إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الروائي الليبي محمد الأصفر لـ"الصباح": "النكهة البنغازية".. مادة خام مؤثرة في "سيرة الدوبلير".. وكتاباتي عامة

 

تونس-الصباح

"المداسة"، "تقودني نجمة"، "نواح الريق"، "سرة الكون"، "شرمولة"،"عسل الناس"، "فرحة"، "ملح".. وغيرها من الأعمال الروائية والقصصية للأديب الليبي محمد الأصفر لا تزال محل اهتمامات ودراسات وأبحاث نقدية، فضلا عن ترجمتها إلى العديد من اللغات..

لعل ذلك مرده -إلى جانب ثقافته الواسعة- ترحاله المتواصل من قارة إلى أخرى حيث استلهم أحداث إنتاجاته الإبداعية، وكانت الموسيقى الليبية والعربية والعالمية ، لتكون صدى لأصوات ذاكرة حية مليئة بالجزئيات والتفاصيل التي من شأنها أن تمس كيان الإنسان عامة.. تلك التفاصيل التي كانت نتاج تنوع مكاني واقترانه بأهم التطورات التي طالت عالمنا العربي والليبي بعد الثورة على وجه الخصوص..

"الصباح" التقت الروائي الليبي محمد الأصفر في المعرض الدولي للكتاب في دورته 38 ، المشارك برواية "سيرة الدوبلير" الصادرة عن دار الكتاب-تونس .. والتي تدور أحداثها في حديقة الملح بمدينة بنغازي، للحديث عن سر اختيار هذا المؤلف، وآرائه حول مدى تأثير بنغازي على كتاباته عامة كمصدر إلهام، إلى جانب التطرق إلى مسألة تنظيم معارض الكتب الدولية وتأثيرها على الحراك الأدبي والثقافي.. فكان الحوار التالي:

حاوره : وليد عبداللاوي

-تشارك في معرض الكتاب الدولي بتونس بروايتك "سيرة الدوبلير".. هل أردت من خلال هذه المشاركة إبراز موقفك وشعورك وتقييمك لما يحصل في ليبيا بعد الثورة ؟

*شعوري نعم، لكن موقفي لا، فلست مهتما بالسياسة ولا أملك ثقافة سياسية تمكنني من اتخاذ موقف سليم، التجارة والسياسة لا تعترفان بالمشاعر والعاطفة، بل تستغلهما ثم تفترسهما دون رحمة، شعوري بالطبع أسجله عبر كتاباتي القصصية والروائية، وهو شعور خيالي لا يؤخر ولا يقدم في الوضع المأساوي القائم ، أي لا يمكن أن نعتبره موقفا تجاه ما يحدث حاليا في البلاد من انقسامات وخسائر ونهب في العلن والخفاء ودمار قاد البلاد دون أي شك نحو الهاوية، في سيرة الدوبلير، تقترح الرواية وقف كل القيادات التي تدير البلاد بمن فيهم القائد أو الرئيس أو الملك أو الأمير أو السلطان أو حتى الشيطان الرجيم نفسه ومنح الحكم لقيادات شابة بديلة ، هذه القيادات الشابة تنجح في إدارة البلاد فعلا وتجعل الحياة مزدهرة، وينتهي الفساد ، لكن هذا الأمر لا تقبل به القيادات الأصلية فتعيد "الدوبليرات" إلى الحديقة حيث كانوا يجلسون وتستعيد سلطتها ، تبقي فقط على "دوبلير" واحد يخص قائد البلاد لأسباب معظمها أمنية، لكن هذا "الدوبلير" يصير وكأنه نسخة أصلية من القائد فلا نعرف من مات ومن ظل على قيد الحياة.

