لسنا بصدد استباق الأحداث ولكن هذا ما ينتظر كيان الاحتلال بقيادة مجرم الحرب ناتنياهو وفريقه الأمني الذي يقوده التطرف والغطرسة والتهور.. القرار اتخذ وقد فشل كيان الاحتلال في إجهاض الخطوة كما فشل في كل محاولاته السابقة لهرسلة المؤسسات الحقوقية والأممية ومعها العدل الدولية والجنائية الدولية.. وقبل ذلك فشل في ترويض الاحتجاجات الطلابية في مختلف الجامعات الأمريكية والغربية مع نهاية صلاحية سلاح معاداة السامية أمام تراجع وانهيار السردية الإسرائيلية المزيفة ..
ولعله من المهم التأكيد على أن كل هذه المراكمات التاريخية غير المسبوقة أيضا على أهميتها لا تزال ابعد من أن تغير المشهد في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تضع حدا لهذا الاحتلال الذي يتحصن بالدعم الأمريكي العسكري والحصانة التي تغدق بها عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة ..
على أن المهم أيضا أن هذا التصنيف الذي يدرج إسرائيل على القائمة السوداء للدول التي تجرم بحق الأطفال يبقى صفعة مزدوجة لجيش الاحتلال الذي يدعي انه الأكثر أخلاقا والأكثر إنسانية ومهنية، ولكن أيضا للحكومة الإسرائيلية التي تفاخر ومنذ تأسيس هذا الكيان بأنها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وبأنها امتداد لقيم ومبادئ الغرب الذي منحها بطاقة الانضمام إلى المجتمع الدولي.. وادعاءات كيان الاحتلال بعكس ذلك تعكس هستيريا الاحتلال إزاء تراجع وتردي صورته لدى أقوى حلفائه.. إذ وبرغم كل محاولات التضييق على غزة وعزلها عن العالم ومنع الإعلام الأجنبي والمنظمات الإنسانية والحقوقية من الوصول إليها وبرغم قطع الانترنت وقتل عشرات الصحفيين فقد أمكن للعالم أن يتابع ما يجري في غزة من إبادة وأن يسقط كل الأقنعة عن الاحتلال ويفضح بشاعته ..
حتى هذه المرحلة يبدو أن مساعي كيان الاحتلال في الضغط على الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش للتخلي عن هذه الخطوة فشلت وهو ما يحسب لغوتيريس الذي يمكن القول انه اتخذ مواقف جريئة إزاء الاحتلال في أكثر من مناسبة وانتقد صراحة وبشدة انتهاكات الاحتلال رغم انه لا يمكنه الذهاب إلى ابعد من ذلك بسبب "الفيتو" الأمريكي الجاهز دوما لإنقاذ الحليف الإسرائيلي.. وهذا ما يفسر الدعوات الإسرائيلية المتكررة بعزل غوتيريس من منصبه وإقالته بدعوى معاداة إسرائيل ..
الواضح أن الأمر من التحصيل الحاصل وسيتم إدراج إسرائيل في التقرير المرتقب صدوره خلال الأيام القادمة على القائمة السوداء للدول والمنظمات التي "تلحق الأذى بالأطفال".. وقناعتنا أن العبارة المعتمدة لينة وملطفة وربما كان يفترض الذهاب إلى أكثر من ذلك واعتماد صراحة ودون تردد أن إسرائيل على قائمة الدول المجرمة بحق الأطفال ...
وهذا يعني تصنيف هذا الكيان إلى جانب منظمات إرهابية بينها "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" بسبب سجلها إزاء الأطفال الفلسطينيين حيث تؤكد مختلف التقارير الحقوقية أن خمسة وعشرين ألف طفل على الأقل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب في السابع من اكتوبر الماضي دون اعتبار لآلاف اليتامى والمشردين وآلاف الأطفال الذين فقدوا عضوا أو أكثر من أعضائهم بسبب الإبادة المستمرة في غزة وبسبب الأسلحة الحارقة والأسلحة الممنوعة دوليا التي يتم اللجوء إليها ...
