-مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية "السعادة" لـ"الصباح": التزود بالماء المشكل الأكبر للفلاح فلا سد نبهانة مُتاح للاستغلال وليست هناك تراخيص لحفر آبار سطحية أو عميقة ..
-الفلاحون بصوت واحد: أردنا حفر "صنتاجات" وآبار سطحية فتمّ منعنا بتعلة أن المدينة مصنفة منطقة حمراء فأي مورد رزق آخر للعيش..؟
تونس – الصباح
ألقت ندرة المياه وشحّها بظلالها على مدينة أو عاصمة الباكورات كما كانت تسمّى في السابق وهي مدينة طبلبة من ولاية المنستير التي تُعد منارة اقتصادية على المستوى الوطني بفضل النسيج الصناعي والفلاحي والبحري الذي تتميز به.
فأطلق فلاحو المدينة صرخة فزع بسبب النقص الفادح في مياه الري وشحّه ما أثر على الإنتاج الزراعي لمدينة كانت تُعتبر في سنوات مضت عاصمة فلاحية على مستوى الجمهورية التونسية، وما جعلهم يوجهون دعوة إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي لتأدية زيارة إلى المدينة والاطلاع على مشاغلهم.
إيمان عبد اللطيف
في جولة "الصباح" بين عدد من الحقول الزراعية صحبة الفلاح الناصر بديرة لا تشاهد إلا الأراضي الجافة وغير المزروعة.. تركها أصحابها بسبب ندرة المياه وخيروا أو أُجبروا على تركها دون زراعة على أن يبذلوا جهودا دون جدوى وتكبد خسائر مالية كبيرة في ظل آفة الشحّ المائي.
فقال الناصر بديرة في حديثه لـ"الصباح" إنّ "المشكل الأساسي والكبير الذي يُعاني منه الفلاح بطبلبة وأيضا بمناطق مجاورة هو الماء، فالفلاح بهذه المنطقة هو أب عن جدّ يمتهن هذا المجال وفي غياب هذا العنصر الحياتي ماذا سيفعل وأين سيذهب؟ فعلى السلط أن تجد لنا حلولا ولا يُقال لنا أن "الباراج" قد شح من المياه فهذا ليس مشكل الفلاح وإنما مشكلة السلطة التي يجب أن توفر مياه الريّ".
وأضاف "أردنا حفر صنتاجات وآبار سطحية فتمّ منعنا بتعلة أن المدينة مصنفة منطقة حمراء، وبالتالي ما الحلّ وأي مورد رزق آخر للعيش للتكفل بعائلاتنا وأطفالنا؟ نحن نطالب سلطة الإشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة بإيجاد آليات لتوفير المياه".
وأوضح الناصر بديرة أن "الحلول موجودة في مسألة المياه حتى إن لم تكن على مستوى طبلبة، فالمدن المجاورة فيها مائدة مائية جيدة يمكن أن تعود بالنفع على الجميع ويمكن الاستنجاد بها، فهناك "صنتاجات" بالقيروان كانت مُدعّمة بسد نبهانة لماذا هي اليوم مغلقة؟ فهي تُعد حلا من الحلول حتى ببرمجة يوم واحد في الأسبوع للريّ منها".
من جهته قال الفلاح محسن الشتيوي "رغم أني فلاح أصيل المدينة إلا أني اضطررت إلى مغادرتها إلى مدينة مجاورة وهي بني حسان بسبب ندرة المياه، وجدت الماء في ذلك الوقت ولكن حدثت مشكلة تتعلق بفاتورة الكهرباء الذي تم قطعه بسبب على ما يبدو شبهة سرقة، وتكبيد الجمعية المائية خطايا لم تتمكن من خلاصها كما لم يتمّ فتح تحقيق في الغرض وبقي الأمر عالقا منذ سنة".
وأضاف "طالبنا السلطات الجهوية بإيجاد حل ولكن لا من مجيب وبالتالي نطالب بالتدخل العاجل فمن غير المعقول أن تبقى منطقة كاملة على مدى سنة كاملة دون مياه. والغريب أنهم وجدوا حلا بكلفة أكثر فـ"الصنتاج" يتطلب إصلاحه 100 ألف دينار فوجدوا حلا كلفته 200 ألف دينار ويزودنا بـ6 لتر في الثانية عوضا عن 12 لتر في الثانية كنا نتمتع بها في السابق".
