إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي: بلينكن في مصر والسعودية... لماذا؟

 

بقلم: كمال بن يونس

يؤدي وزير الخارجية انطوني بلينكن زيارة جديدة إلى المنطقة العربية... ضمن سلسلة تحركاته وكبار المسؤولين الأمريكان منذ بدء عمليات  "طوفان الأقصى" يوم7 أكتوبر الماضي وشن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين حربا شاملة ضد قطاع غزة وهجومات واسعة ضد  الضفة الغربية والقدس...

وكانت الحصيلة إلى حد الآن تدمير غير مسبوق لغالبية المدن والمستشفيات والمدارس والمساكن  وتشريد أكثر من  مليوني مواطن فلسطيني وسقوط أكثر من ألف قتيل وجريح عربي والآلاف العسكريين والمدنيين في الجانب الإسرائيلي... فضلا عن "ترحيل" مئات آلاف المستوطنين من شمال إسرائيل وجنوبها ومغادرة مئات الإسرائيليين من حاملي جوازات سفر أخرى نحو أوروبا وأمريكا وروسيا وتايلندا... الخ

وقد أطلق رئيس الديبلوماسية الأمريكية عشية زيارته الجديدة للمملكة العربية السعودية ومصر أن مائة بالمائة من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل أصبح يعاني أزمة غذاء وماء ...

وهذه هي المرة الأولى في العالم التي تتجرأ فيها سلطات الاحتلال على أن  تبلغ نسبة القمع والتجويع والحرمان من السكن والماء والدواء مائة بالمائة من  الشعب ..

وهذه هي المرة الأولى في العالم التي تدمر فيها قوات الاحتلال المستشفيات والكنائس والمساجد والمدارس والشجر والحجر... وتمنع آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الأممية والدولية من الوصول إلى ملايين الأطفال والنساء والمدنيين الجياع والمرضى... إلى درجة أن أعدادا متزايدة منهم ماتوا بسبب الجوع والجروح والحرمان من العلاج والماء... فضلا عن سقوط عشرات المدنيين يوميا تحت نيران القنابل والقذائف وركام العمارات والمنازل المدمرة...

بعد نحو ستة أشهر من استخدام الإدارة الأمريكية حق "الفيتو" لتعطيل إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يأمر تل أبيب بوقف شامل لإطلاق النار، ماذا يمكن لواشنطن أن تقدمه للمنطقة التي انتشرت فيها الحرب وقد تعصف ببعض دولها نتائجها؟!

هل يمكن أن تتحرك فعلا فورا من أجل وقف إطلاق النار أو فرض "هدنة طويلة"؟

أم أن الاعتبارات الانتخابية هذا العام في الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مرة أخرى لصالح "أقصى اليمين" الإسرائيلي والأمريكي المعادي للسلام؟

وإذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية ارتكبت غلطات قاتلة بسبب تورطها في دعم غير مشروط لـ"حرب الإبادة" و"جرائم الحرب" الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس العربية.. فهل يمكن أن تفرض فورا على تل أبيب وقفا لإطلاق النار؟

أم أن السيد بلينكن جاء للمنطقة لتبرير جرائم الحرب الإسرائيلية السابقة وإعلام الحكام العرب بان القوات الإسرائيلية سوف تتابع هجماتها  بما في ذلك على كامل مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة لرفح المصرية؟

أم أنه يزور الدول العربية هذه المرة بحثا عن دعم مابي وسياسي لحملة رئيسه بايدن ولأعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس خلال انتخابات نوفمبر القادم بعد أن أصبح دونالد ترامب وأنصاره من اليمين المتطرف  "أوفر حظا" بالفوز؟!

 وإذا كانت بعض دول الخليج قدمت منذ أعوام آلاف المليارات لترامب وشركات صهره كوشنار وصقور الحزب الجمهوري فهل يمكن أن تقف اليوم مع بايدن وأنصاره رغم تشكيك كثيرين في فوزه أمام "الشعبوي" دونالد ترامب؟!

وهل سيفهم الحكام العرب الدرس من حروب الإبادة والاستنزاف الشاملة ضدهم منذ عقود وتحديدا منذ تفجير سلسلة حروب في الخليج وفي كامل المشرق العربي وفي السودان وشمال إفريقيا وبلدان الساحل والصحراء؟

من جهة أخرى هل يحسن القادة العرب توظيف ورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأمريكية واشتداد المنافسة بين أنصار بايدن وترامب للحصول على مكاسب وتعهدات واضحة لصالح دولهم شعوبهم وقضاياهم بينها إنهاء احتلال قطاع غزة وإغلاق مستوطنات الضفة الغربية والقدس؟!!

في كل الحالات يمكنهم الاستفادة من "الشلل" الذي تسببت فيه قرارات "الفيتو" الأمريكي على كل مشاريع وقف إطلاق النار من أجل الدعوة إلى نظام دولي جديد متعدد الأقطاب... ليس فيه "فيتو" على السلام... وليس فيه أي "تغول" من قبل الدول التي فازت في الحرب العالمية الثانية قبل حوالي ثمانين عاما..

والمطلوب البدء باستصدار قرار وقف فوري لكل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإعادة اعمار غزة والمناطق التي دمرت في الضفة الغربية... قبل أن يرتفع منسوب الحقد والتطرف في كامل المنطقة.. بل في كامل العالم... وخاصة في البلدان التي تؤوي ملايين المهاجرين العرب والأفارقة والمسلمين؟.

