إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خلفت قتلى ومصابين.. مذبحة 1991 اليوم أمام القضاء

 

تونس - الصباح

تنظر اليوم الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في مذبحة 1991 والتي ضمت لائحة الاتهام  فيها خمسة الرئيس الراحل بن علي وثلاثة وزراء سابقين وعون أمن وجهت اليهم تهمة القتل العمد مع سابقية القصد طبق أحكام الفصل 201 من المجلة الجزائية وقررت تأجيل المحاكمة فيها الى السنة القضائية القادمة.

وللإشارة فقد مرت ست سنوات على انعقاد أول جلسة للدوائر القضائية المتخصصة، في 29 ماي 2018 بالمحكمة الابتدائية بقابس في قضية كمال المطماطي والى اليوم لم يصدر أي حكم.

وللتذكير قد تم إحداث الدوائر الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بموجب الفصل الثامن من القانون الأساسي عدد 53 وقد تعهدت بحوالي 200 قضية تتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد المالي إضافة الى ما بين 1955 الى 2013 وقد تم في 2014 تركيز 13 دائرة موزعة على عديد المحاكم.

ملف مذبحة 1991..

تعود أطوار هذه القضية إلى شهر ماي 1991 حيث انطلقت سلسلة من الاحتجاجات الطلابية شارك فيها مئات الطلبة من المركب الجامعي بتونس وكلية 9 أفريل وكلية الآداب وكلية الشريعة وقد جوبه هذا التحرك السلمي بالرصاص الحي وأصيب يومها الطالب عادل العماري برصاصة في ساقه وتواصلت يوم 8 ماي التحركات وكان في البرنامج أن تقع الدعوة إلى اجتماع عام إخباري داخل ساحة كلية العلوم بتونس وكانت التعزيزات الأمنية الكبيرة يومها تحسبا لـ"الحدث" لكنّها لم ترهب الطلبة وانعقد الاجتماع العام بكلية العلوم بتونس وفي نفس الوقت بالمدرسة الوطنية للمهندسين وكلية الحقوق حينها فقامت قوات الأمن بمحاصرة المركب الجامعي بتونس واقتحامه لمنع الاجتماع وقامت بإطلاق الرصاص وكان أوّل المصابين بوبكر القلالي وهو طالب سنة أولى فيزياء على مستوى عينه وقد تم جره وهو ينزف من قبل أعوان الأمن  باتجاه مركز الأمن الجامعي فهب الطلبة لإنقاذه وإسعافه وفي الأثناء سقط الطالب عدنان بن سعيد عندما أصيب برصاصة في الساق ثم حصل هجوم آخر من قوات الأمن ليتراجع الطلبة إلى الخلف وقد تعثر أحد الأعوان في جسد عدنان فعاد إليه وأطلق عليه رصاصة قاتلة.

قنص..

أمّا أحمد العمري أصيل منطقة «الفالتة» بقلعة سنان بالكاف فكان من أبرز القياديين الإسلاميين «المطلوبين» لدى «البوليس السياسي» وأحمد العمري هو طالب في السنة النهائية بالمدرسة الوطنية للمهندسين وقد تم «قنصه» خلال الاحتجاجات من قبل عون أمن وجه له رصاصة مباشرة في الصدر أردته قتيلا كما أصيب في ذلك اليوم طلبة آخرون بإصابات متفاوتة وتم شنّ حملة اعتقالات في صفوف الطلبة طالت العشرات في الكليات وخلال مداهمات الأحياء الجامعية وتم تلفيق قضايا ذات صبغة جنائية للطلبة.

وقد مثلت سنة 1991 سنة «الاغتيالات» بامتياز في صفوف الطلبة والتلاميذ الذين قاموا بتحركات واحتجاجات في مختلف معاهد وجامعات البلاد فإضافة الى أحمد العمري فقد تم قتل صلاح الدين باباي وهو طالب بالمدرسة القوميّة للمهندسين بصفاقس أصيل مدينة مساكن بسوسة حيث استشهد يوم 15 جانفي 1991 أمام المركب الجامعي بصفاقس وكان قد أصيب برصاص الأمن أثناء مشاركته في مظاهرة للتنديد بالوجود العسكري الأمريكي بالخليج وقد أصيب في نفس الحادثة الطالب إبراهيم الخياري إصابة خطيرة على مستوى عموده الفقري.

