حين تستمعٌ الى المٌلازم الأول يٌمنى الدّلايلي وهي تستعرض تفاصيل مسارها المهني كما الدراسي لا يسعك الا ان تستحضر المقولة الشهيرة لأيقونة الشعر التونسي الشاعر الراحل الصغير أولاد احمد "نساء بلادي نساء ونصف" ..
فلا يٌمكن لأي كان ان يتوقّع وهو يٌصغي اليها تروي بذلك الصوت الرقيق خلاصة مسيرة دراسية ومهنية لامعة واكثر من مميّزة ان تلك الشخصية الناعمة تعود لشابة تمثل رقما صعبا في مجالها.. فتلك الملامح الجميلة كما تلك النعومة في الحديث تجعلك لا تتوقع مطلقا انك في حضرة الملازم الأول يمنى الدلايلي اول قائد طائرة حربية مٌقاتلة في تاريخ الجيش الوطني.. موقعا يٌمثل حلم الالاف استطاعت يمنى الدلايلي ان تجسمه على ارض الواقع راسمة بذلك مسيرة اكثر من مميّزة..
يمنى الدلايلي التي تسنّى التعرف الى مسارها المهني اللامع في اطار الزيارة الميدانية التي نظمتها وزارة الدفاع الوطني الى إدارة التعليم العالي العسكري والبحث العلمي بالقاعدة العسكرية بالعوينة وقفت شامخة امام الإعلاميين لتروي بكل فخر واقتدار مسيرة استثنائية وملهمة يحلمٌ الالاف بتجسيمها..
تقول يٌمنى بصوت مثّل مزيجا من احاسيس ومشاعر مختلطة ومختلفة تراوحت بين الفرحة والفخر والتأثر :"انا أول امرأة تونسية تقود طائرة حربية مقاتلة.. الرحلة كانت محفوفة بالتحديات والصعاب لكن الحلم تحقق" ..وقبلها سبقتها مسيرة محلية ودولية زاخرة وحافلة بالأحداث والمحطات المضيئة..
الملازم الأول يمنى الدلايلي هي خريجة المدرسة العمومية ذلك الصرح الذي كان ولا يزال رغم العلل والهنّات منارة تعليمية هامة تسهم في اشعاع الالاف من الكفاءات , فباديات النجاح والتألق كانت من معهد بورقيبة النموذجي بتونس اين تمكنت من اقتلاع شهادة النجاح في الباكالوريا شعبة تقنية بمعدل يساوي 16,46 من 20 – محرزة على ملاحظة حسن جدا- الامر الذي خوّل لها الالتحاق بمدرسة الطيران ببرج العامري (وهي مدرسة تابعة لوزارة الدفاع الوطني تتولى تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاصات متعددة) ومن هناك من مدرسة الطيران ببرج العامري انطلقت المسيرة وبدأ حلم الطفولة يتحقق .. تقول يمنى ان قيادة طائرة كان حلما يسكٌنها منذ ان كانت طفلة لكن بمرور الوقت تفطنت الى ان الحلم يمكن ان يتحول الى حقيقة مجسمة على ارض الواقع من خلال الدراسة والتكوين.
لم تكن مسيرة الملازم الأول يمنى هيّنة فالنجاح يتطلب رفع جميع التحديات ونجحت في ذلك باقتدار..ففي مدرسة الطيران ببرج العامري التي كانت بالنسبة لها محطة للنجاح والاقلاع وبداية لرسم ونحت مسيرة استثنائية درست الملازم الأول الدلايلي هناك سنتين تحضيريتين كمرحلة أولى كللتا بالنجاح والتفوق ثم نجحت لاحقا في عملية الانتقاء المسبق للطيارين التي كانت عبارة عن دروس نظرية وساعات طيران فعلية على متن الطائرة "تي بي 20 جي تي" ..
وبعد مسيرة دراسية امتدت على مدار ثلاث سنوات تخرجت الملازم الاول يمنى كمهندس طيار حاصلة على شهادة الكفاءة النظرية بطيار خط طائر بمجموع 60 ساعة طيران على الطائرة ذاتها "تي بي 20 جي تي "..
مباشرة بعد التخرج والنجاح التحقت الملازم الأول الدلايلي بالقاعدة الجوية بصفاقس وتحديدا بالوحدة الجوية 14 اين تمرّنت على قيادة الطائرة الإيطالية "اس اف 260 ماغاتي لتحرز بذلك على شهادة سباق الطائرات العسكرية عدد 1 .
