إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: فرانشيسكا البانيز.. صوت لأجل غزة ..

 

اتهمتها سلطات الاحتلال بمعاداة السامية ومنعتها من الدخول إلى فلسطين المحتلة وطالبت بطردها من الأمم المتحدة وإنهاء مهامها.. فرانشيسكا البانيز صوت لم يتأخر منذ بداية الحرب الهمجية على غزة في فضح وكشف جرائم الاحتلال والمطالبة بردعه ومعاقبته ومنعه من تكرار جرائمه.. في كتابها "أنا أتهم: تاريخ الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين"، لمؤلفته فرانشيسكا ألبانيز، بالتعاون مع كريستيان إيليا وكيارا فالنتيني، الذي أصدرته دار "فوريشِنا" للنشر في أواخر شهر نوفمبر الماضي.. التزمت البانيز بأن تقول الحقيقة لأجل العدالة ولا شيء غير العدالة والإنسانية.. فرانشيسكا البانيز لم تعرف النكبة الكبرى ولا عايشت النكسة وهي محامية وأكاديمية ايطالية دولية انتخبت قبل سنتين مقررة خاصة للأمم المتحدة وأثار انتخابها في حينه جدلا مثيرا بسبب تصريحاتها التي كانت سابقة للمجازر الراهنة في غزة والتي تعود إلى 2014 عندما وصفت أمريكا وأوروبا بالخضوع للوبي اليهودي بسبب عقدة الذنب تجاه "الهولوكوست"... وكان ذلك كفيلا باتهامها بمعاداة السامية.

فرانشيسكا ألبانيز:تحدثت أمس أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف وقدمت تقريرها حول غزة وخلصت كما خلص مسؤولون كثيرون إلى أن ما يحدث تحت أعيننا جريمة إبادة إنسانية وكارثة سياسية وإنسانية ذات أبعاد أسطورية.

فرانشيسكا البانيز لم تتردد في وضع الإصبع على الداء واعتبار أن ما حدث ويحدث في غزة لم يكن من فراغ وأن إسرائيل قوة احتلال... الحقيقة التي لا يجب ولا يمكن أن تغيب عن الأذهان أن أهالي غزة قبل عملية "طوفان الأقصى" لم يكونوا في بحبوحة من العيش وكانوا يعيشون حصارا بغيضا حتى أن غزة باتت توصف بأكبر سجن بسماء مفتوحة.. غزة ومن فيها محاصرون برا وبحرا وجوا ولا حق لهم في التنقل بحرية وفي الحياة بكرامة وبالطعام حتى الشبع وبالعمل والدراسة وكل ما يمكن وصفه من أنشطة طبيعية في أي مجتمع.. حتى البحر رئة غزة ومتنفسها ومصدر عيشها لم يكن يسمح لأهل غزة وللبحارة هناك بتجاوز بضعة أمتار للحصول على بعض من الأسماك التي تساعدهم على الحياة.. وفوق كل ذلك كانت غزة تتعرض لضربات وقائية حتى قبل السابع من أكتوبر وكانت تودع قوافل الشهداء أسبوعيا.. لم ينتبه المجتمع الدولي بكل مؤسساته إلى مأساة غزة وأهلها إلا بعد عملية "طوفان الأقصى"..

 فهل حرص المجتمع الدولي على وقف هذا الوضع غير القانوني وهل سعى لإنصاف غزة وهل استشعر ما يمكن أن يؤول إليه مصير آلاف الأطفال والشباب المقهورين في غزة..؟ طبعا لا والنتيجة نراها ماثلة للعيان اليوم في مأساة غزة التي تعيش محرقة العصر.. والأخطر انه رغم كل الصرخات ورغم كل التقارير الإنسانية الدولية ورغم كل محاولات هيئات الأمم المتحدة ورغم كل ما صدر عن الصحة العالمية و"الأورنرا" والعدل الدولية ورغم قرار مجلس الأمن الدولي بداية الأسبوع بإيقاف الحرب فلا شيء يدفع في هذا الاتجاه بل أن كل يوم يأتي  الاحتلال بجرائم أفظع من اليوم السابق وسيواصل طالما انه لم يلتمس أي محاولة جدية لردع الاحتلال أو محاصرته اقتصاديا وعسكريا... ولا نكشف سرا أن هذا الكيان لا يمكن أن يمتنع عن ارتكاب مزيد الجرائم قبل أن تقرر الإدارة الأمريكية التوقف عن تزويده بالسلاح وهو الأمر الوحيد الذي سيجبره على التوقف عن القصف والعدوان إذا لم يعد له ما يكفي من الذخيرة..

