*أستاذ علاقات دولية لـ"الصباح": إحياء المفاوضات من أجل الالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية
*قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ"الصباح": واشنطن تحاول من خلال إعادة إحياء "مفاوضات الهدنة" إنقاذ الاحتلال من الهزيمة في رفح
تونس- الصباح
نزار مقني
لم يكن من المفاجأة، أن يتحدى الاحتلال الإسرائيلي قرار محكمة العدل الدولية التابعة لأمم المتحدة، ويواصل عدوانه على قطاع غزة، وعملياته على رفح، حيث كثف قصفه لهذه المنطقة مما أسفر على استشهاد عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء، فيما واصل لاجئون فلسطينيون الهروب من خط النار في منطقة اللجوء في رفح نحو "المنطقة الإنسانية" في المواصي بخان يونس وسط قطاع غزة.
يأتي ذلك، في سياق دولي، يوحي بأن الولايات المتحدة بدأت في محاولات للالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية، من خلال الضغط على حكومة الاحتلال وعلى الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة مع حركة حماس من خلال مواصلة مباحثات عبر الوسطاء الدوليين.
وكان قضاة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة أمروا، أول أمس الجمعة، الاحتلال، بالوقف الفوري لهجومها العسكري على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما وُصف بأنه حكم طارئ وتاريخي، في قضية رفعتها جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
التحدي الإسرائيلي لقرار محكمة العدل الدولية، وجد رفضا واسعا من أطراف "المجتمع الدولي"، بداية من الاتحاد الأوروبي، الذي عبر ممثله للسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن "إلزامية تنفيذ القرار"، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه دول أوروبية وغربية، فيما لم تجد الولايات المتحدة إلا طريقا واحدا للخروج من "الإحراج" المفروض عليها، حيث عبرت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، عن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وجاء التعبير عن المعارضة الأمريكية في اتصال جمع رئيس الديبلوماسية الأمريكية بوزير الحرب الإسرائيلي الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الذي يعتبر من وزراء مجلس الحرب الإسرائيلي الذين ينادون بضرورة عقد صفقة مع حركة "حماس" لتبادل اطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال والرهائن لدى المقاومة الفلسطينية، في وقت تسعى واشنطن عبر مدير استخباراتها المركزية "سي أي ايه" ويليام برنز إعادة إحياء مفاوضات الهدنة.
برنز الذي طار إلى باريس، والتقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية الموساد ديفيد برنيع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يرى ملاحظون أن تحركاته تأتي في إطار اجبار تل أبيب على عقد صفقة هدنة مع "حماس"، وذلك للالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية، وهو ما حذرت منه الفصائل الفلسطينية، كما أشار إليه أستاذ علاقات دولية في تصريح لـ"الصباح".
حيث أكد الأستاذ الفلسطيني في العلاقات الدولية هاني مبارك، في حوار لـ"الصباح" أن "الولايات المتحدة ستذهب إلى نوع من الالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية من خلال الذهاب إلى جولة جديدة من المفاوضات تؤدي إلى نوع من وقف إطلاق النار وجولة جديدة لإطلاق سراح مجموعة من المحتجزين لدى المقاومة".
ويبدو أن هذا النهج الذي ستسير عليه الولايات المتحدة للهروب من الضغط الدولي والمحلي المسلط عليها لـ"الهروب إلى الأمام"، وعدم الظهور بموقف مساند للاحتلال ومنافي للشرعية الدولية وقرارات مؤسسات الأمم المتحدة، والتي كانت من بين من أسسها عقب الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق أعلنت إسرائيل أمس، رسميا استئناف المفاوضات غير المباشرة مع "حماس" الأسبوع المقبل.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مدير "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع أن المحادثات ستكون وفقا لمقترحات جديدة من قطر ومصر ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية.
محاولة لإنقاذ الاحتلال
في السياق نفسه، رأى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين احسان عطايا أن "الولايات المتحدة الأمريكية تحاول، من خلال العمل على إعادة احياء المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة، لإنقاذ الاحتلال، من الخسارة التي مني بها من خلال العمل العسكري في رفح".