كثيرة هي المبررات التي تدفع الأمين العام إلى مثل هذه الخطوة بعد رفض كيان الاحتلال وقف العدوان رغم كل الدعوات والمطالب بإيقاف الحرب ورغم الدعوة القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية في لاهاي واتهامها كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب في غزة، هل سيتعين أن يكون لهذا التصنيف تداعيات على هذا الكيان؟ والجواب بالتأكيد وأول هذه التداعيات سترتد على صورة ومكانة ومصداقية هذا الكيان لدى الدول الحليفة وتحديدا لدى الشعوب التي باتت تتعامل مع إسرائيل ككيان منبوذ وكدولة مارقة. وسيكون التقرير شهادة إضافية موثقة على جرائم هذا الكيان في مسار المعركة القضائية الطويلة.. وسيكون سببا إضافيا لتعزيز المطالب بمعاقبة هذا الكيان ومحاصرته.. لقد بدأت عديد الجمعيات الأمريكية تحث الرئيس بايدن على وقف جميع أعمال تسليم الأسلحة لإسرائيل وأبرز هذه الدعوات جاءت من الجمعية الأمريكية للملونين والتي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المواطنين السود الذين ستكون أصواتهم حاسمة في الانتخابات القادمة... قد بدأت عديد الجمعيات الأمريكية تحث الرئيس ..وعلى وقع انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية تعهدت جامعات مرموقة، بينها هارفارد وجونز هوبكينز ومينيسوتا، أن تأخذ بالحسبان مناقشة مطالب الطلاب بكل ما يتعلق بالاستثمارات في إسرائيل...، علما وأن الجامعات الأمريكية المرموقة لديها صناديق استثمار كبيرة، ويشمل كل واحد منها مليارات الدولارات من أموال الموظفين والمتقاعدين، إلى جانب أموال تراكمت على مر السنين بشكل مشابه لصناديق رأس المال الخاص..، مجددا هل تحقق هذه الخطوة الأهداف المرجوة.. والجواب طبعا لا..، نحن أمام كيان لا يستحي ولا يرتدع وهو مستعد للذهاب إلى ابعد من كل ما اقترفه حتى الآن وسيتعين ملاحقته في كل المنابر والمؤسسات الدولية والإقليمية الإنسانية والسياسية والحقوقية قبل الوصول إلى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية وعسكرية وديبلوماسية صارمة على هذا الكيان لإنهاء الاحتلال..
اسيا العتروس
لسنا بصدد استباق الأحداث ولكن هذا ما ينتظر كيان الاحتلال بقيادة مجرم الحرب ناتنياهو وفريقه الأمني الذي يقوده التطرف والغطرسة والتهور.. القرار اتخذ وقد فشل كيان الاحتلال في إجهاض الخطوة كما فشل في كل محاولاته السابقة لهرسلة المؤسسات الحقوقية والأممية ومعها العدل الدولية والجنائية الدولية.. وقبل ذلك فشل في ترويض الاحتجاجات الطلابية في مختلف الجامعات الأمريكية والغربية مع نهاية صلاحية سلاح معاداة السامية أمام تراجع وانهيار السردية الإسرائيلية المزيفة ..
ولعله من المهم التأكيد على أن كل هذه المراكمات التاريخية غير المسبوقة أيضا على أهميتها لا تزال ابعد من أن تغير المشهد في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تضع حدا لهذا الاحتلال الذي يتحصن بالدعم الأمريكي العسكري والحصانة التي تغدق بها عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة ..
على أن المهم أيضا أن هذا التصنيف الذي يدرج إسرائيل على القائمة السوداء للدول التي تجرم بحق الأطفال يبقى صفعة مزدوجة لجيش الاحتلال الذي يدعي انه الأكثر أخلاقا والأكثر إنسانية ومهنية، ولكن أيضا للحكومة الإسرائيلية التي تفاخر ومنذ تأسيس هذا الكيان بأنها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وبأنها امتداد لقيم ومبادئ الغرب الذي منحها بطاقة الانضمام إلى المجتمع الدولي.. وادعاءات كيان الاحتلال بعكس ذلك تعكس هستيريا الاحتلال إزاء تراجع وتردي صورته لدى أقوى حلفائه.. إذ وبرغم كل محاولات التضييق على غزة وعزلها عن العالم ومنع الإعلام الأجنبي والمنظمات الإنسانية والحقوقية من الوصول إليها وبرغم قطع الانترنت وقتل عشرات الصحفيين فقد أمكن للعالم أن يتابع ما يجري في غزة من إبادة وأن يسقط كل الأقنعة عن الاحتلال ويفضح بشاعته ..