هل يمكن توقع مثل هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية بعد أن أعلنت كندا التوقف عن تزويد إسرائيل بالسلاح وهددت بريطانيا بنفس الشيء..؟

لا نخال ذلك متوقع في القريب فالإدارة الأمريكية لا تزال تصر على الحلول التي تشجع إسرائيل في هذه الحرب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الإصرار على إسقاط المساعدات جوا رغم المآسي التي حصلت بسبب هذه العملية التي تفضح العجز والفشل الدولي في تحقيق اختراق يذكر وفتح المعابر حيث تتكدس المساعدات لإيصالها إلى أصحابها وانقاد من يموتون جوعا في القطاع..  إسقاط المساعدات جوا عملية مهينة ومحاولة للتنكيل بالفلسطينيين وتصويرهم وهم الذين يعانون مجاعة حقيقية في شكل همجي في سباقهم للفوز بعلبة مساعدات.. كل ذلك طبعا حتى لا ننسى ما يتعرضون له من قصف متعمد واستهداف ممنهج في رحلة الموت من اجل رغيف بطعم الدم وحتى لا ننسى أيضا الذين غرقوا في البحر وهم يلاحقون المساعدات من السماء.. مات البعض وهم لا يتقنون السباحة لان من يشاركون إسرائيل جريمتها اختاروا لهم هذه النهاية كل ذلك ولا تزال الإدارة الأمريكية تنافق وتطمس الحقائق وتزيفها وتدعي أنها حتى الآن لم تتوصل إلى نتيجة تفيد بان إسرائيل انتهكت قوانين الحرب الدولية.. فهل تنتظر الإدارة الأمريكية أن تبيد إسرائيل مليوني غزاوي أو تنتظر قصفهم بالنووي حتى ترى الواقع الدموي الذي ترتكبه إسرائيل بفضل  أسلحة الدمار الأمريكية ...

اسيا العتروس 

ممنوع من الحياد:   فرانشيسكا البانيز.. صوت لأجل غزة ..

 

اتهمتها سلطات الاحتلال بمعاداة السامية ومنعتها من الدخول إلى فلسطين المحتلة وطالبت بطردها من الأمم المتحدة وإنهاء مهامها.. فرانشيسكا البانيز صوت لم يتأخر منذ بداية الحرب الهمجية على غزة في فضح وكشف جرائم الاحتلال والمطالبة بردعه ومعاقبته ومنعه من تكرار جرائمه.. في كتابها "أنا أتهم: تاريخ الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين"، لمؤلفته فرانشيسكا ألبانيز، بالتعاون مع كريستيان إيليا وكيارا فالنتيني، الذي أصدرته دار "فوريشِنا" للنشر في أواخر شهر نوفمبر الماضي.. التزمت البانيز بأن تقول الحقيقة لأجل العدالة ولا شيء غير العدالة والإنسانية.. فرانشيسكا البانيز لم تعرف النكبة الكبرى ولا عايشت النكسة وهي محامية وأكاديمية ايطالية دولية انتخبت قبل سنتين مقررة خاصة للأمم المتحدة وأثار انتخابها في حينه جدلا مثيرا بسبب تصريحاتها التي كانت سابقة للمجازر الراهنة في غزة والتي تعود إلى 2014 عندما وصفت أمريكا وأوروبا بالخضوع للوبي اليهودي بسبب عقدة الذنب تجاه "الهولوكوست"... وكان ذلك كفيلا باتهامها بمعاداة السامية.

فرانشيسكا ألبانيز:تحدثت أمس أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف وقدمت تقريرها حول غزة وخلصت كما خلص مسؤولون كثيرون إلى أن ما يحدث تحت أعيننا جريمة إبادة إنسانية وكارثة سياسية وإنسانية ذات أبعاد أسطورية.

