سلام لغزة اليوم وكل يوم.. سلام لأطفالها في عيدهم الثاني على التوالي على وقع القصف والقنابل والإبادة، وسلام لأهلها المرابطين على أرض غزة العزة، سلام لأطفالها ونسائها وكل من فيها، على صبرهم وجلدهم الذي قد لا يضاهيه غير صبر أيوب.. سلام لشعب يرسم الملاحم النضالية ويجعل له من الألم منبعا للأمل.. سلام لأهل غزة الذين يتغلبون على الجوع بربط الحجر على بطونهم ويقتاتون من النبات والشجر ويصدرون للعالم صور التحدي والتفاؤل وهم يصنعون الولائم من حبات الطماطم والخبيزة.. سلام لأنفس نشأت على التعفف والترفع ولم تنحن يوما للغزاة ولحلفاء الاحتلال الأسخياء عندما يتعلق الأمر بتزويد القاتل بكل أدوات القتل والترهيب وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح.. سلام لمن أسقطوا كل الأقنعة وفضحوا حقيقة وبشاعة المجتمع الدولي والمتاجرين بحقوق الإنسان وشعارات الحرية والقيم الإنسانية المشتركة الزائفة.. سلام لكل من يكتبون دروس التاريخ ويوثقون للأجيال القادمة ما لا يريد قادة العالم لهم أن يقرأوه أو يفهموا معانيه ..
لم تكشف غزة بعد عن حجم المعاناة الحقيقية ولن يكتشف العالم أهوال ما عرفته غزة قبل مضي سنوات.. وربما سيعجل من بقي من الحكام وصناع القرار على قيد الحياة، بعد عقود من الهروب من المسؤولية التاريخية والتعلل كذبا ونفاقا، بأنهم لو علموا بما كان يحدث لما سمحوا بذلك، ولتصدوا ومنعوا الجريمة التي فضختها ونقلتها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ..
أكثر من ستين بالمائة من أهل غزة فقدوا واحدا على الأقل من أفراد عائلتهم، وهو ما يعني أن عائلات فقدت بأكملها وأبيدت من السجل المدني.. قد لا يتضح معنى هذا الرقم اليوم وثقله وتداعياته على أهالي غزة وهم يحصون ضحاياهم ويبحثون عن المفقودين منهم.. وسيتعين انتظار انتهاء المحنة وتوقف الحرب لمعرفة الحجم الحقيقي للمأساة.
طيلة العقدين الماضيين ارتبطت ذكرى عيد الأضحى بصورة إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين شنقا، فجر العيد بعد الاجتياح الأمريكي لهذا البلد.. اليوم يعود عيد الأضحى على وقع مسلسل من الإعدامات التي تنفذ يوميا على المباشر في حق آلاف الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ في غزة، تلك الرقعة الصغيرة من الأرض المستباحة برا وبحرا وجوا من الاحتلال الإسرائيلي الذي جعل من القطاع مخبرا لكل أنواع السلاح القادم من مصانع الحلفاء الأسخياء في الغرب بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولية والقنابل العنقودية والقنابل التي يصفونها بالذكية والتي لا تميز بين البشر والحجر والشجر.. كثيرة هي التقارير الدولية التي تؤكد أن كميات الذخائر التي استعملت في هذه الحرب تجاوزت ما أسقط على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية ..
طبعا حتى هذه المرحلة سيكون من غير الممكن استحضار حصيلة نهائية للضحايا والمصابين والمشردين والمهددين بالموت جوعا أو عطشا أو كذلك بسبب نقص الأوكسيجين الذي بات من العملات الصعبة التي لا تقدر بثمن فيما بقي من مستشفيات في غزة.. تماما كما سيكون من غير الممكن تحديد حجم الخسائر وحجم الدمار الذي خلفته حرب الإبادة المستمرة في غزة.. تقول بعض التقارير الأممية إن غزة ستحتاج لأكثر من عشرين عاما لإزالة الأنقاض وإعادة إعمار ما تهدم ..
