إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مؤشرات تربك القطاع السياحي.. 30 %من طاقة استيعاب النزل خارج الخدمة ..وديون بـ 4 مليار دينار

 

 

تونس-الصباح

أظهرت بيانات البنك المركزي أن عائدات السياحة في أول خمسة أشهر من عام 2024 ارتفعت بنسبة 7.8% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت عائدات القطاع 2.143 مليار دينار مع نهاية شهر ماي مقابل 1.986 مليار دينار في الفترة نفسها من العام الماضي.

هذا وأكد وزير السياحة محمد المعز بلحسين خلال لقاء مع كبرى المنظمات المهنية السياحية عبر تقنية التواصل عن بعد، بكل من فرنسا وألمانيا في إطار سلسلة اللقاءات المهنية التي يجريها للتواصل مع مختلف المهنيين والفاعلين الدوليين في القطاع السياحي والسفر لتطوير الوجهة السياحية التونسية، العمل لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة للوجهة التونسية وتدعيم العمل المشترك بهدف بعث برامج خاصة بالترويج لما تزخر به بلادنا من مقومات طبيعية وثقافية وحضارية متميزة.

وأكد وزير السياحة، في هذا السياق، استعداد مختلف المؤسسات السياحية لاستقبال الوافدين الأجانب من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى السياحة الداخلية، مبرزا أهمية الأسواق الأوروبية.

وتسعى تونس إلى الرفع في عدد الليالي المقضاة والعائدات بنسبة 60% خلال الموسم السياحي الحالي، ومن المتوقّع أن تستقبل بلادنا 9.88 مليون وافد مع موفى 2024 على أن تبلغ العائدات السياحية حوالي 6.5 مليار دينار، مقابل استقبالها 8.8 مليون زائر عام 2023.

 إلا أن القطاع لا يعمل بكامل طاقته وهو قادر على تحقيق أرقام أكبر من التقديرات المعلن عنها وهو ما أفاد به جلال الدين الهنشيري نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل ورئيس الجامعة الجهوية بالجنوب الشرقي لـ"الصباح " الذي أكد أن عددا هاما من النزل مغلق..

خارج الخدمة

وشرح الهنشيري أن تونس قادرة على تحقيق ارقام افضل على اعتبار أن عددا كبيرا من النزل خارج الخدمة بسبب غلقها وهي تمثل ما بين 25% و30% من طاقة استيعاب القطاع.

وأبرز أن الغلق يعود لأسباب اقتصادية ومادية حيث تعاني من ارتفاع المديونية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة لا سيما مع انتشار فيروس كورونا الذي حال دون قدرة هذه المؤسسات السياحية على مجابهة الأوضاع الصعبة وخلاص ديونها التي تفاقمت من سنة إلى أخرى.

وأكد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل أن اصل دين هذه المؤسسات في حدود 2000 مليارا، ديون تضاعفت بفعل تراكم الفوائض التي بلغت بدورها 2000 مليارا ما يعني أن ديون مؤسسات القطاع السياحي المغلقة تقارب 4000 مليارا، وفق تأكيده، ما جعلها غير قادرة على مجابهة هذه الديون.

واعتبر محدثنا أن الطلب على الوجهة السياحية التونسية هام بما فيها الطلب الداخلي لكن للأسف لا يمكن الاستجابة لكل الطلبات في ظل تواصل غلق عدد كبير من النزل في مختلف مناطق البلاد.

تراجع عدد الليالي المقضاة

وبين نائب الرئيس أن عدد الوافدين على تونس ارتفع إلا أن عدد الليالي المقضاة تراجع ولم يصل بعد للأرقام المحققة سنة 2019 اذ يقيم عدد هام من السياح خارج المؤسسات السياحية ورغم هذا يساهمون في الحركة الاقتصادية من خلال إقبالهم على المطاعم السياحية وعلى محلات الصناعات التقليدية والمواقع الأثرية والمناطق السياحية.

واعتبر جلال الدين الهنشيري أن ذروة القطاع السياحي تمتد لـ 5 او 6 أشهر على أقصى تقدير في حين أن ما تتوفر عليه بلادنا من نزل بما فيها النزل المغلقة ومن موروث ثقافي وجمال طبيعي وتنوع بيئي يمكنها من استقبال السياح طوال فصول السنة، معتبرا ان أكبر معضلة في تونس غياب التظاهرات الكبرى الثقافية والموسيقية والرياضية والترفيهية والمنتديات بمختلف أنواعها على امتداد السنة وخاصة في المناطق السياحية ما من شأنه جلب أكبر عدد ممكن من السياح.