الإقلاع على متن الطائرة الإيطالية سالفة الذكر وقيادتها لمدة 30 ساعة كان بالنسبة للملازم الأول الدلايلي بمثابة اختيار بين قيادة طائرة مروحية (هيليكوبتر) او طائرة حربية لكن تفوقها جعلها تتوجه الى الخيار الذي تحبذه وهو الإقلاع على متن طائرة حربية. اثرها تم توجيهها الى الوحدة الجوية 13 اين انطلقت مسيرة متوهجة مع الطائرة "ار 59".
النجاحات المحلية للملازم الأول الدلايلي كانت مرفوقة بنجاح واشعاع دولي بعد ان حظيت بفرصة التكوين بالخارج من خلال الالتحاق بالأردن لمواصلة مسار التكوين بكلية الملك حسين الجوية من خلال قيادة طائرة "بي سي 21 " صنف طيران متقدم.
كان التكوين في الأردن بمثابة حلقة أخرى تنضاف الى حلقات النجاح والتميز في مسيرة الملازم الأول الدلايلي فقد انهت التكوين في الأردن بتفوق، محتلة الصدارة لتعود الى ارض الوطن صحبة زميل تونسي لها بمجموع 240 ساعة طيران ومتحصلة على شهادة سياقة الطائرات العسكرية عدد 2 و3 ملتحقة بذلك بالوحدة الجوية 15 كأول تونسية تقود طائرة نفاثة مقاتلة بجيش الطيران التونسي..
في رصيد الملازم الاول يٌمنى الدلايلي اليوم مسيرة مٌتوهّجة وصاخبة بالنجاحات والتميز، حتما لم تكن وليدة الصدفة وانما تحمل في طياتها خلاصة تجربة كان عنوانها الابرز التحدي والعزيمة والثبات على تحقيق الحلم حتى لو بدا صعبا أو مستحيلا ..
صدق فعلا الصغير أولاد احمد، حين قال نساء بلادي نساء ونصف، فالملازم الأول يمنى الدلايلي فخر للمؤسسة العسكرية (هذه المؤسسة التي تحظى بخيرة العناصر النسائية اللاتي تلقين تكوينا صلب جيش الطيران في اختصاصات متعددة) ولكل تونسي وتونسية..
منال حرزي
تونس-الصباح
حين تستمعٌ الى المٌلازم الأول يٌمنى الدّلايلي وهي تستعرض تفاصيل مسارها المهني كما الدراسي لا يسعك الا ان تستحضر المقولة الشهيرة لأيقونة الشعر التونسي الشاعر الراحل الصغير أولاد احمد "نساء بلادي نساء ونصف" ..
فلا يٌمكن لأي كان ان يتوقّع وهو يٌصغي اليها تروي بذلك الصوت الرقيق خلاصة مسيرة دراسية ومهنية لامعة واكثر من مميّزة ان تلك الشخصية الناعمة تعود لشابة تمثل رقما صعبا في مجالها.. فتلك الملامح الجميلة كما تلك النعومة في الحديث تجعلك لا تتوقع مطلقا انك في حضرة الملازم الأول يمنى الدلايلي اول قائد طائرة حربية مٌقاتلة في تاريخ الجيش الوطني.. موقعا يٌمثل حلم الالاف استطاعت يمنى الدلايلي ان تجسمه على ارض الواقع راسمة بذلك مسيرة اكثر من مميّزة..
يمنى الدلايلي التي تسنّى التعرف الى مسارها المهني اللامع في اطار الزيارة الميدانية التي نظمتها وزارة الدفاع الوطني الى إدارة التعليم العالي العسكري والبحث العلمي بالقاعدة العسكرية بالعوينة وقفت شامخة امام الإعلاميين لتروي بكل فخر واقتدار مسيرة استثنائية وملهمة يحلمٌ الالاف بتجسيمها..
تقول يٌمنى بصوت مثّل مزيجا من احاسيس ومشاعر مختلطة ومختلفة تراوحت بين الفرحة والفخر والتأثر :"انا أول امرأة تونسية تقود طائرة حربية مقاتلة.. الرحلة كانت محفوفة بالتحديات والصعاب لكن الحلم تحقق" ..وقبلها سبقتها مسيرة محلية ودولية زاخرة وحافلة بالأحداث والمحطات المضيئة..
