إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. انفجار ثورة شبابية ثقافية في جامعات أمريكا والعالم.. هل يفهم "الكبار" الرسالة؟

 

بقلم: كمال بن يونس

بعد 7 أشهر عن انفجار "طوفان الأقصى" في فلسطين المحتلة وتوسع الصراع بأبعاده الميدانية والسياسية والثقافية إلى مناطق عديدة في العالمين العربي والإسلامي وفي البلدان الغربية اندلعت "ثورة شبابية طلابية ثقافية في جامعات أمريكا وأوربا" وفي شوارعها  لقيت صدى في العالم اجمع.

روج زعيم أقصى اليمين الإسرائيلي نتنياهو وأنصاره في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي خارطة "الغت" فلسطين... واعتبروا أن "قضية تحرير فلسطين" ومشروع "الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود ما قبل حرب 1967"جزء من الماضي.. وان اولويتهم اليوم هي "استكمال مسار التطبيع مع الحكومات العربية والإسلامية" بما فيها دول لديها رمزية تاريخية وثقافية مثل دول الخليج العربية وإندونيسيا وماليزيا..

وعادوا للترويج لسيناريو "إدماج" سلطات الاحتلال الإسرائيلية إدماجا كاملا في المنطقة العربية الإسلامية اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وأكاديميا وإعلاميا..

لكن انفجار شباب فلسطين في 7 أكتوبر بعد المجازر الجديدة التي ارتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال ضد المدنيين في الضفة الغربية والقدس للمحتلين غيرت المعطيات...

لم يفهم "الكبار" الرسالة فردوا عبر القنابل والدبابات والطائرات الحربية التي دمرت كل مدن قطاع غزة ذي المليونين ونصف من السكان.. وقتلت أولا مئات الأطفال والشباب اليهود المشاركين في حفل ليلة 7 أكتوبر ثم عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والعجائز والصحفيين والأطباء وأعوان الإغاثة...

وشارك في جرائم الحرب هذه أباطرة الإعلام والمال والسياسة في أمريكا وأوربا والعالم الرأسمالي..

لكن النتائج كانت عكسية مرة أخرى رغم حجم الكوارث الإنسانية التي تسببت فيها قوات الاحتلال مدعومة بحاملات طائرات وغواصات ومقاتلات متطورة قدمت خصيصا من أمريكا وأوربا...

وانقلب السحر على الساحر..

نزل ملايين الشباب والطلاب وأنصار السلام إلى الشوارع في القارات الخمسة من أجل السلام ووقف الحرب ودعم عدالة مطلب "إنهاء احتلال فلسطين"...

وتوسع الحراك الشبابي الطلابي لينتشر في اعرق الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية والأوروبية والعالمية.. بمشاركة شباب ومثقفين وأساتذة يهود معتدلين رفضوا مجددا الخلط بين اليهودية والحركات" الصهيونية المتطرفة" التي تطورت إلى "أحزاب ولوبيات ومافيات عنصرية" أساءت للقيم الكونية التي دافع عنها آلاف الفلاسفة والعلماء والإعلاميين والحقوقيين اليهود والعلمانيين الغربيين منذ قرنين.. وبينهم عدد من رموز الفكر والثقافة والاعتدال الذين شاركوا في تنظيم حوارات راقية مع علماء ومثقفين وسياسيين فلسطينيين وعرب ومسلمين ومسيحيين وعلمانيين خلال العقود الماضية.. بينهم المفكر الأمريكي الفلسطيني إدوارد سعيد الأستاذ في جامعة كولومبيا الأمريكية سابقا.. والأب الروحي لآلاف الطلاب والشباب الأمريكي الذي انتفض مؤخرا ثم فجر ثورة فكرية ثقافية سياسية حقوقية كونية داعمة للحركة الوطنية الفلسطينية ولكل القيم الحقوقية الكونية..

وماذا بعد كل هذا الحراك؟

وهل يمكن أن يصمد طويلا بعد نزول آلاف العسكريين والأمنيين إلى الجامعات والشوارع واعتقال آلاف الشباب والطلاب والأساتذة بينهم يهوديات ويهود؟

هل يمكن إعادة سيناريو قمع الشباب اليساري في أمريكا وأوربا بحجة "التصدي للخطر الشيوعي" في مرحلة "الحرب الباردة"؟

الجواب واضح: مرة أخرى ستكون نتيجة القمع عكسية..