رأي:   بلينكن في مصر والسعودية... لماذا؟

 

بقلم: كمال بن يونس

يؤدي وزير الخارجية انطوني بلينكن زيارة جديدة إلى المنطقة العربية... ضمن سلسلة تحركاته وكبار المسؤولين الأمريكان منذ بدء عمليات  "طوفان الأقصى" يوم7 أكتوبر الماضي وشن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين حربا شاملة ضد قطاع غزة وهجومات واسعة ضد  الضفة الغربية والقدس...

وكانت الحصيلة إلى حد الآن تدمير غير مسبوق لغالبية المدن والمستشفيات والمدارس والمساكن  وتشريد أكثر من  مليوني مواطن فلسطيني وسقوط أكثر من ألف قتيل وجريح عربي والآلاف العسكريين والمدنيين في الجانب الإسرائيلي... فضلا عن "ترحيل" مئات آلاف المستوطنين من شمال إسرائيل وجنوبها ومغادرة مئات الإسرائيليين من حاملي جوازات سفر أخرى نحو أوروبا وأمريكا وروسيا وتايلندا... الخ

وقد أطلق رئيس الديبلوماسية الأمريكية عشية زيارته الجديدة للمملكة العربية السعودية ومصر أن مائة بالمائة من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل أصبح يعاني أزمة غذاء وماء ...

وهذه هي المرة الأولى في العالم التي تتجرأ فيها سلطات الاحتلال على أن  تبلغ نسبة القمع والتجويع والحرمان من السكن والماء والدواء مائة بالمائة من  الشعب ..

وهذه هي المرة الأولى في العالم التي تدمر فيها قوات الاحتلال المستشفيات والكنائس والمساجد والمدارس والشجر والحجر... وتمنع آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الأممية والدولية من الوصول إلى ملايين الأطفال والنساء والمدنيين الجياع والمرضى... إلى درجة أن أعدادا متزايدة منهم ماتوا بسبب الجوع والجروح والحرمان من العلاج والماء... فضلا عن سقوط عشرات المدنيين يوميا تحت نيران القنابل والقذائف وركام العمارات والمنازل المدمرة...

بعد نحو ستة أشهر من استخدام الإدارة الأمريكية حق "الفيتو" لتعطيل إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يأمر تل أبيب بوقف شامل لإطلاق النار، ماذا يمكن لواشنطن أن تقدمه للمنطقة التي انتشرت فيها الحرب وقد تعصف ببعض دولها نتائجها؟!

هل يمكن أن تتحرك فعلا فورا من أجل وقف إطلاق النار أو فرض "هدنة طويلة"؟

أم أن الاعتبارات الانتخابية هذا العام في الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مرة أخرى لصالح "أقصى اليمين" الإسرائيلي والأمريكي المعادي للسلام؟

وإذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية ارتكبت غلطات قاتلة بسبب تورطها في دعم غير مشروط لـ"حرب الإبادة" و"جرائم الحرب" الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس العربية.. فهل يمكن أن تفرض فورا على تل أبيب وقفا لإطلاق النار؟

أم أن السيد بلينكن جاء للمنطقة لتبرير جرائم الحرب الإسرائيلية السابقة وإعلام الحكام العرب بان القوات الإسرائيلية سوف تتابع هجماتها  بما في ذلك على كامل مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة لرفح المصرية؟

أم أنه يزور الدول العربية هذه المرة بحثا عن دعم مابي وسياسي لحملة رئيسه بايدن ولأعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس خلال انتخابات نوفمبر القادم بعد أن أصبح دونالد ترامب وأنصاره من اليمين المتطرف  "أوفر حظا" بالفوز؟!

 وإذا كانت بعض دول الخليج قدمت منذ أعوام آلاف المليارات لترامب وشركات صهره كوشنار وصقور الحزب الجمهوري فهل يمكن أن تقف اليوم مع بايدن وأنصاره رغم تشكيك كثيرين في فوزه أمام "الشعبوي" دونالد ترامب؟!

وهل سيفهم الحكام العرب الدرس من حروب الإبادة والاستنزاف الشاملة ضدهم منذ عقود وتحديدا منذ تفجير سلسلة حروب في الخليج وفي كامل المشرق العربي وفي السودان وشمال إفريقيا وبلدان الساحل والصحراء؟

من جهة أخرى هل يحسن القادة العرب توظيف ورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأمريكية واشتداد المنافسة بين أنصار بايدن وترامب للحصول على مكاسب وتعهدات واضحة لصالح دولهم شعوبهم وقضاياهم بينها إنهاء احتلال قطاع غزة وإغلاق مستوطنات الضفة الغربية والقدس؟!!

في كل الحالات يمكنهم الاستفادة من "الشلل" الذي تسببت فيه قرارات "الفيتو" الأمريكي على كل مشاريع وقف إطلاق النار من أجل الدعوة إلى نظام دولي جديد متعدد الأقطاب... ليس فيه "فيتو" على السلام... وليس فيه أي "تغول" من قبل الدول التي فازت في الحرب العالمية الثانية قبل حوالي ثمانين عاما..

والمطلوب البدء باستصدار قرار وقف فوري لكل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإعادة اعمار غزة والمناطق التي دمرت في الضفة الغربية... قبل أن يرتفع منسوب الحقد والتطرف في كامل المنطقة.. بل في كامل العالم... وخاصة في البلدان التي تؤوي ملايين المهاجرين العرب والأفارقة والمسلمين؟.