رغم المحاولات الكثيرة مع سلطة الإشراف على المستوى الجهوي ورغم تقديم الحلول والمساعي لإنقاذ الفلاحة والفلاحين إلا أنّه لا وجود لأي تفاعل على أرض الواقع ما جعلهم يتوجهون بنداء عاجل إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي للقيام بزيارة إلى المدينة والاستماع إلى مشاغلهم وإلى الحلول التي بين أيديهم.
وسط هذا التخبّط والمعاناة اليومية في صفوف الفلاحين بسبب ندرة مياه الريّ، سعت ولا تزال الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة بطبلبة إلى بحث حلول ومشاريع مبتكرة بتقنيات حديثة لمساندة جهود الفلاحين من جهة ولإنقاذ القطاع من جهة أخرى.
وكانت لـ"الصباح" جولة وسط هذه المشاريع المبتكرة من بينها منبت الشركة الذي تمّ إحداثه سنة 2023 والمجهّز بأحدث التكنولوجيات لتكييف الحرارة حسب متطلبات النبتة، وهو بيت متعدد الهياكل يُمكن من إنتاج حوالي 400 ألف من الجذور في نفس الوقت سواء في الفلفل أو الطماطم وستحاول الشركة إضافة تقنية المشاتل الملقمة حتى تكون للجذور القدرة على مقاومة مختلف الفيروسات الموجودة بالأرض".
ومن المشاريع الأخرى المبتكرة مشروع بيت مكيف مُغطى تم إنشاؤه في سبتمبر 2013 ومقسم الى خمسة أقسام لزراعة نوعيات مختلفة من مشاتل الطماطم في نفس الظروف ليتم في ما بعد المقارنة بينها وتقديم خصائص كل واحدة منها وإيجابياتها وسلبياتها للفلاح خلال دورات تكوين في فترة ذروة الإنتاج. ومن أحدث الوسائل المعتمدة والخدمات المقدمة في هذا البيت المكيف هي تقنية تلقيح المشاتل التي تتمّ عبر النحل لتفادي أي خسائر.
ومكنت هذه التقنيات من إنتاج ما بين 20 و21 باقة من الطماطم عوضا عن إنتاج 9 باقات من مشاتل عادية.
بخصوص إشكالية الشحّ المائي، سعت الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية "السعادة" بجهودها وإمكانياتها الخاصة إلى إيجاد حلول من بينها إحداث فسقية اصطناعية لتجميع مياه الأمطار بطاقة استيعاب متوقعة بألف متر مكعب وهو مشروع مربح باعتبار أن مياه الأمطار لا تعوضها أي نوعية من المياه.
فتمّ تخصيص مكان لهذه الفسقية إلى جانب توفر مسبق لقنوات تصريف مياه الأمطار، غير أن هذا المشروع لم ير النور بعد بسبب عدة صعوبات وعراقيل إدارية تحدّث عنها مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة لـ"الصباح" من بينها تمكين الشركة من منحة مالية لـ300 متر مكعب فقط إلى جانب عوامل طبيعية وهي تساقطات الأمطار بكميات كبيرة تسببت في تجمع التربة من جديد في المساحة التي تم حفرها، ولكن ورغم ذلك أكّد قيس تقية أن هناك عزما من الجميع على أن يتمّ تحضير هذه الفسقية من هذه الصائفة إلى حدود الخريف المقبل.
في سياق متّصل قدّم مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة قيس تقية لمحة تاريخية عن الشركة وعن الخدمات التي تُقدّمها دون أن ينسى أن يُذكّر ويؤكد على الإشكالية الجوهرية التي يعاني منها فلاحو مدينة طبلبة وهي الماء، مجدّدا طلبهم بدعوة وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لزيارة المدينة والاستماع إلى مشاغلهم.
في تقديمه للشركة قال قيس تقية إنّ "الشركة تُعدّ من أقدم الشركات التعاونية بالبلاد التونسية إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى جانفي 1947 وكانت تعرف باسم تعاضدية الخدمات الفلاحية "السعادة" وتواترت عليها أجيال وأجيال وكان النشاط الأساسي هو تجميع وترويج المنتوجات الفلاحية إلى سوق الجملة ببئر القصعة بتونس العاصمة وكانت تستغل على وجه الكراء هنشير بمنطقة بني خلاد وكان يشغل عددا هاما من العاملين".