وإذا كانت حرب الإبادة الجماعية الجديدة في فلسطين المحتلة فجرت الثورة الشبابية في أمريكا وأوربا والعالم فان شراسة القمع ستساهم في مزيد نشر الوعي وقيم السلام بين شباب العالم ونخبه.. وستنصف هذه الثورة الشبابية ثقافات" الشرق" وشعوبه بعد قرنين من الاحتلال والتشويه من جهة والصمود والصبر من جهة ثانية...

ومهما تورطت وسائل الإعلام الغربية والدولية في التعتيم على ثورة الشباب والجامعات الجديدة فان المواقع الإلكترونية والاجتماعية قامت بالواجب.. وتحدت الحصار وانتصرت على لوبيات التعتيم والكذب والتضليل...

ومهما ارتفع عدد القتلى والجرحى والمشردين وضحايا الحروب في فلسطين المحتلة وفي كامل  المنطقة العربية والإسلامية فان أحفاد عز الدين القسام وأمين الحسيني وياسر عرفات وخليل الوزير أبو جهاد واحمد ياسين وجورج حبش وأبو علي مصطفى وصالح العاروري سينتصرون ولو بعد حين...

ومهما كانت تطورات الحملات الأمنية ضد أساتذة أمريكا وأوربا وطلبتها وزعاماتها اليهود المعتدلين فان جيلا جديدا من شباب العالم فهم الدرس.. وتعرف مجددا على حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وخلفياته.. وعلى الفوارق بين اليهودية والصهيونية.. بين أوروبا الحداثة والاحتلال.. بين شعوب أمريكا وأوربا من جهة وأجندات لوبيات تجار السلاح وعصابات تبييض الأموال من جهة أخرى...

إنها مجددا معركة أجيال..

وقد ولى عهد العجائز المستوطنين و"المعمرين.."

فعسى أن تنتصر إرادة الشعوب وعزيمة الوطنيين المخلصين.

رأي..   انفجار ثورة شبابية ثقافية في جامعات أمريكا والعالم..   هل يفهم "الكبار" الرسالة؟

 

بقلم: كمال بن يونس

بعد 7 أشهر عن انفجار "طوفان الأقصى" في فلسطين المحتلة وتوسع الصراع بأبعاده الميدانية والسياسية والثقافية إلى مناطق عديدة في العالمين العربي والإسلامي وفي البلدان الغربية اندلعت "ثورة شبابية طلابية ثقافية في جامعات أمريكا وأوربا" وفي شوارعها  لقيت صدى في العالم اجمع.

روج زعيم أقصى اليمين الإسرائيلي نتنياهو وأنصاره في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي خارطة "الغت" فلسطين... واعتبروا أن "قضية تحرير فلسطين" ومشروع "الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود ما قبل حرب 1967"جزء من الماضي.. وان اولويتهم اليوم هي "استكمال مسار التطبيع مع الحكومات العربية والإسلامية" بما فيها دول لديها رمزية تاريخية وثقافية مثل دول الخليج العربية وإندونيسيا وماليزيا..

وعادوا للترويج لسيناريو "إدماج" سلطات الاحتلال الإسرائيلية إدماجا كاملا في المنطقة العربية الإسلامية اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وأكاديميا وإعلاميا..

لكن انفجار شباب فلسطين في 7 أكتوبر بعد المجازر الجديدة التي ارتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال ضد المدنيين في الضفة الغربية والقدس للمحتلين غيرت المعطيات...

لم يفهم "الكبار" الرسالة فردوا عبر القنابل والدبابات والطائرات الحربية التي دمرت كل مدن قطاع غزة ذي المليونين ونصف من السكان.. وقتلت أولا مئات الأطفال والشباب اليهود المشاركين في حفل ليلة 7 أكتوبر ثم عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والعجائز والصحفيين والأطباء وأعوان الإغاثة...

وشارك في جرائم الحرب هذه أباطرة الإعلام والمال والسياسة في أمريكا وأوربا والعالم الرأسمالي..

