أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش لـ"الصباح": البحوث في الجيوكيمياء وتحديدا الطبوغرافية الدقيقة التي تم القيام بها لا توحي بانفجار قريب لبركان فيزوف
تونس – الصباح
سجلت منطقة كامبي فليغري قرب نابولي في جنوب إيطاليا، مساء الاثنين 20 ماي 2024، عشرات الهزات الأرضية بدرجات غير مسبوقة منذ 40 عاما، دون التسبب بأضرار كبيرة لكنها أرعبت السكان، وفق ما أعلنت السلطات.
وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إنه تم تسجيل هزة بقوة 4,4 درجات عند الساعة 20,10 (16,10 مساء ت غ)، على عمق 2,5 كيلومتر. وقبلها بدقائق، ضربت هزة أرضية قوتها 3,5 درجات أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية. وأوضح المعهد في بيان أنه "اعتبارا من الساعة 19,51 مساء (17,51 ت غ) وقعت سلسلة من الهزات في منطقة كامبي فليغري"، وهي منطقة بركانية، و"رصدت 49 هزة أرضية".
إيمان عبد اللطيف
أشار ماورو دي فيتو، من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إلى أن سلسلة الهزات الأرضية هذه "هي الأقوى خلال الأربعين عاما الماضية". وأفادت عناصر الإطفاء عن حدوث "تشققات" و"تساقط منحدرات" في حين أظهرت مقاطع فيديو، صورها السكان، أرضية أحد المحلات التجارية مغطاة بزجاجات حليب وكحول سقطت من الرفوف في بوتسولي الواقعة في منطقة كامبي فليغري التي يسكنها نصف مليون شخص.
ما إن نُشر هذا الخبر حتى عادت إلى الأذهان التحذيرات السابقة من خبر ما فاده أن "انفجارا بركانيا كبيرا سيضرب عمق بحر الأبيض المتوسط ويتسبب في موجات تسونامي تطال عددا من الدول من بينها اليونان وقبرص وتركيا. وهذا الخطر من عمق المتوسط سيهدد تونس، والمغرب، وفرنسا، واسبانيا، وإيطاليا وأكثر من دولة عربية على خط البحر الأبيض المتوسط وقد يطال هذا التهديد الأردن، وفلسطين المحتلة، وسوريا ولبنان".
وهو خبر في حقيقة الأمر تمّ تداوله على خلفية سلسلة ما أطلق عليه "تنبؤات اللبنانية ليلى عبد اللطيف عن توقعاتها لسنة 2024"، بناء على ذلك توّجهت "الصباح" في ذلك الوقت إلى أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش للوقوف على حقيقة وواقعية هذا الخبر ومدى صحته علميا وجيولوجيا.
في هذا السياق، كان شكري يعيش قد أكّد، في مقال سابق نُشر بتاريخ 7 جانفي 2024، أنّ "هناك متابعة من العلماء المختصين لبركان في عمق البحر في جهة جزيرة كريت قرب اليونان، فوقوع براكين أو زلازل في منطقة البحر المتوسط هي مسألة لا نقاش فيها فهي منتظرة جدّا".
وأضاف أنّ "البركان الأكثر رصدا والذي يبعث على التخوف هو البركان الموجود في جهة كريت باليونان واسمها جزيرة Santorini .. ، ومنذ سنوات، هناك خبراء يتابعون في هذا البركان".
عاد الحديث عن هذا الموضوع عند حدوث هزات أرضية بإيطاليا بداية هذا الأسبوع، ومن أكثر الأسئلة التي طُرحت هل سيكون لها تأثير على ذلك البركان الذي تمّ ذكره، وخاصة هل من الممكن أن يكون لها تأثير على تونس جيولوجيا؟
أكّد، في هذا السياق، أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح" أنّه "لا وجود لأي علاقة بين الهزات الأرضية التي حدثت يوم الاثنين في إيطاليا ولا يمكن أن يكون لها تأثير عليه باعتبار أن موقع البركان المحتمل بعيد جدّا عن منطقة كامبي فليغري الواقعة قرب نابولي في جنوب إيطاليا".