فرانشيسكا البانيز لم تتردد في وضع الإصبع على الداء واعتبار أن ما حدث ويحدث في غزة لم يكن من فراغ وأن إسرائيل قوة احتلال... الحقيقة التي لا يجب ولا يمكن أن تغيب عن الأذهان أن أهالي غزة قبل عملية "طوفان الأقصى" لم يكونوا في بحبوحة من العيش وكانوا يعيشون حصارا بغيضا حتى أن غزة باتت توصف بأكبر سجن بسماء مفتوحة.. غزة ومن فيها محاصرون برا وبحرا وجوا ولا حق لهم في التنقل بحرية وفي الحياة بكرامة وبالطعام حتى الشبع وبالعمل والدراسة وكل ما يمكن وصفه من أنشطة طبيعية في أي مجتمع.. حتى البحر رئة غزة ومتنفسها ومصدر عيشها لم يكن يسمح لأهل غزة وللبحارة هناك بتجاوز بضعة أمتار للحصول على بعض من الأسماك التي تساعدهم على الحياة.. وفوق كل ذلك كانت غزة تتعرض لضربات وقائية حتى قبل السابع من أكتوبر وكانت تودع قوافل الشهداء أسبوعيا.. لم ينتبه المجتمع الدولي بكل مؤسساته إلى مأساة غزة وأهلها إلا بعد عملية "طوفان الأقصى"..

 فهل حرص المجتمع الدولي على وقف هذا الوضع غير القانوني وهل سعى لإنصاف غزة وهل استشعر ما يمكن أن يؤول إليه مصير آلاف الأطفال والشباب المقهورين في غزة..؟ طبعا لا والنتيجة نراها ماثلة للعيان اليوم في مأساة غزة التي تعيش محرقة العصر.. والأخطر انه رغم كل الصرخات ورغم كل التقارير الإنسانية الدولية ورغم كل محاولات هيئات الأمم المتحدة ورغم كل ما صدر عن الصحة العالمية و"الأورنرا" والعدل الدولية ورغم قرار مجلس الأمن الدولي بداية الأسبوع بإيقاف الحرب فلا شيء يدفع في هذا الاتجاه بل أن كل يوم يأتي  الاحتلال بجرائم أفظع من اليوم السابق وسيواصل طالما انه لم يلتمس أي محاولة جدية لردع الاحتلال أو محاصرته اقتصاديا وعسكريا... ولا نكشف سرا أن هذا الكيان لا يمكن أن يمتنع عن ارتكاب مزيد الجرائم قبل أن تقرر الإدارة الأمريكية التوقف عن تزويده بالسلاح وهو الأمر الوحيد الذي سيجبره على التوقف عن القصف والعدوان إذا لم يعد له ما يكفي من الذخيرة..

هل يمكن توقع مثل هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية بعد أن أعلنت كندا التوقف عن تزويد إسرائيل بالسلاح وهددت بريطانيا بنفس الشيء..؟

لا نخال ذلك متوقع في القريب فالإدارة الأمريكية لا تزال تصر على الحلول التي تشجع إسرائيل في هذه الحرب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الإصرار على إسقاط المساعدات جوا رغم المآسي التي حصلت بسبب هذه العملية التي تفضح العجز والفشل الدولي في تحقيق اختراق يذكر وفتح المعابر حيث تتكدس المساعدات لإيصالها إلى أصحابها وانقاد من يموتون جوعا في القطاع..  إسقاط المساعدات جوا عملية مهينة ومحاولة للتنكيل بالفلسطينيين وتصويرهم وهم الذين يعانون مجاعة حقيقية في شكل همجي في سباقهم للفوز بعلبة مساعدات.. كل ذلك طبعا حتى لا ننسى ما يتعرضون له من قصف متعمد واستهداف ممنهج في رحلة الموت من اجل رغيف بطعم الدم وحتى لا ننسى أيضا الذين غرقوا في البحر وهم يلاحقون المساعدات من السماء.. مات البعض وهم لا يتقنون السباحة لان من يشاركون إسرائيل جريمتها اختاروا لهم هذه النهاية كل ذلك ولا تزال الإدارة الأمريكية تنافق وتطمس الحقائق وتزيفها وتدعي أنها حتى الآن لم تتوصل إلى نتيجة تفيد بان إسرائيل انتهكت قوانين الحرب الدولية.. فهل تنتظر الإدارة الأمريكية أن تبيد إسرائيل مليوني غزاوي أو تنتظر قصفهم بالنووي حتى ترى الواقع الدموي الذي ترتكبه إسرائيل بفضل  أسلحة الدمار الأمريكية ...

اسيا العتروس