أجلت أمس الدائرة القضائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية في ملف أحداث قفصة 26جانفي 1980 أو ما عرف بأحداث قفصة المسلحة.
مفيدة القيزاني
أحداث قفصة المسلحة هو الاسم الذي أطلق على العملية المسلحة التي قام بها كوموندوس من المعارضين التونسيين خلال الليلة الفاصلة بين 26 و27 جانفي من سنة 1980 حيث تولّى مسلحون قدّر عددهم بحوالي 60 مسلّحا ينتمون جميعهم إلى فصائل المعارضة التونسية ذات التوجهات القومية وآخرون ينتمون إلى التيّار اليوسفي في تونس إلى الاستيلاء على المدينة قبل أن يوجّهوا دعوتهم للأهالي للانضمام إلى الثورة المسلّحة والإطاحة بالنظام البورقيبي بعد أن جمعتهم الرغبة في تغيير الأوضاع في تونس بعد القمع الذي تعرّضت له الحركة النقابية عام 1978.
وردّت السلطة آنذاك، التي استنجدت بفرنسا، بعنف كبير وتمكّنت من السيطرة على المجموعة واعتقال معظم عناصرها الذين أُحِيلُوا على المحاكمة، وتمّ الحكم حضوريا بإعدام 11 منهم ونُفِّذَ فيهم الحكم فجر 17 أفريل من نفس السنة أي بعد العملية بـ 80 يوما فقط.
و أدت العملية إلى تأزم حاد في العلاقات بين تونس وليبيا وأثرت على مدى ثقة الحكومة التونسية بالنظام الجزائري.
وتمت العملية في ظل الذكرى الثانية للإضراب العام، الأول منذ الاستقلال الذي نفذه الاتحاد العام التونسي للشغل، بقيادة الحبيب عاشور، في 26 جانفي 1978 دفاعا عن هياكله في وجه محاولات الحكومة والحزب الاشتراكي الدستوري إخضاعه بالقوة.
وكان بورقيبة مقيما في نفطة لدى حدوث العملية، واتخذ بعض الإجراءات الانفتاحية لتهدئة المعارضين، ورد الاعتبار للمطرودين من الحزب الحاكم، وتنفيس الاحتقان مع الاتحاد، وفي الوقت نفسه أطرد القذافي عشرات الآلاف من العمال التونسيين، لتأزيم الوضع الاجتماعي، وإرباك حكومة الهادي نويرة الذي كان من أشد المعارضين لوحدة جربة.
ووفق بعض الدراسات فقد كانت مدينة قفصة يوم الهجوم شبه خالية من أي وجود عسكري حقيقي حيث كان فوج المشاة المرابط بالمدينة في مهام دورية ومراقبة في الصحراء وعلى الحدود مع ليبيا حيث كان الجيش الليبي حينها يقوم بمناورات قريبة من الحدود ولم يتواجد في القاعدة العسكرية التي تنقسم بدورها إلى ثكنة خارجية وثكنة داخلية سوى فصيل للحراسة وفصيل قيادة ومصالح وفصيل تابع لفوج الشرف كان عائدا من استقبال بورقيية في مدينة توزر القريبة، و300 مجند مستجد عزل وخاضعين لتطعيم التي.أ.بي الذي يستوجب راحة ب48 ساعة وطائرتا"ميراج" تقومان بطلعة استطلاعية غير أنهما سرعان ما فرتا بعد إطلاق النار نحوهما.
وبدأ الهجوم على الساعة الثانية فجرا من يوم 27 يناير على القاعدة العسكرية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ونتج عنه بحلول الثامنة صباحا اقتحام الثكنة الخارجية بعد وقوع قتلى وجرحى من الطرفين ونقل 300 مجند مستجد إلى القاعة الرياضية كأسرى إضافة إلى حافلة ركاب جزائريين كانت متجهة إلى طرابلس كما تم قتل عددا من المدنيين الذين رفضوا حمل السلاح والاشتراك في العملية في حين واصلت الثكنة الداخلية القتال والمقاومة ولم يتمكنوا من اقتحامها.
الاعدام..
