لئن أعلنت وزارة الصحة أن هناك أماكن في الشواطئ التونسية تصنف في خانة الشواطئ غير قابلة للسباحة أي نقاط سوداء، فإن مختصين في البيئة وأطباء الأمراض الجلدية وغيرها نبهوا من خطورة الإصابة بأمراض ناجمة عن السباحة في المياه ملوثة سواء كان ذلك في الشواطئ البحرية أو الأنهار أو البحيرات وغيرها من الأمراض الأخرى التي تصيب البشرة خاصة أنها تتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الشمس في فصل الصيف لاسيما عندما يقضي البعض مدة زمنية مطولة في السباحة تحت أشعة الشمس وفي أوقات ذروة القيظ.
وسبق أن نبه أطباء مختصون في الأمراض الجلدية والأنف والحنجرة بالأساس من خطورة السباحة في المياه الملوثة شاطئية كانت أم غيرها لأنها تتسبب في الإصابة بالأمراض التنفسية والمناعية الخطيرة.
التوقي من المخاطر
بينت الدكتورة هناء محلة، أخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل، أن هناك عديد المخاطر التي تهدد المقبلين على السباحة في المياه الملوثة وأكدت في حديثها عن الموضوع لـ"الصباح"، أن السباحة في المياه الملوثة تسبب لأصحابها مخلفات صحية جسيمة على البشرة تتمثل في الحساسية والبثور وتتعداه للتسمم عند شرب وابتلاع هذه المياه لتتسبب في حصول التهابات وأمراض في الجهاز الهضمي. وأضافت قائلة:"التداعيات الخطيرة على صحة الأطفال وكبار السن وممن يعانون من نقص في المناعة تكون أكبر وخطيرة لأنه قد تتحول إلى أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي وأيضا تتسبب بتقدم العمر في السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة خاصة إن السباحة في المياه الملوثة تكون في فترة ذروة حرارة الشمس ولساعات طويلة".
واعتبرت الأخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل أنه يتوجب على مرتادي الشواطئ والبحار التوقي من أشعة الشمس بعدة طرق وفسرت ذلك بقولها:"يجب على مرتادي البحر للسباحة إتباع جملة من الشروط من أجل التوقي من تأثير الشمس والسباحة وذلك بالابتعاد عن الأماكن والشواطئ الملوثة بأي نوع من التلوث دون الاستهانة بذلك، والتوقي من أشعة الشمس التي أصبحت مضرة في ظل التغيرات المناخية وتوسع ثقب الأوزون ثم أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يعد خطراً، حيث يسبب أنواعاً مختلفة من سرطان الجلد. فتبدأ بالتصبغات والترهل والشيخوخة المبكرة على الجلد". لذلك تدعو الدكتورة محلّة أن الحماية تكون عن طريق الغذاء وذلك بالإكثار من تناول الخضر والغلال والفواكه خاصة منها الملونة التي تكون غنية بالفيتامينات و"البيكاروتان" التي تحمي البشرة من قبيل "a" و""c و"e" إضافة إلى ارتداء ملابس تقي من أشعة الشمس واستعمال الكريم أو الأدوية التي تقي من أشعة الشمس، فضلا عن الإكثار من شرب المياه بشكل العام.
كما أفادت الأخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل أنه يفترض أن يتصل من يعانون من نقص في المناعة أو سبق أن تعرضوا لحالات مضاعفة بسبب الحساسية أو غيرها، أن يتصلوا بأطباء الاختصاص قبل فصل الصيف للحصول على الأدوية الوقائية اللازمة إن استدعى الأمر ولكن الوضع مختلف، وفق تقديرها حيث تقول: "كثيرا ما تشهد فترة نهاية الصيف وجود عديد الحالات الصحية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس أو السباحة في المياه الملوثة أو مياه البحر العادية أو المسابح. وهناك عديد المرضى المصابين بسرطان الجلد، وهي مسألة تشمل مختلف أنواع البشرة ولم تعد الخطورة تهدد لونا دون آخر".
