إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في "فلوجة".. نساء قويات في عالم المراهقين المجنون

 

 

تونس-الصباح

قد يبدو مسلسل "فلوجة" الذي عرض في رمضان على قناة الحوار التونسي للوهلة الأولى عملا دراميا حول ثلة من المراهقين يتبع طيشهم وتسيبهم وعنفوانهم ومشاكلهم ومحاولة بحثهم عن ذواتهم الضائعة في متاهة حياة غير رحيمة، لكنه ضم نساء من طراز آخر.

نساء رفضن الخضوع وتميزن بقوتهن وكن العضد لهؤلاء المراهقين، وكانت تدخلاتهن ناجعة ليضفن بهارات خاصة وليزدن من دسامة العمل وليخففن من جنون عالم المراهقة.

درصاف اللموشي

-ريم الرياحي تطعن المغتصب وتطلق زوجها من أجل ابنتها

دليلة امرأة قوية الشخصية لكنها ليست متسلطة بل حنونة، حنانها احتوى ابنتها "رحمة"، حيث صدقتها في جميع تفاصيل محتنها الني مرت بها، وهي التلميذة التي أصبحت في نظر الجميع كاذبة ولم يقع اغتصابها بل بإرادتها بعد أن تم تدليس التحليل حول حقيقة الواقعة.

دليلة التي قامت بدورها النجمة ريم الرياحي كانت لبؤة ودافعت عن ابنتها أمام الجميع لدرجة أنها طعنت المُغتصب بآلة حادة ودخلت إلى السجن جراء فعلتها، وبعد خروجها من السجن لم تتوقف من أن تكون من جديد السند الذي تتكئ عليه ابنتها، فقد طلبت الطلاق من زوجها لأنه في غيابها قام بطرد ابنتها، حيث قالت "الراجل إلي يطرّد بنتو وهي ضحية وما ياقفش مع مرتو وقت الشدة، ما يستاهلش نكمل معاه حياتي، بطول العشرة تعرف الذهب من القشرة".

وتمسكت دليلة بقرار الطلاق دون رجعة رغم إصرار ابنتها وطلبها أن تعود والدتها إلى والدها، ولم تتراجع عن الطلاق إلا عندما تعرّض زوجها إلى أزمة صحية حادة أدخلته إلى المستشفى...

ولو لا وجود دليلة في حياة ابنتها، لكانت التلميذة قد انهارت نفسيا جراء الأهوال التي اعترضتها، لأنها تقريبا الوحيدة التي وقفت في صفها وتبقى نصيحتها من النصائح الذهبية حين قالت "ما نحب حتى حد يكسرلك شوكتك، راك عزيزة وغالية ماتخلي حد يوجع خاطرك و يستغل بهاوتك و طيبت قلبك ، ماتسمحش لأي إنسان مهما كان هو شكون باش يغزرلك حاجة ناقصة و إلا يستضعفك و يعاملك على أساس إنو هو خير منك .. انت مش فرصة ثانية لحد و لا ناقصك شيء ، انت فرحة في عينين اللي يعرفو قيمتك و يحبوك و ماكش قاعدة تستنى في شكون يسخف عليك".

  • وصال السنوسي الإعاقة لا تمنع العمل والكد

نموذج آخر للأم، والتي تحدت ظروفها الصحية الصعبة من أجل الخلاص من ظروف اجتماعية ومالية خنقتها وابنتها الوحيدة، وكانت أصعب بالنسبة لها من المرض.