حتى هذه المرحلة يبدو أن مساعي كيان الاحتلال في الضغط على الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش للتخلي عن هذه الخطوة فشلت وهو ما يحسب لغوتيريس الذي يمكن القول انه اتخذ مواقف جريئة إزاء الاحتلال في أكثر من مناسبة وانتقد صراحة وبشدة انتهاكات الاحتلال رغم انه لا يمكنه الذهاب إلى ابعد من ذلك بسبب "الفيتو" الأمريكي الجاهز دوما لإنقاذ الحليف الإسرائيلي.. وهذا ما يفسر الدعوات الإسرائيلية المتكررة بعزل غوتيريس من منصبه وإقالته بدعوى معاداة إسرائيل ..
الواضح أن الأمر من التحصيل الحاصل وسيتم إدراج إسرائيل في التقرير المرتقب صدوره خلال الأيام القادمة على القائمة السوداء للدول والمنظمات التي "تلحق الأذى بالأطفال".. وقناعتنا أن العبارة المعتمدة لينة وملطفة وربما كان يفترض الذهاب إلى أكثر من ذلك واعتماد صراحة ودون تردد أن إسرائيل على قائمة الدول المجرمة بحق الأطفال ...
وهذا يعني تصنيف هذا الكيان إلى جانب منظمات إرهابية بينها "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" بسبب سجلها إزاء الأطفال الفلسطينيين حيث تؤكد مختلف التقارير الحقوقية أن خمسة وعشرين ألف طفل على الأقل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب في السابع من اكتوبر الماضي دون اعتبار لآلاف اليتامى والمشردين وآلاف الأطفال الذين فقدوا عضوا أو أكثر من أعضائهم بسبب الإبادة المستمرة في غزة وبسبب الأسلحة الحارقة والأسلحة الممنوعة دوليا التي يتم اللجوء إليها ...
كثيرة هي المبررات التي تدفع الأمين العام إلى مثل هذه الخطوة بعد رفض كيان الاحتلال وقف العدوان رغم كل الدعوات والمطالب بإيقاف الحرب ورغم الدعوة القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية في لاهاي واتهامها كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب في غزة، هل سيتعين أن يكون لهذا التصنيف تداعيات على هذا الكيان؟ والجواب بالتأكيد وأول هذه التداعيات سترتد على صورة ومكانة ومصداقية هذا الكيان لدى الدول الحليفة وتحديدا لدى الشعوب التي باتت تتعامل مع إسرائيل ككيان منبوذ وكدولة مارقة. وسيكون التقرير شهادة إضافية موثقة على جرائم هذا الكيان في مسار المعركة القضائية الطويلة.. وسيكون سببا إضافيا لتعزيز المطالب بمعاقبة هذا الكيان ومحاصرته.. لقد بدأت عديد الجمعيات الأمريكية تحث الرئيس بايدن على وقف جميع أعمال تسليم الأسلحة لإسرائيل وأبرز هذه الدعوات جاءت من الجمعية الأمريكية للملونين والتي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المواطنين السود الذين ستكون أصواتهم حاسمة في الانتخابات القادمة... قد بدأت عديد الجمعيات الأمريكية تحث الرئيس ..وعلى وقع انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية تعهدت جامعات مرموقة، بينها هارفارد وجونز هوبكينز ومينيسوتا، أن تأخذ بالحسبان مناقشة مطالب الطلاب بكل ما يتعلق بالاستثمارات في إسرائيل...، علما وأن الجامعات الأمريكية المرموقة لديها صناديق استثمار كبيرة، ويشمل كل واحد منها مليارات الدولارات من أموال الموظفين والمتقاعدين، إلى جانب أموال تراكمت على مر السنين بشكل مشابه لصناديق رأس المال الخاص..، مجددا هل تحقق هذه الخطوة الأهداف المرجوة.. والجواب طبعا لا..، نحن أمام كيان لا يستحي ولا يرتدع وهو مستعد للذهاب إلى ابعد من كل ما اقترفه حتى الآن وسيتعين ملاحقته في كل المنابر والمؤسسات الدولية والإقليمية الإنسانية والسياسية والحقوقية قبل الوصول إلى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية وعسكرية وديبلوماسية صارمة على هذا الكيان لإنهاء الاحتلال..