كما أوضحت أنه كثيرا ما تكون تداعيات تعرض الأطفال وصغار السن للسباحة في المياه الملوثة والراكدة ولمدة طويلة تحت أشعة الشمس خطيرة في مرحلة عمرية متقدمة حيث تنعكس على الجلد في شكل تصبغات وترهل وسرطان هذا على مستوى الجلد يكون الوضع أكثر خطورة عند الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي أو الهضمي.
تلوث
في سياق متصل بين خبير في البيئة أن هناك نوعين من التلوث الخارجي للشواطئ يتمثل الأول في تلوث كيميائي ميكروبيولوجي والثاني تلوثات صناعية تتمثل في ألقاء مواد صلبة وسائلة وأخرى غازية، في البحر. مؤكدا أن عدة دراسات وتدخلات للهياكل المعنية بمتابعة هذه المسألة سواء أكانت تابعة لوزارة البيئة أو للإدارات الجهوية للصحة بكل ولاية شاطئية بالتعاون مع وكالة حماية الشريط الساحلي وغيرها، لتثبت التحاليل البكتريولوجية وجود مخاطر صحية في هذه الشواطئ بسبب وجود عديد المخالفات والتجاوزات في هذا الغرض. وهو ما جعل وزارة الصحة تصدر قبل كل موسم صيفي تقريرها الذي يحدد الشواطئ التي تحجر فيها السباحة على اعتبار أنها نقاط سوداء تشكل خطورة على صحة المواطن. ويعتبر الخبير في البيئة أن من بين الأسباب التي تدفع السلطات الرسمية المعنية اتخاذ مثل هذا القرار والعمل على تحسيس المواطنين بخطورة ذلك هو وجود جرائم يمكن أن تؤثر على صحة المواطن بشكل عام، خاصة أن بعض الشواطئ أصبحت مصبا للنفايات لاسيما منها نفايات المصانع والنزل ومياه الصرف الصحي والمصانع العشوائية وغيرها من النفايات. الأمر الذي جعل أغلب شواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة وسوسة غير صالحة للسباحة.
ورغم محاولات المجتمع المدني في الجهة النشاط والتحرك من أجل دفع السلطات الرسمية لإيجاد حلول لهذه الأزمة التي حرمت أبناء الجهة من التمتع بشواطئ الجهة على غرار حمام الأنف ورادس والزهراء إلا أن هذه الشواطئ لا تزال تصنف كنقاط سوداء لا تقتصر خطورتها في مستوى الحرمان من التمتع بالسباحة في مياهها هروبا من حر الصيف فحسب وإنما نتيجة ما تخلفه من إفرازات على الشواطئ فضلا عن تحول لون المياه إلى أشبه ببرك مياه آسنة.
ويذكر أنه على صعيد دولي أجرى باحثون بكلية للطب ومركز للعلوم البيئية ببريطانيا في السنوات الأخيرة دراسة شملت عدة بلدان أوروبية بينت نتائجها أن السباحة في مياه البحر العادي بشكل عام تزيد فيها نسبة الإصابة ببعض الأمراض منها آلام الأذن بنسبة تفوق 70% والجهاز الهضمي 29% وذلك عند قضاء ساعات طويلة سباحة في مياه البحر. نفس الدراسة خلصت إلى أن التعافي من مثل هذه الأمراض لا يتطلب تدخلا طبيا، ولكن الوضع يكون أكثر خطورة عند السباحة في المياه الملوثة.
في سياق متصل دعت الدكتورة هناء محلة الجميع إلى ضرورة تجنب البقاء لساعات طويلة تحت أشعة الشمس خلال فصل الصيف أو البقاء في الفضاءات والأماكن الملوثة، لأنها تعتبر أن البشرة تتأثر سريعا بأشعة الشمس الحارة والتدخين والتلوث. معتبرة أن في اختيار البعض أو اضطرارهم إلى السباحة في الشواطئ الملوثة يشكل خطورة كبيرة على الصحة ويهدد المناعة على مراحل مختلفة من عمر كل فرد.