- حسب رأيك، هل خلقت الثورة الليبية أصوات إبداعية وموجات أدبية ؟ وإلى أي مدى نجح المبدعون في العشرية الأخيرة في تأريخ الوقائع فنيا؟

*كل تغيير ينتج أصوات إبداعية جديدة هذا شيء طبيعي، معظمها جاء كرد فعل ينتقد النظام السابق بالطبع، أيضا الأسماء القديمة تحاول أن تلتحق بالركب وتعبر عن المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد عبر كتاباتها عن تجربتها مع النظام السابق وإبراز بطولاتها عبر فضحه أكثر، للأسف لم أقرأ كل الكتب التي أنتجت مؤخرا ، قرأت نصوصا متفرقة، ولا يمكنني تدوين الأسماء حتى لا أنسى اسم مبدع أو مبدعة فيتم حذفي من الفيس بوك أو تعنيفي، وأعتقد أنهم نجحوا في التعبير عن حالة البلاد وتأريخ أحداثها فنيا. فبعد زمن لن يلجأ الباحث إلى كتب المؤرخين ليلم بحالة البلاد في تلك الحقبة فقط، وحتما كي تكتمل الصورة والرؤية لديه من حيث الصدق والنفاق لابد له من قراءة الكتب السردية واللوحات الفنية والمسرحيات وأيضا الأشعار خاصة الشعبية منها المكتوبة باللهجة المحلية وذلك لصدقها وتعبيرها الدقيق المؤثر في وجدان الناس، ومقارنتها بكل حقبة ذات أحداث مفصلية عاشتها البلاد.

-وقد عٌرفت بترحالك من بلد إلى ٱخر، هل تعتبر بنغازي مصدر إلهام لأحداث و"فنتازيا" أعمالك الروائية؟

* نعم بنغازي هي مصدر إلهامي الأساسي بالإضافة إلى مدينتي درنة ومراكش فلهما حضور فعلي في أكثر من عمل لي ، لم أعش فيهما فترة زمنية طويلة، لكن أزورهما باستمرار في الواقع وفي الخيال وفي الأحلام أيضا ، وأقرأ عنهما كثيرا من الكتب، بالنسبة لحياتي نعم غير مستقرة، منذ الصغر وأنا في حالة رحيل داخل ليبيا أو خارجها، بسبب الدراسة أو المعسكرات الشبابية أو كرة القدم أو تجارة "الشنطة" أو زيارة الأقارب والأصدقاء في مدن أخرى وهذه الانتقالات في الأمكنة انعكست في رواياتي فليس لدي أي رواية أحداثها في مكان واحد، لكن تظل بنغازي هي المركز الذي يسقط فيه الحجر ليشكل موجات دائرية حوله، عشت في بنغازي معظم سنين عمري، أيضا قرأت تاريخ المدينة ، وعايشت فيها عدة أحداث مازالت في عالقة في ذاكرتي منذ أن كنت طفلا، كانقلاب القذافي عام 1969 وخروج الناس لتأييده وكزيارة الرئيس جمال عبدا لناصر، وكمرور موكب الملك إدريس وكالقبض على الشباب من مشاهدي مباريات كرة القدم وتجنيدهم للجيش عنوة، وكشنق المناهضين للنظام السابق في المدينة الرياضية أو أمام الميناء أو أمام الكاتدرائية، وكهدم مقر النادي الأهلي ببنغازي، وكتجمع الناس الباكين أمام شركة الخطوط الجوية حزنا على إسقاط الطائرة الليبية وفقدان ذويهم، أحداث كثيرة عشتها في بنغازي أكثرها مأساوي جدا وبعضها سعيد مبهج، بالإضافة لمتابعتي للنشاط الرياضي والثقافي والفني وحفلات الغناء الشعبي المرسكاوي في حي المحيشي الشعبي الذي أعيش فيه والشهير بوفرة الفنانين من مغنين وملحنين، كل تلك الأشياء أو النكهة البنغازية اعتبرها المادة الخام التي أثرت في كتاباتي، وأكتب بالطبع حسب إمكانياتي الفنية البسيطة أي على قد حالي، استمتع جدا بالكتابة لا أكثر.

