لم تمر جولة المبعوث الأمريكي، عاموس هوكستاين، إلى تل أبيب وبيروت لمحاولة احتواء التصعيد العسكري في جنوب لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدوء، بل اختارت المقاومة اللبنانية، المتمثلة في حزب الله اللبناني، أن ترسل معه عدة رسائل حول سيناريوهات التصعيد الذي يلوح به المستوى السياسي الإسرائيلي والذي يعد اللبنانيين بـ"عودة للعصر الحجري".
فقد نشر حزب الله مشاهد استطلاع جوي لمناطق شمال إسرائيل وميناء حيفا عادت بها طائراته دون أن يرصدها الاحتلال الإسرائيلي، تضمنت بنكا للأهداف المحتملة التي من الممكن أن تكون في مرمى صواريخ الحزب، إذا ما اختارت الحكومة اليمينية للاحتلال الدخول في حرب في جنوب لبنان.
وهذه المشاهد التي نشرت تضمنت عديد المرافق العسكرية والحيوية للكيان المحتل، حيث كان من بينها محطة الكهرباء بحيفا، ومقرات شركة رافييل العسكرية التي تنتج القبة الحديدية المضادة لصواريخ قصيرة المدى، والقاعدة البحرية للاحتلال في حيفا، وغيرها من الأهداف الحيوية.
وأبرز تلك الأهداف هي محطة الكهرباء بحيفا التي تمثل "عصب" الحياة بالنسبة للإسرائيليين، حيث أنها تنير معظم مدن الاحتلال، بل وتضخ الطاقة لمحطات تحلية المياه التي تنتج معظم المياه التي يحتاجه الكيان، وكذلك توفر معظم الكهرباء للمرافق الحكومية الإسرائيلية.
ويبدو أن نشر صور من قبل طائرة دون طيار، يعيد لنا سيناريو الضربات التي قامت بها روسيا مؤخرا على أوكرانيا، وهجومها الذي استهدف محطات الطاقة الأوكرانية، والذي تم أساسا بالطائرات المسيرة الانتحارية، والتي من بينها طائرات من نوع "شاهد" التي تتزود بها موسكو من إيران، هذه الأخيرة التي تشكل "حجر الزاوية" في تزويد حزب الله بالذخيرة والصواريخ بمختلف أمدادها.
ولعل الرسالة التي أراد حزب الله إرسالها لإسرائيل، أن الحزب أصبحت له قدرات هجومية كبيرة، وأن نسخة حزب الله لسنة 2024، لا تشبه نسخة 2006، فالحزب تطورت قدراته العسكرية نوعيا، وأن قدرته على استهداف المناطق الحيوية في قلب الكيان قائمة الحال لـ"إرجاع الكيان للعصر الحجري" من خلال استهداف المرافق الحيوية.
رسالة حزب الله يبدو أنها وصلت، وأن "سردية الردع بتدمير لبنان" التي واصل الجانب السياسي الإسرائيلي في تردديها في الأيام الأخيرة، سقطت مع هذه المشاهد التي بثها الحزب، والتي جعلت "القلب الإستراتيجي" للاحتلال في جوهر معادلة الردع العسكري المتبادل.
هذه المشاهد يبدو أنها زادت كذلك من الضغوطات على حكومة الاحتلال للوصول لمعادلة الحل السياسي الذي تطرحه المقاومة وتضغط في اتجاهه والتي تتلخص في: وقف إطلاق النار في غزة مقابل التهدئة في "الشمال".
لقد بدأ التصعيد بين حزب الله والاحتلال يتخطى عتبات "الاحتواء"، خصوصا إذا لم ينجح الرئيس الأمريكي جو بايدن في لجم جموح التيار الصهيوني الديني الحاكم في إسرائيل، والذي بات اليوم "العقل" الذي يقود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد حل مجلس الحرب والتحاق كل من الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت –اللذين كانا يشكلان عقبة أمام وزراء اليمين المتطرف الصهيوني الديني- بالمعارضة.
