قصة" شعر بسبوبة" نص سردي للكاتبة أمل رفعت، رسوم هشام السعيد تنقلت به الكاتبة إلى العلاقة القديمة والمتجددة بين الجنون والطفل. فلقد أمن الأخير الحيوان الأليف الذي يقاسمه البيت والحديقة والحيوانات المفترسة كالأسود والنمور وحتى الحيوانات الخيالية والخرافية كالغول أو الطائر صاحب الأجنحة الذهبية وغيرها.
وهنا كان الكلب أوفى الحيوانات لدى الإنسان كحارس للبيوت ومصاحب لصاحبه في الحقول او في الصيد وكصاحب وصديق لـ"توتو"، هذه البطلة التي أحبت الجرو الصغير فكانت تلعب معه، وتضحك معه ويأكل من يدها الكعك.
لكن حدث ما عكر صفو هذه العلاقة الحميمة، هذه العلاقة التي جعلت الفنانة تتحمل الحر والبحث في هذا الطقس عن جرو وهي التي كانت تتمتع بالشجرة الوارفة بأوراقها العريضة في حديقة ملاصقة لبيتها.
لتصطدم بمشهد هزها وأقلقها وزاد من حزنها لقد رأت الجرو وأمه يلعبان مع الأطفال بعد أن كان لها، لوحدها، ولم يلتحق بها عندما رآها رغم تردده وتقدمه لكنه تركها في الأخير ليعود لأمه وللاطفال.
وفي هذه السن تكون العائلة هي المعلم الأول الذي يقدم الأجوبة ويزيل اللبس والإشكال لذلك توجهت "توتو" لوالدتها التي تكبرها وأملها أن تعاضدها في مصابها وان تساعدها على إيجاد الحل كي يعود الجرو لحضن صديقته "توتو".
وهنا كانت الحكمة والتبصر وتفاسير الأم شافية ضافية وحل الإشكال لكن يسبقها تحليل وتفسير وبحث كي تهتدي الأم للحلول وتتجاوز الإشكال.
قدمت الأم تصورها للحيوان في هذا السن كيف يكون ضعيفا وصغيرا لا يعي ولا يقصد ولا يستطيع الكلام كي يشرح فعلته ويحتاج الحماية والحنان، ويلعب بطريقة طفولية، وكل الحيوانات تحب أصدقاءها لكن تعاتبهم عندما تغضب.
بالمقابل هذه الحادثة وأمام أمها كانت تحكي وتبكي متأثرة وكان مدخل الأم علاجيا عوض النهر والقذف، كان قالت لها أنت حنونة ولست قاسية لكن حبها الطفولي لعروستها بعد أن جعل منها صلعاء من غير شعر عندما قطعه بأنيابه فغضبت منه الفتاة ونهرته وضربته على رأسه.
وهذا من الآثار السلبية للغضب الذي يذهب العقل وتليه تصرفات نندم عليها وقد لا نعود كما كنا لكن بحكمة الأم وحسن تقديرها وتصرفها أرجعت الجرو لابنتها "توتو" وأهدتها عروسة جديدة أجمل وأكبر من "بسبوسة" لتهدي "توتو" صديقها كرة البينج بونج مع قطعة الدجاج ولمسة حنان من يدها على رأسه الصغير.
كان شعر "بسبوسة" قاعدة انطلاق كي تفهم الفتاة الصغيرة عالم الحيوان الذي تتقاطع حياته وتصرفاته مع حياة البشر فهو يحب ويغضب وعلينا أن نتعامل معه برفق وحنان كي لا نفقدهم ونفتقدهم وإن العائلة هي المدرسة الأولى التي ننهل منها معارفنا وطرق عيشنا قبل الشارع والمدرسة مع ثقافة بيئية عرجت عليها الكاتبة وهي اللعب بالحديقة مع الأقران في زمن الهواتف الجوالة والعزلة في حين أن الحديقة تفرض علينا اللعب الجماعي الذي يساهم في صقل شخصياتنا ونموها.
إن قصة "شعر بسبوسة" أحالتنا على موضوع آخر مهم فكما تحتاج للتفاعل والتقاطع مع ما هو محسوس ناطق متحرك كالكلبة والجرو وتحتاج الى اللعب بالعروسة التي تكون في الغالب ذات أخرى تجاورها وكأننا نحادث أنفسنا، نسأل وتجيب تتمكن منا حد النوم معنا على وسادتنا وكما حزنت على فقدانها الكلب، غضبت وأخطأت عندما قطع الجرو شعر بسبوسة بأنيابه نظرا لما تمثله وجدانيا هذه العروسة لدى البطلة "توتو".