-ماذا عن الحراك الأدبي والثقافي في العالم العربي ؟ ما تقييمك عامة ؟

*لا أتابعه، حتى أنني لا أحضر الأنشطة الثقافية، حتى عندما تتم دعوتي أحاول أن أتملص، أو أقول في الندوة كلمتين، ما أردت قوله سبقني زميلي إليه، وأمرر الميكرفون الذي في جانبي، أضف إلى ذلك أن سمعي ضعيف، ولا أحب وضع السماعات الطبية، فلا أضعها إلا عندما أكون في المطار أمام ضابط الجوازات، وشيء لا أتابعه ولا أشارك فيه لا يمكنني تقييمه، وأتمنى بالطبع أن يكون حراكا فعالا خال من الشللية والمجاملات والنفاق وصحة الوجه ولحس العجول من أجل تبادل المصالح وأن يكون نزيها مشرفا يجعل الناس العوام تحب الثقافة وتبجلها وتراها نورا يضيء دربها وليس ظلاما يغرقها في الهموم أكثر.

- هل من مؤاخذات عن الإقبال والتنظيم في المعرض الدولي للكتاب في هذه الدورة ؟

*المعرض الوحيد الذي أحرص على زيارته سنويا هو معرض تونس، دور النشر التونسية ترحب بكتاباتي لفهمها لأجواء المغرب العربي ولهجته، ملصق المعرض هذا العام أعجبني حتى أنني أخذت صورة أمامه، نشرت خمسة أعمال لدى دور نشر ميسكلياني وزينب والكتاب، المعرض هذا العام ينقصه بعض الإعداد الجيد، هناك الكثير من دور النشر العربية غير مشاركة وهذا يضعف من جودة المعرض، الجمهور ليس كثيفا كما العام السابق مثلا، أسماء دور النشر وأرقامها تحتاج إلى بعض الجهد في الكتابة والتثبيت ، الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض حسب ما قرأت في موقع المعرض جيدة، هناك محاور متنوعة وأسماء ثقافية رغم مشاركة بعضها في كل معارض الكتب العربية لها وزنها وقيمتها، بالإضافة للندوات حول فلسطين والتي ينبغي أن تكون هي ضيف الشرف بدلا من إيطاليا، وفي النهاية رغم هذه النواقص بسبب ضغط العمل في وقت قصير جدا اعتبر المعرض ناجحا، فإقامة المعرض بناء على توجيه من السيد الرئيس قيس سعيد وعدم تأجيله أو إلغائه في فترة إعداد قصيرة عمل جيد وجهد ينبغي أن نشكره.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الروائي الليبي محمد الأصفر لـ"الصباح":  "النكهة البنغازية".. مادة خام مؤثرة في "سيرة الدوبلير".. وكتاباتي عامة

 

تونس-الصباح

"المداسة"، "تقودني نجمة"، "نواح الريق"، "سرة الكون"، "شرمولة"،"عسل الناس"، "فرحة"، "ملح".. وغيرها من الأعمال الروائية والقصصية للأديب الليبي محمد الأصفر لا تزال محل اهتمامات ودراسات وأبحاث نقدية، فضلا عن ترجمتها إلى العديد من اللغات..

لعل ذلك مرده -إلى جانب ثقافته الواسعة- ترحاله المتواصل من قارة إلى أخرى حيث استلهم أحداث إنتاجاته الإبداعية، وكانت الموسيقى الليبية والعربية والعالمية ، لتكون صدى لأصوات ذاكرة حية مليئة بالجزئيات والتفاصيل التي من شأنها أن تمس كيان الإنسان عامة.. تلك التفاصيل التي كانت نتاج تنوع مكاني واقترانه بأهم التطورات التي طالت عالمنا العربي والليبي بعد الثورة على وجه الخصوص..

"الصباح" التقت الروائي الليبي محمد الأصفر في المعرض الدولي للكتاب في دورته 38 ، المشارك برواية "سيرة الدوبلير" الصادرة عن دار الكتاب-تونس .. والتي تدور أحداثها في حديقة الملح بمدينة بنغازي، للحديث عن سر اختيار هذا المؤلف، وآرائه حول مدى تأثير بنغازي على كتاباته عامة كمصدر إلهام، إلى جانب التطرق إلى مسألة تنظيم معارض الكتب الدولية وتأثيرها على الحراك الأدبي والثقافي.. فكان الحوار التالي:

حاوره : وليد عبداللاوي

-تشارك في معرض الكتاب الدولي بتونس بروايتك "سيرة الدوبلير".. هل أردت من خلال هذه المشاركة إبراز موقفك وشعورك وتقييمك لما يحصل في ليبيا بعد الثورة ؟