هذه القضية حملت الكثير من التفاصيل التي بقيت مخفية على الرأي العام حيث اتهم بورقيبة هؤلاء المنفّذين للعملية بالخيانة وسمّوا بالمرتزقة واعتبرهم البعض الآخر من الشعب التونسي "مناضلون في سبيل تحرير تونس من استبداد النظام البورقيبي"
وقد توفي في العملية كل من: عمر البحري؛ الناصر الكريمي وصالح البدري.
في حين تمّ تنفيذ الإعدام في أحمد المرغني، عزّ الدين الشريف، محمد صالح المرزوقي، نور الدين الدريدي، محمّد الجمل، محمّد الحميدي، الجيلاني الغضباني، عبد الحكيم الغضباني، محمّد علي النواش، عبد الرزاق سالم نصيب، عبد المجيد الساكري، عمار المليكي، العربي الورغمي وعبد الرؤوف الهادي صميدة .
في حين حكم بالإعدام غيابيا على كلّ من عمارة ضو بن نايلة وعمارة ضو مانيطة.
ماذا عن قائدي المجموعة.. ؟
يذكر أن قائدي المجموعة المسلحة هما عز الدين الشريف وأحمد المرغني تلقيا الدعم من نظام القذافي وتحديدا من مكتب الاتصال الخارجي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الليبي لضرب النظام التونسي وقلب الحكم بتونس.
عز الدين الشريف: القائد السياسي للمجموعة المسلحة أصيل مدينة قفصة، درس لمدة سنتين بالمدرسة الفرنسية العربية قبل أن يلتحق بفرع جامع الزيتونة بقفصة سنة 1948 حيث أحرز على شهادة الأهلية، ثم واصل دراسته بالجامع الأعظم حيث أحرز على شهادة التحصيل قبل أن ينتمي إلى شعبة الآداب و اللغة العربية.. في سنة 1957 عمل في سلك التعليم الابتدائي بعد مشاركته في مناظرة في الغرض.. شارك سنة 1962 في المحاولة الانقلابية لمجموعة لزهر الشرايطي للإطاحة بنظام الحكم مما أدى إلى سجنه 10 سنوات مع الأشغال وبعد انقضاء العقوبة بما في ذلك الفترة التكميلية عاد إلى سالف نشاطه المعارض فالتحق بليبيا ليجد بعض رفاقه القدامى الذين مهدوا له الطريق عبر ربطه بمكتب الاتصال العربي فتوسعت دائرة نشاطه لتشمل الجزائر والبوليزاريو حيث تمرس على تهريب الأسلحة.
وبداية من سنة 1978 بدأ الشريف الإعداد لعملية قفصة صحبة رفيقه أحمد المرغني عبر تسريب الأسلحة إلى قفصة والإعداد البشري والمادي للعملية التي تحدد تاريخها في يوم 27 جانفي1980.
أحمد المرغني: من مواليد جرجيس سنة 1941، زاول تعليما ابتدائيا متقلبا انتهى به إلى الانقطاع عن الدراسة والدخول في الحياة العامة بصفة مبكرة، بدأ أولى تجاربه في الهجرة سنة 1962 عندما انتقل إلى الجزائر للعمل قبل أن يتحول إلى ليبيا سنة 1971 لنفس الغرض.
وقد تغير مسار حياته بعد أن احتك ببعض وجوه المعارضة وبسبب انتمائه للجبهة القومية للقوى التقدمية التونسية، كلف المرغني في أول اختبار له بتفجير مقر الحزب الدستوري في تونس والمركز الثقافي الأمريكي في شهر جوان من سنة 1972، ولكن ألقي عليه القبض قبل تنفيذ العملية وحكم عليه بخمس سنوات سجنا، قضى منها أربع سنوات فقط بسبب العفو الرئاسي بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال سنة 1976.
عاد بعد ذلك إلى ليبيا ليمارس نشاطه مجددا في صفوف الجبهة القومية التقدمية ثم التحق بعد ذلك بجبهة البوليزاريو لقضاء خمسة أشهر في التدرب على الأسلحة الخفيفة، ثم انتقل إلى لبنان لتجنيد بعض التونسيين في صفوف الجبهة القومية التقدمية.