نموذج آخر للأم الحديدية التي لا تهتز رغم رياح الظروف العاتية، فالممثلة وصال السنوسي التي أدت دور والدة التلميذة "تيسير"، ورغم اعاقتها وعدم قدرتها على المشي بسبب حادث مرور مفاجئ، لم تتخل عن ارادتها الصلبة والرغبة في تقديم العون إلى ابنتها، ولم تكن أمام وحيدتها تشتكي من الإعاقة أو من الآلام، اذ أن صمودها تخطى الصمت عن المرض إلى حدّ أنها اتخذت من عربة ومستودع صغير مورد رزق لها من خلال اعداد وبيع الأكلات الخفيفة، وحتى عندما نهتها ابنتها عن ذلك ونصحتها بأنها ستتعب ولن تكون قادرة على الاستمرار في العمل، أفادت الأم أنها غير قادرة عن المشي لكن بإمكانها العمل وليست عاجزة تماما.

-نعيمة الجاني من إدارة المعهد باقتدار إلى تجميد البويضات

في "معهد بورقيبة" هذا المعهد الذي اختارت له المخرجة "سوسن الجمني" هذا الإسم تديره مديرة حازمة تحمل داخلها معادلة بين الحنان والصرامة، تظهر جبروتها وتبسط سلطتها على المعهد وترفض أغلب أشكال التسيب وتصر على تطبيق القانون، لكنها في الآن ذاته متفهمة للظروف التي يمر بها عدد من التلاميذ ولا يزال في قلبها بعض من اللين رغم القسوة التي تبديها ملامح وجهها وصوتها، هي الممثلة نعيمة الجاني في دور "المديرة ليلى"، وهذه المرة لم تكن نعيمة الجاني الممثلة الكوميدية الضامرة التي ينتظر المتقبل عرض مشاهدها لتزرع الابتسامة على شفاهه، بل كانت في "فلوجة" في منتهى الجدية ورأينها في العديد من المواقف كيف كانت تمسك الخيط من الوسط على غرار استفسارها عن أستاذ الفيزياء إبراهيم الملتزم دينيا، أما بالنسبة لحياتها الشخصية فحافظت على تلك الصورة للمرأة القوية لا فقط في المعهد، حيث تسيّر يومياتها وفق ارادتها ورغبتها هي ونفوذها، فرفضت التخلي عن حلم الأمومة رغم تقدمها في السن وخالفت رأي زوجها الذي طلب منها عدم الانجاب والاكتفاء بتربية القطط، لتتمسك في النهاية بموقفها ولتنجب طفلتها "نور" بعد تجميد البويضات، وهو قرار ليس بالسهل في ظل مجتمع لا يزال إلى غاية الآن لا يستسيغ مثل هذه الحلول للانجاب، ولا يزال يصنفها في خانة "الطبوهات" والمحظورات.

-سارة التونسي أستاذة المحبة والقوة والعون

امرأة أخرى، لها نفس جينات القوة، ليست أما ولا أمرأة متقدمة في السن بل هي شابة في مقتبل العمر وأستاذة رياضيات جسدت دورها الممثلة سارة التونسي المعروفة بسهير الغضاب، الأستاذة الأنيقة التي تعتني بمظهرها والأنيقة قلبا وقالبا، ورغم القسوة التي رافقت طفولتها بسبب والدها وتعنيفه لها ولوالدتها، لم تكن قاسية مع تلاميذها، وروتهم بضلال محبتها، وكانت قريبة منهم، وقد يكون هذا السبب الذي جعل تلميذها "نوح" مقربا منها ويحبها، ورغم ذلك وضعت حدودا لهذه العلاقة وقررت الانتقال للتدريس في الريف، في مغامرة جديدة.

قوة الأستاذة نور رافقتها حتى في الريف، وكان لها الدور الأكبر في انقاذ مستقبل تلميذتها رحاب ذات 15 سنة، حيث كان ولد التلميذة مصرا على تركها لمقاطع الدراسة والسفر إلى العاصمة للعمل كمعينة منزلية رغم أنها قاصر، وتحملت الكثير من المتاعب والمخاطر من والد رحاب، وحاولت التأقلم جيدا مع ظروف العيش والتدريس الجديدة في الريف والمختلفة عن العاصمة حدّ التضاد.