كما أشار رئيس الجامعة الجهوية بالجنوب الشرقي إلى أن عددا من المطارات، القادرة على تنشيط الحركة السياحية مع الخارج وفي الداخل، تساهم بشكل محدود في النقل الجوي كمطار النفيضة وتوزر وجربة في حين ان عددا آخر من المطارات خارج الخدمة على غرار مطار طبرقة عين دراهم الدولي ومطار قفصة ..

كما عرج محدثنا على الصعوبات التي يعاني منها السائح الجزائري والليبي في المعابر الحدودية حيث تصل ساعات الانتظار لدخول التراب التونسي لـ6 ساعات، وشدد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل على الدور المحوري الذي يلعبه النقل بكل تفرعاته الجوي والبري والبحري، حيث اعتبره من أهم محركات القطاع السياحي وقادر على فتح آفاق أكبر للوجهة السياحية التونسية عبر جلب أسواق أخرى، مشيرا إلى السياحة في تونس ليست نزل فقط بل هي منظومة متكاملة .

 10 % من الناتج الخام وأكثر من 15 مليون سائح

وأردف جلال الدين الهنشيري مبينا أن القطاع السياحي مورد هام للعملة الصعبة الا انه يعاني من العديد من المشاكل ويحتاج لفتح آفاق جديدة تدعم القطاع، مشيرا إلى أنه ووفق دراسة قام بها مكتب دراسات مكلف من قبل الجامعة التونسية للنزل كشفت سنة 2014 ان القطاع السياحي يسهام بحوالي 14% من الناتج الداخلي الخام في حين أن الدراسة التي من المنتظر الإعلان عنها قريبا ذهبت الى أن هذه النسبة في حدود 10% ما يعني أن السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية القادرة على خلق الثروة وتوفير ايرادات تنعش مخزون تونس من النقد الأجنبي.

واكد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل أن بلادنا قادرة ، لو توفرت كل الظروف الملائمة وتجاوزت كل الإشكاليات، على جلب أكثر من 15 أو 16 مليون سائح، مبينا ان السياحة ساهمت في تسديد ديون تونس خلال العامين الماضيين وهي قادرة على لعب دور هام اقتصاديا واجتماعيا في ظل وجود الأفكار والبرامج والإمكانيات الضخمة للعب هذا الدور اذا ما توفرت الارادة السياسية.

حنان قيراط

 

 

 

 

 

 

 

 مؤشرات تربك القطاع السياحي..   30 %من طاقة استيعاب النزل خارج الخدمة ..وديون بـ 4 مليار دينار

 

 

تونس-الصباح

أظهرت بيانات البنك المركزي أن عائدات السياحة في أول خمسة أشهر من عام 2024 ارتفعت بنسبة 7.8% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت عائدات القطاع 2.143 مليار دينار مع نهاية شهر ماي مقابل 1.986 مليار دينار في الفترة نفسها من العام الماضي.

هذا وأكد وزير السياحة محمد المعز بلحسين خلال لقاء مع كبرى المنظمات المهنية السياحية عبر تقنية التواصل عن بعد، بكل من فرنسا وألمانيا في إطار سلسلة اللقاءات المهنية التي يجريها للتواصل مع مختلف المهنيين والفاعلين الدوليين في القطاع السياحي والسفر لتطوير الوجهة السياحية التونسية، العمل لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة للوجهة التونسية وتدعيم العمل المشترك بهدف بعث برامج خاصة بالترويج لما تزخر به بلادنا من مقومات طبيعية وثقافية وحضارية متميزة.

وأكد وزير السياحة، في هذا السياق، استعداد مختلف المؤسسات السياحية لاستقبال الوافدين الأجانب من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى السياحة الداخلية، مبرزا أهمية الأسواق الأوروبية.

وتسعى تونس إلى الرفع في عدد الليالي المقضاة والعائدات بنسبة 60% خلال الموسم السياحي الحالي، ومن المتوقّع أن تستقبل بلادنا 9.88 مليون وافد مع موفى 2024 على أن تبلغ العائدات السياحية حوالي 6.5 مليار دينار، مقابل استقبالها 8.8 مليون زائر عام 2023.

 إلا أن القطاع لا يعمل بكامل طاقته وهو قادر على تحقيق أرقام أكبر من التقديرات المعلن عنها وهو ما أفاد به جلال الدين الهنشيري نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل ورئيس الجامعة الجهوية بالجنوب الشرقي لـ"الصباح " الذي أكد أن عددا هاما من النزل مغلق..

خارج الخدمة

وشرح الهنشيري أن تونس قادرة على تحقيق ارقام افضل على اعتبار أن عددا كبيرا من النزل خارج الخدمة بسبب غلقها وهي تمثل ما بين 25% و30% من طاقة استيعاب القطاع.

