًا في البرلمان الأوروبي في اقتراع سري.