إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كلام مباح: مهرجان دون بوصلة .. لن يترك أثرا

 

تجاوزت حملات انتقاد خيارات المهرجانات لصائفة 2024، وعلى رأسها مهرجان قرطاج الدولي، الأبعاد الاقتصادية والثقافية ولم تعد أجور حفلات بعض الفنانين العرب والأجانب المرتفعة وغياب المشاريع الفنية الجادة والراقية العقبات الأساسية في اتساع رقعة الاستياء ورفض سهرات الترفيه فالعدوان الإسرائيلي على غزة مازال يلقي بظلاله على الشعوب العربية ومن بينهم التونسيون ..

ومن المنطقي أن ينسحب إلغاء عدد من المناسبات الثقافية الفنية التونسية على امتداد الثمانية أشهر المنقضية بدافع تضامني مع شعبنا في فلسطين على مهرجان قرطاج الدولي إلا إذ كانت البرمجة المنتظرة تستجيب للوضع الراهن جراء الحرب والبعد الالتزامي والتضامني لتونس دولة وشعبا، أو تصبح المسألة مجرد تعلة من وزارة الشؤون الثقافية المشرفة على المهرجانات الملغاة والمنتظمة !؟

مهرجان قرطاج الدولي واحد من خمسة مهرجانات عربية كبرى في خارطة صيفية تسلط على خياراتها الأضواء وترصد في خانة "التقيمات" سنويا بأبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية.. في لبنان ينتظم "بعلبك" في 2024 عبر تصور يحمل الكثير من "الرمزية" في ظروف غير معتادة جراء الحرب، فيما اختار القائمون على "بيت الدين" تعليق فعاليات صائفة 2024 ، و"موازين" العائد بعد غياب ثلاث سنوات يجابه حملات المقاطعة الافتراضية من المجتمع المدني وعدد من الساسة وشعارها "لا ترقصوا على جراحهم" .. ويعاني "جرش" على غرار "قرطاج" جدل الأجور"الخيالية" وموقع الفنان "ابن البلد" في البرمجة وتساؤلات حول المّادة الفنية المبرمجة وأبعادها الثقافية ..

في هذه البلدان ومن بينها تونس تحتد الأزمة الاقتصادية وضغوطات الحياة ويرتفع سنويا منسوب العنف والجريمة وكم نحن في حاجة في هذه الأوطان إلى حقيقي يتماهى مع الراهن العربي ليعتلي مبدعوه مسارح تونس، الأردن، لبنان والمغرب ..

الجمهور يريد الاستمتاع والرقص والموسيقى الإيقاعية والفن الشعبي والراب وغيرها من التعبيرات الفنية التي حشرت - من طرف البعض- في خانة "فن من الدرجة الثانية" ضمن مقولة تتردد بين كواليس مكاتب عدد من مديري المهرجانات ومتعهدي الحفلات غاياتهم الكسب على حساب الذائقة العامة ... المسألة لا تتعلق بالأنماط الفنية المقترحة بقدر التزامها بجماليات وعمق هويتها وجدية مشاريعها على مستوى الجودة والتنفيذ بعيدا عن ثقافة "الاستسهال" و"العربون" و"هذا ما يريده الجمهور.." 

قرطاج 2024 في حاجة لبرمجة تتماهى مع تطلعات جماهيره المدركة للراهن العربي والمواكبة لكل جديد في عالم الموسيقى بمختلف أنماطها، مهرجان بوصلته التنوع والثراء ودعم المشاريع الموسيقية والفرجوية بمختلف تعبيراتها الإبداعية التقليدية والحديثة وتطوير استراتجيات عمله على مستوى التسويق والرعاة، وسياسته الاتصالية التي طالما كانت ومازالت من أسباب اللغط والتأويلات الخاطئة وسوء الفهم الذي يرافق دوراته الأخيرة ..

نجلاء قمّوع

كلام مباح:   مهرجان دون بوصلة .. لن يترك أثرا

 

تجاوزت حملات انتقاد خيارات المهرجانات لصائفة 2024، وعلى رأسها مهرجان قرطاج الدولي، الأبعاد الاقتصادية والثقافية ولم تعد أجور حفلات بعض الفنانين العرب والأجانب المرتفعة وغياب المشاريع الفنية الجادة والراقية العقبات الأساسية في اتساع رقعة الاستياء ورفض سهرات الترفيه فالعدوان الإسرائيلي على غزة مازال يلقي بظلاله على الشعوب العربية ومن بينهم التونسيون ..

ومن المنطقي أن ينسحب إلغاء عدد من المناسبات الثقافية الفنية التونسية على امتداد الثمانية أشهر المنقضية بدافع تضامني مع شعبنا في فلسطين على مهرجان قرطاج الدولي إلا إذ كانت البرمجة المنتظرة تستجيب للوضع الراهن جراء الحرب والبعد الالتزامي والتضامني لتونس دولة وشعبا، أو تصبح المسألة مجرد تعلة من وزارة الشؤون الثقافية المشرفة على المهرجانات الملغاة والمنتظمة !؟

مهرجان قرطاج الدولي واحد من خمسة مهرجانات عربية كبرى في خارطة صيفية تسلط على خياراتها الأضواء وترصد في خانة "التقيمات" سنويا بأبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية.. في لبنان ينتظم "بعلبك" في 2024 عبر تصور يحمل الكثير من "الرمزية" في ظروف غير معتادة جراء الحرب، فيما اختار القائمون على "بيت الدين" تعليق فعاليات صائفة 2024 ، و"موازين" العائد بعد غياب ثلاث سنوات يجابه حملات المقاطعة الافتراضية من المجتمع المدني وعدد من الساسة وشعارها "لا ترقصوا على جراحهم" .. ويعاني "جرش" على غرار "قرطاج" جدل الأجور"الخيالية" وموقع الفنان "ابن البلد" في البرمجة وتساؤلات حول المّادة الفنية المبرمجة وأبعادها الثقافية ..

في هذه البلدان ومن بينها تونس تحتد الأزمة الاقتصادية وضغوطات الحياة ويرتفع سنويا منسوب العنف والجريمة وكم نحن في حاجة في هذه الأوطان إلى حقيقي يتماهى مع الراهن العربي ليعتلي مبدعوه مسارح تونس، الأردن، لبنان والمغرب ..

الجمهور يريد الاستمتاع والرقص والموسيقى الإيقاعية والفن الشعبي والراب وغيرها من التعبيرات الفنية التي حشرت - من طرف البعض- في خانة "فن من الدرجة الثانية" ضمن مقولة تتردد بين كواليس مكاتب عدد من مديري المهرجانات ومتعهدي الحفلات غاياتهم الكسب على حساب الذائقة العامة ... المسألة لا تتعلق بالأنماط الفنية المقترحة بقدر التزامها بجماليات وعمق هويتها وجدية مشاريعها على مستوى الجودة والتنفيذ بعيدا عن ثقافة "الاستسهال" و"العربون" و"هذا ما يريده الجمهور.." 

قرطاج 2024 في حاجة لبرمجة تتماهى مع تطلعات جماهيره المدركة للراهن العربي والمواكبة لكل جديد في عالم الموسيقى بمختلف أنماطها، مهرجان بوصلته التنوع والثراء ودعم المشاريع الموسيقية والفرجوية بمختلف تعبيراتها الإبداعية التقليدية والحديثة وتطوير استراتجيات عمله على مستوى التسويق والرعاة، وسياسته الاتصالية التي طالما كانت ومازالت من أسباب اللغط والتأويلات الخاطئة وسوء الفهم الذي يرافق دوراته الأخيرة ..

نجلاء قمّوع