أضاف "سنة 1995 تم إحداث مركز تجميع الحليب وبعده مباشرة إحداث وحدة إنتاج علف مركب مرحي بإمكانيات بسيطة جدا وهو ما تم تطويره خلال هذه السنوات الأخيرة. كما تملك الشركة التعاونية نقطة بيع المستلزمات الفلاحية لمنخرطيها والمتعاملين معها وكانت ولا تزال مدينة طبلبة تنتج نسبة هامة جدا من الإنتاج الفلاحي بالبلاد التونسية وكانت تسمى عاصمة الباكورات. كما كانت محطة تجارب للعديد من التقنيات الحديثة في الفلاحة على غرار الري قطرة قطرة والزراعة تحت البيوت المحمية بالإضافة الى التجارب العديدة للبذور في مختلف الزراعات مثل الفلفل والطماطم والبطاطا".
وقال قيس تقية إنّ "المدينة كانت ولا تزال تمثل نقطة انطلاق العديد من البذور الناجحة والتي لاقت رواجا من ناحية الإنتاج والإنتاجية، فكانت أول منطقة تتم فيها زراعة هذه البذور.
كما كانت ولا تزال طبلبة تمثل مصدر إنتاج كميات كبيرة جدا من كافة المنتوجات الفلاحية مما ساهم في إيجاد فكرة تخزين بعض المنتجات وخاصة منها البطاطا لذلك جاءت فكرة إحداث بيوت التبريد التي تمّت منذ سنة 2000 وما بعدها وتمت إضافة بيوت أخرى في سنة 2021 لتحسين طاقة الاستيعاب" .
إلا أنه، وفق قوله، "وابتداء من سنة 2020 أصبحت مدينة طبلبة وأحوازها على غرار مدينة البقالطة والمكنين تواجه العديد من الصعوبات تصل الى درجة عدم القدرة على مواصلة تعاطي النشاط الفلاحي بسبب عدم توفر مادة الأمونيتر و DAPمثلما كان عليه الحال في سنوات التسعينات وبعدها، أضيفت إليها في الآونة الأخيرة إشكالية التزود بالماء وهو المشكل الأكبر في حياة الفلاح فلا سد نبهانة مُتاح للاستغلال وليس هناك تراخيص من الدولة لحفر آبار سطحية أو عميقة ولا شيء في الأفق غير مدينة طبلبة دون فلاحة".
-مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية "السعادة" لـ"الصباح": التزود بالماء المشكل الأكبر للفلاح فلا سد نبهانة مُتاح للاستغلال وليست هناك تراخيص لحفر آبار سطحية أو عميقة ..
-الفلاحون بصوت واحد: أردنا حفر "صنتاجات" وآبار سطحية فتمّ منعنا بتعلة أن المدينة مصنفة منطقة حمراء فأي مورد رزق آخر للعيش..؟
تونس – الصباح
ألقت ندرة المياه وشحّها بظلالها على مدينة أو عاصمة الباكورات كما كانت تسمّى في السابق وهي مدينة طبلبة من ولاية المنستير التي تُعد منارة اقتصادية على المستوى الوطني بفضل النسيج الصناعي والفلاحي والبحري الذي تتميز به.
فأطلق فلاحو المدينة صرخة فزع بسبب النقص الفادح في مياه الري وشحّه ما أثر على الإنتاج الزراعي لمدينة كانت تُعتبر في سنوات مضت عاصمة فلاحية على مستوى الجمهورية التونسية، وما جعلهم يوجهون دعوة إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي لتأدية زيارة إلى المدينة والاطلاع على مشاغلهم.
إيمان عبد اللطيف
في جولة "الصباح" بين عدد من الحقول الزراعية صحبة الفلاح الناصر بديرة لا تشاهد إلا الأراضي الجافة وغير المزروعة.. تركها أصحابها بسبب ندرة المياه وخيروا أو أُجبروا على تركها دون زراعة على أن يبذلوا جهودا دون جدوى وتكبد خسائر مالية كبيرة في ظل آفة الشحّ المائي.
فقال الناصر بديرة في حديثه لـ"الصباح" إنّ "المشكل الأساسي والكبير الذي يُعاني منه الفلاح بطبلبة وأيضا بمناطق مجاورة هو الماء، فالفلاح بهذه المنطقة هو أب عن جدّ يمتهن هذا المجال وفي غياب هذا العنصر الحياتي ماذا سيفعل وأين سيذهب؟ فعلى السلط أن تجد لنا حلولا ولا يُقال لنا أن "الباراج" قد شح من المياه فهذا ليس مشكل الفلاح وإنما مشكلة السلطة التي يجب أن توفر مياه الريّ".