نزيهة الغضباني
تونس – الصباح
لئن أعلنت وزارة الصحة أن هناك أماكن في الشواطئ التونسية تصنف في خانة الشواطئ غير قابلة للسباحة أي نقاط سوداء، فإن مختصين في البيئة وأطباء الأمراض الجلدية وغيرها نبهوا من خطورة الإصابة بأمراض ناجمة عن السباحة في المياه ملوثة سواء كان ذلك في الشواطئ البحرية أو الأنهار أو البحيرات وغيرها من الأمراض الأخرى التي تصيب البشرة خاصة أنها تتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الشمس في فصل الصيف لاسيما عندما يقضي البعض مدة زمنية مطولة في السباحة تحت أشعة الشمس وفي أوقات ذروة القيظ.
وسبق أن نبه أطباء مختصون في الأمراض الجلدية والأنف والحنجرة بالأساس من خطورة السباحة في المياه الملوثة شاطئية كانت أم غيرها لأنها تتسبب في الإصابة بالأمراض التنفسية والمناعية الخطيرة.
التوقي من المخاطر
بينت الدكتورة هناء محلة، أخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل، أن هناك عديد المخاطر التي تهدد المقبلين على السباحة في المياه الملوثة وأكدت في حديثها عن الموضوع لـ"الصباح"، أن السباحة في المياه الملوثة تسبب لأصحابها مخلفات صحية جسيمة على البشرة تتمثل في الحساسية والبثور وتتعداه للتسمم عند شرب وابتلاع هذه المياه لتتسبب في حصول التهابات وأمراض في الجهاز الهضمي. وأضافت قائلة:"التداعيات الخطيرة على صحة الأطفال وكبار السن وممن يعانون من نقص في المناعة تكون أكبر وخطيرة لأنه قد تتحول إلى أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي وأيضا تتسبب بتقدم العمر في السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة خاصة إن السباحة في المياه الملوثة تكون في فترة ذروة حرارة الشمس ولساعات طويلة".
واعتبرت الأخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل أنه يتوجب على مرتادي الشواطئ والبحار التوقي من أشعة الشمس بعدة طرق وفسرت ذلك بقولها:"يجب على مرتادي البحر للسباحة إتباع جملة من الشروط من أجل التوقي من تأثير الشمس والسباحة وذلك بالابتعاد عن الأماكن والشواطئ الملوثة بأي نوع من التلوث دون الاستهانة بذلك، والتوقي من أشعة الشمس التي أصبحت مضرة في ظل التغيرات المناخية وتوسع ثقب الأوزون ثم أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يعد خطراً، حيث يسبب أنواعاً مختلفة من سرطان الجلد. فتبدأ بالتصبغات والترهل والشيخوخة المبكرة على الجلد". لذلك تدعو الدكتورة محلّة أن الحماية تكون عن طريق الغذاء وذلك بالإكثار من تناول الخضر والغلال والفواكه خاصة منها الملونة التي تكون غنية بالفيتامينات و"البيكاروتان" التي تحمي البشرة من قبيل "a" و""c و"e" إضافة إلى ارتداء ملابس تقي من أشعة الشمس واستعمال الكريم أو الأدوية التي تقي من أشعة الشمس، فضلا عن الإكثار من شرب المياه بشكل العام.
كما أفادت الأخصائية في الأمراض الجلدية وطب التجميل أنه يفترض أن يتصل من يعانون من نقص في المناعة أو سبق أن تعرضوا لحالات مضاعفة بسبب الحساسية أو غيرها، أن يتصلوا بأطباء الاختصاص قبل فصل الصيف للحصول على الأدوية الوقائية اللازمة إن استدعى الأمر ولكن الوضع مختلف، وفق تقديرها حيث تقول: "كثيرا ما تشهد فترة نهاية الصيف وجود عديد الحالات الصحية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس أو السباحة في المياه الملوثة أو مياه البحر العادية أو المسابح. وهناك عديد المرضى المصابين بسرطان الجلد، وهي مسألة تشمل مختلف أنواع البشرة ولم تعد الخطورة تهدد لونا دون آخر".