وأضاف عطايا، والذي يشغل أيضا منصب رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية بحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، في حوار لـ"الصباح"، أن واشنطن تحاول أن تلعب على "بعض الصيغ من أجل تحقيق أهداف الاحتلال في غزة".
وحول رأيه في قرار محكمة العدل الدولية قال إحسان، "للأسف الشديد القرارات التي تصدر عن المحكمة الدولية والتي كان من الطبيعي أنها تصدر منذ بداية ارتكاب المجازر الصهيونية بحق الأطفال تأخرت حتى هذا الوقت لأسباب معروفة للجميع".
وأضاف أن "المحكمة الدولية التي تتعرض دائما لضغوط سياسية من الإدارة الأمريكية التي تحاول أن تجيّر قراراتها لمصلحة المشاريع الاستعمارية في المنطقة، أو لمصلحة المشروع الأمريكي الذي يريد أحيانا أن يستهدف أشخاصا أو دولا".
وأوضح قائلا:"نحن نعتقد أن أي موقف مؤيد للفلسطينيين وإن كان متأخرا أو ضعيفا فإنه موقف يصب في مصلحة الفلسطينيين بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أنه يعتقد أن "العدو الصهيوني لم يلتزم يوما من الأيام بقرارات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو أي محاكم دولية أو غيرها".
وأضاف عطايا قائلا: "لذلك نعتقد ما يجري اليوم في فلسطين فضح الغرب وهذا العالم الذي يدعي حماية حقوق الإنسان، ويدعي الشرعية الدولية والمواثيق الدولية".
وحول صدور هذا القرار ووجود محاولات أمريكية للالتفاف عليه، قال عطايا "نحن نرى أنه قد يكون خلف هذه القرارات أصابع من أجل إشغال الرأي العام، بقضايا بعيدة حقيقة عما يجري حقيقة من مجازر صهيونية، ومن مأزق يعيشه الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بعد دخوله لرفح، فقد فوجئوا بمقاومة شرسة وكبدتهم خسائر عديدة".
وأضاف قائلا:"لذلك نرى أن أمريكا حاولت الذهاب إلى مفاوضات بسبب الخسارة التي منيت بها في قطاع غزة، وخاصة في رفح وجباليا، وهي تحاول أن تنقذ هذا الكيان من المأزق الذي وقعت فيه وهو لم يستطع أن يحقق أهدافه، وهي على يقين أنها لن تستطيع تحقيق أهدافه مهما فعل في غزة لأن المقاومة مازلت قادرة على مواجهته بقوة ومازال عاجزا عن تحقيق أهدافه".
واستنتج عطايا "من هنا بدأت أمريكا الترويج في الإعلام حول مفاوضات تبدأ بعد أيام من أجل محاولة اشغال الرأي العام من جهة، ومحاولة إشغال الرأي العام حول حقيقة ما يجري في الميدان وتضليل وجهة الإعلام ليذهب باتجاه أن الأمور ذاهبة إلى وقف إطلاق نار".
وأقر بأن المفاوضات "هي محاولة لحرب نفسية أمريكية-صهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وكأنه يريد أن يلعب على وتره النفسي ليزيد من إحباطه، والضغط عليه من أجل الضغط على قيادة المقاومة للقبول بشروط العدو الصهيوني".
وأردف قائلا:"نعتقد أنه وإن كانت هناك محاولة لإعادة المفاوضات، فهي بالتأكيد محاولة أمريكية خبيثة جديدة من أجل اللعب على بعض الصيغ من أجل تحقيق أهداف العدو الصهيوني، التي لم يستطع أن يحققها بالقوة في الميدان العسكري بسبب المواجهة البطولية التي يسطرها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
استمرار قصف رفح
ميدانيا، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حصار محيط مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار على بوابة المستشفى، كما كثفت عملياتها العسكرية على مواقع عدة في قطاع غزة، بينها رفح.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان بغزة حسام أبو صفية لـ"الجزيرة" إنه ليس هناك أي انسحاب إسرائيلي من محيط المستشفى، مشددا على أن المستشفى خرج عن الخدمة بسبب الحصار المتواصل من قبل قوات الاحتلال.
