إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. إهانة مضمونة الوصول بتوقيع رئيس الأرجنتين ..

 

لا نعرف لمن نتوجه باللوم بعد الخطوة الوقحة التي أقدم عليها رئيس الأرجنتين إزاء عدد من سفراء الدول الإسلامية برفض لقائهم بسبب حضور سفير فلسطين بينهم، وهل أن شعبوية وفوضوية هذا الرئيس المتطرف وراء ما حدث، أم أن الأمر مرتبط برغبة دفينة وحاقدة في تقزيم هؤلاء بسبب هشاشة وتراجع وضعف الدول المعنية وغيرها من الدول العربية والإسلامية.. ولكن الأكيد أنه سيكون مخطئا إذا كان الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يعتقد أنه بانسحابه من لقاء رسمي مع عدد من سفراء الدول السلامية في بلاده بسبب حضور سفير فلسطين أنه يهين ضيوفه، والأكيد انه بمثل هذا التصرف الأرعن إنما يهين شخصه والمؤسسة التي يمثلها قبل أي شيء آخر.. نعم كنا نتوقع من السفراء المعنيين الانسحاب وعدم حضور اللقاء تماما كما كنا نتوقع أن يكون لدى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي بقية من كرامة للاحتجاج صراحة ودون نفاق أو رياء على ما حدث وهذا اضعف الإيمان قبل أن نتحدث عن خطوات أخرى من الدول المعنية لسحب سفرائها قبل صدور اعتذار رسمي من الدولة الأرجنتينية ...

طبعا ندرك جيدا أننا إزاء عالم يفتقر للتوازنات، وإننا إزاء مشهد عربي وإسلامي يفتقر لأبسط مقومات الإرادة السياسية وهنا أصل الداء.. ولو توفر الحد الأدنى من التضامن العربي الإسلامي لما أهين ممثلو تسعة عشرة دولة بهذه الطريقة ولما تحولوا إلى موضوع للتندر والسخرية والاستهزاء بما آل إليه واقع الدول العربية والإسلامية من انهيار وعجز حتى عن الاستنكار ..

لسنا بصدد محاكمة أي كان ولكن ما أقدم عليه رئيس الأرجنتين خطوة لا يمكن استساغتها أو تبريرها أو التعاطي معها وكأنها لم تكن ..

صحيح أننا إزاء شخصية تدعو للنفور والاشمئزاز وأننا إزاء واقعة مرتبطة برئيس حديث عهد بالسياسية وفنونها ودروبها وصحيح أن هناك إجماعا  في الصحافة العالمية على وصف هذا الرجل بأنه زعيم الشعبوية والفوضى والتطرف، وصحيح انه لا يخفي دعمه المطلق وانحيازه اللامحدود لكيان الاحتلال ولجرائم الإبادة المتواصلة في غزة منذ ثمانية أشهر بل هو يدافع عن كل العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في غزة ويعتبر ذلك دفاعا عن النفس..، ولكن منطق الديبلوماسية وقواعد السياسة تفترض من الأطراف المعنية  عدم قبول هذا التصرف المهين لاسيما وأن سبب الرفض مرتبط بوجود السفير الفلسطيني بين الحضور وهذا سبب كاف للانسحاب وعدم حضور اللقاء مع وزيرة خارجيته ديانا موندينو التي طلب منها أن تنوب عنه ..

يقول مارتن سعادة نائب أمين عام "المركز الثقافي الإسلامي"  الذي تأسس منذ أكثر من قرن في الأرجنتين أن السبب في قرار الرئيس الأرجنتيني وجود ممثل عن دولة فلسطين... إلا أنه وبدل اتخاذ موقف احتجاجي اكتفى بالقول "إن اللقاء مخيب وإن الاستخفاف يضعنا في وضع أسوأ من ذي قبل".

ليس سرا انه ومنذ توليه السلطة في الأرجنتين في ديسمبر الماضي لم يفوت الرئيس الأرجنتيني فرصة للإساءة للمسلمين وما يصر على وصفه "بالإرهاب الإسلامي" وقد اختار أن تكون أول محطة خارجية له إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي حيث أعلن وهو ينزل مدارج الطائرة انه سينقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.. كل ذلك قبل أن يتجه إلى حائط البراق ليبكي ويرقص وسط المستوطنين المتطرفين..