وأما عبد المجيد الساكري وهو أحد عناصر المجموعة فهو عبد المجيد بن محمد بن علي بن عامر ساكري,ولد في سنة 1950 بالجباس. من معتمدية المكناسي بسيدي بوزيد توفيت والدته وهو صغير وكفله عمه عبيدي بن عامر وهاجر به إلى الشمال التونسي خوفا عليه من السلط الفرنسية بعد ان انخرط أبوه في الثورة المسلحة بالجهة ..وذلك بين 1952و1955 ثم واصل عمه تربيته ورعايته بعد أن زج النظام البورقيبي بأبيه في السجن بين 1956و1969 ..درس المحاسبة (شعبة قصيرة)بمعاهد قفصة ثم سافر إلى فرنسا سنة1968 أين تعلم عدة مهارات رياضية كالتايكواندو وكان ماهرا خاصة في الرماية بالرصاص وتحصل على المرتبة العالمية الثالثة في الرماية..وانخرط في التيار الثوري القومي العروبي ليهاجر إلى المخيمات الفلسطينية بجنوب لبنان أين شارك في عمليات المقاومة المسلحة الفلسطينية..و أصيب في ظهره إصابة بليغة..نقل إثرها إلى مصر أين تلقى العلاج ثم نقل الى تونس سنة1971 ليحاكم ب4سنوات سجنا..وفي سنة1976 هاجر الى ليبيا أين انخرط في الجبهة الشعبية القومية التقدمية لتحرير تونس وهي امتدادا للحركة اليوسفية ،وانضم إلى مجموعة عز الدين الشريف واحمد المرغني لينفذوا محاولة إسقاط النظام البورقيبي بالهجوم على مدينة قفصة في يوم 26 جانفي1980وبعد فشل المحاولة تمكن من التسلل إلى جبال منطقة المكناسي ولم تستطع السلط العسكرية السيطرة عليه إلا عندما سلم نفسه طوعا.. ولم يسلم سلاحه إلا لوالده في يوم8فيفري1980 بمقر سكناه بالمكناسي.
حكمت عليه محكمة أمن الدولة ببوشوشة مع 13 من رفاقه بالإعدام ... ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 17افريل 1980وقد أكدت الأرشيفات المتاحة حاليا أن عملية الإعدام تمت تحت إشراف زين العابدين بن علي مدير الأمن وقتها.
تونس-الصباح
أجلت أمس الدائرة القضائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية في ملف أحداث قفصة 26جانفي 1980 أو ما عرف بأحداث قفصة المسلحة.
مفيدة القيزاني
أحداث قفصة المسلحة هو الاسم الذي أطلق على العملية المسلحة التي قام بها كوموندوس من المعارضين التونسيين خلال الليلة الفاصلة بين 26 و27 جانفي من سنة 1980 حيث تولّى مسلحون قدّر عددهم بحوالي 60 مسلّحا ينتمون جميعهم إلى فصائل المعارضة التونسية ذات التوجهات القومية وآخرون ينتمون إلى التيّار اليوسفي في تونس إلى الاستيلاء على المدينة قبل أن يوجّهوا دعوتهم للأهالي للانضمام إلى الثورة المسلّحة والإطاحة بالنظام البورقيبي بعد أن جمعتهم الرغبة في تغيير الأوضاع في تونس بعد القمع الذي تعرّضت له الحركة النقابية عام 1978.
وردّت السلطة آنذاك، التي استنجدت بفرنسا، بعنف كبير وتمكّنت من السيطرة على المجموعة واعتقال معظم عناصرها الذين أُحِيلُوا على المحاكمة، وتمّ الحكم حضوريا بإعدام 11 منهم ونُفِّذَ فيهم الحكم فجر 17 أفريل من نفس السنة أي بعد العملية بـ 80 يوما فقط.
و أدت العملية إلى تأزم حاد في العلاقات بين تونس وليبيا وأثرت على مدى ثقة الحكومة التونسية بالنظام الجزائري.
وتمت العملية في ظل الذكرى الثانية للإضراب العام، الأول منذ الاستقلال الذي نفذه الاتحاد العام التونسي للشغل، بقيادة الحبيب عاشور، في 26 جانفي 1978 دفاعا عن هياكله في وجه محاولات الحكومة والحزب الاشتراكي الدستوري إخضاعه بالقوة.
