إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين بيكين وسيول.. تعافي الديبلوماسية التونسية.. إنعاش العلاقات وجلب الاستثمارات

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي ذهبت فيه عديد القراءات إلى تأكيد اتجاه تونس نحو المعسكر الشرقي وبداية تراجع علاقاتها التاريخية مع الغرب، جاء التزامن الأخير لزيارة رئيس الجمهورية للصين وإثرها زيارة رئيس الحكومة إلى كوريا الجنوبية لتعدل بعض هذه التحليلات في اتجاه التأكيد بأن الديبلوماسية التونسية لن تحيد عن بعض مبادئها وثوابتها النابعة من طبيعة الإطار الجغرافي الاستراتيجي لتونس الذي يجعلها منفتحة على علاقات التعاون الإقليمي والثنائي على قاعدة المصلحة التونسية الصرفة.

البعض اعتبر أن هذا التزامن والخيط الرابط بين بيكين وسيول الذي فرضته زيارتا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هي استفاقة ديبلوماسية إن صح التعبير. وهذا صرح به السفير الأسبق عبد الله العبيدي، قائلا "إن تونس تشهد استفاقة ورجوعا إلى الأصل على مستوى السياسة الخارجية والديبلوماسية".

ويضيف العبيدي في تصرح إذاعي أنه "منذ المنطلق كان مفتاح علاقات تونس مع الخارج هو التنويع حيث كانت لبلادنا علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين".

ويعتبر العبيدي أن تونس "بدأت تستفيق على المستوى الديبلوماسي وذلك تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية وبعد الفتور الذي عاشته الديبلوماسية التونسية عقب 2011".

بوادر إيجابية

يتأكد ما ذهب إليه البعض بشأن تعافي الديبلوماسية التونسية من خلال بوادر النتائج الإيجابية بشأن الزيارات الأخيرة وماراطون اللقاءات وما رشح عنها إلى حد الآن.

فمشاركة رئيس الحكومة، من 3 إلى 6 جوان الجاري، في أول قمة كورية - إفريقية، تحتضنها العاصمة سيول تحت شعار «المستقبل الذي نصنعه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن». أسفرت عن لقاء الحشّاني، بالوزير الأول الكوري "هان دوك سو" "واتفق الطرفان، على مزيد تعزيز التعاون الثنائي والمضي قدما في اتجاه خلق دينامكية اقتصادية مستدامة"، وفق بلاغ رئاسة الحكومة.

من جهته التقى نبيل عمّار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيّين بالخارج، مع نظيره الكوري "تشو تاي يول" في مقرّ الوزارة بالعاصمة الكورية سيول، حيث أكد على "رغبة تونس في استقطاب المزيد من الاستثمارات الكورية، لا سيّما في قطاعات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وصناعة مكوّنات السيارات".

كان أيضا لوزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي لقاء، على هامش زيارة كوريا الجنوبية، مع نائب رئيس شركة Samsung C&T وهي فرع من مجموعة Samsung العالمية، تنشط في مجالات مختلفة منها البنى التحتية العصرية الكبرى لاسيما في القطاع الصحي ومجال الهندسة المعمارية ومجال المناجم والطاقات المتجددة وغيرها.

ووفق ما رشح عن اللقاء فقد تم التطرق إلى "الفرص المتوفرة للاستثمار في تونس في عديد المشاريع الكبرى خاصة في مجال البنية الأساسية على غرار الجسور الكبرى والطرقات السيارة والطاقات المتجددة ورسكلة المياه المستعملة وبناء المؤسسات الاستشفائية".

فرص استثمار

 وأعربت الوزيرة عن تطلعها الى "أن تكون Samsung C&T من المستثمرين البارزين في تونس ومن المساهمين الفاعلين في إنجاز المشاريع الكبرى ذات الأولوية في المجالات التي تم التطرق إليها لاسيما المجال الصحي من خلال المساهمة في انجاز المدينة الصحية بالقيروان.