وأبرز أن الغلق يعود لأسباب اقتصادية ومادية حيث تعاني من ارتفاع المديونية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة لا سيما مع انتشار فيروس كورونا الذي حال دون قدرة هذه المؤسسات السياحية على مجابهة الأوضاع الصعبة وخلاص ديونها التي تفاقمت من سنة إلى أخرى.

وأكد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل أن اصل دين هذه المؤسسات في حدود 2000 مليارا، ديون تضاعفت بفعل تراكم الفوائض التي بلغت بدورها 2000 مليارا ما يعني أن ديون مؤسسات القطاع السياحي المغلقة تقارب 4000 مليارا، وفق تأكيده، ما جعلها غير قادرة على مجابهة هذه الديون.

واعتبر محدثنا أن الطلب على الوجهة السياحية التونسية هام بما فيها الطلب الداخلي لكن للأسف لا يمكن الاستجابة لكل الطلبات في ظل تواصل غلق عدد كبير من النزل في مختلف مناطق البلاد.

تراجع عدد الليالي المقضاة

وبين نائب الرئيس أن عدد الوافدين على تونس ارتفع إلا أن عدد الليالي المقضاة تراجع ولم يصل بعد للأرقام المحققة سنة 2019 اذ يقيم عدد هام من السياح خارج المؤسسات السياحية ورغم هذا يساهمون في الحركة الاقتصادية من خلال إقبالهم على المطاعم السياحية وعلى محلات الصناعات التقليدية والمواقع الأثرية والمناطق السياحية.

واعتبر جلال الدين الهنشيري أن ذروة القطاع السياحي تمتد لـ 5 او 6 أشهر على أقصى تقدير في حين أن ما تتوفر عليه بلادنا من نزل بما فيها النزل المغلقة ومن موروث ثقافي وجمال طبيعي وتنوع بيئي يمكنها من استقبال السياح طوال فصول السنة، معتبرا ان أكبر معضلة في تونس غياب التظاهرات الكبرى الثقافية والموسيقية والرياضية والترفيهية والمنتديات بمختلف أنواعها على امتداد السنة وخاصة في المناطق السياحية ما من شأنه جلب أكبر عدد ممكن من السياح.

كما أشار رئيس الجامعة الجهوية بالجنوب الشرقي إلى أن عددا من المطارات، القادرة على تنشيط الحركة السياحية مع الخارج وفي الداخل، تساهم بشكل محدود في النقل الجوي كمطار النفيضة وتوزر وجربة في حين ان عددا آخر من المطارات خارج الخدمة على غرار مطار طبرقة عين دراهم الدولي ومطار قفصة ..

كما عرج محدثنا على الصعوبات التي يعاني منها السائح الجزائري والليبي في المعابر الحدودية حيث تصل ساعات الانتظار لدخول التراب التونسي لـ6 ساعات، وشدد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل على الدور المحوري الذي يلعبه النقل بكل تفرعاته الجوي والبري والبحري، حيث اعتبره من أهم محركات القطاع السياحي وقادر على فتح آفاق أكبر للوجهة السياحية التونسية عبر جلب أسواق أخرى، مشيرا إلى السياحة في تونس ليست نزل فقط بل هي منظومة متكاملة .

 10 % من الناتج الخام وأكثر من 15 مليون سائح

وأردف جلال الدين الهنشيري مبينا أن القطاع السياحي مورد هام للعملة الصعبة الا انه يعاني من العديد من المشاكل ويحتاج لفتح آفاق جديدة تدعم القطاع، مشيرا إلى أنه ووفق دراسة قام بها مكتب دراسات مكلف من قبل الجامعة التونسية للنزل كشفت سنة 2014 ان القطاع السياحي يسهام بحوالي 14% من الناتج الداخلي الخام في حين أن الدراسة التي من المنتظر الإعلان عنها قريبا ذهبت الى أن هذه النسبة في حدود 10% ما يعني أن السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية القادرة على خلق الثروة وتوفير ايرادات تنعش مخزون تونس من النقد الأجنبي.

واكد نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل أن بلادنا قادرة ، لو توفرت كل الظروف الملائمة وتجاوزت كل الإشكاليات، على جلب أكثر من 15 أو 16 مليون سائح، مبينا ان السياحة ساهمت في تسديد ديون تونس خلال العامين الماضيين وهي قادرة على لعب دور هام اقتصاديا واجتماعيا في ظل وجود الأفكار والبرامج والإمكانيات الضخمة للعب هذا الدور اذا ما توفرت الارادة السياسية.

حنان قيراط