وتابع أبو صفية بالقول إن بعض المرضى والأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، وأن المنظومة الصحية أصبحت هدفا أساسيا لقوات الاحتلال.
وبحساب الأمس، فالعملية الإسرائيلية مستمرة لليوم 14 في مخيم جباليا، وتواصل إرسال تعزيزات لقوات الاحتلال إلى داخل المخيم.
فيديو لـ"القسام"
في سياق متصل، نشرت "كتائب القسام"– الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" – صورا لأسرى إسرائيليين قضوا جراء القصف الإسرائيلي.
وأظهرت الصور عددا من الأسرى الإسرائيليين وهم قتلى ملقون على الأرض وعلى أجسادهم آثار القصف الذي جرى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على مناطق قطاع غزة.
وأرفقت "كتائب القسام" المشاهد بعبارات مثل "هكذا يقتل نتنياهو وجيشه ومجلس الحرب مواطنيكم في الأسر"، و"اسألوا نتنياهو وحكومته عن أسمائهم سيخبرونكم فهم يعرفونهم جيدا"، و"هكذا سيعيدوهم".
وتضمنت المشاهد صور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، وهم يتحدثون عن الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتضمن مقطع الفيديو تصريحات سابقة لنتنياهو يقول فيها:"منذ بداية الحرب نحن نعمل على إعادة الأسرى إلى البيت دون توقف كلهم". و"عندما أقول كلهم يعني كلهم".
في حين قال هاغاري: "نحن نبذل جهدا جبارا لإعادة الأسرى"، أما هاليفي فكان يقول: "علينا ملقى الواجب الأخلاقي لعمل كل شيء بكل الجهود لإعادة الأسرى إلى البيت".
*أستاذ علاقات دولية لـ"الصباح": إحياء المفاوضات من أجل الالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية
*قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ"الصباح": واشنطن تحاول من خلال إعادة إحياء "مفاوضات الهدنة" إنقاذ الاحتلال من الهزيمة في رفح
تونس- الصباح
نزار مقني
لم يكن من المفاجأة، أن يتحدى الاحتلال الإسرائيلي قرار محكمة العدل الدولية التابعة لأمم المتحدة، ويواصل عدوانه على قطاع غزة، وعملياته على رفح، حيث كثف قصفه لهذه المنطقة مما أسفر على استشهاد عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء، فيما واصل لاجئون فلسطينيون الهروب من خط النار في منطقة اللجوء في رفح نحو "المنطقة الإنسانية" في المواصي بخان يونس وسط قطاع غزة.
يأتي ذلك، في سياق دولي، يوحي بأن الولايات المتحدة بدأت في محاولات للالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية، من خلال الضغط على حكومة الاحتلال وعلى الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة مع حركة حماس من خلال مواصلة مباحثات عبر الوسطاء الدوليين.
وكان قضاة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة أمروا، أول أمس الجمعة، الاحتلال، بالوقف الفوري لهجومها العسكري على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما وُصف بأنه حكم طارئ وتاريخي، في قضية رفعتها جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
التحدي الإسرائيلي لقرار محكمة العدل الدولية، وجد رفضا واسعا من أطراف "المجتمع الدولي"، بداية من الاتحاد الأوروبي، الذي عبر ممثله للسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن "إلزامية تنفيذ القرار"، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه دول أوروبية وغربية، فيما لم تجد الولايات المتحدة إلا طريقا واحدا للخروج من "الإحراج" المفروض عليها، حيث عبرت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، عن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وجاء التعبير عن المعارضة الأمريكية في اتصال جمع رئيس الديبلوماسية الأمريكية بوزير الحرب الإسرائيلي الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الذي يعتبر من وزراء مجلس الحرب الإسرائيلي الذين ينادون بضرورة عقد صفقة مع حركة "حماس" لتبادل اطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال والرهائن لدى المقاومة الفلسطينية، في وقت تسعى واشنطن عبر مدير استخباراتها المركزية "سي أي ايه" ويليام برنز إعادة إحياء مفاوضات الهدنة.