من جهته "أعرب نائب رئيس شركة Samsung C&T عن اهتمام مؤسسته بالاستثمار في تونس وإرساء شراكة متينة معها، مؤكدا الاستعداد لدراسة مقترحات الجانب التونسي لمشاريع يعتزم تنفيذها والعمل على المساهمة في إنجازها".

حملت بدورها زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين ومشاركته في المنتدى العربي الصيني جملة من البوادر الإيجابية لا سيما في مجال جلب الاستثمارات الخارجية في عدة مجالات ومنها البنية التحتية والمشاريع الكبرى ويبدو هذا مربط الفرس الذي تبحث عنه تونس وتعمل من أجله الديبلوماسية التونسية في الفترة الأخيرة.

وعودة على زيارة الصين الأخيرة ونتائجها كان سفير تونس بالصين، عادل العربي كشف عن ابرز نتائجها وأكد في تصريح إعلامي بالمناسبة، أنّ "اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني تضمنت منح هبة صينية لتونس تقدر بحوالي 100 مليون دينار (200 مليون يوان صيني) لتنفيذ مشاريع كبرى وتمويلها في تونس، على غرار تمويل المدينة الصحية بالقيروان عبر مراحل ومركز الأورام السرطانية بقابس وإعادة تهيئة ملعب المنزه.. إضافة إلى تنفيذ مشاريع في مجال النقل العمومي تتمثل في انجاز الطرقات السريعة، والجسور وربط مطار تونس قرطاج بمطار النفيضة، وتوفير القطارات السريعة والحافلات.."

كما أكد سفير تونس بالصين انّه تم الاتفاق على "تكوين مجموعة عمل للاستثمار، قائلا "جلب الاستثمار من الصين من بين الأولويات لخلق مواطن الشغل.. إضافة إلى تطوير الجانب التكنولوجي.."، مشيرا إلى "الموقع الإستراتيجي لتونس، التي تكون أرضية ملائمة للمستثمر الصيني، لتصدير منتوجاته نحو السوق الإفريقية والأوروبية والعربية".

م.ي

 

 

 

بين بيكين وسيول..   تعافي الديبلوماسية التونسية.. إنعاش العلاقات وجلب الاستثمارات

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي ذهبت فيه عديد القراءات إلى تأكيد اتجاه تونس نحو المعسكر الشرقي وبداية تراجع علاقاتها التاريخية مع الغرب، جاء التزامن الأخير لزيارة رئيس الجمهورية للصين وإثرها زيارة رئيس الحكومة إلى كوريا الجنوبية لتعدل بعض هذه التحليلات في اتجاه التأكيد بأن الديبلوماسية التونسية لن تحيد عن بعض مبادئها وثوابتها النابعة من طبيعة الإطار الجغرافي الاستراتيجي لتونس الذي يجعلها منفتحة على علاقات التعاون الإقليمي والثنائي على قاعدة المصلحة التونسية الصرفة.

البعض اعتبر أن هذا التزامن والخيط الرابط بين بيكين وسيول الذي فرضته زيارتا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هي استفاقة ديبلوماسية إن صح التعبير. وهذا صرح به السفير الأسبق عبد الله العبيدي، قائلا "إن تونس تشهد استفاقة ورجوعا إلى الأصل على مستوى السياسة الخارجية والديبلوماسية".

ويضيف العبيدي في تصرح إذاعي أنه "منذ المنطلق كان مفتاح علاقات تونس مع الخارج هو التنويع حيث كانت لبلادنا علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين".

ويعتبر العبيدي أن تونس "بدأت تستفيق على المستوى الديبلوماسي وذلك تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية وبعد الفتور الذي عاشته الديبلوماسية التونسية عقب 2011".

بوادر إيجابية

يتأكد ما ذهب إليه البعض بشأن تعافي الديبلوماسية التونسية من خلال بوادر النتائج الإيجابية بشأن الزيارات الأخيرة وماراطون اللقاءات وما رشح عنها إلى حد الآن.