إضافة الى الطالب مبروك الزمزمي وهو طالب بكليّة العلوم بالمنستير أصيل مدينة الحامة بقابس الذي توفي  يوم 8 فيفري1991 إثر إصابته بقنبلة مسيّلة للدموع في مكان قاتل ومورست ضغوطات على عائلته للتصريح بأنّ وفاته كانت طبيعيّة وكذلك إبراهيم عبد الجواد وهو تلميذ من مدينة قبلّي توفي في فيفري 1991 أثناء مظاهرة للتنديد بالعدوان الأمريكي على الشعب العراقي.

وكذلك عدنان بن سعيد وهو طالب بكليّة العلوم بتونس أصيل ولاية قبلّي توفي يوم 8 ماي 1991 بعد إطلاق الرصاص عليه مرّة أولى فطلب الإسعاف فأصابته رصاصة ثانية كانت «قاتلة»كما وقع اعتقال والده لمشاركته في جنازة ابنه وقد حكم عليه بأربعة أشهر سجنا كما تم قتل عامر دقاشي وهو طالب مرحلة ثالثة بكليّة الشريعة تونس أصيل جهة الوردية والذي توفي في أواخر جوان 1991 تحت التعذيب وكذلك عبد الواحد العبدلّي طالب بدار المعلّمين العليا بسوسة أصيل منطقة برقو بسليانة توفي في أواخر جوان 1991 تحت التعذيب.

وسمير لافي وهو طالب بكليّة الآداب أصيل قرية النصر بالمكناسي توفي يوم غرّة مارس 1991 إذ سقط من الطابق السادس عندما كان يهمّ بالقفز إلى عمارة مجاورة عند اقتحام الأمن  للمبيت الجامعي وطارق الزيتوني وهو طالب سنة أولى عربيّة بكليّة الآداب 9 أفريل أصيل منطقة مارث قابس قتل في ظروف غامضة وذلك في فيفري 1991 وقد وجدت جثّته على حافّة الطريق الرّابطة بين مارث وجربة.

خلفت قتلى ومصابين..   مذبحة 1991 اليوم أمام القضاء

 

تونس - الصباح

تنظر اليوم الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في مذبحة 1991 والتي ضمت لائحة الاتهام  فيها خمسة الرئيس الراحل بن علي وثلاثة وزراء سابقين وعون أمن وجهت اليهم تهمة القتل العمد مع سابقية القصد طبق أحكام الفصل 201 من المجلة الجزائية وقررت تأجيل المحاكمة فيها الى السنة القضائية القادمة.

وللإشارة فقد مرت ست سنوات على انعقاد أول جلسة للدوائر القضائية المتخصصة، في 29 ماي 2018 بالمحكمة الابتدائية بقابس في قضية كمال المطماطي والى اليوم لم يصدر أي حكم.

وللتذكير قد تم إحداث الدوائر الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بموجب الفصل الثامن من القانون الأساسي عدد 53 وقد تعهدت بحوالي 200 قضية تتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد المالي إضافة الى ما بين 1955 الى 2013 وقد تم في 2014 تركيز 13 دائرة موزعة على عديد المحاكم.

ملف مذبحة 1991..

تعود أطوار هذه القضية إلى شهر ماي 1991 حيث انطلقت سلسلة من الاحتجاجات الطلابية شارك فيها مئات الطلبة من المركب الجامعي بتونس وكلية 9 أفريل وكلية الآداب وكلية الشريعة وقد جوبه هذا التحرك السلمي بالرصاص الحي وأصيب يومها الطالب عادل العماري برصاصة في ساقه وتواصلت يوم 8 ماي التحركات وكان في البرنامج أن تقع الدعوة إلى اجتماع عام إخباري داخل ساحة كلية العلوم بتونس وكانت التعزيزات الأمنية الكبيرة يومها تحسبا لـ"الحدث" لكنّها لم ترهب الطلبة وانعقد الاجتماع العام بكلية العلوم بتونس وفي نفس الوقت بالمدرسة الوطنية للمهندسين وكلية الحقوق حينها فقامت قوات الأمن بمحاصرة المركب الجامعي بتونس واقتحامه لمنع الاجتماع وقامت بإطلاق الرصاص وكان أوّل المصابين بوبكر القلالي وهو طالب سنة أولى فيزياء على مستوى عينه وقد تم جره وهو ينزف من قبل أعوان الأمن  باتجاه مركز الأمن الجامعي فهب الطلبة لإنقاذه وإسعافه وفي الأثناء سقط الطالب عدنان بن سعيد عندما أصيب برصاصة في الساق ثم حصل هجوم آخر من قوات الأمن ليتراجع الطلبة إلى الخلف وقد تعثر أحد الأعوان في جسد عدنان فعاد إليه وأطلق عليه رصاصة قاتلة.