الرئيس خافيير ميللي الذي يلقب أيضا بترامب الأرجنتين وافد جديد على عالم السياسية استطاع الفوز بالرئاسة نتيجة للتصويت العقابي للناخبين الذين رفضوا التصويت للأحزاب التقليدية في الأرجنتين التي أغرقت خياراتها البلاد في الأزمات الاقتصادية والمديونية والتضخم.. ولعله من المهم الإشارة إلى أن هذه الحادثة تأتي بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة إدراج كيان الاحتلال ضمن قائمة العار أو القائمة السوداء بسبب جرائمه في حق الأطفال الفلسطينيين، وهو القرار الذي يمهد لجعل كيان الاحتلال كدولة مارقة تصنف إلى جانب الحركات الإرهابية ومنها "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" وبالتزامن أيضا مع تحركات احتجاجية في مختلف أنحاء العالم امتدت إلى اعرق الجامعات الأمريكية والغربية رفضا لهذه الجرائم الإرهابية لجيش الاحتلال وتأتي  أيضا مع ملاحقة كل من الجنائية الدولية والعدل الدولية لهذا الكيان بسبب جرائم الإبادة وتأتي وهذا الأهم مع إقدام مزيد من الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي خطوات لا يمكن إلا أن تضع الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي في خانة الزعماء الفاشلين في ابسط الاختبارات في العلاقات بين الدول..

بكل بساطة ما أقدم عليه رئيس الأرجنتين حركة لا تخل من قلة الذوق والوقاحة من جانب رئيس دولة منتخب ولكنه لا يعرف للحياد معنى ولا يتحكم في حدث ما كان ليمر في صمت ودون أدنى رد فعل من جانب الأطراف المعنية وتحديدا من جانب الجامعة العربية التي تفقد يوما بعد يوم أي دور لها في حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ولكن أيضا منظمة المؤتمر الإسلامي التي كان يفترض ألا تتوخى سياسة النعامة إزاء هذه الإهانة ..

اسيا العتروس  

ممنوع من الحياد..   إهانة مضمونة الوصول بتوقيع رئيس الأرجنتين ..

 

لا نعرف لمن نتوجه باللوم بعد الخطوة الوقحة التي أقدم عليها رئيس الأرجنتين إزاء عدد من سفراء الدول الإسلامية برفض لقائهم بسبب حضور سفير فلسطين بينهم، وهل أن شعبوية وفوضوية هذا الرئيس المتطرف وراء ما حدث، أم أن الأمر مرتبط برغبة دفينة وحاقدة في تقزيم هؤلاء بسبب هشاشة وتراجع وضعف الدول المعنية وغيرها من الدول العربية والإسلامية.. ولكن الأكيد أنه سيكون مخطئا إذا كان الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يعتقد أنه بانسحابه من لقاء رسمي مع عدد من سفراء الدول السلامية في بلاده بسبب حضور سفير فلسطين أنه يهين ضيوفه، والأكيد انه بمثل هذا التصرف الأرعن إنما يهين شخصه والمؤسسة التي يمثلها قبل أي شيء آخر.. نعم كنا نتوقع من السفراء المعنيين الانسحاب وعدم حضور اللقاء تماما كما كنا نتوقع أن يكون لدى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي بقية من كرامة للاحتجاج صراحة ودون نفاق أو رياء على ما حدث وهذا اضعف الإيمان قبل أن نتحدث عن خطوات أخرى من الدول المعنية لسحب سفرائها قبل صدور اعتذار رسمي من الدولة الأرجنتينية ...

طبعا ندرك جيدا أننا إزاء عالم يفتقر للتوازنات، وإننا إزاء مشهد عربي وإسلامي يفتقر لأبسط مقومات الإرادة السياسية وهنا أصل الداء.. ولو توفر الحد الأدنى من التضامن العربي الإسلامي لما أهين ممثلو تسعة عشرة دولة بهذه الطريقة ولما تحولوا إلى موضوع للتندر والسخرية والاستهزاء بما آل إليه واقع الدول العربية والإسلامية من انهيار وعجز حتى عن الاستنكار ..