برنز الذي طار إلى باريس، والتقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية الموساد ديفيد برنيع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يرى ملاحظون أن تحركاته تأتي في إطار اجبار تل أبيب على عقد صفقة هدنة مع "حماس"، وذلك للالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية، وهو ما حذرت منه الفصائل الفلسطينية، كما أشار إليه أستاذ علاقات دولية في تصريح لـ"الصباح".
حيث أكد الأستاذ الفلسطيني في العلاقات الدولية هاني مبارك، في حوار لـ"الصباح" أن "الولايات المتحدة ستذهب إلى نوع من الالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية من خلال الذهاب إلى جولة جديدة من المفاوضات تؤدي إلى نوع من وقف إطلاق النار وجولة جديدة لإطلاق سراح مجموعة من المحتجزين لدى المقاومة".
ويبدو أن هذا النهج الذي ستسير عليه الولايات المتحدة للهروب من الضغط الدولي والمحلي المسلط عليها لـ"الهروب إلى الأمام"، وعدم الظهور بموقف مساند للاحتلال ومنافي للشرعية الدولية وقرارات مؤسسات الأمم المتحدة، والتي كانت من بين من أسسها عقب الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق أعلنت إسرائيل أمس، رسميا استئناف المفاوضات غير المباشرة مع "حماس" الأسبوع المقبل.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مدير "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع أن المحادثات ستكون وفقا لمقترحات جديدة من قطر ومصر ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية.
محاولة لإنقاذ الاحتلال
في السياق نفسه، رأى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين احسان عطايا أن "الولايات المتحدة الأمريكية تحاول، من خلال العمل على إعادة احياء المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة، لإنقاذ الاحتلال، من الخسارة التي مني بها من خلال العمل العسكري في رفح".
وأضاف عطايا، والذي يشغل أيضا منصب رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية بحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، في حوار لـ"الصباح"، أن واشنطن تحاول أن تلعب على "بعض الصيغ من أجل تحقيق أهداف الاحتلال في غزة".
وحول رأيه في قرار محكمة العدل الدولية قال إحسان، "للأسف الشديد القرارات التي تصدر عن المحكمة الدولية والتي كان من الطبيعي أنها تصدر منذ بداية ارتكاب المجازر الصهيونية بحق الأطفال تأخرت حتى هذا الوقت لأسباب معروفة للجميع".
وأضاف أن "المحكمة الدولية التي تتعرض دائما لضغوط سياسية من الإدارة الأمريكية التي تحاول أن تجيّر قراراتها لمصلحة المشاريع الاستعمارية في المنطقة، أو لمصلحة المشروع الأمريكي الذي يريد أحيانا أن يستهدف أشخاصا أو دولا".
وأوضح قائلا:"نحن نعتقد أن أي موقف مؤيد للفلسطينيين وإن كان متأخرا أو ضعيفا فإنه موقف يصب في مصلحة الفلسطينيين بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أنه يعتقد أن "العدو الصهيوني لم يلتزم يوما من الأيام بقرارات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو أي محاكم دولية أو غيرها".
وأضاف عطايا قائلا: "لذلك نعتقد ما يجري اليوم في فلسطين فضح الغرب وهذا العالم الذي يدعي حماية حقوق الإنسان، ويدعي الشرعية الدولية والمواثيق الدولية".
وحول صدور هذا القرار ووجود محاولات أمريكية للالتفاف عليه، قال عطايا "نحن نرى أنه قد يكون خلف هذه القرارات أصابع من أجل إشغال الرأي العام، بقضايا بعيدة حقيقة عما يجري حقيقة من مجازر صهيونية، ومن مأزق يعيشه الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بعد دخوله لرفح، فقد فوجئوا بمقاومة شرسة وكبدتهم خسائر عديدة".