 

في "فلوجة"..   نساء قويات في عالم المراهقين المجنون

 

 

تونس-الصباح

قد يبدو مسلسل "فلوجة" الذي عرض في رمضان على قناة الحوار التونسي للوهلة الأولى عملا دراميا حول ثلة من المراهقين يتبع طيشهم وتسيبهم وعنفوانهم ومشاكلهم ومحاولة بحثهم عن ذواتهم الضائعة في متاهة حياة غير رحيمة، لكنه ضم نساء من طراز آخر.

نساء رفضن الخضوع وتميزن بقوتهن وكن العضد لهؤلاء المراهقين، وكانت تدخلاتهن ناجعة ليضفن بهارات خاصة وليزدن من دسامة العمل وليخففن من جنون عالم المراهقة.

درصاف اللموشي

-ريم الرياحي تطعن المغتصب وتطلق زوجها من أجل ابنتها

دليلة امرأة قوية الشخصية لكنها ليست متسلطة بل حنونة، حنانها احتوى ابنتها "رحمة"، حيث صدقتها في جميع تفاصيل محتنها الني مرت بها، وهي التلميذة التي أصبحت في نظر الجميع كاذبة ولم يقع اغتصابها بل بإرادتها بعد أن تم تدليس التحليل حول حقيقة الواقعة.

دليلة التي قامت بدورها النجمة ريم الرياحي كانت لبؤة ودافعت عن ابنتها أمام الجميع لدرجة أنها طعنت المُغتصب بآلة حادة ودخلت إلى السجن جراء فعلتها، وبعد خروجها من السجن لم تتوقف من أن تكون من جديد السند الذي تتكئ عليه ابنتها، فقد طلبت الطلاق من زوجها لأنه في غيابها قام بطرد ابنتها، حيث قالت "الراجل إلي يطرّد بنتو وهي ضحية وما ياقفش مع مرتو وقت الشدة، ما يستاهلش نكمل معاه حياتي، بطول العشرة تعرف الذهب من القشرة".

وتمسكت دليلة بقرار الطلاق دون رجعة رغم إصرار ابنتها وطلبها أن تعود والدتها إلى والدها، ولم تتراجع عن الطلاق إلا عندما تعرّض زوجها إلى أزمة صحية حادة أدخلته إلى المستشفى...

ولو لا وجود دليلة في حياة ابنتها، لكانت التلميذة قد انهارت نفسيا جراء الأهوال التي اعترضتها، لأنها تقريبا الوحيدة التي وقفت في صفها وتبقى نصيحتها من النصائح الذهبية حين قالت "ما نحب حتى حد يكسرلك شوكتك، راك عزيزة وغالية ماتخلي حد يوجع خاطرك و يستغل بهاوتك و طيبت قلبك ، ماتسمحش لأي إنسان مهما كان هو شكون باش يغزرلك حاجة ناقصة و إلا يستضعفك و يعاملك على أساس إنو هو خير منك .. انت مش فرصة ثانية لحد و لا ناقصك شيء ، انت فرحة في عينين اللي يعرفو قيمتك و يحبوك و ماكش قاعدة تستنى في شكون يسخف عليك".

  • وصال السنوسي الإعاقة لا تمنع العمل والكد

نموذج آخر للأم، والتي تحدت ظروفها الصحية الصعبة من أجل الخلاص من ظروف اجتماعية ومالية خنقتها وابنتها الوحيدة، وكانت أصعب بالنسبة لها من المرض.

