نفذ أمس الأربعاء 17أفريل 2024 فلاحو ولاية جندوبة وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية عبروا خلالها عن رفضهم لقطع مياه الري عن المناطق السقوية المخصصة خاصة لإنتاج الحبوب التي تضررت بفعل شح التساقطات.
وطالب المحتجون السلطات المعنية بتمكينهم من حقهم في ري مزروعاتهم بصفة مسترسلة لإنقاذ ما تبقى من الصابة.
وكان الموسم الفارط للزراعات الكبرى كارثيا بكل المقاييس بسبب قلة الأمطار إذ كان الضرر فادحا في القطاع المطري في حين أن القطاع السقوي كانت إنتاجيته أفضل على اعتبار أن عمليات الري كانت وفقا لما تحتاجه الصابة.
ويخشى الفلاحون خلال هذا الموسم من تكرار "سيناريو" الخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال الموسم المنقضي لاسيما أنه وبعد الانطلاقة الواعدة للموسم الحالي إثر نزول الغيث النافع عاشت تونس على وقع شح في الأمطار لاسيما في المناطق المعروفة بامتداد مساحات الزراعات الكبرى على غرار ولايات الكاف وسليانة وجندوبة وبنزرت.
ولئن تعتمد هذه المناطق بشكل كلي على هطول الغيث، إلا الإشكال يكمن هنا في المناطق السقوية التي لم يقع تمكينها من حصصها من الري ما أثار حالة من الغضب لدى الفلاحين الذين ورغم الوعود المتكررة من السلط بتمكينهم من حصصهم من الري لم يتحصلوا على أي نصيب من مياه الري أو على حصة لا تفي بالحاجة..
أضرار فادحة
وفي هذا الخصوص أفاد محمد رجايبية عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى لـ"الصباح " أن موسم الزراعات الكبرى رغم انطلاقه متأخرا كان واعدا بفضل أهمية التساقطات التي تهاطلت خلال شهري جانفي وفيفري والتي شجعت الفلاحين على بذر قرابة 1 مليون هكتار، إلا أن نقطة التحول كانت منذ منتصف شهر مارس مع انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي فاقت في بعض المناطق 30 درجة خاصة وأن نشاط الزراعات الكبرى يعتمد بدرجة كبيرة على أهمية كميات الأمطار المسجلة لاسيما وأنها مناطق مطرية بنسبة 90%.
وابرز أن العديد من هذه المناطق تضررت بشكل كبير وبنسب متفاوتة حسب الجهات وخاصة في كل من الكاف وسليانة وزغوان وباجة الجنوبية وجندوبة وبعض المناطق من ولاية بنزرت.
100 هكتار من المناطق السقوية مهددة
وكشف محدثنا انه ورغم وعود سلطة الإشراف بتمكين فلاحي الزراعات الإستراتيجية من الكميات اللازمة من مياه الري في الوقت الذي تنخفض فيه التساقطات خاصة في المناطق السقوية إلا أنها لم تلتزم بهذه الوعود حيث كان من الضروري تمكين الفلاحين من الري التكميلي منذ منتصف شهر مارس إلا أن ذلك لم يحصل، وخير دليل ما حصل بالمناطق السقوية بجندوبة حيث تم منح حصص للفلاحين لمدة 3 أو 4 أيام فقط وهي حصة غير كافية في حين أن الاتفاق كان يتمثل في تمكينهم من الري لمدة 10 أيام.
لابد من التدخل الفوري
وطالب محمد رجايبية عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى سلطة الإشراف بالتدخل العاجل لتمكين المناطق السقوية من حصصها من الري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كما وكيفا قبل فوات الأوان لأن هذه المناطق في حاجة ماسة اليوم للماء.
واعتبر أن بعض المناطق المطرية في كل من جندوبة باجة وبنزرت تضررت بشكل كبير ورغم ذلك يبقى الأمل كبيرا في نزول الأمطار لإنقاذ باقي المساحات التي حتى وإن كانت الإنتاجية أقل فهذا أفضل من فقدانها كليا خاصة إثر موجة "الشهيلي" التي عرفتها بلادنا والتي أضرت بالزراعات الكبرى.