بقلم :طارق العمراري
تونس-الصباح
قصة" شعر بسبوبة" نص سردي للكاتبة أمل رفعت، رسوم هشام السعيد تنقلت به الكاتبة إلى العلاقة القديمة والمتجددة بين الجنون والطفل. فلقد أمن الأخير الحيوان الأليف الذي يقاسمه البيت والحديقة والحيوانات المفترسة كالأسود والنمور وحتى الحيوانات الخيالية والخرافية كالغول أو الطائر صاحب الأجنحة الذهبية وغيرها.
وهنا كان الكلب أوفى الحيوانات لدى الإنسان كحارس للبيوت ومصاحب لصاحبه في الحقول او في الصيد وكصاحب وصديق لـ"توتو"، هذه البطلة التي أحبت الجرو الصغير فكانت تلعب معه، وتضحك معه ويأكل من يدها الكعك.
لكن حدث ما عكر صفو هذه العلاقة الحميمة، هذه العلاقة التي جعلت الفنانة تتحمل الحر والبحث في هذا الطقس عن جرو وهي التي كانت تتمتع بالشجرة الوارفة بأوراقها العريضة في حديقة ملاصقة لبيتها.
لتصطدم بمشهد هزها وأقلقها وزاد من حزنها لقد رأت الجرو وأمه يلعبان مع الأطفال بعد أن كان لها، لوحدها، ولم يلتحق بها عندما رآها رغم تردده وتقدمه لكنه تركها في الأخير ليعود لأمه وللاطفال.
وفي هذه السن تكون العائلة هي المعلم الأول الذي يقدم الأجوبة ويزيل اللبس والإشكال لذلك توجهت "توتو" لوالدتها التي تكبرها وأملها أن تعاضدها في مصابها وان تساعدها على إيجاد الحل كي يعود الجرو لحضن صديقته "توتو".
وهنا كانت الحكمة والتبصر وتفاسير الأم شافية ضافية وحل الإشكال لكن يسبقها تحليل وتفسير وبحث كي تهتدي الأم للحلول وتتجاوز الإشكال.
قدمت الأم تصورها للحيوان في هذا السن كيف يكون ضعيفا وصغيرا لا يعي ولا يقصد ولا يستطيع الكلام كي يشرح فعلته ويحتاج الحماية والحنان، ويلعب بطريقة طفولية، وكل الحيوانات تحب أصدقاءها لكن تعاتبهم عندما تغضب.
بالمقابل هذه الحادثة وأمام أمها كانت تحكي وتبكي متأثرة وكان مدخل الأم علاجيا عوض النهر والقذف، كان قالت لها أنت حنونة ولست قاسية لكن حبها الطفولي لعروستها بعد أن جعل منها صلعاء من غير شعر عندما قطعه بأنيابه فغضبت منه الفتاة ونهرته وضربته على رأسه.
وهذا من الآثار السلبية للغضب الذي يذهب العقل وتليه تصرفات نندم عليها وقد لا نعود كما كنا لكن بحكمة الأم وحسن تقديرها وتصرفها أرجعت الجرو لابنتها "توتو" وأهدتها عروسة جديدة أجمل وأكبر من "بسبوسة" لتهدي "توتو" صديقها كرة البينج بونج مع قطعة الدجاج ولمسة حنان من يدها على رأسه الصغير.
كان شعر "بسبوسة" قاعدة انطلاق كي تفهم الفتاة الصغيرة عالم الحيوان الذي تتقاطع حياته وتصرفاته مع حياة البشر فهو يحب ويغضب وعلينا أن نتعامل معه برفق وحنان كي لا نفقدهم ونفتقدهم وإن العائلة هي المدرسة الأولى التي ننهل منها معارفنا وطرق عيشنا قبل الشارع والمدرسة مع ثقافة بيئية عرجت عليها الكاتبة وهي اللعب بالحديقة مع الأقران في زمن الهواتف الجوالة والعزلة في حين أن الحديقة تفرض علينا اللعب الجماعي الذي يساهم في صقل شخصياتنا ونموها.
إن قصة "شعر بسبوسة" أحالتنا على موضوع آخر مهم فكما تحتاج للتفاعل والتقاطع مع ما هو محسوس ناطق متحرك كالكلبة والجرو وتحتاج الى اللعب بالعروسة التي تكون في الغالب ذات أخرى تجاورها وكأننا نحادث أنفسنا، نسأل وتجيب تتمكن منا حد النوم معنا على وسادتنا وكما حزنت على فقدانها الكلب، غضبت وأخطأت عندما قطع الجرو شعر بسبوسة بأنيابه نظرا لما تمثله وجدانيا هذه العروسة لدى البطلة "توتو".