*الخبير العسكري فواز حلمي: يوجد عدم ثقة بين جنود الاحتلال وقياداتهم
*اللواء ركن واصف عريقات: المقاومة أعدت نفسها جيدا لحرب طويلة الأمد
تونس-الصباح
قال خبيران عسكريان، لـ"الصباح" إن المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة حرب الاستنزاف، التي تشنها على جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يبدو أن هذه الحرب "المنهكة" لجيش الاحتلال، بدأت "تشق" المستويين العسكري والسياسي الإسرائيلي.
وأشار الخبيران، أن التكتيكات العسكرية التي تعتمدها الفصائل الفلسطينية، تنهك القوة العسكرية للعدو الإسرائيلي.
نزار مقني
ويأتي حديث الخبيرين، في وقت أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 عسكريين خلال معارك في قطاع غزة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هؤلاء الثلاثة من كتيبة ناحال وقتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في مدينة رفح جنوب القطاع، وكذلك سحب لواء مظليين من مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي يتعرض لحصار وحرب طويلة كلفت الإسرائيليين كثيرا من الخسائر البشرية، منها عملية أسر عدد من جنود الاحتلال في كمين منصوب في نفق من أنفاق المقاومة الفلسطينية.
في هذا الإطار قال الخبير العسكري الدكتور فواز حلمي في تصريح لـ"الصباح" إن "كل حركات التحرير تعتمد المطاولة والصمود وبأي من الوسائل. وهذا المبدأ هو السائد إلى حد الآن في حالة المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الاحتلال" مضيفا أن "هذا ما ينهك الجيش المحتل".
وأضاف حلمي، المقيم بلندن، ردا حول سحب تل أبيب للواء مظليين، من مخيم جباليا، قال حلمي "سحب الوحدات العسكرية في العموم شيء اعتيادي إذا ما أنهكت الوحدة من حالة الإنذار والترقب الطويلة والتي تؤثر نفسيا على الأفراد".
وأضاف "يبدو أن هناك خسائر تكبدها الاحتلال بنيران صديقة مما يوحي بعدم ثقة الفرد بقدرات بقيادته".
وأكد حلمي أن المستوى الأمني والاستخباري الإسرائيلي فشل في تقدير قدرات المقاومة اللوجستية، ولذلك فإنه لم ينجح في "تفسير الصمود الدائم" الذي تميزت به طوال أشهر من المعارك، مشيرا الى أن "الأمريكان كذلك لم يستطعوا تبين كنهها ولا من يتعاون مع المقاومة الفلسطينية".
ولاحظ حلمي أن قتل المدنيين دليل على وجود "إحباط داخل الجيش الإسرائيلي" وأن "فشله تدخل فيه أيضا أمور عقائدية".
وأكد حلمي أن "حديث الصهاينة عن خسائر فلكية للمقاومة لا يستقيم عقلانيا لأنه لا يمكن أن تحتمل أي قوة عسكرية أو فصيل كل هذا وتستمر في القتال"، مؤكدا أنه "لو أنهى نتنياهو الحرب فسينهي نفسه ومعه اليمين وستكون هناك انتخابات مبكرة في دولة الاحتلال".
ويبدو–من كلام حلمي- أن هناك بذور انشقاق واضحة بين المستويين العسكري والسياسي في صفوف الاحتلال، خصوصا مع عدم تحقيق تل أبيب لأهدافها السياسية من هذه الحرب وأبرزها تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة، والقضاء على حركة حماس وبنيتها التنظيمية.
من جهته، قال اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات لـ"الصباح"، إن "المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة وهي تستخدم تكتيكات أثبتت براعتها في مواجهة تكتيكات الاحتلال، وخاصة لبنية هذه التكتيكات وقدرات الجيش الإسرائيلي وأهدافه التي انطلق من خلالها في هذه الحرب".
وأضاف اللواء، في حوار سابق لـ"الصباح" قائلا "تكيفت هذه المقاومة في كل مرحلة، واستخدمت أسلوب حرب العصابات والفدائيين في كل مرحلة، واستغلت نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف الاحتلال ولذلك كانت مواجهتها مبنية على هذا الأساس، والذي يعنيه أنها أعدت نفسها لمعركة طويلة الأمد على ضوء إمكانياتها وحساباتها الخاصة."
وأكد أن "المقاومة الفلسطينية أثبتت أن التفوق العسكري الإسرائيلي بالعتاد لا يعني تفوقه في الميدان، فالتفوق في الميدان هو للإنسان، والإنسان هنا هو المقاوم الفلسطيني الذي مازال موجودا وقويا وقادرا رغم أنه مازال يعيش في ظروف وصعوبة غاية في التعقيد".
وتأتي تصريحات الخبيرين العسكريين في إطار تفسير التطورات العسكرية التي حدثت في رفح وجباليا، وخصوصا الكمائن التي أدت لسقوط جنود للاحتلال بين قتيل وجريح، ومن بينها 3 من لواء ناحال، وهو من نخبة الجيش الإسرائيلي.