عولنا على موسم استثنائي.. لكن!!؟
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أكد على أهمية موسم الزراعات الكبرى لتحقيق اكتفائنا الذاتي من الحبوب، وطالب بتوفير كل مستلزمات الإنتاج للفلاحين وإعداد العدة لموسم الزراعات الكبرى من البذر إلى التجميع والخزن، إلا انه للأسف، وفق محدثنا، كانت بداية الموسم متعثرة ورغم ذلك استبشر الفلاحون بالغيث النافع وقاموا بالبذر، لكن وللأسف فإن شح الأمطار بالنسبة للمناطق المطرية وتأخر توفير حصص الري بالنسبة للمساحات السقوية من الحبوب يهدد الصابة، علما وأن مردودية هذه المناطق عالية جدا إذ أنتجت، حسب عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى، 100 قنطار في الهكتار وهي مردودية عالية وعالية جدا.
وشدد على وجوب تدخل سلطة الإشراف لإنقاذ الموسم خاصة بالنسبة للمناطق السقوية عبر منحها ما تتطلبه من حصص للري.
وأبرز أن الموسم شهد منعرجا بعثر الآمال، وللتقليص من الخسائر لابد من التسريع بمنح الفلاحين حصصهم من الري، فيما تبقى رحمة الله الواسعة بالنسبة للقطاع المطري.
ووفق أرقام رسمية بلغت صابة تونس من الحبوب موسم 2023 حوالي 2.995 مليون قنطار مقابل 7.282 مليون قنطار في موسم 2022.
وتتوزع الكميات المجمعة حسب الأنواع على 2.923 مليون قنطار قمح صلب و65 ألف قنطار قمح لين و5 آلاف قنطار شعير وتريتيكال، علما وان تونس تعول كثيرا على القمح اللين لإنتاج الفارينة لتحويلها إلى خبز .
وقُدَر الإنتاج الوطني من الحبوب لموسم 2022/2023 بحوالي 5 ملايين و392 ألف قنطار يتوزع هذا الإنتاج حسب الأنواع على 4 ملايين و265 ألف قنطار قمح صلب و145 ألف قنطار قمح لين و896 ألف قنطار شعير و86 ألف قنطار تريتيكال، إلا أن موسم الجفاف في 2023 أدى إلى تضرر مساحات شاسعة وعدم بذر مساحات هامة فكانت الصابة كارثية، والخوف اليوم وبعد الاستبشار بموسم واعد في 2024 أن يتسبب شح الأمطار، وتخاذل بعض المسؤولين من جهة أخرى في فقدان صابة عول عليها الفلاح والمواطن وأعلى هرم السلطة.
حنان قيراط
تونس-الصباح
نفذ أمس الأربعاء 17أفريل 2024 فلاحو ولاية جندوبة وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية عبروا خلالها عن رفضهم لقطع مياه الري عن المناطق السقوية المخصصة خاصة لإنتاج الحبوب التي تضررت بفعل شح التساقطات.
وطالب المحتجون السلطات المعنية بتمكينهم من حقهم في ري مزروعاتهم بصفة مسترسلة لإنقاذ ما تبقى من الصابة.
وكان الموسم الفارط للزراعات الكبرى كارثيا بكل المقاييس بسبب قلة الأمطار إذ كان الضرر فادحا في القطاع المطري في حين أن القطاع السقوي كانت إنتاجيته أفضل على اعتبار أن عمليات الري كانت وفقا لما تحتاجه الصابة.
ويخشى الفلاحون خلال هذا الموسم من تكرار "سيناريو" الخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال الموسم المنقضي لاسيما أنه وبعد الانطلاقة الواعدة للموسم الحالي إثر نزول الغيث النافع عاشت تونس على وقع شح في الأمطار لاسيما في المناطق المعروفة بامتداد مساحات الزراعات الكبرى على غرار ولايات الكاف وسليانة وجندوبة وبنزرت.
ولئن تعتمد هذه المناطق بشكل كلي على هطول الغيث، إلا الإشكال يكمن هنا في المناطق السقوية التي لم يقع تمكينها من حصصها من الري ما أثار حالة من الغضب لدى الفلاحين الذين ورغم الوعود المتكررة من السلط بتمكينهم من حصصهم من الري لم يتحصلوا على أي نصيب من مياه الري أو على حصة لا تفي بالحاجة..
أضرار فادحة
وفي هذا الخصوص أفاد محمد رجايبية عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى لـ"الصباح " أن موسم الزراعات الكبرى رغم انطلاقه متأخرا كان واعدا بفضل أهمية التساقطات التي تهاطلت خلال شهري جانفي وفيفري والتي شجعت الفلاحين على بذر قرابة 1 مليون هكتار، إلا أن نقطة التحول كانت منذ منتصف شهر مارس مع انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي فاقت في بعض المناطق 30 درجة خاصة وأن نشاط الزراعات الكبرى يعتمد بدرجة كبيرة على أهمية كميات الأمطار المسجلة لاسيما وأنها مناطق مطرية بنسبة 90%.