لكن النتائج كانت عكسية مرة أخرى رغم حجم الكوارث الإنسانية التي تسببت فيها قوات الاحتلال مدعومة بحاملات طائرات وغواصات ومقاتلات متطورة قدمت خصيصا من أمريكا وأوربا...

وانقلب السحر على الساحر..

نزل ملايين الشباب والطلاب وأنصار السلام إلى الشوارع في القارات الخمسة من أجل السلام ووقف الحرب ودعم عدالة مطلب "إنهاء احتلال فلسطين"...

وتوسع الحراك الشبابي الطلابي لينتشر في اعرق الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية والأوروبية والعالمية.. بمشاركة شباب ومثقفين وأساتذة يهود معتدلين رفضوا مجددا الخلط بين اليهودية والحركات" الصهيونية المتطرفة" التي تطورت إلى "أحزاب ولوبيات ومافيات عنصرية" أساءت للقيم الكونية التي دافع عنها آلاف الفلاسفة والعلماء والإعلاميين والحقوقيين اليهود والعلمانيين الغربيين منذ قرنين.. وبينهم عدد من رموز الفكر والثقافة والاعتدال الذين شاركوا في تنظيم حوارات راقية مع علماء ومثقفين وسياسيين فلسطينيين وعرب ومسلمين ومسيحيين وعلمانيين خلال العقود الماضية.. بينهم المفكر الأمريكي الفلسطيني إدوارد سعيد الأستاذ في جامعة كولومبيا الأمريكية سابقا.. والأب الروحي لآلاف الطلاب والشباب الأمريكي الذي انتفض مؤخرا ثم فجر ثورة فكرية ثقافية سياسية حقوقية كونية داعمة للحركة الوطنية الفلسطينية ولكل القيم الحقوقية الكونية..

وماذا بعد كل هذا الحراك؟

وهل يمكن أن يصمد طويلا بعد نزول آلاف العسكريين والأمنيين إلى الجامعات والشوارع واعتقال آلاف الشباب والطلاب والأساتذة بينهم يهوديات ويهود؟

هل يمكن إعادة سيناريو قمع الشباب اليساري في أمريكا وأوربا بحجة "التصدي للخطر الشيوعي" في مرحلة "الحرب الباردة"؟

الجواب واضح: مرة أخرى ستكون نتيجة القمع عكسية..

وإذا كانت حرب الإبادة الجماعية الجديدة في فلسطين المحتلة فجرت الثورة الشبابية في أمريكا وأوربا والعالم فان شراسة القمع ستساهم في مزيد نشر الوعي وقيم السلام بين شباب العالم ونخبه.. وستنصف هذه الثورة الشبابية ثقافات" الشرق" وشعوبه بعد قرنين من الاحتلال والتشويه من جهة والصمود والصبر من جهة ثانية...

ومهما تورطت وسائل الإعلام الغربية والدولية في التعتيم على ثورة الشباب والجامعات الجديدة فان المواقع الإلكترونية والاجتماعية قامت بالواجب.. وتحدت الحصار وانتصرت على لوبيات التعتيم والكذب والتضليل...

ومهما ارتفع عدد القتلى والجرحى والمشردين وضحايا الحروب في فلسطين المحتلة وفي كامل  المنطقة العربية والإسلامية فان أحفاد عز الدين القسام وأمين الحسيني وياسر عرفات وخليل الوزير أبو جهاد واحمد ياسين وجورج حبش وأبو علي مصطفى وصالح العاروري سينتصرون ولو بعد حين...

ومهما كانت تطورات الحملات الأمنية ضد أساتذة أمريكا وأوربا وطلبتها وزعاماتها اليهود المعتدلين فان جيلا جديدا من شباب العالم فهم الدرس.. وتعرف مجددا على حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وخلفياته.. وعلى الفوارق بين اليهودية والصهيونية.. بين أوروبا الحداثة والاحتلال.. بين شعوب أمريكا وأوربا من جهة وأجندات لوبيات تجار السلاح وعصابات تبييض الأموال من جهة أخرى...

إنها مجددا معركة أجيال..

وقد ولى عهد العجائز المستوطنين و"المعمرين.."

فعسى أن تنتصر إرادة الشعوب وعزيمة الوطنيين المخلصين.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews