إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أصبحت تصنف كـ"مرض مزمن" .. تونسي من كل أربعة أشخاص يعاني السمنة..

6000 -عملية جراحية سنويا أغلبها لأجانب

تونس-الصباح

دقت تقارير "أطلس السمنة العالمي 2022 و2023"، ناقوس الخطر لما لهذا المرض من تهديد للصحة العالمية، وهي تقارير قدمت توقعات لعام 2035 إذ من المتوقع أن يزداد انتشار مرض السمنة من 14% لدى سكان العالم سنة 2020 إلى 24% سنة 2035، حيث من المتوقع أن يصاب ما يقارب 2 مليار شخص بالغ، وكذلك من الأطفال والمراهقين بحلول سنة 2035 بمرض السمنة دون احتساب نسبة الإصابة بزيادة الوزن، ماذا عن الوضع في تونس؟ وما هو دور الجراحة في هذا الخصوص؟ أسئلة أجاب عنها عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش.

وبين الدكتور سيف الدين البكوش المكلف بالتموين في الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة لـ"الصباح" أن 650 مليون شخص في العالم يعانون من السمنة، ومليار و900 مليون شخص يعانون من الوزن الزائد والسمنة، أما في تونس والى غاية 2016 بلغت نسبة الذين يعانون من السمنة 26.5% حيث كانت هذه النسبة سنة 1997 في حدود 14%، واعتبر أن تونس ليست في منأى عن هذا الوباء العالمي العاصف، وشرح انه ووفقاً لتقارير المنظمة العالمية للصحة، فإن انتشار السمنة بتونس اخذ منحى تصاعديا خطيرا حيث تضاعف عدد المصابين بهذا المرض في بلادنا في غضون 20 سنة أي بين 1997 و2016 ما يعني ان هناك زيادة سنوية قدرها 2.5% في معدل السمنة لدى البالغين.

ومن المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 5.5 % في عام 2030 على أن تبلغ نسبة المصابين به حوالي 36% في عام 2035 مع غلبة واضحة للإصابة لدى الإناث.

وعن أسباب تفشي هذا المرض أوضح عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش أن تغير نمط الحياة والعمل عن بعد وقلة الحركة وعدم الإقبال على ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الإقبال على تناول الأكلات السريعة المشبعة بالزيوت أدى إلى ارتفاع عدد الذين يعانون من مرض السمنة ما أدى إلى إصابة تونسي على 4 مريض بالسمنة.

عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والسمنة بين لـ"الصباح"، أن منظمة الصحة العالمية نصت في بندها التاسع على مقاومة هذا المرض والأمراض الناجمة عنه والتي تعد أمراضا خطيرة على غرار مرض السكري وضغط الدم وصعوبة التنفس النومي والتهاب الكبد الدهني، ما جعل المنظمة تؤكد على أهمية التوعية والوقاية حتى لا نصل لمرحلة السمنة، مشددا على أن التونسي مازال غير واع بخطورة هذا المرض وفي غالب الأحيان لا يعترف بالوزن الزائد الذي قد يؤدي به إلى السمنة وما يرافقها من أمراض.

وعن العمليات الجراحية والإقبال عليها كشف محدثنا أن أكثر من 6000 عملية في جراحة السمنة يتم القيام بها في تونس سنويا وتشمل في اغلبها مرضى أجانب، مبينا أن كفاءة الأطباء الجراحين التونسيين في المجال جعلت بلادنا قبلة مرضى السمنة من مختلف دول العالم وبدرجة أقل المرضى التونسيين الذين بدأت نظرتهم لهذه العمليات تتغير ويقبلون عليها.

وأبرز إن جراحة السمنة تهدف أساسا إلى مقاومة الأمراض المزمنة التي تتسبب في العديد من التعكرات الصحية التي تهدد حياة الإنسان مثل السكري والجلطة القلبية والدماغية، معتبرا أن هذه الجراحة ضرورية لإخراج المريض من دائرة الخطر، غير انه استدرك بالقول أن النجاح في القضاء على السمنة يتطلب من المريض الاندماج في منظومة شاملة من خلال تغيير نمط حياته انطلاقا من التغذية إلى الرعاية النفسية وصولا إلى ممارسة الرياضة والحركة خاصة وأن مرضى السمنة يتعرضون إلى صعوبات صحية كثيرة قد تمثل خطرا على حياتهم.

مبينا أن التدخل الجراحي يأتي في مرحلة أخيرة بعد فشل المريض في إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن بعد حصص علاج مع طبيب في التغذية، مشددا على أن التدخل الجراحي يتم إثر القيام بالتحاليل اللازمة للوقوف على مدى استعداد المريض للخضوع له.

  نحو التكفل بعلاج مرض السمنة

 وكشف عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش أن مرض السمنة علميا وطبيا على غاية من الخطورة، وهو يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض قاتلة من بينها مرض السكري والتشحم الكبدي وانسداد العروق والجلطات والتشحم في الدم وانقطاع التنفس النومي، إضافة إلى تأثيره السلبي على الوضع الصحي لحاملي أمراض أخرى على غرار ضغط الدم ما يجعل هذا المرض خطير، وبين أن هذه الخطورة جعلت وزارة الصحة والصناديق الاجتماعية وخاصة "الكنام" تعمل جاهدة وتسير بخطى ثابتة اليوم وتدرس طرق التكفل بعلاج مرض السمنة كونه مرض خطير ومزمن ويهدد حياة الإنسان.

  معتبرا أن جراحة السمنة علاج جراحي ولیس تجمیلي ومصنف كمرض مزمن لدى المنظمة العالمیة للصحة لاسيما في ظل تداعياته الخطيرة على المريض وتأثيرها في تعكر صحة الفرد باعتبار أن السمنة من بين الأمراض التي تؤدي إلى تعكر الوضع الصحي للمصابين بأي مرض آخر إن لم تكن العامل الأول المتسبب فيه مما جعل إقبال مرضى السمنة على هذا النوع من الجراحات أصبح يشهد تزايدا كبيرا، وفق تأكيده. وأكد على أن العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية وإنما صحية بالأساس وتتمثل في القيام بعمليات تحويرية على الجهاز الهضمي لاسيما وان هذه العمليات الجراحية لم تعد تشكل خطورة اليوم في ظل تطور البحث الطبي في المجال وتطور التقنيات المعتمدة.

حنان قيراط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أصبحت تصنف كـ"مرض مزمن" .. تونسي من كل أربعة أشخاص يعاني السمنة..

6000 -عملية جراحية سنويا أغلبها لأجانب

تونس-الصباح

دقت تقارير "أطلس السمنة العالمي 2022 و2023"، ناقوس الخطر لما لهذا المرض من تهديد للصحة العالمية، وهي تقارير قدمت توقعات لعام 2035 إذ من المتوقع أن يزداد انتشار مرض السمنة من 14% لدى سكان العالم سنة 2020 إلى 24% سنة 2035، حيث من المتوقع أن يصاب ما يقارب 2 مليار شخص بالغ، وكذلك من الأطفال والمراهقين بحلول سنة 2035 بمرض السمنة دون احتساب نسبة الإصابة بزيادة الوزن، ماذا عن الوضع في تونس؟ وما هو دور الجراحة في هذا الخصوص؟ أسئلة أجاب عنها عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش.

وبين الدكتور سيف الدين البكوش المكلف بالتموين في الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة لـ"الصباح" أن 650 مليون شخص في العالم يعانون من السمنة، ومليار و900 مليون شخص يعانون من الوزن الزائد والسمنة، أما في تونس والى غاية 2016 بلغت نسبة الذين يعانون من السمنة 26.5% حيث كانت هذه النسبة سنة 1997 في حدود 14%، واعتبر أن تونس ليست في منأى عن هذا الوباء العالمي العاصف، وشرح انه ووفقاً لتقارير المنظمة العالمية للصحة، فإن انتشار السمنة بتونس اخذ منحى تصاعديا خطيرا حيث تضاعف عدد المصابين بهذا المرض في بلادنا في غضون 20 سنة أي بين 1997 و2016 ما يعني ان هناك زيادة سنوية قدرها 2.5% في معدل السمنة لدى البالغين.

ومن المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 5.5 % في عام 2030 على أن تبلغ نسبة المصابين به حوالي 36% في عام 2035 مع غلبة واضحة للإصابة لدى الإناث.