وكان بورقيبة مقيما في نفطة لدى حدوث العملية، واتخذ بعض الإجراءات الانفتاحية لتهدئة المعارضين، ورد الاعتبار للمطرودين من الحزب الحاكم، وتنفيس الاحتقان مع الاتحاد، وفي الوقت نفسه أطرد القذافي عشرات الآلاف من العمال التونسيين، لتأزيم الوضع الاجتماعي، وإرباك حكومة الهادي نويرة الذي كان من أشد المعارضين لوحدة جربة.
ووفق بعض الدراسات فقد كانت مدينة قفصة يوم الهجوم شبه خالية من أي وجود عسكري حقيقي حيث كان فوج المشاة المرابط بالمدينة في مهام دورية ومراقبة في الصحراء وعلى الحدود مع ليبيا حيث كان الجيش الليبي حينها يقوم بمناورات قريبة من الحدود ولم يتواجد في القاعدة العسكرية التي تنقسم بدورها إلى ثكنة خارجية وثكنة داخلية سوى فصيل للحراسة وفصيل قيادة ومصالح وفصيل تابع لفوج الشرف كان عائدا من استقبال بورقيية في مدينة توزر القريبة، و300 مجند مستجد عزل وخاضعين لتطعيم التي.أ.بي الذي يستوجب راحة ب48 ساعة وطائرتا"ميراج" تقومان بطلعة استطلاعية غير أنهما سرعان ما فرتا بعد إطلاق النار نحوهما.
وبدأ الهجوم على الساعة الثانية فجرا من يوم 27 يناير على القاعدة العسكرية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ونتج عنه بحلول الثامنة صباحا اقتحام الثكنة الخارجية بعد وقوع قتلى وجرحى من الطرفين ونقل 300 مجند مستجد إلى القاعة الرياضية كأسرى إضافة إلى حافلة ركاب جزائريين كانت متجهة إلى طرابلس كما تم قتل عددا من المدنيين الذين رفضوا حمل السلاح والاشتراك في العملية في حين واصلت الثكنة الداخلية القتال والمقاومة ولم يتمكنوا من اقتحامها.
الاعدام..
هذه القضية حملت الكثير من التفاصيل التي بقيت مخفية على الرأي العام حيث اتهم بورقيبة هؤلاء المنفّذين للعملية بالخيانة وسمّوا بالمرتزقة واعتبرهم البعض الآخر من الشعب التونسي "مناضلون في سبيل تحرير تونس من استبداد النظام البورقيبي"
وقد توفي في العملية كل من: عمر البحري؛ الناصر الكريمي وصالح البدري.
في حين تمّ تنفيذ الإعدام في أحمد المرغني، عزّ الدين الشريف، محمد صالح المرزوقي، نور الدين الدريدي، محمّد الجمل، محمّد الحميدي، الجيلاني الغضباني، عبد الحكيم الغضباني، محمّد علي النواش، عبد الرزاق سالم نصيب، عبد المجيد الساكري، عمار المليكي، العربي الورغمي وعبد الرؤوف الهادي صميدة .
في حين حكم بالإعدام غيابيا على كلّ من عمارة ضو بن نايلة وعمارة ضو مانيطة.
ماذا عن قائدي المجموعة.. ؟
يذكر أن قائدي المجموعة المسلحة هما عز الدين الشريف وأحمد المرغني تلقيا الدعم من نظام القذافي وتحديدا من مكتب الاتصال الخارجي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الليبي لضرب النظام التونسي وقلب الحكم بتونس.
عز الدين الشريف: القائد السياسي للمجموعة المسلحة أصيل مدينة قفصة، درس لمدة سنتين بالمدرسة الفرنسية العربية قبل أن يلتحق بفرع جامع الزيتونة بقفصة سنة 1948 حيث أحرز على شهادة الأهلية، ثم واصل دراسته بالجامع الأعظم حيث أحرز على شهادة التحصيل قبل أن ينتمي إلى شعبة الآداب و اللغة العربية.. في سنة 1957 عمل في سلك التعليم الابتدائي بعد مشاركته في مناظرة في الغرض.. شارك سنة 1962 في المحاولة الانقلابية لمجموعة لزهر الشرايطي للإطاحة بنظام الحكم مما أدى إلى سجنه 10 سنوات مع الأشغال وبعد انقضاء العقوبة بما في ذلك الفترة التكميلية عاد إلى سالف نشاطه المعارض فالتحق بليبيا ليجد بعض رفاقه القدامى الذين مهدوا له الطريق عبر ربطه بمكتب الاتصال العربي فتوسعت دائرة نشاطه لتشمل الجزائر والبوليزاريو حيث تمرس على تهريب الأسلحة.
