تواصل الكاتبة هناء رفعت اعتماد البنك الاصطلاحي الغابي وما يوفره من تفاصيل تخص عوالم الحيوانات وطرق عيشهم وتواصلهم إيمانا منها بأن الحيوان وما يستنطق به على لسانه كفيل بحمل مضامين الرسائل المراد تبليغها وقد تقاطعت الكاتبة هنا مع القصة المعروفة "الأسد والفأر"ورأفة الأسد بالفأر ومسامحته له يساهم في إنقاذ الأسد من شباك الصياد. فهذا الحيوان الصغير والأضعف بالنسبة للأسد ساهم بذكائه في شفاء الأسد مستغلا المرض لطلب النصيحة لملك الغابة والمتمثلة في العدل والحب قائلا "لا تأخذ من الحيوانات طعاما إذا فاض طعام عن حاجتهم يأتون إليك به وأنشر العدل بين الحيوانات وإن رأيت منهم من هو ظالم فكله وأرحنا منه، إذا حكمت بالعدل سوف تحبك جميع الحيوانات وتعمل على إرضائك" رافضا الحل الثاني وكان على شاكلة انتقام بعد أن أكل الأسد زوجته وأبناءه اقترح على الفأر أن يدس له السم.
واستطاعت الكاتبة أن تفك شفرة الظلم الذي بدأت به نصها قائلة "كان الأسد ظالما يأمر وينهى في الغابة كيفما يشاء ومن كان يعصي له أمرا من الحيوانات يأكله على الفور حتى لا يجرؤ أحد أن يغضبه مرة أخرى" بذكاء الفأر ضد مساعد الأسد الثعلب الماكر والمكار الذي يحول كل حدث لصالحه وأمام عدم إيمانه بقدرة الفأر على شفاء الأسد اقترح على الأسد في صورة عدم شفائه أن يكون أكلة سهلة للأسد وإن شفي يكون طبيب الأسد. وانهزم مكر الثعلب ودهاءه وأصبح الفأر طبيب الأسد والغابة ومن أهم الأفكار التي سيقت داخل البناء السردي الصدفة التي أنقذت حياة الفأر –الأب مع الماء المالح أعقبته ثقافة الفأر الطبيعية في فهم لماذا لم يغادر الكتكوت البيضة والوهم المصاحب للمرض عبر قارورة فارغة "إنه خفي لكن مفعوله قوي"
هذا الكتكوت الذي احتاج لحرارة لم يتحصل عليها لأنه كان على إحدى جوانب الدجاجة والسم كدواء نافع وهكذا بقية الحيوانات الكلب والأفعى لكن لو جرت الأحداث على غير ذلك لكان لمجة في فم الحيوان المفترس، إذ عجز عن التفكير السيء والسلبي حين حاول قتل الثعبان بالسم النافع و مداواة الأسد ومن هنا يمكن استغلال واستثمار فكرة عدم قول الحقيقة ومآلها السلبي وأن نكون عظماء وأبطالا ومشهورين بالعمل والجد والكد والمطالعة والدراسة الجادة. وأن لا نبني عظمتنا وبطولاتنا على أوهام قد تؤدي بنا إلى التهلكة. كما امتاز النص القصصي للكاتبة بلغة ثرية سلسة ومعبرة عن الحالات والأحداث والأوصاف والمواقف. واعتمدت الكاتبة الحوار كبناء سردي في قصها "الفأر طبيب الغابة" وهي طريقة الطفل- القارئ ويمكن تحويلها إلى نص مسرحي نظرا للحوارات العديدة بين شخصيات القصة والعمل بها في نوادي المطالعة والمسرح بالمدارس الابتدائية أو بالمركبات الثقافية. ومررت في الأخير الكاتبة العديد من الرسائل التربوية والأخلاقية كحب الوالدين وكيف أظهرت الكاتبة حيرة الفأر الابن عندما مرض والده وحب الآخرين والتعاون ومد يد العون في مثال الفأر الذي لاحظ حزن الدجاجة فقال لها "لا تحزني عندي الحل ابني الفأر يستطيع أن يجد حلا لهذه المشكلة وذهب إلى ابنه وقال هناك دجاجة تعاني مشكلة تعال معي يا بني " والأب يعلم الابن ليكون مثالا حسنا كي يفتخر به والده وأقرانه وعشيرته إذ قالت الكاتبة هنا "أخذت العشيرة تهلل وتمدح فيه وكان أبوه فخورا به" مع رسوم أثرت القصة وتساهم في شد انتباه الطفل الذي يحتاج لتصفح القصة وقراءتها إلى تغذية عيونه بكل الإبداع التشكيلي الذي رافق صفحات القصة مع الإبداع السردي المميز. مثلا في صورة الفأر المفكر واضعا إصبعه قرب عينيه وفرحة الدجاجة بفتح جناحيها وغضب الأسد في ملامح وجهه.
أما العنوان "الفأر طبيب الغابة" فهي فكرة ذكية جدا انطلقت الفكرة من القاعدة الحيوانية تقول الكاتبة "الغابة كلها تتحدث عن فأر وتقول عليه أنه طبيب الغابة" على لسان الثعلب المكار والذي أراد أن يضيفه لممتلكات الأسد وأن يصبح طبيبه الخاص وهو يضمر له الشر وعندما شفي الأسد وأصبح طبيبه طلب منه نشر العدل بين رعيته لم يقل أن الفأر طبيبه الخاص بل قال فمن الآن أنا ملك الغابة الطيب وأعلن أمام جميع الحيوانات أن "الفأر طبيب الغابة"وهكذا تتحول الغابة مع الأسد إلى مكان يطيب فيه العيش المحكوم بالعدل والمشورة وتقاسم الخيرات.