نزار مقني
لم تمر جولة المبعوث الأمريكي، عاموس هوكستاين، إلى تل أبيب وبيروت لمحاولة احتواء التصعيد العسكري في جنوب لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدوء، بل اختارت المقاومة اللبنانية، المتمثلة في حزب الله اللبناني، أن ترسل معه عدة رسائل حول سيناريوهات التصعيد الذي يلوح به المستوى السياسي الإسرائيلي والذي يعد اللبنانيين بـ"عودة للعصر الحجري".
فقد نشر حزب الله مشاهد استطلاع جوي لمناطق شمال إسرائيل وميناء حيفا عادت بها طائراته دون أن يرصدها الاحتلال الإسرائيلي، تضمنت بنكا للأهداف المحتملة التي من الممكن أن تكون في مرمى صواريخ الحزب، إذا ما اختارت الحكومة اليمينية للاحتلال الدخول في حرب في جنوب لبنان.
وهذه المشاهد التي نشرت تضمنت عديد المرافق العسكرية والحيوية للكيان المحتل، حيث كان من بينها محطة الكهرباء بحيفا، ومقرات شركة رافييل العسكرية التي تنتج القبة الحديدية المضادة لصواريخ قصيرة المدى، والقاعدة البحرية للاحتلال في حيفا، وغيرها من الأهداف الحيوية.
وأبرز تلك الأهداف هي محطة الكهرباء بحيفا التي تمثل "عصب" الحياة بالنسبة للإسرائيليين، حيث أنها تنير معظم مدن الاحتلال، بل وتضخ الطاقة لمحطات تحلية المياه التي تنتج معظم المياه التي يحتاجه الكيان، وكذلك توفر معظم الكهرباء للمرافق الحكومية الإسرائيلية.
ويبدو أن نشر صور من قبل طائرة دون طيار، يعيد لنا سيناريو الضربات التي قامت بها روسيا مؤخرا على أوكرانيا، وهجومها الذي استهدف محطات الطاقة الأوكرانية، والذي تم أساسا بالطائرات المسيرة الانتحارية، والتي من بينها طائرات من نوع "شاهد" التي تتزود بها موسكو من إيران، هذه الأخيرة التي تشكل "حجر الزاوية" في تزويد حزب الله بالذخيرة والصواريخ بمختلف أمدادها.
ولعل الرسالة التي أراد حزب الله إرسالها لإسرائيل، أن الحزب أصبحت له قدرات هجومية كبيرة، وأن نسخة حزب الله لسنة 2024، لا تشبه نسخة 2006، فالحزب تطورت قدراته العسكرية نوعيا، وأن قدرته على استهداف المناطق الحيوية في قلب الكيان قائمة الحال لـ"إرجاع الكيان للعصر الحجري" من خلال استهداف المرافق الحيوية.
رسالة حزب الله يبدو أنها وصلت، وأن "سردية الردع بتدمير لبنان" التي واصل الجانب السياسي الإسرائيلي في تردديها في الأيام الأخيرة، سقطت مع هذه المشاهد التي بثها الحزب، والتي جعلت "القلب الإستراتيجي" للاحتلال في جوهر معادلة الردع العسكري المتبادل.
هذه المشاهد يبدو أنها زادت كذلك من الضغوطات على حكومة الاحتلال للوصول لمعادلة الحل السياسي الذي تطرحه المقاومة وتضغط في اتجاهه والتي تتلخص في: وقف إطلاق النار في غزة مقابل التهدئة في "الشمال".
لقد بدأ التصعيد بين حزب الله والاحتلال يتخطى عتبات "الاحتواء"، خصوصا إذا لم ينجح الرئيس الأمريكي جو بايدن في لجم جموح التيار الصهيوني الديني الحاكم في إسرائيل، والذي بات اليوم "العقل" الذي يقود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد حل مجلس الحرب والتحاق كل من الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت –اللذين كانا يشكلان عقبة أمام وزراء اليمين المتطرف الصهيوني الديني- بالمعارضة.