وابرز أن العديد من هذه المناطق تضررت بشكل كبير وبنسب متفاوتة حسب الجهات وخاصة في كل من الكاف وسليانة وزغوان وباجة الجنوبية وجندوبة وبعض المناطق من ولاية بنزرت.
100 هكتار من المناطق السقوية مهددة
وكشف محدثنا انه ورغم وعود سلطة الإشراف بتمكين فلاحي الزراعات الإستراتيجية من الكميات اللازمة من مياه الري في الوقت الذي تنخفض فيه التساقطات خاصة في المناطق السقوية إلا أنها لم تلتزم بهذه الوعود حيث كان من الضروري تمكين الفلاحين من الري التكميلي منذ منتصف شهر مارس إلا أن ذلك لم يحصل، وخير دليل ما حصل بالمناطق السقوية بجندوبة حيث تم منح حصص للفلاحين لمدة 3 أو 4 أيام فقط وهي حصة غير كافية في حين أن الاتفاق كان يتمثل في تمكينهم من الري لمدة 10 أيام.
لابد من التدخل الفوري
وطالب محمد رجايبية عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى سلطة الإشراف بالتدخل العاجل لتمكين المناطق السقوية من حصصها من الري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كما وكيفا قبل فوات الأوان لأن هذه المناطق في حاجة ماسة اليوم للماء.
واعتبر أن بعض المناطق المطرية في كل من جندوبة باجة وبنزرت تضررت بشكل كبير ورغم ذلك يبقى الأمل كبيرا في نزول الأمطار لإنقاذ باقي المساحات التي حتى وإن كانت الإنتاجية أقل فهذا أفضل من فقدانها كليا خاصة إثر موجة "الشهيلي" التي عرفتها بلادنا والتي أضرت بالزراعات الكبرى.
عولنا على موسم استثنائي.. لكن!!؟
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أكد على أهمية موسم الزراعات الكبرى لتحقيق اكتفائنا الذاتي من الحبوب، وطالب بتوفير كل مستلزمات الإنتاج للفلاحين وإعداد العدة لموسم الزراعات الكبرى من البذر إلى التجميع والخزن، إلا انه للأسف، وفق محدثنا، كانت بداية الموسم متعثرة ورغم ذلك استبشر الفلاحون بالغيث النافع وقاموا بالبذر، لكن وللأسف فإن شح الأمطار بالنسبة للمناطق المطرية وتأخر توفير حصص الري بالنسبة للمساحات السقوية من الحبوب يهدد الصابة، علما وأن مردودية هذه المناطق عالية جدا إذ أنتجت، حسب عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى، 100 قنطار في الهكتار وهي مردودية عالية وعالية جدا.
وشدد على وجوب تدخل سلطة الإشراف لإنقاذ الموسم خاصة بالنسبة للمناطق السقوية عبر منحها ما تتطلبه من حصص للري.
وأبرز أن الموسم شهد منعرجا بعثر الآمال، وللتقليص من الخسائر لابد من التسريع بمنح الفلاحين حصصهم من الري، فيما تبقى رحمة الله الواسعة بالنسبة للقطاع المطري.
ووفق أرقام رسمية بلغت صابة تونس من الحبوب موسم 2023 حوالي 2.995 مليون قنطار مقابل 7.282 مليون قنطار في موسم 2022.
وتتوزع الكميات المجمعة حسب الأنواع على 2.923 مليون قنطار قمح صلب و65 ألف قنطار قمح لين و5 آلاف قنطار شعير وتريتيكال، علما وان تونس تعول كثيرا على القمح اللين لإنتاج الفارينة لتحويلها إلى خبز .
وقُدَر الإنتاج الوطني من الحبوب لموسم 2022/2023 بحوالي 5 ملايين و392 ألف قنطار يتوزع هذا الإنتاج حسب الأنواع على 4 ملايين و265 ألف قنطار قمح صلب و145 ألف قنطار قمح لين و896 ألف قنطار شعير و86 ألف قنطار تريتيكال، إلا أن موسم الجفاف في 2023 أدى إلى تضرر مساحات شاسعة وعدم بذر مساحات هامة فكانت الصابة كارثية، والخوف اليوم وبعد الاستبشار بموسم واعد في 2024 أن يتسبب شح الأمطار، وتخاذل بعض المسؤولين من جهة أخرى في فقدان صابة عول عليها الفلاح والمواطن وأعلى هرم السلطة.