ولكن، وفق قوله، "هذه الهزّات الأرضية المتواترة والمتتالية في الزمن لا يمكن أن تكون زلزالا عاديا، لأن هذه المنطقة قريبة من بركان فيزوف في إيطاليا، وهو بركان انفجر عام 79 ميلادي ودمّر مدينة بومبي، ومن يزور متحف هذه المدينة سيشاهد كيف أنّ الأشخاص محنطون برماد البركان الذي كان شديد الحرارة وعند سقوطه في شهر أوت ليلا لم يستطع أغلب الناس الهرب إلا قلة قليلة من السكان فروا نحو البحر".
وأوضح يعيش أنّ "البركان القريب من تلك الهزات هو بركان فيزوف وليس البركان الموجود في جهة كريت باليونان جزيرة Santorini، والأمر بصدد الارتفاع بين سنتمر واثنين من السنتيمترات في السنة جراء الحمم التي بصدد التكون والانتفاخ".
وأضاف أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا أن "البحوث في الجيوكيمياء وتحديدا الطوبوغرافية الدقيقة التي تم القيام بها لا توحي بأنّ هناك انفجارا قريبا لبركان فيزوف أي ليس في القريب العاجل وإنما على المدى البعيد حيث سيضطر الايطاليون إلى إخلاء المدينة".
في سياق متّصل قال شكري يعيش "بخصوص تلك الهزات الأرضية والارتدادات المتعددة التي حدثت يوم الاثنين المنقضي إنها تُعد حسب المختصين والمتابعين لهذه الواقعة رجات عادية.
وفي هذه الحالة لا يستدعي الأمر القلق، خاصة في ما يهمّ تونس، وحتى في حالة انفجار بركان فيزوف فإن الحمم ستتساقط في البحر وحتى في حالة حدوث تسونامي فإنه سيكون صغيرا وتعترضه جزيرة صقلية ولا يمكن أن يصل إلى بلادنا".
أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش لـ"الصباح": البحوث في الجيوكيمياء وتحديدا الطبوغرافية الدقيقة التي تم القيام بها لا توحي بانفجار قريب لبركان فيزوف
تونس – الصباح
سجلت منطقة كامبي فليغري قرب نابولي في جنوب إيطاليا، مساء الاثنين 20 ماي 2024، عشرات الهزات الأرضية بدرجات غير مسبوقة منذ 40 عاما، دون التسبب بأضرار كبيرة لكنها أرعبت السكان، وفق ما أعلنت السلطات.
وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إنه تم تسجيل هزة بقوة 4,4 درجات عند الساعة 20,10 (16,10 مساء ت غ)، على عمق 2,5 كيلومتر. وقبلها بدقائق، ضربت هزة أرضية قوتها 3,5 درجات أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية. وأوضح المعهد في بيان أنه "اعتبارا من الساعة 19,51 مساء (17,51 ت غ) وقعت سلسلة من الهزات في منطقة كامبي فليغري"، وهي منطقة بركانية، و"رصدت 49 هزة أرضية".
إيمان عبد اللطيف
أشار ماورو دي فيتو، من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إلى أن سلسلة الهزات الأرضية هذه "هي الأقوى خلال الأربعين عاما الماضية". وأفادت عناصر الإطفاء عن حدوث "تشققات" و"تساقط منحدرات" في حين أظهرت مقاطع فيديو، صورها السكان، أرضية أحد المحلات التجارية مغطاة بزجاجات حليب وكحول سقطت من الرفوف في بوتسولي الواقعة في منطقة كامبي فليغري التي يسكنها نصف مليون شخص.
ما إن نُشر هذا الخبر حتى عادت إلى الأذهان التحذيرات السابقة من خبر ما فاده أن "انفجارا بركانيا كبيرا سيضرب عمق بحر الأبيض المتوسط ويتسبب في موجات تسونامي تطال عددا من الدول من بينها اليونان وقبرص وتركيا. وهذا الخطر من عمق المتوسط سيهدد تونس، والمغرب، وفرنسا، واسبانيا، وإيطاليا وأكثر من دولة عربية على خط البحر الأبيض المتوسط وقد يطال هذا التهديد الأردن، وفلسطين المحتلة، وسوريا ولبنان".
