سيكون من الغباء التعاطي مع قرار مجلس الأمن الدولي الصادر أول أمس بإيقاف الحرب كما لو انه حدث... التصويت على مشروع القرار وهو العاشر الذي يتم تقديمه إلى مجلس الأمن لم يحظ بموافقة واشنطن التي تماسكت هذه المرة عن استعمال حق "الفيتو" لإجهاضه وربما استشعرت واشنطن هذه المرة تداعيات مساندتها ودعمها اللامحدود لكيان الاحتلال في جريمة الإبادة التي يقودها بكل همجية.. تماما كما انه سيكون من المهم عدم تجاهل تصريح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بان القرار ليس ملزما وهو ما يمكن اعتباره بمثابة الدعوة إلى مواصلة هذه الحرب بدعوى تحقيق ما أعلنته إسرائيل من أهداف عسكرية وأولها القضاء على "حماس" وإعادة الرهائن وفشلت في تحقيقها رغم كل الموت الذي زرعته ورغم كل الدمار والخراب الذي ألحقته بغزة التي باتت مقبرة الأحياء ..
طبعا سيكون من المبكر الحديث عن نتائج هذه الحرب التي ستسجل في التاريخ على أنها محرقة القرن التي وقف العالم شاهدا عليها مكتفيا بالفرجة وإحصاء أرقام الضحايا.. لكل حكايته في غزة وبين دمعة طفل فقد عائلته وبترت أعضاؤه في القصف الهمجي ودمعة أم ثكلى تنتظر منذ أسابيع إخراج جثث أطفالها لدفنهم ومعاناة آب فقد كل أفراد عائلته يبقى المشهد في غزة اقرب للجحيم منه إلى أي وصف آخر ..
غزة وبكل ما سجلته طوال هذه الحرب من اغتيالات على الملإ ومن استهداف للنساء وانتهاك لاعراضهم وكرامتهن ومن قتل وتجويع للأطفال ومن تدمير وتفجير للبيوت على رؤوس أصحابها ومن نسف للمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والمتاحف والكنائس وكل ما يمكن أن يكون من مكونات المجتمع الغزاوي شاهد لا على فشل وانهيار المجتمع الدولي والنظام الدولي فهذه مسألة معلومة ولا تعني القليل أو الكثير ولكنها وهنا مكمن الخطر تختزل إستراتيجية التدمير الشامل للاحتلال والتي تتجاوز استهداف البنى التحتية والمعالم الأثرية وغيرها من المنشآت إلى استهداف إنسانية الإنسان وإذلاله والذهاب بعيدا في إهانته وتحطيمه وكسر إرادته ودفعه إلى الاستسلام واليأس والإحباط والبحث عن الهروب بكل الطرق المتاحة والتخلي عن أهدافه وطموحاته وأحلامه وتطلعاته... والبداية طبعا تبدأ بتوخي سياسة الأرض المحروقة وحرق الأخضر و ليابس بهدف دفع الأهالي إلى التخلي عن الأرض أساس ومحور الصراع ..
تتعدد المآسي في غزة التي يعيش أبناؤها على وقع جمع أشلاء ذويهم المتناثرة والبحث عن مكان لإكرامهم ودفنهم... في غزة يموت من كان في خيمته ويطال القصف من كان يلهث خلف المساعدات للحصول على ما يسد الرمق.. ومن لم يمت بنيران الاحتلال مات غرقا وهو يحاول الحصول على نصيب من المساعدات أو مات تحت ثقل المظلات الحاملة للمساعدات.. أو مات جوعا أو عطشا في انتظار رغيف مغمس بالدم.. تتعدد صور الموت والنتيجة واحدة.. التدمير والإبادة إستراتيجية مدروسة في غزة والضفة أيضا ومن لا يرى ذلك إما يرفض قراءة الواقع آو يعاني عمى الألوان ..
فشل العالم في حماية غزة وخذلها بشكل مفضوح وتركها بكل ما فيها لقمة لنتنياهو وعصابته..
استعادة غزة وضعها الطبيعي لن يكون قبل وقت طويل وبلسمة جراح أهلها مسألة معقدة ولن تتحقق إلا بزوال الاحتلال وضمان ملاحقته أمام العدالة الدولية وضمان عدم تكرار جرائم الإبادة التي يرتكبها قبل تثبيت قرار وقف إطلاق النار بشكل جدي وانسحاب قوات الاحتلال وهو اختبار آخر في إطار اليوم التالي للحرب في ظل غطرسة الاحتلال ومدى استعداد المجتمع الدولي على تصحيح أخطائه الكارثية وغيابه وخذلانه لغزة... بعض التوقعات تشير إلى أن إعادة بناء واعمار غزة سيحتاج إلى أكثر من تسعين مليارا هذا إذا توقفت الحرب اليوم ...