كما أوضحت أنه كثيرا ما تكون تداعيات تعرض الأطفال وصغار السن للسباحة في المياه الملوثة والراكدة ولمدة طويلة تحت أشعة الشمس خطيرة في مرحلة عمرية متقدمة حيث تنعكس على الجلد في شكل تصبغات وترهل وسرطان هذا على مستوى الجلد يكون الوضع أكثر خطورة عند الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي أو الهضمي.
تلوث
في سياق متصل بين خبير في البيئة أن هناك نوعين من التلوث الخارجي للشواطئ يتمثل الأول في تلوث كيميائي ميكروبيولوجي والثاني تلوثات صناعية تتمثل في ألقاء مواد صلبة وسائلة وأخرى غازية، في البحر. مؤكدا أن عدة دراسات وتدخلات للهياكل المعنية بمتابعة هذه المسألة سواء أكانت تابعة لوزارة البيئة أو للإدارات الجهوية للصحة بكل ولاية شاطئية بالتعاون مع وكالة حماية الشريط الساحلي وغيرها، لتثبت التحاليل البكتريولوجية وجود مخاطر صحية في هذه الشواطئ بسبب وجود عديد المخالفات والتجاوزات في هذا الغرض. وهو ما جعل وزارة الصحة تصدر قبل كل موسم صيفي تقريرها الذي يحدد الشواطئ التي تحجر فيها السباحة على اعتبار أنها نقاط سوداء تشكل خطورة على صحة المواطن. ويعتبر الخبير في البيئة أن من بين الأسباب التي تدفع السلطات الرسمية المعنية اتخاذ مثل هذا القرار والعمل على تحسيس المواطنين بخطورة ذلك هو وجود جرائم يمكن أن تؤثر على صحة المواطن بشكل عام، خاصة أن بعض الشواطئ أصبحت مصبا للنفايات لاسيما منها نفايات المصانع والنزل ومياه الصرف الصحي والمصانع العشوائية وغيرها من النفايات. الأمر الذي جعل أغلب شواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة وسوسة غير صالحة للسباحة.
ورغم محاولات المجتمع المدني في الجهة النشاط والتحرك من أجل دفع السلطات الرسمية لإيجاد حلول لهذه الأزمة التي حرمت أبناء الجهة من التمتع بشواطئ الجهة على غرار حمام الأنف ورادس والزهراء إلا أن هذه الشواطئ لا تزال تصنف كنقاط سوداء لا تقتصر خطورتها في مستوى الحرمان من التمتع بالسباحة في مياهها هروبا من حر الصيف فحسب وإنما نتيجة ما تخلفه من إفرازات على الشواطئ فضلا عن تحول لون المياه إلى أشبه ببرك مياه آسنة.
ويذكر أنه على صعيد دولي أجرى باحثون بكلية للطب ومركز للعلوم البيئية ببريطانيا في السنوات الأخيرة دراسة شملت عدة بلدان أوروبية بينت نتائجها أن السباحة في مياه البحر العادي بشكل عام تزيد فيها نسبة الإصابة ببعض الأمراض منها آلام الأذن بنسبة تفوق 70% والجهاز الهضمي 29% وذلك عند قضاء ساعات طويلة سباحة في مياه البحر. نفس الدراسة خلصت إلى أن التعافي من مثل هذه الأمراض لا يتطلب تدخلا طبيا، ولكن الوضع يكون أكثر خطورة عند السباحة في المياه الملوثة.
في سياق متصل دعت الدكتورة هناء محلة الجميع إلى ضرورة تجنب البقاء لساعات طويلة تحت أشعة الشمس خلال فصل الصيف أو البقاء في الفضاءات والأماكن الملوثة، لأنها تعتبر أن البشرة تتأثر سريعا بأشعة الشمس الحارة والتدخين والتلوث. معتبرة أن في اختيار البعض أو اضطرارهم إلى السباحة في الشواطئ الملوثة يشكل خطورة كبيرة على الصحة ويهدد المناعة على مراحل مختلفة من عمر كل فرد.