إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اقتتاحية "الصباح".. معركة بقاء وقصّة صمود

 

في خضم تواصل حرب الإبادة الجماعية الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني منذ ثمانية أشهر على مرأى ومسمع من العالم "المتحضّر"، جل المؤشرات والدلائل تشير إلى اقتراب أحد فصول الحرب الطويلة من معركة البقاء والوجود، من نهايته المحتومة، لكن بأي شكل وبأي ثمن؟

فالمتابع للتطورات الميدانية في فلسطين المحتلة وتحديدا في قطاع غزة المحاصر، والتطورات السياسية بما فيها المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وقيادات المقاومة، يلاحظ أن أمرا بصدد التشكل والحدوث خلال الساعات القادمة.. لعل من أبرز عناوينها تزايد الضغوط على فصائل المقاومة حتى تقبل بما يسمى بمقترح "خطة بادين" لوقف إطلاق النار سبق أن رفضتها حكومة الاحتلال.

ميدانيا، أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود والمباغتة وكبدت الاحتلال خسائر فادحة في المعدات والأرواح، ناهيك عن نجاحها في الحفاظ على ورقة ملف الأسرى والمحتجزين لديها في مفاوضاتها مع الكيان المحتل، وحسن استغلالها للحرب الطويلة اتصاليا وسياسيا، في ملحمة بطولية ملهمة للأجيال الفلسطينية القادمة من أجل تحقيق الهدف الأسمى: التحرر وحق تقرير المصير..

ثم إن المقاومة، مازالت تحظى بحاضنة شعبية مؤيدة لها، رغم الكلفة الباهظة لحرب الإبادة، من دمار شامل في البنية التحتية، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلا عن التداعيات الخطيرة للحصار والدمار ومنع المساعدات، كانتشار للمجاعة والأمراض وانهيار المرافق الصحية.. وهو أمر يدحض مساعي الاحتلال والدول الحليفة له لتشكيل قوى بديلة في قطاع غزة تعوض سلطة "حماس" في إدارة القطاع أو إدارة معبر رفح.. كما يطرح إشكاليات مستقبلية لدى الاحتلال في صورة خياره إدارة القطاع عسكريا..

مقابل ذلك، وتعويضا لفشله عسكريا في تحقيق أدنى أهدافه مثل إعادة الأسرى والمحتجزين والقضاء على المقاومة، لم يجد الاحتلال من حلول إلا الانتقام من المدنيين واستهدافه لأهداف مدنية مثل المدارس والمنازل وخيام النازحين، وارتكابه مجازر في حق الأطفال والنساء..

فشل يتأكد يوما بعد يوم، ما يكلفه مزيدا من الهزائم على المستوى الديبلوماسي مع تصاعد حركة الدعم والتضامن الدولي بشكل غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، وقضائيا مع تعدد القرارات الصادرة عن هيئات قضائية (محكمة العدل الدولية، المحكمة الجنائية الدولية)، وقرارات صادرة عن منتظمات أممية وحقوقية تدين المجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.. فضلا عن تصدع الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال وتصاعد الانتقادات الموجهة لحكومته المتطرفة والأصوات الرافضة للحرب والمطالبة بدفع مفاوضات السلام..

ورغم الضغوط التي تمارس على المقاومة، إلا أنها أثبتت إلى حد الآن توحدها للتصدي لأية محاولات اختراق لصفوفها وهي تسعى لتحقق الحد الأدنى لأي خطة لوقف القتال، مثل ضمان وقف حقيقي لإطلاق النار، وانسحاب عسكري كلي من القطاع، والسماح بدخول المساعدات والبدء في تنفيذ خطة لإعادة الإعمار..

ولعل ما يدعم موقف المقاومة، سعي الولايات المتحدة بكل الوسائل إلى حسم الحرب في غزة، قبل الانتخابات الأمريكية وذلك لأهداف انتخابية متعلقة بمستقبل بايدن السياسي. ما يفسر تدويل هذا الأخير لمقترحه لوقف إطلاق النار وحشد الدعم له دوليا وعربيا وممارسته لضغوطات على حكومة الاحتلال من أجل القبول بصفقة لتبادل الأسرى تضمن وقفا دائما لإطلاق النار في قطاع غزة.