إذاعة جيش الاحتلال قالت في هذا السياق، أن 5 آخرين أصيبوا 3 منهم جراحهم خطيرة، مشيرة إلى أن قوة من الكتيبة 50 في لواء ناحال دخلت مبنى في رفح بعد انطلاق صاروخ مضاد للدروع منه تجاه الآليات، ولحظة دخول هذه القوة تفجرت عبوة ناسفة مزروعة بداخل المبنى مما أدى لانهياره ومقتل 3 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وكان موقع "حدشوت بزمان" الإسرائيلي ذكر أن القوات الإسرائيلية "تعرضت لحدثين صعبين في قطاع غزة".
وأشار الموقع، الذي تميز بنشره خسائر جيش الاحتلال قبل الإعلان الرسمي عنها، أنه تم قتل 3 جنود وإصابة 10 آخرين جراح 5 منهم وصفت بالخطيرة جراء حدث أمني في رفح.
وتحدث عن جندي آخر مفقود حيث وقع الحدثان في منزل مفخخ وعند تفجير نفق بمخيم الشعوت جنوب رفح.
ومنذ بداية الشهر الجاري، قتل نحو 27 عنصرا من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي في معارك قطاع غزة.
محاولة أسر
وفي التطورات الأخيرة، أعلنت "القسام" عن تفجير عبوة رعدية في قوة للاحتلال متكونة من 15 جنديا وأوقعتهم بين قتيل وجريح بحي التنور شرق مدينة.
وفي ذات السياق، كشفت كتائب عز الدين "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها تمكنوا أمس من تنفيذ عملية "مركبة" بعد استدراج قوة "صهيونية" لأحد الكمائن قرب مدرسة الشوكة شرق مدينة رفح وتفجير عبوة رعدية بها وقتل 4 من أفرادها وإصابة عدد آخر.
وأوضحت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا "عددا من جنود الاحتلال الذين تحصنوا داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد "تي بي جي" (TBG) بمنطقة الشوكة".
وأضافت أنه وفور وصول قوات النجدة "تمكن مجاهدونا من قنص جنديين من أفراد القوة، وخلال محاولة مجاهدينا أسر أحد الجنود قام العدو بقتله".
وأفاد مراسل الجزيرة أن 10 من ضباط وجنود الاحتلال قتلوا وأصيب 135 آخرون في عموم القطاع منذ بدء عملية رفح قبل نحو أسبوعين.
وفي السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي قوله إن "القتال في غزة سيستمر 7 أشهر أخرى على الأقل".
*الخبير العسكري فواز حلمي: يوجد عدم ثقة بين جنود الاحتلال وقياداتهم
*اللواء ركن واصف عريقات: المقاومة أعدت نفسها جيدا لحرب طويلة الأمد
تونس-الصباح
قال خبيران عسكريان، لـ"الصباح" إن المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة حرب الاستنزاف، التي تشنها على جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يبدو أن هذه الحرب "المنهكة" لجيش الاحتلال، بدأت "تشق" المستويين العسكري والسياسي الإسرائيلي.
وأشار الخبيران، أن التكتيكات العسكرية التي تعتمدها الفصائل الفلسطينية، تنهك القوة العسكرية للعدو الإسرائيلي.
نزار مقني
ويأتي حديث الخبيرين، في وقت أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 عسكريين خلال معارك في قطاع غزة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هؤلاء الثلاثة من كتيبة ناحال وقتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في مدينة رفح جنوب القطاع، وكذلك سحب لواء مظليين من مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي يتعرض لحصار وحرب طويلة كلفت الإسرائيليين كثيرا من الخسائر البشرية، منها عملية أسر عدد من جنود الاحتلال في كمين منصوب في نفق من أنفاق المقاومة الفلسطينية.
في هذا الإطار قال الخبير العسكري الدكتور فواز حلمي في تصريح لـ"الصباح" إن "كل حركات التحرير تعتمد المطاولة والصمود وبأي من الوسائل. وهذا المبدأ هو السائد إلى حد الآن في حالة المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الاحتلال" مضيفا أن "هذا ما ينهك الجيش المحتل".
وأضاف حلمي، المقيم بلندن، ردا حول سحب تل أبيب للواء مظليين، من مخيم جباليا، قال حلمي "سحب الوحدات العسكرية في العموم شيء اعتيادي إذا ما أنهكت الوحدة من حالة الإنذار والترقب الطويلة والتي تؤثر نفسيا على الأفراد".
وأضاف "يبدو أن هناك خسائر تكبدها الاحتلال بنيران صديقة مما يوحي بعدم ثقة الفرد بقدرات بقيادته".
وأكد حلمي أن المستوى الأمني والاستخباري الإسرائيلي فشل في تقدير قدرات المقاومة اللوجستية، ولذلك فإنه لم ينجح في "تفسير الصمود الدائم" الذي تميزت به طوال أشهر من المعارك، مشيرا الى أن "الأمريكان كذلك لم يستطعوا تبين كنهها ولا من يتعاون مع المقاومة الفلسطينية".
