إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مسرحية "لا موضى" في قاعة الفن الرابع.. طرافة الطرح و"الشو" على الخشبة.. عمقت المضامين الفنية

 

تونس-الصباح

إثر العرض الاول لمسرحية "لا موضى" بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ليلة أول أمس، اعرب المخرج طاهر بن عربي عيسى امام الحضور عن امتنانه للطاقات الابداعية المنتمية لـ"موندو" السيرك والمساهمة بشكل واضح في "نحت" الخرافة ومضامين العرض الفنية، وعن تأسفه في المقابل باعتبار أن هذا المجال لا يزال مهمشا وغير مهيكل ذلك أن رواده الى يوم الناس هذا لا يتمتعون ببطاقات فنان محترف..

وليد عبداللاوي

ولعل المخرج كان محقا في مداخلته حين أثنى على براعة مجموعة السيرك لأن أثر جمالية الحركة المصاحبة بالموسيقى بدا واضحا على مستوى الصورة والمضمون..

و"لا موضى" كما يحيل عنوانها باللهجة العامية التونسية "الموضة" كان الطرح فيها معمقا وذا ابعاد دلالية ثرية، قد لا يستحضرها المواطن العادي أو من كان بعيدا عن هذا العالم، ولكن المتأمل في أطوار حبكة العمل يدرك جيدا أن الموضوع الرئيسي ل "لا موضى" يهم جميع الفئات وفي مختلف أقطار العالم..

في "لا موضى" ومن خلال توظيف الرقص والسيرك والغناء وعارضي أزياء، سٌلط الضوء على سطح تنعكس فيه عقليات مختلفة داخل ورشة خياطة في فهمها للواقع وإدراكها لما يجري حولنا من هيمنة العولمة والاعلام على سيكولوجية الجماهير، وفرض قناعات لم تكن موجودة، كأن يقيم الإنسان من خلال المظاهر الحياتية من ملابس فارهة وسيارات فخمة وغيرها من المظاهر التي لا تعكس في حقيقة الأمر سوى أمور سطحية..

تفاصيل طرحت في "لا موضى" بطريقة طريفة بين بطلي العمل من خلال نقاشات بينهما افرزت تباينا بين القناعة الفكرية والسذج الذين لا تهمهم إلا مصالحهم المادية.. متغافلين عن مسألة "تشييء" الانسان...

المسرحي امير الدريدي بطل "لا موضى" لـ"الصباح": سنمضي في الاقتباس من نص "لا موضى" الى فيلم سينمائي

في تصريح خاص لـ"الصباح" بين بطل عرض "لا موضى" أن: "اقتحام عالم الموضة كان يخامرني منذ نعومة أظفاري، وقد صُقل ذلك العالم بمخيلتي مع مرور الوقت، فكانت الغاية تجسيد الفكرة على خشبة المسرح باعتبار أني من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي، فضلا عن الموضة التي تخفي أسرارا كبيرة وتمثل مصدر العديد من الحقائق الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي قد تغيب عن الكثيرين..

ويضيف محدثنا في إطار الحديث عن تفاصيل الاستعداد لهذا المولود الجديد :"راودتني فكرة العرض المسرحي في مراحله الاولى والتفكير في "ديو" رفقة الفنانة مريم ريزا، سرعان ما تغير التوجه بعد لقاء المخرج المسرحي طاهر عيسى بن عربي من حيث الطرح و"الكاستينغ" لنتطرق إلى "سيستام الاعلام" و"سيستام الفن" في العالم والبحث في أدق تفاصيلهما الى أن شرع المخرج في كتابة السيناريو مع اقتراح عرض أزياء أثناء العمل المسرحي..

وهو "ما أضفى على "لاموضى -والكلام لأمير- " نوعا من "الشو" وحسن توظيف الصورة والحركة على الخشبة، الأمر الذي من شأنه أن يقطع مع السائد ويحد من الإفراط في "النخبوية "، ذلك أن العرض يشمل الرقص (احمد مدوري وغادة بلقاسم) ومشاهد من السيرك (سارة الركباني وسيف رقام) كما روح الدعابة humour intelligent بعيدا عن التهريج.. الى جانب حضور عارضي أزياء محترفين ساهموا في رسم كوريغراف، اعتقد أنه نجح في شد انتباه المتفرجين.. خاصة من حيث طرح الأفكار porteurs des idées على غرار فكرة أن مصانع النسيج تمثل خطرا كبيرا على مستوى التلوث في العالم،؛ في البلدان المتقدمة كما النامية..

في ذات السياق يضيف محدثنا الى أن "الرسالة التي اردنا إيصالها من خلال كل تلك العناصر هي أن قيمة الإنسان أصبحت مقترنة بحسن المظهر والتأقلم مع ماهو سائد، فضلا عن هيمنة الاعلام والصورة وتأثيرها على سلوك الجماهير الواسعة، كما وسائل التواصل الاجتماعي على غرار "التيكتوك" و"الانستغرام"..

أما بالنسبة لمواصلة عرض "لا موضى" فستتواصل -وفق ما جاء به الممثل المسرحي امير الدريدي- في المهرجانات الصيفية في تونس ثم برمجة ثلاثة عروض بباريس في شهر سبتمبر..ونظرا لاستحسان الجماهير سنمضي في الاقتباس من النص المسرحي الى الفيلم السينمائي في الموسم القادم..