بقلم: طارق العمراوي
تواصل الكاتبة هناء رفعت اعتماد البنك الاصطلاحي الغابي وما يوفره من تفاصيل تخص عوالم الحيوانات وطرق عيشهم وتواصلهم إيمانا منها بأن الحيوان وما يستنطق به على لسانه كفيل بحمل مضامين الرسائل المراد تبليغها وقد تقاطعت الكاتبة هنا مع القصة المعروفة "الأسد والفأر"ورأفة الأسد بالفأر ومسامحته له يساهم في إنقاذ الأسد من شباك الصياد. فهذا الحيوان الصغير والأضعف بالنسبة للأسد ساهم بذكائه في شفاء الأسد مستغلا المرض لطلب النصيحة لملك الغابة والمتمثلة في العدل والحب قائلا "لا تأخذ من الحيوانات طعاما إذا فاض طعام عن حاجتهم يأتون إليك به وأنشر العدل بين الحيوانات وإن رأيت منهم من هو ظالم فكله وأرحنا منه، إذا حكمت بالعدل سوف تحبك جميع الحيوانات وتعمل على إرضائك" رافضا الحل الثاني وكان على شاكلة انتقام بعد أن أكل الأسد زوجته وأبناءه اقترح على الفأر أن يدس له السم.
واستطاعت الكاتبة أن تفك شفرة الظلم الذي بدأت به نصها قائلة "كان الأسد ظالما يأمر وينهى في الغابة كيفما يشاء ومن كان يعصي له أمرا من الحيوانات يأكله على الفور حتى لا يجرؤ أحد أن يغضبه مرة أخرى" بذكاء الفأر ضد مساعد الأسد الثعلب الماكر والمكار الذي يحول كل حدث لصالحه وأمام عدم إيمانه بقدرة الفأر على شفاء الأسد اقترح على الأسد في صورة عدم شفائه أن يكون أكلة سهلة للأسد وإن شفي يكون طبيب الأسد. وانهزم مكر الثعلب ودهاءه وأصبح الفأر طبيب الأسد والغابة ومن أهم الأفكار التي سيقت داخل البناء السردي الصدفة التي أنقذت حياة الفأر –الأب مع الماء المالح أعقبته ثقافة الفأر الطبيعية في فهم لماذا لم يغادر الكتكوت البيضة والوهم المصاحب للمرض عبر قارورة فارغة "إنه خفي لكن مفعوله قوي"
هذا الكتكوت الذي احتاج لحرارة لم يتحصل عليها لأنه كان على إحدى جوانب الدجاجة والسم كدواء نافع وهكذا بقية الحيوانات الكلب والأفعى لكن لو جرت الأحداث على غير ذلك لكان لمجة في فم الحيوان المفترس، إذ عجز عن التفكير السيء والسلبي حين حاول قتل الثعبان بالسم النافع و مداواة الأسد ومن هنا يمكن استغلال واستثمار فكرة عدم قول الحقيقة ومآلها السلبي وأن نكون عظماء وأبطالا ومشهورين بالعمل والجد والكد والمطالعة والدراسة الجادة. وأن لا نبني عظمتنا وبطولاتنا على أوهام قد تؤدي بنا إلى التهلكة. كما امتاز النص القصصي للكاتبة بلغة ثرية سلسة ومعبرة عن الحالات والأحداث والأوصاف والمواقف. واعتمدت الكاتبة الحوار كبناء سردي في قصها "الفأر طبيب الغابة" وهي طريقة الطفل- القارئ ويمكن تحويلها إلى نص مسرحي نظرا للحوارات العديدة بين شخصيات القصة والعمل بها في نوادي المطالعة والمسرح بالمدارس الابتدائية أو بالمركبات الثقافية. ومررت في الأخير الكاتبة العديد من الرسائل التربوية والأخلاقية كحب الوالدين وكيف أظهرت الكاتبة حيرة الفأر الابن عندما مرض والده وحب الآخرين والتعاون ومد يد العون في مثال الفأر الذي لاحظ حزن الدجاجة فقال لها "لا تحزني عندي الحل ابني الفأر يستطيع أن يجد حلا لهذه المشكلة وذهب إلى ابنه وقال هناك دجاجة تعاني مشكلة تعال معي يا بني " والأب يعلم الابن ليكون مثالا حسنا كي يفتخر به والده وأقرانه وعشيرته إذ قالت الكاتبة هنا "أخذت العشيرة تهلل وتمدح فيه وكان أبوه فخورا به" مع رسوم أثرت القصة وتساهم في شد انتباه الطفل الذي يحتاج لتصفح القصة وقراءتها إلى تغذية عيونه بكل الإبداع التشكيلي الذي رافق صفحات القصة مع الإبداع السردي المميز. مثلا في صورة الفأر المفكر واضعا إصبعه قرب عينيه وفرحة الدجاجة بفتح جناحيها وغضب الأسد في ملامح وجهه.
أما العنوان "الفأر طبيب الغابة" فهي فكرة ذكية جدا انطلقت الفكرة من القاعدة الحيوانية تقول الكاتبة "الغابة كلها تتحدث عن فأر وتقول عليه أنه طبيب الغابة" على لسان الثعلب المكار والذي أراد أن يضيفه لممتلكات الأسد وأن يصبح طبيبه الخاص وهو يضمر له الشر وعندما شفي الأسد وأصبح طبيبه طلب منه نشر العدل بين رعيته لم يقل أن الفأر طبيبه الخاص بل قال فمن الآن أنا ملك الغابة الطيب وأعلن أمام جميع الحيوانات أن "الفأر طبيب الغابة"وهكذا تتحول الغابة مع الأسد إلى مكان يطيب فيه العيش المحكوم بالعدل والمشورة وتقاسم الخيرات.