وبداية من سنة 1978 بدأ الشريف الإعداد لعملية قفصة صحبة رفيقه أحمد المرغني عبر تسريب الأسلحة إلى قفصة والإعداد البشري والمادي للعملية التي تحدد تاريخها في يوم 27 جانفي1980.
أحمد المرغني: من مواليد جرجيس سنة 1941، زاول تعليما ابتدائيا متقلبا انتهى به إلى الانقطاع عن الدراسة والدخول في الحياة العامة بصفة مبكرة، بدأ أولى تجاربه في الهجرة سنة 1962 عندما انتقل إلى الجزائر للعمل قبل أن يتحول إلى ليبيا سنة 1971 لنفس الغرض.
وقد تغير مسار حياته بعد أن احتك ببعض وجوه المعارضة وبسبب انتمائه للجبهة القومية للقوى التقدمية التونسية، كلف المرغني في أول اختبار له بتفجير مقر الحزب الدستوري في تونس والمركز الثقافي الأمريكي في شهر جوان من سنة 1972، ولكن ألقي عليه القبض قبل تنفيذ العملية وحكم عليه بخمس سنوات سجنا، قضى منها أربع سنوات فقط بسبب العفو الرئاسي بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال سنة 1976.
عاد بعد ذلك إلى ليبيا ليمارس نشاطه مجددا في صفوف الجبهة القومية التقدمية ثم التحق بعد ذلك بجبهة البوليزاريو لقضاء خمسة أشهر في التدرب على الأسلحة الخفيفة، ثم انتقل إلى لبنان لتجنيد بعض التونسيين في صفوف الجبهة القومية التقدمية.
وأما عبد المجيد الساكري وهو أحد عناصر المجموعة فهو عبد المجيد بن محمد بن علي بن عامر ساكري,ولد في سنة 1950 بالجباس. من معتمدية المكناسي بسيدي بوزيد توفيت والدته وهو صغير وكفله عمه عبيدي بن عامر وهاجر به إلى الشمال التونسي خوفا عليه من السلط الفرنسية بعد ان انخرط أبوه في الثورة المسلحة بالجهة ..وذلك بين 1952و1955 ثم واصل عمه تربيته ورعايته بعد أن زج النظام البورقيبي بأبيه في السجن بين 1956و1969 ..درس المحاسبة (شعبة قصيرة)بمعاهد قفصة ثم سافر إلى فرنسا سنة1968 أين تعلم عدة مهارات رياضية كالتايكواندو وكان ماهرا خاصة في الرماية بالرصاص وتحصل على المرتبة العالمية الثالثة في الرماية..وانخرط في التيار الثوري القومي العروبي ليهاجر إلى المخيمات الفلسطينية بجنوب لبنان أين شارك في عمليات المقاومة المسلحة الفلسطينية..و أصيب في ظهره إصابة بليغة..نقل إثرها إلى مصر أين تلقى العلاج ثم نقل الى تونس سنة1971 ليحاكم ب4سنوات سجنا..وفي سنة1976 هاجر الى ليبيا أين انخرط في الجبهة الشعبية القومية التقدمية لتحرير تونس وهي امتدادا للحركة اليوسفية ،وانضم إلى مجموعة عز الدين الشريف واحمد المرغني لينفذوا محاولة إسقاط النظام البورقيبي بالهجوم على مدينة قفصة في يوم 26 جانفي1980وبعد فشل المحاولة تمكن من التسلل إلى جبال منطقة المكناسي ولم تستطع السلط العسكرية السيطرة عليه إلا عندما سلم نفسه طوعا.. ولم يسلم سلاحه إلا لوالده في يوم8فيفري1980 بمقر سكناه بالمكناسي.
حكمت عليه محكمة أمن الدولة ببوشوشة مع 13 من رفاقه بالإعدام ... ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 17افريل 1980وقد أكدت الأرشيفات المتاحة حاليا أن عملية الإعدام تمت تحت إشراف زين العابدين بن علي مدير الأمن وقتها.