نموذج آخر للأم الحديدية التي لا تهتز رغم رياح الظروف العاتية، فالممثلة وصال السنوسي التي أدت دور والدة التلميذة "تيسير"، ورغم اعاقتها وعدم قدرتها على المشي بسبب حادث مرور مفاجئ، لم تتخل عن ارادتها الصلبة والرغبة في تقديم العون إلى ابنتها، ولم تكن أمام وحيدتها تشتكي من الإعاقة أو من الآلام، اذ أن صمودها تخطى الصمت عن المرض إلى حدّ أنها اتخذت من عربة ومستودع صغير مورد رزق لها من خلال اعداد وبيع الأكلات الخفيفة، وحتى عندما نهتها ابنتها عن ذلك ونصحتها بأنها ستتعب ولن تكون قادرة على الاستمرار في العمل، أفادت الأم أنها غير قادرة عن المشي لكن بإمكانها العمل وليست عاجزة تماما.

-نعيمة الجاني من إدارة المعهد باقتدار إلى تجميد البويضات

في "معهد بورقيبة" هذا المعهد الذي اختارت له المخرجة "سوسن الجمني" هذا الإسم تديره مديرة حازمة تحمل داخلها معادلة بين الحنان والصرامة، تظهر جبروتها وتبسط سلطتها على المعهد وترفض أغلب أشكال التسيب وتصر على تطبيق القانون، لكنها في الآن ذاته متفهمة للظروف التي يمر بها عدد من التلاميذ ولا يزال في قلبها بعض من اللين رغم القسوة التي تبديها ملامح وجهها وصوتها، هي الممثلة نعيمة الجاني في دور "المديرة ليلى"، وهذه المرة لم تكن نعيمة الجاني الممثلة الكوميدية الضامرة التي ينتظر المتقبل عرض مشاهدها لتزرع الابتسامة على شفاهه، بل كانت في "فلوجة" في منتهى الجدية ورأينها في العديد من المواقف كيف كانت تمسك الخيط من الوسط على غرار استفسارها عن أستاذ الفيزياء إبراهيم الملتزم دينيا، أما بالنسبة لحياتها الشخصية فحافظت على تلك الصورة للمرأة القوية لا فقط في المعهد، حيث تسيّر يومياتها وفق ارادتها ورغبتها هي ونفوذها، فرفضت التخلي عن حلم الأمومة رغم تقدمها في السن وخالفت رأي زوجها الذي طلب منها عدم الانجاب والاكتفاء بتربية القطط، لتتمسك في النهاية بموقفها ولتنجب طفلتها "نور" بعد تجميد البويضات، وهو قرار ليس بالسهل في ظل مجتمع لا يزال إلى غاية الآن لا يستسيغ مثل هذه الحلول للانجاب، ولا يزال يصنفها في خانة "الطبوهات" والمحظورات.

-سارة التونسي أستاذة المحبة والقوة والعون

امرأة أخرى، لها نفس جينات القوة، ليست أما ولا أمرأة متقدمة في السن بل هي شابة في مقتبل العمر وأستاذة رياضيات جسدت دورها الممثلة سارة التونسي المعروفة بسهير الغضاب، الأستاذة الأنيقة التي تعتني بمظهرها والأنيقة قلبا وقالبا، ورغم القسوة التي رافقت طفولتها بسبب والدها وتعنيفه لها ولوالدتها، لم تكن قاسية مع تلاميذها، وروتهم بضلال محبتها، وكانت قريبة منهم، وقد يكون هذا السبب الذي جعل تلميذها "نوح" مقربا منها ويحبها، ورغم ذلك وضعت حدودا لهذه العلاقة وقررت الانتقال للتدريس في الريف، في مغامرة جديدة.

قوة الأستاذة نور رافقتها حتى في الريف، وكان لها الدور الأكبر في انقاذ مستقبل تلميذتها رحاب ذات 15 سنة، حيث كان ولد التلميذة مصرا على تركها لمقاطع الدراسة والسفر إلى العاصمة للعمل كمعينة منزلية رغم أنها قاصر، وتحملت الكثير من المتاعب والمخاطر من والد رحاب، وحاولت التأقلم جيدا مع ظروف العيش والتدريس الجديدة في الريف والمختلفة عن العاصمة حدّ التضاد.