 

 

 

مسرحية "لا موضى" في قاعة الفن الرابع..   طرافة الطرح و"الشو" على الخشبة.. عمقت المضامين الفنية

 

تونس-الصباح

إثر العرض الاول لمسرحية "لا موضى" بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ليلة أول أمس، اعرب المخرج طاهر بن عربي عيسى امام الحضور عن امتنانه للطاقات الابداعية المنتمية لـ"موندو" السيرك والمساهمة بشكل واضح في "نحت" الخرافة ومضامين العرض الفنية، وعن تأسفه في المقابل باعتبار أن هذا المجال لا يزال مهمشا وغير مهيكل ذلك أن رواده الى يوم الناس هذا لا يتمتعون ببطاقات فنان محترف..

وليد عبداللاوي

ولعل المخرج كان محقا في مداخلته حين أثنى على براعة مجموعة السيرك لأن أثر جمالية الحركة المصاحبة بالموسيقى بدا واضحا على مستوى الصورة والمضمون..

و"لا موضى" كما يحيل عنوانها باللهجة العامية التونسية "الموضة" كان الطرح فيها معمقا وذا ابعاد دلالية ثرية، قد لا يستحضرها المواطن العادي أو من كان بعيدا عن هذا العالم، ولكن المتأمل في أطوار حبكة العمل يدرك جيدا أن الموضوع الرئيسي ل "لا موضى" يهم جميع الفئات وفي مختلف أقطار العالم..

في "لا موضى" ومن خلال توظيف الرقص والسيرك والغناء وعارضي أزياء، سٌلط الضوء على سطح تنعكس فيه عقليات مختلفة داخل ورشة خياطة في فهمها للواقع وإدراكها لما يجري حولنا من هيمنة العولمة والاعلام على سيكولوجية الجماهير، وفرض قناعات لم تكن موجودة، كأن يقيم الإنسان من خلال المظاهر الحياتية من ملابس فارهة وسيارات فخمة وغيرها من المظاهر التي لا تعكس في حقيقة الأمر سوى أمور سطحية..

تفاصيل طرحت في "لا موضى" بطريقة طريفة بين بطلي العمل من خلال نقاشات بينهما افرزت تباينا بين القناعة الفكرية والسذج الذين لا تهمهم إلا مصالحهم المادية.. متغافلين عن مسألة "تشييء" الانسان...

المسرحي امير الدريدي بطل "لا موضى" لـ"الصباح": سنمضي في الاقتباس من نص "لا موضى" الى فيلم سينمائي

في تصريح خاص لـ"الصباح" بين بطل عرض "لا موضى" أن: "اقتحام عالم الموضة كان يخامرني منذ نعومة أظفاري، وقد صُقل ذلك العالم بمخيلتي مع مرور الوقت، فكانت الغاية تجسيد الفكرة على خشبة المسرح باعتبار أني من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي، فضلا عن الموضة التي تخفي أسرارا كبيرة وتمثل مصدر العديد من الحقائق الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي قد تغيب عن الكثيرين..

ويضيف محدثنا في إطار الحديث عن تفاصيل الاستعداد لهذا المولود الجديد :"راودتني فكرة العرض المسرحي في مراحله الاولى والتفكير في "ديو" رفقة الفنانة مريم ريزا، سرعان ما تغير التوجه بعد لقاء المخرج المسرحي طاهر عيسى بن عربي من حيث الطرح و"الكاستينغ" لنتطرق إلى "سيستام الاعلام" و"سيستام الفن" في العالم والبحث في أدق تفاصيلهما الى أن شرع المخرج في كتابة السيناريو مع اقتراح عرض أزياء أثناء العمل المسرحي..

وهو "ما أضفى على "لاموضى -والكلام لأمير- " نوعا من "الشو" وحسن توظيف الصورة والحركة على الخشبة، الأمر الذي من شأنه أن يقطع مع السائد ويحد من الإفراط في "النخبوية "، ذلك أن العرض يشمل الرقص (احمد مدوري وغادة بلقاسم) ومشاهد من السيرك (سارة الركباني وسيف رقام) كما روح الدعابة humour intelligent بعيدا عن التهريج.. الى جانب حضور عارضي أزياء محترفين ساهموا في رسم كوريغراف، اعتقد أنه نجح في شد انتباه المتفرجين.. خاصة من حيث طرح الأفكار porteurs des idées على غرار فكرة أن مصانع النسيج تمثل خطرا كبيرا على مستوى التلوث في العالم،؛ في البلدان المتقدمة كما النامية..

في ذات السياق يضيف محدثنا الى أن "الرسالة التي اردنا إيصالها من خلال كل تلك العناصر هي أن قيمة الإنسان أصبحت مقترنة بحسن المظهر والتأقلم مع ماهو سائد، فضلا عن هيمنة الاعلام والصورة وتأثيرها على سلوك الجماهير الواسعة، كما وسائل التواصل الاجتماعي على غرار "التيكتوك" و"الانستغرام"..

أما بالنسبة لمواصلة عرض "لا موضى" فستتواصل -وفق ما جاء به الممثل المسرحي امير الدريدي- في المهرجانات الصيفية في تونس ثم برمجة ثلاثة عروض بباريس في شهر سبتمبر..ونظرا لاستحسان الجماهير سنمضي في الاقتباس من النص المسرحي الى الفيلم السينمائي في الموسم القادم..