*شعوري نعم، لكن موقفي لا، فلست مهتما بالسياسة ولا أملك ثقافة سياسية تمكنني من اتخاذ موقف سليم، التجارة والسياسة لا تعترفان بالمشاعر والعاطفة، بل تستغلهما ثم تفترسهما دون رحمة، شعوري بالطبع أسجله عبر كتاباتي القصصية والروائية، وهو شعور خيالي لا يؤخر ولا يقدم في الوضع المأساوي القائم ، أي لا يمكن أن نعتبره موقفا تجاه ما يحدث حاليا في البلاد من انقسامات وخسائر ونهب في العلن والخفاء ودمار قاد البلاد دون أي شك نحو الهاوية، في سيرة الدوبلير، تقترح الرواية وقف كل القيادات التي تدير البلاد بمن فيهم القائد أو الرئيس أو الملك أو الأمير أو السلطان أو حتى الشيطان الرجيم نفسه ومنح الحكم لقيادات شابة بديلة ، هذه القيادات الشابة تنجح في إدارة البلاد فعلا وتجعل الحياة مزدهرة، وينتهي الفساد ، لكن هذا الأمر لا تقبل به القيادات الأصلية فتعيد "الدوبليرات" إلى الحديقة حيث كانوا يجلسون وتستعيد سلطتها ، تبقي فقط على "دوبلير" واحد يخص قائد البلاد لأسباب معظمها أمنية، لكن هذا "الدوبلير" يصير وكأنه نسخة أصلية من القائد فلا نعرف من مات ومن ظل على قيد الحياة.

- حسب رأيك، هل خلقت الثورة الليبية أصوات إبداعية وموجات أدبية ؟ وإلى أي مدى نجح المبدعون في العشرية الأخيرة في تأريخ الوقائع فنيا؟

*كل تغيير ينتج أصوات إبداعية جديدة هذا شيء طبيعي، معظمها جاء كرد فعل ينتقد النظام السابق بالطبع، أيضا الأسماء القديمة تحاول أن تلتحق بالركب وتعبر عن المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد عبر كتاباتها عن تجربتها مع النظام السابق وإبراز بطولاتها عبر فضحه أكثر، للأسف لم أقرأ كل الكتب التي أنتجت مؤخرا ، قرأت نصوصا متفرقة، ولا يمكنني تدوين الأسماء حتى لا أنسى اسم مبدع أو مبدعة فيتم حذفي من الفيس بوك أو تعنيفي، وأعتقد أنهم نجحوا في التعبير عن حالة البلاد وتأريخ أحداثها فنيا. فبعد زمن لن يلجأ الباحث إلى كتب المؤرخين ليلم بحالة البلاد في تلك الحقبة فقط، وحتما كي تكتمل الصورة والرؤية لديه من حيث الصدق والنفاق لابد له من قراءة الكتب السردية واللوحات الفنية والمسرحيات وأيضا الأشعار خاصة الشعبية منها المكتوبة باللهجة المحلية وذلك لصدقها وتعبيرها الدقيق المؤثر في وجدان الناس، ومقارنتها بكل حقبة ذات أحداث مفصلية عاشتها البلاد.

-وقد عٌرفت بترحالك من بلد إلى ٱخر، هل تعتبر بنغازي مصدر إلهام لأحداث و"فنتازيا" أعمالك الروائية؟