وعن أسباب تفشي هذا المرض أوضح عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش أن تغير نمط الحياة والعمل عن بعد وقلة الحركة وعدم الإقبال على ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الإقبال على تناول الأكلات السريعة المشبعة بالزيوت أدى إلى ارتفاع عدد الذين يعانون من مرض السمنة ما أدى إلى إصابة تونسي على 4 مريض بالسمنة.

عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والسمنة بين لـ"الصباح"، أن منظمة الصحة العالمية نصت في بندها التاسع على مقاومة هذا المرض والأمراض الناجمة عنه والتي تعد أمراضا خطيرة على غرار مرض السكري وضغط الدم وصعوبة التنفس النومي والتهاب الكبد الدهني، ما جعل المنظمة تؤكد على أهمية التوعية والوقاية حتى لا نصل لمرحلة السمنة، مشددا على أن التونسي مازال غير واع بخطورة هذا المرض وفي غالب الأحيان لا يعترف بالوزن الزائد الذي قد يؤدي به إلى السمنة وما يرافقها من أمراض.

وعن العمليات الجراحية والإقبال عليها كشف محدثنا أن أكثر من 6000 عملية في جراحة السمنة يتم القيام بها في تونس سنويا وتشمل في اغلبها مرضى أجانب، مبينا أن كفاءة الأطباء الجراحين التونسيين في المجال جعلت بلادنا قبلة مرضى السمنة من مختلف دول العالم وبدرجة أقل المرضى التونسيين الذين بدأت نظرتهم لهذه العمليات تتغير ويقبلون عليها.

وأبرز إن جراحة السمنة تهدف أساسا إلى مقاومة الأمراض المزمنة التي تتسبب في العديد من التعكرات الصحية التي تهدد حياة الإنسان مثل السكري والجلطة القلبية والدماغية، معتبرا أن هذه الجراحة ضرورية لإخراج المريض من دائرة الخطر، غير انه استدرك بالقول أن النجاح في القضاء على السمنة يتطلب من المريض الاندماج في منظومة شاملة من خلال تغيير نمط حياته انطلاقا من التغذية إلى الرعاية النفسية وصولا إلى ممارسة الرياضة والحركة خاصة وأن مرضى السمنة يتعرضون إلى صعوبات صحية كثيرة قد تمثل خطرا على حياتهم.

مبينا أن التدخل الجراحي يأتي في مرحلة أخيرة بعد فشل المريض في إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن بعد حصص علاج مع طبيب في التغذية، مشددا على أن التدخل الجراحي يتم إثر القيام بالتحاليل اللازمة للوقوف على مدى استعداد المريض للخضوع له.

  نحو التكفل بعلاج مرض السمنة

 وكشف عضو الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة الدكتور سيف الدين البكوش أن مرض السمنة علميا وطبيا على غاية من الخطورة، وهو يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض قاتلة من بينها مرض السكري والتشحم الكبدي وانسداد العروق والجلطات والتشحم في الدم وانقطاع التنفس النومي، إضافة إلى تأثيره السلبي على الوضع الصحي لحاملي أمراض أخرى على غرار ضغط الدم ما يجعل هذا المرض خطير، وبين أن هذه الخطورة جعلت وزارة الصحة والصناديق الاجتماعية وخاصة "الكنام" تعمل جاهدة وتسير بخطى ثابتة اليوم وتدرس طرق التكفل بعلاج مرض السمنة كونه مرض خطير ومزمن ويهدد حياة الإنسان.

  معتبرا أن جراحة السمنة علاج جراحي ولیس تجمیلي ومصنف كمرض مزمن لدى المنظمة العالمیة للصحة لاسيما في ظل تداعياته الخطيرة على المريض وتأثيرها في تعكر صحة الفرد باعتبار أن السمنة من بين الأمراض التي تؤدي إلى تعكر الوضع الصحي للمصابين بأي مرض آخر إن لم تكن العامل الأول المتسبب فيه مما جعل إقبال مرضى السمنة على هذا النوع من الجراحات أصبح يشهد تزايدا كبيرا، وفق تأكيده. وأكد على أن العمليات الجراحية لمرضى السمنة ليست تجميلية وإنما صحية بالأساس وتتمثل في القيام بعمليات تحويرية على الجهاز الهضمي لاسيما وان هذه العمليات الجراحية لم تعد تشكل خطورة اليوم في ظل تطور البحث الطبي في المجال وتطور التقنيات المعتمدة.

حنان قيراط