لسنا بصدد محاكمة أي كان ولكن ما أقدم عليه رئيس الأرجنتين خطوة لا يمكن استساغتها أو تبريرها أو التعاطي معها وكأنها لم تكن ..

صحيح أننا إزاء شخصية تدعو للنفور والاشمئزاز وأننا إزاء واقعة مرتبطة برئيس حديث عهد بالسياسية وفنونها ودروبها وصحيح أن هناك إجماعا  في الصحافة العالمية على وصف هذا الرجل بأنه زعيم الشعبوية والفوضى والتطرف، وصحيح انه لا يخفي دعمه المطلق وانحيازه اللامحدود لكيان الاحتلال ولجرائم الإبادة المتواصلة في غزة منذ ثمانية أشهر بل هو يدافع عن كل العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في غزة ويعتبر ذلك دفاعا عن النفس..، ولكن منطق الديبلوماسية وقواعد السياسة تفترض من الأطراف المعنية  عدم قبول هذا التصرف المهين لاسيما وأن سبب الرفض مرتبط بوجود السفير الفلسطيني بين الحضور وهذا سبب كاف للانسحاب وعدم حضور اللقاء مع وزيرة خارجيته ديانا موندينو التي طلب منها أن تنوب عنه ..

يقول مارتن سعادة نائب أمين عام "المركز الثقافي الإسلامي"  الذي تأسس منذ أكثر من قرن في الأرجنتين أن السبب في قرار الرئيس الأرجنتيني وجود ممثل عن دولة فلسطين... إلا أنه وبدل اتخاذ موقف احتجاجي اكتفى بالقول "إن اللقاء مخيب وإن الاستخفاف يضعنا في وضع أسوأ من ذي قبل".

ليس سرا انه ومنذ توليه السلطة في الأرجنتين في ديسمبر الماضي لم يفوت الرئيس الأرجنتيني فرصة للإساءة للمسلمين وما يصر على وصفه "بالإرهاب الإسلامي" وقد اختار أن تكون أول محطة خارجية له إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي حيث أعلن وهو ينزل مدارج الطائرة انه سينقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.. كل ذلك قبل أن يتجه إلى حائط البراق ليبكي ويرقص وسط المستوطنين المتطرفين..

الرئيس خافيير ميللي الذي يلقب أيضا بترامب الأرجنتين وافد جديد على عالم السياسية استطاع الفوز بالرئاسة نتيجة للتصويت العقابي للناخبين الذين رفضوا التصويت للأحزاب التقليدية في الأرجنتين التي أغرقت خياراتها البلاد في الأزمات الاقتصادية والمديونية والتضخم.. ولعله من المهم الإشارة إلى أن هذه الحادثة تأتي بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة إدراج كيان الاحتلال ضمن قائمة العار أو القائمة السوداء بسبب جرائمه في حق الأطفال الفلسطينيين، وهو القرار الذي يمهد لجعل كيان الاحتلال كدولة مارقة تصنف إلى جانب الحركات الإرهابية ومنها "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" وبالتزامن أيضا مع تحركات احتجاجية في مختلف أنحاء العالم امتدت إلى اعرق الجامعات الأمريكية والغربية رفضا لهذه الجرائم الإرهابية لجيش الاحتلال وتأتي  أيضا مع ملاحقة كل من الجنائية الدولية والعدل الدولية لهذا الكيان بسبب جرائم الإبادة وتأتي وهذا الأهم مع إقدام مزيد من الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي خطوات لا يمكن إلا أن تضع الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي في خانة الزعماء الفاشلين في ابسط الاختبارات في العلاقات بين الدول..

بكل بساطة ما أقدم عليه رئيس الأرجنتين حركة لا تخل من قلة الذوق والوقاحة من جانب رئيس دولة منتخب ولكنه لا يعرف للحياد معنى ولا يتحكم في حدث ما كان ليمر في صمت ودون أدنى رد فعل من جانب الأطراف المعنية وتحديدا من جانب الجامعة العربية التي تفقد يوما بعد يوم أي دور لها في حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ولكن أيضا منظمة المؤتمر الإسلامي التي كان يفترض ألا تتوخى سياسة النعامة إزاء هذه الإهانة ..

اسيا العتروس