* نعم بنغازي هي مصدر إلهامي الأساسي بالإضافة إلى مدينتي درنة ومراكش فلهما حضور فعلي في أكثر من عمل لي ، لم أعش فيهما فترة زمنية طويلة، لكن أزورهما باستمرار في الواقع وفي الخيال وفي الأحلام أيضا ، وأقرأ عنهما كثيرا من الكتب، بالنسبة لحياتي نعم غير مستقرة، منذ الصغر وأنا في حالة رحيل داخل ليبيا أو خارجها، بسبب الدراسة أو المعسكرات الشبابية أو كرة القدم أو تجارة "الشنطة" أو زيارة الأقارب والأصدقاء في مدن أخرى وهذه الانتقالات في الأمكنة انعكست في رواياتي فليس لدي أي رواية أحداثها في مكان واحد، لكن تظل بنغازي هي المركز الذي يسقط فيه الحجر ليشكل موجات دائرية حوله، عشت في بنغازي معظم سنين عمري، أيضا قرأت تاريخ المدينة ، وعايشت فيها عدة أحداث مازالت في عالقة في ذاكرتي منذ أن كنت طفلا، كانقلاب القذافي عام 1969 وخروج الناس لتأييده وكزيارة الرئيس جمال عبدا لناصر، وكمرور موكب الملك إدريس وكالقبض على الشباب من مشاهدي مباريات كرة القدم وتجنيدهم للجيش عنوة، وكشنق المناهضين للنظام السابق في المدينة الرياضية أو أمام الميناء أو أمام الكاتدرائية، وكهدم مقر النادي الأهلي ببنغازي، وكتجمع الناس الباكين أمام شركة الخطوط الجوية حزنا على إسقاط الطائرة الليبية وفقدان ذويهم، أحداث كثيرة عشتها في بنغازي أكثرها مأساوي جدا وبعضها سعيد مبهج، بالإضافة لمتابعتي للنشاط الرياضي والثقافي والفني وحفلات الغناء الشعبي المرسكاوي في حي المحيشي الشعبي الذي أعيش فيه والشهير بوفرة الفنانين من مغنين وملحنين، كل تلك الأشياء أو النكهة البنغازية اعتبرها المادة الخام التي أثرت في كتاباتي، وأكتب بالطبع حسب إمكانياتي الفنية البسيطة أي على قد حالي، استمتع جدا بالكتابة لا أكثر.

-ماذا عن الحراك الأدبي والثقافي في العالم العربي ؟ ما تقييمك عامة ؟

*لا أتابعه، حتى أنني لا أحضر الأنشطة الثقافية، حتى عندما تتم دعوتي أحاول أن أتملص، أو أقول في الندوة كلمتين، ما أردت قوله سبقني زميلي إليه، وأمرر الميكرفون الذي في جانبي، أضف إلى ذلك أن سمعي ضعيف، ولا أحب وضع السماعات الطبية، فلا أضعها إلا عندما أكون في المطار أمام ضابط الجوازات، وشيء لا أتابعه ولا أشارك فيه لا يمكنني تقييمه، وأتمنى بالطبع أن يكون حراكا فعالا خال من الشللية والمجاملات والنفاق وصحة الوجه ولحس العجول من أجل تبادل المصالح وأن يكون نزيها مشرفا يجعل الناس العوام تحب الثقافة وتبجلها وتراها نورا يضيء دربها وليس ظلاما يغرقها في الهموم أكثر.

- هل من مؤاخذات عن الإقبال والتنظيم في المعرض الدولي للكتاب في هذه الدورة ؟

*المعرض الوحيد الذي أحرص على زيارته سنويا هو معرض تونس، دور النشر التونسية ترحب بكتاباتي لفهمها لأجواء المغرب العربي ولهجته، ملصق المعرض هذا العام أعجبني حتى أنني أخذت صورة أمامه، نشرت خمسة أعمال لدى دور نشر ميسكلياني وزينب والكتاب، المعرض هذا العام ينقصه بعض الإعداد الجيد، هناك الكثير من دور النشر العربية غير مشاركة وهذا يضعف من جودة المعرض، الجمهور ليس كثيفا كما العام السابق مثلا، أسماء دور النشر وأرقامها تحتاج إلى بعض الجهد في الكتابة والتثبيت ، الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض حسب ما قرأت في موقع المعرض جيدة، هناك محاور متنوعة وأسماء ثقافية رغم مشاركة بعضها في كل معارض الكتب العربية لها وزنها وقيمتها، بالإضافة للندوات حول فلسطين والتي ينبغي أن تكون هي ضيف الشرف بدلا من إيطاليا، وفي النهاية رغم هذه النواقص بسبب ضغط العمل في وقت قصير جدا اعتبر المعرض ناجحا، فإقامة المعرض بناء على توجيه من السيد الرئيس قيس سعيد وعدم تأجيله أو إلغائه في فترة إعداد قصيرة عمل جيد وجهد ينبغي أن نشكره.