ما يمنع الإنسان من الجنون، بالتالي ما يثير السلبية، هو العادة.
اللحظة التي تصبح فيها الروح جسدا، حيث يقودنا الجسد، ليصبح روحا، بالتالي يسمح لنا بالمضي قدما دون الوقوع في حفرة الوجود التي تنتظرنا.
يتم تقويض المجتمعات بشكل متزايد من قبل العصابات والجريمة المنظمة.
الحقيقة الفريدة للمجتمع المتحول ليست أن كل شيء منظم في مجموعات، بل أن كل شيء يبدو منظما في مجموعات.
عندما يصبح الفرد مفتتا وعاجزا ، عندما لا يعود قادرا كما كانت سمة الفرد المواطن الصالح على تشكيل حياته وبيئته الخاصة كما يشتهي ويريد ، عندما لا يعود قادرا على توفير حكم عظيم إلى حد ما ، يواجه من ينتصب وصيا عليها ، لا تستغرب بعد ذلك ان تعيش جريمة .
عندما تغيب الحرية التي يستطيع أن يتصرف بها ، التي عندها فقط يمكن للفرد أن يندمج في المجموعة. يجب ان تدرك انّك في مجموعات قطيع تحكمها عصابة .
للمجرمين منظوماتهم المعقدة التي يسهلها أو يولدها العمل العام ، ومن خلال شمول جميع الأفعال الضارة اجتماعيًا التي تحدث عندما تسعى جهة أو أكثر من مؤسسات الحكم السياسي إلى تحقيق هدف بالتعاون المباشر مع واحدة أو أكثر من اجهزتها السرية .
يمكن تقديم الصورة الأكثر اكتمالا للعمل الإجرامي المنحرف ، وتحديد العوامل المساهمة في صنع القرار من خلال ثلاثة مستويات من تحليل البيئة الهيكلية الكلية ، والمستوى التنظيمي المتوسط ، والتفاعلات الفردية الجزئية وهنا يكمن الخطر وإمكانيات الزيغ والانحراف .
دقائق فقط ، فصلت بين إعلان الأحكام في جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد وإصدار حركة " النهضة " بيان إبراء الذمة ، رغم انّ التوقيت كان فجر يوم أول أمس .
كان نص بيان النهضة طويلا ، بما يؤكّد انّه تمّ الاشتغال عليه لفترة زمنية مهمة وفي ليلة سهر فيها التونسيون امام شاشاتهم كما لم يفعلوا من قبل .
كبار السنّ عاد بهم الحنين لسنوات بعيدة مضت عندما كانوا يستيقظون فجرا على صوت ذلك المذيع المخضرم المرحوم محمد بوغنيم لمتابعة مباشرة لمقابلة في الملاكمة لذلك البطل العالمي محمد علي كلاي . كانت ذكريات من الزمن الجميل .
قضية الشهيد بلعيد تتعلًق بأول عملية اغتيال سياسي تشهدها تونس منذ عقود طويلة ، تحديدا منذ جريمة اغتيال صالح بن يوسف .
نحن في بداية المحاكمة وليس في نهايتها .. الأحكام صدرت ضد المنفذين ، لكن بقيت الأسئلة القاتلة : من قرّر ومن خطط ومن دبر ومن موّل .. بلا شكّ هناك ملفات جاهزة في الانتظار وأخرى في الطور التحقيقي .
ينطبق مصطلح الجريمة السياسية على الجرائم ضد الدولة، أي انتهاكات القوانين التي تهدف إلى تعديل السياق الاجتماعي، ينطبق كذلك على الجرائم التي ترتكبها الدولة، سواء الجرائم المحلية، أي انتهاكات القوانين والأفعال غير الأخلاقية التي يرتكبها موظفو الدولة ، او دولية، وتحدث خارج الدولة المعنية نفسها .
تُرتكب الجريمة السياسية ضد الدولة بقصد أو دافع سياسي أو أيديولوجي لإيذاء الدولة، في حين تتكون جريمة الدولة من عمل غير قانوني تقوم به اجهزة تابعة لها بهدف تقليل أو القضاء على التهديدات التي تتعرض لها سلطتها .
يميز رجال القانون الجرائم السياسية من خلال فحص سياقها، أي دوافعها ومرتكبيها وانتماءاتهم وأهدافهم وآثارهم .
من حقّ النهضة ان تتنكّر لكلّ مسؤولية لما عاشته البلاد فترة عشرية حكمها ، وترفض ايّ شكل من أشكال المحاسبة ، و لكن لم تحتكر الحقّ في محاسبة أنظمة حكم سادت البلاد طوال العقود الماضية ، وتقيم المحاكمات ومجالس التفتيش وتسجن وترهب وتدمر حياة عشرات الآلاف من المسؤولين والموظفين وكلّ من ارتبط عن قريب او بعيد بالأنظمة المشار اليها .
من لم يكن له رأس مال فليتخذ الصدق والأمانة رأس ماله.
الحياة أمانة يُعهد للمرء بها، لا يحق له يوم تسترد منه أن يحتج ، لأنها في الحقيقة ليست ملكه .