الملازم الأول يمنى الدلايلي هي خريجة المدرسة العمومية ذلك الصرح الذي كان ولا يزال رغم العلل والهنّات منارة تعليمية هامة تسهم في اشعاع الالاف من الكفاءات , فباديات النجاح والتألق كانت من معهد بورقيبة النموذجي بتونس اين تمكنت من اقتلاع شهادة النجاح في الباكالوريا شعبة تقنية بمعدل يساوي 16,46 من 20 – محرزة على ملاحظة حسن جدا- الامر الذي خوّل لها الالتحاق بمدرسة الطيران ببرج العامري (وهي مدرسة تابعة لوزارة الدفاع الوطني تتولى تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاصات متعددة) ومن هناك من مدرسة الطيران ببرج العامري انطلقت المسيرة وبدأ حلم الطفولة يتحقق .. تقول يمنى ان قيادة طائرة كان حلما يسكٌنها منذ ان كانت طفلة لكن بمرور الوقت تفطنت الى ان الحلم يمكن ان يتحول الى حقيقة مجسمة على ارض الواقع من خلال الدراسة والتكوين.
لم تكن مسيرة الملازم الأول يمنى هيّنة فالنجاح يتطلب رفع جميع التحديات ونجحت في ذلك باقتدار..ففي مدرسة الطيران ببرج العامري التي كانت بالنسبة لها محطة للنجاح والاقلاع وبداية لرسم ونحت مسيرة استثنائية درست الملازم الأول الدلايلي هناك سنتين تحضيريتين كمرحلة أولى كللتا بالنجاح والتفوق ثم نجحت لاحقا في عملية الانتقاء المسبق للطيارين التي كانت عبارة عن دروس نظرية وساعات طيران فعلية على متن الطائرة "تي بي 20 جي تي" ..
وبعد مسيرة دراسية امتدت على مدار ثلاث سنوات تخرجت الملازم الاول يمنى كمهندس طيار حاصلة على شهادة الكفاءة النظرية بطيار خط طائر بمجموع 60 ساعة طيران على الطائرة ذاتها "تي بي 20 جي تي "..
مباشرة بعد التخرج والنجاح التحقت الملازم الأول الدلايلي بالقاعدة الجوية بصفاقس وتحديدا بالوحدة الجوية 14 اين تمرّنت على قيادة الطائرة الإيطالية "اس اف 260 ماغاتي لتحرز بذلك على شهادة سباق الطائرات العسكرية عدد 1 .
الإقلاع على متن الطائرة الإيطالية سالفة الذكر وقيادتها لمدة 30 ساعة كان بالنسبة للملازم الأول الدلايلي بمثابة اختيار بين قيادة طائرة مروحية (هيليكوبتر) او طائرة حربية لكن تفوقها جعلها تتوجه الى الخيار الذي تحبذه وهو الإقلاع على متن طائرة حربية. اثرها تم توجيهها الى الوحدة الجوية 13 اين انطلقت مسيرة متوهجة مع الطائرة "ار 59".
النجاحات المحلية للملازم الأول الدلايلي كانت مرفوقة بنجاح واشعاع دولي بعد ان حظيت بفرصة التكوين بالخارج من خلال الالتحاق بالأردن لمواصلة مسار التكوين بكلية الملك حسين الجوية من خلال قيادة طائرة "بي سي 21 " صنف طيران متقدم.
كان التكوين في الأردن بمثابة حلقة أخرى تنضاف الى حلقات النجاح والتميز في مسيرة الملازم الأول الدلايلي فقد انهت التكوين في الأردن بتفوق، محتلة الصدارة لتعود الى ارض الوطن صحبة زميل تونسي لها بمجموع 240 ساعة طيران ومتحصلة على شهادة سياقة الطائرات العسكرية عدد 2 و3 ملتحقة بذلك بالوحدة الجوية 15 كأول تونسية تقود طائرة نفاثة مقاتلة بجيش الطيران التونسي..
في رصيد الملازم الاول يٌمنى الدلايلي اليوم مسيرة مٌتوهّجة وصاخبة بالنجاحات والتميز، حتما لم تكن وليدة الصدفة وانما تحمل في طياتها خلاصة تجربة كان عنوانها الابرز التحدي والعزيمة والثبات على تحقيق الحلم حتى لو بدا صعبا أو مستحيلا ..
صدق فعلا الصغير أولاد احمد، حين قال نساء بلادي نساء ونصف، فالملازم الأول يمنى الدلايلي فخر للمؤسسة العسكرية (هذه المؤسسة التي تحظى بخيرة العناصر النسائية اللاتي تلقين تكوينا صلب جيش الطيران في اختصاصات متعددة) ولكل تونسي وتونسية..