وأضاف "أردنا حفر صنتاجات وآبار سطحية فتمّ منعنا بتعلة أن المدينة مصنفة منطقة حمراء، وبالتالي ما الحلّ وأي مورد رزق آخر للعيش للتكفل بعائلاتنا وأطفالنا؟ نحن نطالب سلطة الإشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة بإيجاد آليات لتوفير المياه".
وأوضح الناصر بديرة أن "الحلول موجودة في مسألة المياه حتى إن لم تكن على مستوى طبلبة، فالمدن المجاورة فيها مائدة مائية جيدة يمكن أن تعود بالنفع على الجميع ويمكن الاستنجاد بها، فهناك "صنتاجات" بالقيروان كانت مُدعّمة بسد نبهانة لماذا هي اليوم مغلقة؟ فهي تُعد حلا من الحلول حتى ببرمجة يوم واحد في الأسبوع للريّ منها".
من جهته قال الفلاح محسن الشتيوي "رغم أني فلاح أصيل المدينة إلا أني اضطررت إلى مغادرتها إلى مدينة مجاورة وهي بني حسان بسبب ندرة المياه، وجدت الماء في ذلك الوقت ولكن حدثت مشكلة تتعلق بفاتورة الكهرباء الذي تم قطعه بسبب على ما يبدو شبهة سرقة، وتكبيد الجمعية المائية خطايا لم تتمكن من خلاصها كما لم يتمّ فتح تحقيق في الغرض وبقي الأمر عالقا منذ سنة".
وأضاف "طالبنا السلطات الجهوية بإيجاد حل ولكن لا من مجيب وبالتالي نطالب بالتدخل العاجل فمن غير المعقول أن تبقى منطقة كاملة على مدى سنة كاملة دون مياه. والغريب أنهم وجدوا حلا بكلفة أكثر فـ"الصنتاج" يتطلب إصلاحه 100 ألف دينار فوجدوا حلا كلفته 200 ألف دينار ويزودنا بـ6 لتر في الثانية عوضا عن 12 لتر في الثانية كنا نتمتع بها في السابق".
رغم المحاولات الكثيرة مع سلطة الإشراف على المستوى الجهوي ورغم تقديم الحلول والمساعي لإنقاذ الفلاحة والفلاحين إلا أنّه لا وجود لأي تفاعل على أرض الواقع ما جعلهم يتوجهون بنداء عاجل إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي للقيام بزيارة إلى المدينة والاستماع إلى مشاغلهم وإلى الحلول التي بين أيديهم.
وسط هذا التخبّط والمعاناة اليومية في صفوف الفلاحين بسبب ندرة مياه الريّ، سعت ولا تزال الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة بطبلبة إلى بحث حلول ومشاريع مبتكرة بتقنيات حديثة لمساندة جهود الفلاحين من جهة ولإنقاذ القطاع من جهة أخرى.
وكانت لـ"الصباح" جولة وسط هذه المشاريع المبتكرة من بينها منبت الشركة الذي تمّ إحداثه سنة 2023 والمجهّز بأحدث التكنولوجيات لتكييف الحرارة حسب متطلبات النبتة، وهو بيت متعدد الهياكل يُمكن من إنتاج حوالي 400 ألف من الجذور في نفس الوقت سواء في الفلفل أو الطماطم وستحاول الشركة إضافة تقنية المشاتل الملقمة حتى تكون للجذور القدرة على مقاومة مختلف الفيروسات الموجودة بالأرض".
ومن المشاريع الأخرى المبتكرة مشروع بيت مكيف مُغطى تم إنشاؤه في سبتمبر 2013 ومقسم الى خمسة أقسام لزراعة نوعيات مختلفة من مشاتل الطماطم في نفس الظروف ليتم في ما بعد المقارنة بينها وتقديم خصائص كل واحدة منها وإيجابياتها وسلبياتها للفلاح خلال دورات تكوين في فترة ذروة الإنتاج. ومن أحدث الوسائل المعتمدة والخدمات المقدمة في هذا البيت المكيف هي تقنية تلقيح المشاتل التي تتمّ عبر النحل لتفادي أي خسائر.
ومكنت هذه التقنيات من إنتاج ما بين 20 و21 باقة من الطماطم عوضا عن إنتاج 9 باقات من مشاتل عادية.