"عايش والله عايش".. واحدة من حكايات يومية تأتينا من غزة سيتعين أن تظل راسخة في الذاكرة البشرية لتشهد على فظاعات وبشاعة الاحتلال.. حكاية الحال تتعلق بطفل وقع ضحية القصف الإسرائيلي وعندما كان والده يهم بدفنه ومواراته التراب بدا أن الطفل يحرك يده.. صرخت الحشود عايش والله عايش.. تم نقل الطفل على عجل الى المستشفى ولكنه توفي بعد ستة أيام نتيجة الإصابات الخطيرة التي لحقته جراء القصف.. توفيق طفل الخمس سنوات ابن مخيم النصيرات الذي شهد مجزرة مروعة لم يقو على التحمل ولم يكتب له النجاة وربما لو توفر له أدنى مقومات الإنقاذ من أوكسيجين أو غيره لأمكن له أن يعيش.. نهاية الطفل توفيق شبيهة بنهاية آلاف الأطفال في غزة بين من استشهدوا تحت الأنقاض جراء القصف ومن ماتوا جوعا أو عطشا أو بسبب المرض..
وقناعتنا أن غزة وما أظهره أهلها من ثبات وقدرة على الصبر وتحمل آثام ومظالم الاحتلال الذي تجاوز كل مدى ولا يجد له من رادع قادرة على الوقوف من جديد على قدميها وإعادة بناء وتشييد ما تهدم وإعادة زرع وغرس ما أحرق واقتلع من حرث وزرع على أن يتوقف العدوان ويضمن المجتمع الدولي عدم تكرار ما يحدث تماما كما فعل أهل هيروشيما ونكازاكي بعد قصفهم بالقنبلة الذرية التي أذابت نحو 400 ألف ياباني.. قناعتنا مترسخة أن شعبا بهذه الإرادة وهذه الأنفة وهذا الإصرار على الحياة وهذه القدرة على السباحة في بحر غزة كل يوم للتخلص من أدران الاحتلال هو شعب محصن ضد كل مشاريع الإبادة..
آسيا العتروس
سلام لغزة اليوم وكل يوم.. سلام لأطفالها في عيدهم الثاني على التوالي على وقع القصف والقنابل والإبادة، وسلام لأهلها المرابطين على أرض غزة العزة، سلام لأطفالها ونسائها وكل من فيها، على صبرهم وجلدهم الذي قد لا يضاهيه غير صبر أيوب.. سلام لشعب يرسم الملاحم النضالية ويجعل له من الألم منبعا للأمل.. سلام لأهل غزة الذين يتغلبون على الجوع بربط الحجر على بطونهم ويقتاتون من النبات والشجر ويصدرون للعالم صور التحدي والتفاؤل وهم يصنعون الولائم من حبات الطماطم والخبيزة.. سلام لأنفس نشأت على التعفف والترفع ولم تنحن يوما للغزاة ولحلفاء الاحتلال الأسخياء عندما يتعلق الأمر بتزويد القاتل بكل أدوات القتل والترهيب وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح.. سلام لمن أسقطوا كل الأقنعة وفضحوا حقيقة وبشاعة المجتمع الدولي والمتاجرين بحقوق الإنسان وشعارات الحرية والقيم الإنسانية المشتركة الزائفة.. سلام لكل من يكتبون دروس التاريخ ويوثقون للأجيال القادمة ما لا يريد قادة العالم لهم أن يقرأوه أو يفهموا معانيه ..
لم تكشف غزة بعد عن حجم المعاناة الحقيقية ولن يكتشف العالم أهوال ما عرفته غزة قبل مضي سنوات.. وربما سيعجل من بقي من الحكام وصناع القرار على قيد الحياة، بعد عقود من الهروب من المسؤولية التاريخية والتعلل كذبا ونفاقا، بأنهم لو علموا بما كان يحدث لما سمحوا بذلك، ولتصدوا ومنعوا الجريمة التي فضختها ونقلتها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ..