قنص..

أمّا أحمد العمري أصيل منطقة «الفالتة» بقلعة سنان بالكاف فكان من أبرز القياديين الإسلاميين «المطلوبين» لدى «البوليس السياسي» وأحمد العمري هو طالب في السنة النهائية بالمدرسة الوطنية للمهندسين وقد تم «قنصه» خلال الاحتجاجات من قبل عون أمن وجه له رصاصة مباشرة في الصدر أردته قتيلا كما أصيب في ذلك اليوم طلبة آخرون بإصابات متفاوتة وتم شنّ حملة اعتقالات في صفوف الطلبة طالت العشرات في الكليات وخلال مداهمات الأحياء الجامعية وتم تلفيق قضايا ذات صبغة جنائية للطلبة.

وقد مثلت سنة 1991 سنة «الاغتيالات» بامتياز في صفوف الطلبة والتلاميذ الذين قاموا بتحركات واحتجاجات في مختلف معاهد وجامعات البلاد فإضافة الى أحمد العمري فقد تم قتل صلاح الدين باباي وهو طالب بالمدرسة القوميّة للمهندسين بصفاقس أصيل مدينة مساكن بسوسة حيث استشهد يوم 15 جانفي 1991 أمام المركب الجامعي بصفاقس وكان قد أصيب برصاص الأمن أثناء مشاركته في مظاهرة للتنديد بالوجود العسكري الأمريكي بالخليج وقد أصيب في نفس الحادثة الطالب إبراهيم الخياري إصابة خطيرة على مستوى عموده الفقري.

إضافة الى الطالب مبروك الزمزمي وهو طالب بكليّة العلوم بالمنستير أصيل مدينة الحامة بقابس الذي توفي  يوم 8 فيفري1991 إثر إصابته بقنبلة مسيّلة للدموع في مكان قاتل ومورست ضغوطات على عائلته للتصريح بأنّ وفاته كانت طبيعيّة وكذلك إبراهيم عبد الجواد وهو تلميذ من مدينة قبلّي توفي في فيفري 1991 أثناء مظاهرة للتنديد بالعدوان الأمريكي على الشعب العراقي.

وكذلك عدنان بن سعيد وهو طالب بكليّة العلوم بتونس أصيل ولاية قبلّي توفي يوم 8 ماي 1991 بعد إطلاق الرصاص عليه مرّة أولى فطلب الإسعاف فأصابته رصاصة ثانية كانت «قاتلة»كما وقع اعتقال والده لمشاركته في جنازة ابنه وقد حكم عليه بأربعة أشهر سجنا كما تم قتل عامر دقاشي وهو طالب مرحلة ثالثة بكليّة الشريعة تونس أصيل جهة الوردية والذي توفي في أواخر جوان 1991 تحت التعذيب وكذلك عبد الواحد العبدلّي طالب بدار المعلّمين العليا بسوسة أصيل منطقة برقو بسليانة توفي في أواخر جوان 1991 تحت التعذيب.

وسمير لافي وهو طالب بكليّة الآداب أصيل قرية النصر بالمكناسي توفي يوم غرّة مارس 1991 إذ سقط من الطابق السادس عندما كان يهمّ بالقفز إلى عمارة مجاورة عند اقتحام الأمن  للمبيت الجامعي وطارق الزيتوني وهو طالب سنة أولى عربيّة بكليّة الآداب 9 أفريل أصيل منطقة مارث قابس قتل في ظروف غامضة وذلك في فيفري 1991 وقد وجدت جثّته على حافّة الطريق الرّابطة بين مارث وجربة.