لقد سبق للمقاومة أن أعلنت قبل أسابيع قبولها بمقترح اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، رفضه الاحتلال بسرعة، والذي رد بتنفيذ عملية عسكرية واسعة برفح سعيا منه لتحقيق بعض المكاسب إلا أنه مني بالفشل.. واليوم يعاد نفس السيناريو لكن بأي شروط وبأي ثمن؟ هذا هو السؤال الذي سيعرف إجابته الجميع في قادم الأيام..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

في خضم تواصل حرب الإبادة الجماعية الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني منذ ثمانية أشهر على مرأى ومسمع من العالم "المتحضّر"، جل المؤشرات والدلائل تشير إلى اقتراب أحد فصول الحرب الطويلة من معركة البقاء والوجود، من نهايته المحتومة، لكن بأي شكل وبأي ثمن؟

فالمتابع للتطورات الميدانية في فلسطين المحتلة وتحديدا في قطاع غزة المحاصر، والتطورات السياسية بما فيها المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وقيادات المقاومة، يلاحظ أن أمرا بصدد التشكل والحدوث خلال الساعات القادمة.. لعل من أبرز عناوينها تزايد الضغوط على فصائل المقاومة حتى تقبل بما يسمى بمقترح "خطة بادين" لوقف إطلاق النار سبق أن رفضتها حكومة الاحتلال.

ميدانيا، أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود والمباغتة وكبدت الاحتلال خسائر فادحة في المعدات والأرواح، ناهيك عن نجاحها في الحفاظ على ورقة ملف الأسرى والمحتجزين لديها في مفاوضاتها مع الكيان المحتل، وحسن استغلالها للحرب الطويلة اتصاليا وسياسيا، في ملحمة بطولية ملهمة للأجيال الفلسطينية القادمة من أجل تحقيق الهدف الأسمى: التحرر وحق تقرير المصير..

ثم إن المقاومة، مازالت تحظى بحاضنة شعبية مؤيدة لها، رغم الكلفة الباهظة لحرب الإبادة، من دمار شامل في البنية التحتية، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلا عن التداعيات الخطيرة للحصار والدمار ومنع المساعدات، كانتشار للمجاعة والأمراض وانهيار المرافق الصحية.. وهو أمر يدحض مساعي الاحتلال والدول الحليفة له لتشكيل قوى بديلة في قطاع غزة تعوض سلطة "حماس" في إدارة القطاع أو إدارة معبر رفح.. كما يطرح إشكاليات مستقبلية لدى الاحتلال في صورة خياره إدارة القطاع عسكريا..

مقابل ذلك، وتعويضا لفشله عسكريا في تحقيق أدنى أهدافه مثل إعادة الأسرى والمحتجزين والقضاء على المقاومة، لم يجد الاحتلال من حلول إلا الانتقام من المدنيين واستهدافه لأهداف مدنية مثل المدارس والمنازل وخيام النازحين، وارتكابه مجازر في حق الأطفال والنساء..

فشل يتأكد يوما بعد يوم، ما يكلفه مزيدا من الهزائم على المستوى الديبلوماسي مع تصاعد حركة الدعم والتضامن الدولي بشكل غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، وقضائيا مع تعدد القرارات الصادرة عن هيئات قضائية (محكمة العدل الدولية، المحكمة الجنائية الدولية)، وقرارات صادرة عن منتظمات أممية وحقوقية تدين المجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.. فضلا عن تصدع الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال وتصاعد الانتقادات الموجهة لحكومته المتطرفة والأصوات الرافضة للحرب والمطالبة بدفع مفاوضات السلام..

ورغم الضغوط التي تمارس على المقاومة، إلا أنها أثبتت إلى حد الآن توحدها للتصدي لأية محاولات اختراق لصفوفها وهي تسعى لتحقق الحد الأدنى لأي خطة لوقف القتال، مثل ضمان وقف حقيقي لإطلاق النار، وانسحاب عسكري كلي من القطاع، والسماح بدخول المساعدات والبدء في تنفيذ خطة لإعادة الإعمار..

ولعل ما يدعم موقف المقاومة، سعي الولايات المتحدة بكل الوسائل إلى حسم الحرب في غزة، قبل الانتخابات الأمريكية وذلك لأهداف انتخابية متعلقة بمستقبل بايدن السياسي. ما يفسر تدويل هذا الأخير لمقترحه لوقف إطلاق النار وحشد الدعم له دوليا وعربيا وممارسته لضغوطات على حكومة الاحتلال من أجل القبول بصفقة لتبادل الأسرى تضمن وقفا دائما لإطلاق النار في قطاع غزة.

لقد سبق للمقاومة أن أعلنت قبل أسابيع قبولها بمقترح اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، رفضه الاحتلال بسرعة، والذي رد بتنفيذ عملية عسكرية واسعة برفح سعيا منه لتحقيق بعض المكاسب إلا أنه مني بالفشل.. واليوم يعاد نفس السيناريو لكن بأي شروط وبأي ثمن؟ هذا هو السؤال الذي سيعرف إجابته الجميع في قادم الأيام..

رفيق بن عبد الله