اسيا العتروس
سيكون من الغباء التعاطي مع قرار مجلس الأمن الدولي الصادر أول أمس بإيقاف الحرب كما لو انه حدث... التصويت على مشروع القرار وهو العاشر الذي يتم تقديمه إلى مجلس الأمن لم يحظ بموافقة واشنطن التي تماسكت هذه المرة عن استعمال حق "الفيتو" لإجهاضه وربما استشعرت واشنطن هذه المرة تداعيات مساندتها ودعمها اللامحدود لكيان الاحتلال في جريمة الإبادة التي يقودها بكل همجية.. تماما كما انه سيكون من المهم عدم تجاهل تصريح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بان القرار ليس ملزما وهو ما يمكن اعتباره بمثابة الدعوة إلى مواصلة هذه الحرب بدعوى تحقيق ما أعلنته إسرائيل من أهداف عسكرية وأولها القضاء على "حماس" وإعادة الرهائن وفشلت في تحقيقها رغم كل الموت الذي زرعته ورغم كل الدمار والخراب الذي ألحقته بغزة التي باتت مقبرة الأحياء ..
طبعا سيكون من المبكر الحديث عن نتائج هذه الحرب التي ستسجل في التاريخ على أنها محرقة القرن التي وقف العالم شاهدا عليها مكتفيا بالفرجة وإحصاء أرقام الضحايا.. لكل حكايته في غزة وبين دمعة طفل فقد عائلته وبترت أعضاؤه في القصف الهمجي ودمعة أم ثكلى تنتظر منذ أسابيع إخراج جثث أطفالها لدفنهم ومعاناة آب فقد كل أفراد عائلته يبقى المشهد في غزة اقرب للجحيم منه إلى أي وصف آخر ..
غزة وبكل ما سجلته طوال هذه الحرب من اغتيالات على الملإ ومن استهداف للنساء وانتهاك لاعراضهم وكرامتهن ومن قتل وتجويع للأطفال ومن تدمير وتفجير للبيوت على رؤوس أصحابها ومن نسف للمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والمتاحف والكنائس وكل ما يمكن أن يكون من مكونات المجتمع الغزاوي شاهد لا على فشل وانهيار المجتمع الدولي والنظام الدولي فهذه مسألة معلومة ولا تعني القليل أو الكثير ولكنها وهنا مكمن الخطر تختزل إستراتيجية التدمير الشامل للاحتلال والتي تتجاوز استهداف البنى التحتية والمعالم الأثرية وغيرها من المنشآت إلى استهداف إنسانية الإنسان وإذلاله والذهاب بعيدا في إهانته وتحطيمه وكسر إرادته ودفعه إلى الاستسلام واليأس والإحباط والبحث عن الهروب بكل الطرق المتاحة والتخلي عن أهدافه وطموحاته وأحلامه وتطلعاته... والبداية طبعا تبدأ بتوخي سياسة الأرض المحروقة وحرق الأخضر و ليابس بهدف دفع الأهالي إلى التخلي عن الأرض أساس ومحور الصراع ..
تتعدد المآسي في غزة التي يعيش أبناؤها على وقع جمع أشلاء ذويهم المتناثرة والبحث عن مكان لإكرامهم ودفنهم... في غزة يموت من كان في خيمته ويطال القصف من كان يلهث خلف المساعدات للحصول على ما يسد الرمق.. ومن لم يمت بنيران الاحتلال مات غرقا وهو يحاول الحصول على نصيب من المساعدات أو مات تحت ثقل المظلات الحاملة للمساعدات.. أو مات جوعا أو عطشا في انتظار رغيف مغمس بالدم.. تتعدد صور الموت والنتيجة واحدة.. التدمير والإبادة إستراتيجية مدروسة في غزة والضفة أيضا ومن لا يرى ذلك إما يرفض قراءة الواقع آو يعاني عمى الألوان ..
فشل العالم في حماية غزة وخذلها بشكل مفضوح وتركها بكل ما فيها لقمة لنتنياهو وعصابته..
استعادة غزة وضعها الطبيعي لن يكون قبل وقت طويل وبلسمة جراح أهلها مسألة معقدة ولن تتحقق إلا بزوال الاحتلال وضمان ملاحقته أمام العدالة الدولية وضمان عدم تكرار جرائم الإبادة التي يرتكبها قبل تثبيت قرار وقف إطلاق النار بشكل جدي وانسحاب قوات الاحتلال وهو اختبار آخر في إطار اليوم التالي للحرب في ظل غطرسة الاحتلال ومدى استعداد المجتمع الدولي على تصحيح أخطائه الكارثية وغيابه وخذلانه لغزة... بعض التوقعات تشير إلى أن إعادة بناء واعمار غزة سيحتاج إلى أكثر من تسعين مليارا هذا إذا توقفت الحرب اليوم ...