أكثر من ستين بالمائة من أهل غزة فقدوا واحدا على الأقل من أفراد عائلتهم، وهو ما يعني أن عائلات فقدت بأكملها وأبيدت من السجل المدني.. قد لا يتضح معنى هذا الرقم اليوم وثقله وتداعياته على أهالي غزة وهم يحصون ضحاياهم ويبحثون عن المفقودين منهم.. وسيتعين انتظار انتهاء المحنة وتوقف الحرب لمعرفة الحجم الحقيقي للمأساة.
طيلة العقدين الماضيين ارتبطت ذكرى عيد الأضحى بصورة إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين شنقا، فجر العيد بعد الاجتياح الأمريكي لهذا البلد.. اليوم يعود عيد الأضحى على وقع مسلسل من الإعدامات التي تنفذ يوميا على المباشر في حق آلاف الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ في غزة، تلك الرقعة الصغيرة من الأرض المستباحة برا وبحرا وجوا من الاحتلال الإسرائيلي الذي جعل من القطاع مخبرا لكل أنواع السلاح القادم من مصانع الحلفاء الأسخياء في الغرب بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولية والقنابل العنقودية والقنابل التي يصفونها بالذكية والتي لا تميز بين البشر والحجر والشجر.. كثيرة هي التقارير الدولية التي تؤكد أن كميات الذخائر التي استعملت في هذه الحرب تجاوزت ما أسقط على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية ..
طبعا حتى هذه المرحلة سيكون من غير الممكن استحضار حصيلة نهائية للضحايا والمصابين والمشردين والمهددين بالموت جوعا أو عطشا أو كذلك بسبب نقص الأوكسيجين الذي بات من العملات الصعبة التي لا تقدر بثمن فيما بقي من مستشفيات في غزة.. تماما كما سيكون من غير الممكن تحديد حجم الخسائر وحجم الدمار الذي خلفته حرب الإبادة المستمرة في غزة.. تقول بعض التقارير الأممية إن غزة ستحتاج لأكثر من عشرين عاما لإزالة الأنقاض وإعادة إعمار ما تهدم ..
"عايش والله عايش".. واحدة من حكايات يومية تأتينا من غزة سيتعين أن تظل راسخة في الذاكرة البشرية لتشهد على فظاعات وبشاعة الاحتلال.. حكاية الحال تتعلق بطفل وقع ضحية القصف الإسرائيلي وعندما كان والده يهم بدفنه ومواراته التراب بدا أن الطفل يحرك يده.. صرخت الحشود عايش والله عايش.. تم نقل الطفل على عجل الى المستشفى ولكنه توفي بعد ستة أيام نتيجة الإصابات الخطيرة التي لحقته جراء القصف.. توفيق طفل الخمس سنوات ابن مخيم النصيرات الذي شهد مجزرة مروعة لم يقو على التحمل ولم يكتب له النجاة وربما لو توفر له أدنى مقومات الإنقاذ من أوكسيجين أو غيره لأمكن له أن يعيش.. نهاية الطفل توفيق شبيهة بنهاية آلاف الأطفال في غزة بين من استشهدوا تحت الأنقاض جراء القصف ومن ماتوا جوعا أو عطشا أو بسبب المرض..
وقناعتنا أن غزة وما أظهره أهلها من ثبات وقدرة على الصبر وتحمل آثام ومظالم الاحتلال الذي تجاوز كل مدى ولا يجد له من رادع قادرة على الوقوف من جديد على قدميها وإعادة بناء وتشييد ما تهدم وإعادة زرع وغرس ما أحرق واقتلع من حرث وزرع على أن يتوقف العدوان ويضمن المجتمع الدولي عدم تكرار ما يحدث تماما كما فعل أهل هيروشيما ونكازاكي بعد قصفهم بالقنبلة الذرية التي أذابت نحو 400 ألف ياباني.. قناعتنا مترسخة أن شعبا بهذه الإرادة وهذه الأنفة وهذا الإصرار على الحياة وهذه القدرة على السباحة في بحر غزة كل يوم للتخلص من أدران الاحتلال هو شعب محصن ضد كل مشاريع الإبادة..