بخصوص إشكالية الشحّ المائي، سعت الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية "السعادة" بجهودها وإمكانياتها الخاصة إلى إيجاد حلول من بينها إحداث فسقية اصطناعية لتجميع مياه الأمطار بطاقة استيعاب متوقعة بألف متر مكعب وهو مشروع مربح باعتبار أن مياه الأمطار لا تعوضها أي نوعية من المياه.
فتمّ تخصيص مكان لهذه الفسقية إلى جانب توفر مسبق لقنوات تصريف مياه الأمطار، غير أن هذا المشروع لم ير النور بعد بسبب عدة صعوبات وعراقيل إدارية تحدّث عنها مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة لـ"الصباح" من بينها تمكين الشركة من منحة مالية لـ300 متر مكعب فقط إلى جانب عوامل طبيعية وهي تساقطات الأمطار بكميات كبيرة تسببت في تجمع التربة من جديد في المساحة التي تم حفرها، ولكن ورغم ذلك أكّد قيس تقية أن هناك عزما من الجميع على أن يتمّ تحضير هذه الفسقية من هذه الصائفة إلى حدود الخريف المقبل.
في سياق متّصل قدّم مدير الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية السعادة قيس تقية لمحة تاريخية عن الشركة وعن الخدمات التي تُقدّمها دون أن ينسى أن يُذكّر ويؤكد على الإشكالية الجوهرية التي يعاني منها فلاحو مدينة طبلبة وهي الماء، مجدّدا طلبهم بدعوة وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لزيارة المدينة والاستماع إلى مشاغلهم.
في تقديمه للشركة قال قيس تقية إنّ "الشركة تُعدّ من أقدم الشركات التعاونية بالبلاد التونسية إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى جانفي 1947 وكانت تعرف باسم تعاضدية الخدمات الفلاحية "السعادة" وتواترت عليها أجيال وأجيال وكان النشاط الأساسي هو تجميع وترويج المنتوجات الفلاحية إلى سوق الجملة ببئر القصعة بتونس العاصمة وكانت تستغل على وجه الكراء هنشير بمنطقة بني خلاد وكان يشغل عددا هاما من العاملين".
أضاف "سنة 1995 تم إحداث مركز تجميع الحليب وبعده مباشرة إحداث وحدة إنتاج علف مركب مرحي بإمكانيات بسيطة جدا وهو ما تم تطويره خلال هذه السنوات الأخيرة. كما تملك الشركة التعاونية نقطة بيع المستلزمات الفلاحية لمنخرطيها والمتعاملين معها وكانت ولا تزال مدينة طبلبة تنتج نسبة هامة جدا من الإنتاج الفلاحي بالبلاد التونسية وكانت تسمى عاصمة الباكورات. كما كانت محطة تجارب للعديد من التقنيات الحديثة في الفلاحة على غرار الري قطرة قطرة والزراعة تحت البيوت المحمية بالإضافة الى التجارب العديدة للبذور في مختلف الزراعات مثل الفلفل والطماطم والبطاطا".
وقال قيس تقية إنّ "المدينة كانت ولا تزال تمثل نقطة انطلاق العديد من البذور الناجحة والتي لاقت رواجا من ناحية الإنتاج والإنتاجية، فكانت أول منطقة تتم فيها زراعة هذه البذور.
كما كانت ولا تزال طبلبة تمثل مصدر إنتاج كميات كبيرة جدا من كافة المنتوجات الفلاحية مما ساهم في إيجاد فكرة تخزين بعض المنتجات وخاصة منها البطاطا لذلك جاءت فكرة إحداث بيوت التبريد التي تمّت منذ سنة 2000 وما بعدها وتمت إضافة بيوت أخرى في سنة 2021 لتحسين طاقة الاستيعاب" .
إلا أنه، وفق قوله، "وابتداء من سنة 2020 أصبحت مدينة طبلبة وأحوازها على غرار مدينة البقالطة والمكنين تواجه العديد من الصعوبات تصل الى درجة عدم القدرة على مواصلة تعاطي النشاط الفلاحي بسبب عدم توفر مادة الأمونيتر و DAPمثلما كان عليه الحال في سنوات التسعينات وبعدها، أضيفت إليها في الآونة الأخيرة إشكالية التزود بالماء وهو المشكل الأكبر في حياة الفلاح فلا سد نبهانة مُتاح للاستغلال وليس هناك تراخيص من الدولة لحفر آبار سطحية أو عميقة ولا شيء في الأفق غير مدينة طبلبة دون فلاحة".