فمشاركة رئيس الحكومة، من 3 إلى 6 جوان الجاري، في أول قمة كورية - إفريقية، تحتضنها العاصمة سيول تحت شعار «المستقبل الذي نصنعه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن». أسفرت عن لقاء الحشّاني، بالوزير الأول الكوري "هان دوك سو" "واتفق الطرفان، على مزيد تعزيز التعاون الثنائي والمضي قدما في اتجاه خلق دينامكية اقتصادية مستدامة"، وفق بلاغ رئاسة الحكومة.

من جهته التقى نبيل عمّار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيّين بالخارج، مع نظيره الكوري "تشو تاي يول" في مقرّ الوزارة بالعاصمة الكورية سيول، حيث أكد على "رغبة تونس في استقطاب المزيد من الاستثمارات الكورية، لا سيّما في قطاعات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وصناعة مكوّنات السيارات".

كان أيضا لوزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي لقاء، على هامش زيارة كوريا الجنوبية، مع نائب رئيس شركة Samsung C&T وهي فرع من مجموعة Samsung العالمية، تنشط في مجالات مختلفة منها البنى التحتية العصرية الكبرى لاسيما في القطاع الصحي ومجال الهندسة المعمارية ومجال المناجم والطاقات المتجددة وغيرها.

ووفق ما رشح عن اللقاء فقد تم التطرق إلى "الفرص المتوفرة للاستثمار في تونس في عديد المشاريع الكبرى خاصة في مجال البنية الأساسية على غرار الجسور الكبرى والطرقات السيارة والطاقات المتجددة ورسكلة المياه المستعملة وبناء المؤسسات الاستشفائية".

فرص استثمار

 وأعربت الوزيرة عن تطلعها الى "أن تكون Samsung C&T من المستثمرين البارزين في تونس ومن المساهمين الفاعلين في إنجاز المشاريع الكبرى ذات الأولوية في المجالات التي تم التطرق إليها لاسيما المجال الصحي من خلال المساهمة في انجاز المدينة الصحية بالقيروان.

من جهته "أعرب نائب رئيس شركة Samsung C&T عن اهتمام مؤسسته بالاستثمار في تونس وإرساء شراكة متينة معها، مؤكدا الاستعداد لدراسة مقترحات الجانب التونسي لمشاريع يعتزم تنفيذها والعمل على المساهمة في إنجازها".

حملت بدورها زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين ومشاركته في المنتدى العربي الصيني جملة من البوادر الإيجابية لا سيما في مجال جلب الاستثمارات الخارجية في عدة مجالات ومنها البنية التحتية والمشاريع الكبرى ويبدو هذا مربط الفرس الذي تبحث عنه تونس وتعمل من أجله الديبلوماسية التونسية في الفترة الأخيرة.

وعودة على زيارة الصين الأخيرة ونتائجها كان سفير تونس بالصين، عادل العربي كشف عن ابرز نتائجها وأكد في تصريح إعلامي بالمناسبة، أنّ "اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني تضمنت منح هبة صينية لتونس تقدر بحوالي 100 مليون دينار (200 مليون يوان صيني) لتنفيذ مشاريع كبرى وتمويلها في تونس، على غرار تمويل المدينة الصحية بالقيروان عبر مراحل ومركز الأورام السرطانية بقابس وإعادة تهيئة ملعب المنزه.. إضافة إلى تنفيذ مشاريع في مجال النقل العمومي تتمثل في انجاز الطرقات السريعة، والجسور وربط مطار تونس قرطاج بمطار النفيضة، وتوفير القطارات السريعة والحافلات.."

كما أكد سفير تونس بالصين انّه تم الاتفاق على "تكوين مجموعة عمل للاستثمار، قائلا "جلب الاستثمار من الصين من بين الأولويات لخلق مواطن الشغل.. إضافة إلى تطوير الجانب التكنولوجي.."، مشيرا إلى "الموقع الإستراتيجي لتونس، التي تكون أرضية ملائمة للمستثمر الصيني، لتصدير منتوجاته نحو السوق الإفريقية والأوروبية والعربية".

م.ي