وأضاف قائلا:"لذلك نرى أن أمريكا حاولت الذهاب إلى مفاوضات بسبب الخسارة التي منيت بها في قطاع غزة، وخاصة في رفح وجباليا، وهي تحاول أن تنقذ هذا الكيان من المأزق الذي وقعت فيه وهو لم يستطع أن يحقق أهدافه، وهي على يقين أنها لن تستطيع تحقيق أهدافه مهما فعل في غزة لأن المقاومة مازلت قادرة على مواجهته بقوة ومازال عاجزا عن تحقيق أهدافه".
واستنتج عطايا "من هنا بدأت أمريكا الترويج في الإعلام حول مفاوضات تبدأ بعد أيام من أجل محاولة اشغال الرأي العام من جهة، ومحاولة إشغال الرأي العام حول حقيقة ما يجري في الميدان وتضليل وجهة الإعلام ليذهب باتجاه أن الأمور ذاهبة إلى وقف إطلاق نار".
وأقر بأن المفاوضات "هي محاولة لحرب نفسية أمريكية-صهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وكأنه يريد أن يلعب على وتره النفسي ليزيد من إحباطه، والضغط عليه من أجل الضغط على قيادة المقاومة للقبول بشروط العدو الصهيوني".
وأردف قائلا:"نعتقد أنه وإن كانت هناك محاولة لإعادة المفاوضات، فهي بالتأكيد محاولة أمريكية خبيثة جديدة من أجل اللعب على بعض الصيغ من أجل تحقيق أهداف العدو الصهيوني، التي لم يستطع أن يحققها بالقوة في الميدان العسكري بسبب المواجهة البطولية التي يسطرها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
استمرار قصف رفح
ميدانيا، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حصار محيط مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار على بوابة المستشفى، كما كثفت عملياتها العسكرية على مواقع عدة في قطاع غزة، بينها رفح.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان بغزة حسام أبو صفية لـ"الجزيرة" إنه ليس هناك أي انسحاب إسرائيلي من محيط المستشفى، مشددا على أن المستشفى خرج عن الخدمة بسبب الحصار المتواصل من قبل قوات الاحتلال.
وتابع أبو صفية بالقول إن بعض المرضى والأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، وأن المنظومة الصحية أصبحت هدفا أساسيا لقوات الاحتلال.
وبحساب الأمس، فالعملية الإسرائيلية مستمرة لليوم 14 في مخيم جباليا، وتواصل إرسال تعزيزات لقوات الاحتلال إلى داخل المخيم.
فيديو لـ"القسام"
في سياق متصل، نشرت "كتائب القسام"– الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" – صورا لأسرى إسرائيليين قضوا جراء القصف الإسرائيلي.
وأظهرت الصور عددا من الأسرى الإسرائيليين وهم قتلى ملقون على الأرض وعلى أجسادهم آثار القصف الذي جرى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على مناطق قطاع غزة.
وأرفقت "كتائب القسام" المشاهد بعبارات مثل "هكذا يقتل نتنياهو وجيشه ومجلس الحرب مواطنيكم في الأسر"، و"اسألوا نتنياهو وحكومته عن أسمائهم سيخبرونكم فهم يعرفونهم جيدا"، و"هكذا سيعيدوهم".
وتضمنت المشاهد صور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، وهم يتحدثون عن الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتضمن مقطع الفيديو تصريحات سابقة لنتنياهو يقول فيها:"منذ بداية الحرب نحن نعمل على إعادة الأسرى إلى البيت دون توقف كلهم". و"عندما أقول كلهم يعني كلهم".
في حين قال هاغاري: "نحن نبذل جهدا جبارا لإعادة الأسرى"، أما هاليفي فكان يقول: "علينا ملقى الواجب الأخلاقي لعمل كل شيء بكل الجهود لإعادة الأسرى إلى البيت".