وهو خبر في حقيقة الأمر تمّ تداوله على خلفية سلسلة ما أطلق عليه "تنبؤات اللبنانية ليلى عبد اللطيف عن توقعاتها لسنة 2024"، بناء على ذلك توّجهت "الصباح" في ذلك الوقت إلى أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش للوقوف على حقيقة وواقعية هذا الخبر ومدى صحته علميا وجيولوجيا.
في هذا السياق، كان شكري يعيش قد أكّد، في مقال سابق نُشر بتاريخ 7 جانفي 2024، أنّ "هناك متابعة من العلماء المختصين لبركان في عمق البحر في جهة جزيرة كريت قرب اليونان، فوقوع براكين أو زلازل في منطقة البحر المتوسط هي مسألة لا نقاش فيها فهي منتظرة جدّا".
وأضاف أنّ "البركان الأكثر رصدا والذي يبعث على التخوف هو البركان الموجود في جهة كريت باليونان واسمها جزيرة Santorini .. ، ومنذ سنوات، هناك خبراء يتابعون في هذا البركان".
عاد الحديث عن هذا الموضوع عند حدوث هزات أرضية بإيطاليا بداية هذا الأسبوع، ومن أكثر الأسئلة التي طُرحت هل سيكون لها تأثير على ذلك البركان الذي تمّ ذكره، وخاصة هل من الممكن أن يكون لها تأثير على تونس جيولوجيا؟
أكّد، في هذا السياق، أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح" أنّه "لا وجود لأي علاقة بين الهزات الأرضية التي حدثت يوم الاثنين في إيطاليا ولا يمكن أن يكون لها تأثير عليه باعتبار أن موقع البركان المحتمل بعيد جدّا عن منطقة كامبي فليغري الواقعة قرب نابولي في جنوب إيطاليا".
ولكن، وفق قوله، "هذه الهزّات الأرضية المتواترة والمتتالية في الزمن لا يمكن أن تكون زلزالا عاديا، لأن هذه المنطقة قريبة من بركان فيزوف في إيطاليا، وهو بركان انفجر عام 79 ميلادي ودمّر مدينة بومبي، ومن يزور متحف هذه المدينة سيشاهد كيف أنّ الأشخاص محنطون برماد البركان الذي كان شديد الحرارة وعند سقوطه في شهر أوت ليلا لم يستطع أغلب الناس الهرب إلا قلة قليلة من السكان فروا نحو البحر".
وأوضح يعيش أنّ "البركان القريب من تلك الهزات هو بركان فيزوف وليس البركان الموجود في جهة كريت باليونان جزيرة Santorini، والأمر بصدد الارتفاع بين سنتمر واثنين من السنتيمترات في السنة جراء الحمم التي بصدد التكون والانتفاخ".
وأضاف أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا أن "البحوث في الجيوكيمياء وتحديدا الطوبوغرافية الدقيقة التي تم القيام بها لا توحي بأنّ هناك انفجارا قريبا لبركان فيزوف أي ليس في القريب العاجل وإنما على المدى البعيد حيث سيضطر الايطاليون إلى إخلاء المدينة".
في سياق متّصل قال شكري يعيش "بخصوص تلك الهزات الأرضية والارتدادات المتعددة التي حدثت يوم الاثنين المنقضي إنها تُعد حسب المختصين والمتابعين لهذه الواقعة رجات عادية.
وفي هذه الحالة لا يستدعي الأمر القلق، خاصة في ما يهمّ تونس، وحتى في حالة انفجار بركان فيزوف فإن الحمم ستتساقط في البحر وحتى في حالة حدوث تسونامي فإنه سيكون صغيرا وتعترضه جزيرة صقلية ولا يمكن أن يصل إلى بلادنا".