ابوبكر الصغير
اقرأ أكثر .. ترى أكثر .
ما يمنع الإنسان من الجنون، بالتالي ما يثير السلبية، هو العادة.
اللحظة التي تصبح فيها الروح جسدا، حيث يقودنا الجسد، ليصبح روحا، بالتالي يسمح لنا بالمضي قدما دون الوقوع في حفرة الوجود التي تنتظرنا.
يتم تقويض المجتمعات بشكل متزايد من قبل العصابات والجريمة المنظمة.
الحقيقة الفريدة للمجتمع المتحول ليست أن كل شيء منظم في مجموعات، بل أن كل شيء يبدو منظما في مجموعات.
عندما يصبح الفرد مفتتا وعاجزا ، عندما لا يعود قادرا كما كانت سمة الفرد المواطن الصالح على تشكيل حياته وبيئته الخاصة كما يشتهي ويريد ، عندما لا يعود قادرا على توفير حكم عظيم إلى حد ما ، يواجه من ينتصب وصيا عليها ، لا تستغرب بعد ذلك ان تعيش جريمة .
عندما تغيب الحرية التي يستطيع أن يتصرف بها ، التي عندها فقط يمكن للفرد أن يندمج في المجموعة. يجب ان تدرك انّك في مجموعات قطيع تحكمها عصابة .
للمجرمين منظوماتهم المعقدة التي يسهلها أو يولدها العمل العام ، ومن خلال شمول جميع الأفعال الضارة اجتماعيًا التي تحدث عندما تسعى جهة أو أكثر من مؤسسات الحكم السياسي إلى تحقيق هدف بالتعاون المباشر مع واحدة أو أكثر من اجهزتها السرية .
يمكن تقديم الصورة الأكثر اكتمالا للعمل الإجرامي المنحرف ، وتحديد العوامل المساهمة في صنع القرار من خلال ثلاثة مستويات من تحليل البيئة الهيكلية الكلية ، والمستوى التنظيمي المتوسط ، والتفاعلات الفردية الجزئية وهنا يكمن الخطر وإمكانيات الزيغ والانحراف .
دقائق فقط ، فصلت بين إعلان الأحكام في جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد وإصدار حركة " النهضة " بيان إبراء الذمة ، رغم انّ التوقيت كان فجر يوم أول أمس .
كان نص بيان النهضة طويلا ، بما يؤكّد انّه تمّ الاشتغال عليه لفترة زمنية مهمة وفي ليلة سهر فيها التونسيون امام شاشاتهم كما لم يفعلوا من قبل .
كبار السنّ عاد بهم الحنين لسنوات بعيدة مضت عندما كانوا يستيقظون فجرا على صوت ذلك المذيع المخضرم المرحوم محمد بوغنيم لمتابعة مباشرة لمقابلة في الملاكمة لذلك البطل العالمي محمد علي كلاي . كانت ذكريات من الزمن الجميل .
قضية الشهيد بلعيد تتعلًق بأول عملية اغتيال سياسي تشهدها تونس منذ عقود طويلة ، تحديدا منذ جريمة اغتيال صالح بن يوسف .
نحن في بداية المحاكمة وليس في نهايتها .. الأحكام صدرت ضد المنفذين ، لكن بقيت الأسئلة القاتلة : من قرّر ومن خطط ومن دبر ومن موّل .. بلا شكّ هناك ملفات جاهزة في الانتظار وأخرى في الطور التحقيقي .
ينطبق مصطلح الجريمة السياسية على الجرائم ضد الدولة، أي انتهاكات القوانين التي تهدف إلى تعديل السياق الاجتماعي، ينطبق كذلك على الجرائم التي ترتكبها الدولة، سواء الجرائم المحلية، أي انتهاكات القوانين والأفعال غير الأخلاقية التي يرتكبها موظفو الدولة ، او دولية، وتحدث خارج الدولة المعنية نفسها .
تُرتكب الجريمة السياسية ضد الدولة بقصد أو دافع سياسي أو أيديولوجي لإيذاء الدولة، في حين تتكون جريمة الدولة من عمل غير قانوني تقوم به اجهزة تابعة لها بهدف تقليل أو القضاء على التهديدات التي تتعرض لها سلطتها .
يميز رجال القانون الجرائم السياسية من خلال فحص سياقها، أي دوافعها ومرتكبيها وانتماءاتهم وأهدافهم وآثارهم .
من حقّ النهضة ان تتنكّر لكلّ مسؤولية لما عاشته البلاد فترة عشرية حكمها ، وترفض ايّ شكل من أشكال المحاسبة ، و لكن لم تحتكر الحقّ في محاسبة أنظمة حكم سادت البلاد طوال العقود الماضية ، وتقيم المحاكمات ومجالس التفتيش وتسجن وترهب وتدمر حياة عشرات الآلاف من المسؤولين والموظفين وكلّ من ارتبط عن قريب او بعيد بالأنظمة المشار اليها .
من لم يكن له رأس مال فليتخذ الصدق والأمانة رأس ماله.
الحياة أمانة يُعهد للمرء بها، لا يحق له يوم تسترد منه أن يحتج ، لأنها في الحقيقة ليست ملكه .