ولاحظ حلمي أن قتل المدنيين دليل على وجود "إحباط داخل الجيش الإسرائيلي" وأن "فشله تدخل فيه أيضا أمور عقائدية".
وأكد حلمي أن "حديث الصهاينة عن خسائر فلكية للمقاومة لا يستقيم عقلانيا لأنه لا يمكن أن تحتمل أي قوة عسكرية أو فصيل كل هذا وتستمر في القتال"، مؤكدا أنه "لو أنهى نتنياهو الحرب فسينهي نفسه ومعه اليمين وستكون هناك انتخابات مبكرة في دولة الاحتلال".
ويبدو–من كلام حلمي- أن هناك بذور انشقاق واضحة بين المستويين العسكري والسياسي في صفوف الاحتلال، خصوصا مع عدم تحقيق تل أبيب لأهدافها السياسية من هذه الحرب وأبرزها تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة، والقضاء على حركة حماس وبنيتها التنظيمية.
من جهته، قال اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات لـ"الصباح"، إن "المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة وهي تستخدم تكتيكات أثبتت براعتها في مواجهة تكتيكات الاحتلال، وخاصة لبنية هذه التكتيكات وقدرات الجيش الإسرائيلي وأهدافه التي انطلق من خلالها في هذه الحرب".
وأضاف اللواء، في حوار سابق لـ"الصباح" قائلا "تكيفت هذه المقاومة في كل مرحلة، واستخدمت أسلوب حرب العصابات والفدائيين في كل مرحلة، واستغلت نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف الاحتلال ولذلك كانت مواجهتها مبنية على هذا الأساس، والذي يعنيه أنها أعدت نفسها لمعركة طويلة الأمد على ضوء إمكانياتها وحساباتها الخاصة."
وأكد أن "المقاومة الفلسطينية أثبتت أن التفوق العسكري الإسرائيلي بالعتاد لا يعني تفوقه في الميدان، فالتفوق في الميدان هو للإنسان، والإنسان هنا هو المقاوم الفلسطيني الذي مازال موجودا وقويا وقادرا رغم أنه مازال يعيش في ظروف وصعوبة غاية في التعقيد".
وتأتي تصريحات الخبيرين العسكريين في إطار تفسير التطورات العسكرية التي حدثت في رفح وجباليا، وخصوصا الكمائن التي أدت لسقوط جنود للاحتلال بين قتيل وجريح، ومن بينها 3 من لواء ناحال، وهو من نخبة الجيش الإسرائيلي.
إذاعة جيش الاحتلال قالت في هذا السياق، أن 5 آخرين أصيبوا 3 منهم جراحهم خطيرة، مشيرة إلى أن قوة من الكتيبة 50 في لواء ناحال دخلت مبنى في رفح بعد انطلاق صاروخ مضاد للدروع منه تجاه الآليات، ولحظة دخول هذه القوة تفجرت عبوة ناسفة مزروعة بداخل المبنى مما أدى لانهياره ومقتل 3 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وكان موقع "حدشوت بزمان" الإسرائيلي ذكر أن القوات الإسرائيلية "تعرضت لحدثين صعبين في قطاع غزة".
وأشار الموقع، الذي تميز بنشره خسائر جيش الاحتلال قبل الإعلان الرسمي عنها، أنه تم قتل 3 جنود وإصابة 10 آخرين جراح 5 منهم وصفت بالخطيرة جراء حدث أمني في رفح.
وتحدث عن جندي آخر مفقود حيث وقع الحدثان في منزل مفخخ وعند تفجير نفق بمخيم الشعوت جنوب رفح.
ومنذ بداية الشهر الجاري، قتل نحو 27 عنصرا من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي في معارك قطاع غزة.
محاولة أسر
وفي التطورات الأخيرة، أعلنت "القسام" عن تفجير عبوة رعدية في قوة للاحتلال متكونة من 15 جنديا وأوقعتهم بين قتيل وجريح بحي التنور شرق مدينة.
وفي ذات السياق، كشفت كتائب عز الدين "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها تمكنوا أمس من تنفيذ عملية "مركبة" بعد استدراج قوة "صهيونية" لأحد الكمائن قرب مدرسة الشوكة شرق مدينة رفح وتفجير عبوة رعدية بها وقتل 4 من أفرادها وإصابة عدد آخر.
وأوضحت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا "عددا من جنود الاحتلال الذين تحصنوا داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد "تي بي جي" (TBG) بمنطقة الشوكة".
وأضافت أنه وفور وصول قوات النجدة "تمكن مجاهدونا من قنص جنديين من أفراد القوة، وخلال محاولة مجاهدينا أسر أحد الجنود قام العدو بقتله".
وأفاد مراسل الجزيرة أن 10 من ضباط وجنود الاحتلال قتلوا وأصيب 135 آخرون في عموم القطاع منذ بدء عملية رفح قبل نحو أسبوعين.
وفي السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي قوله إن "القتال في غزة سيستمر 7 أشهر أخرى على الأقل".