اضطراب طيف التوحد هو مرض يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وهو بمثابة جملة من الاضطرابات التي تظهر على مستوى النمو العصبي، ويمتاز بالعجز عن التواصل الاجتماعي والسلوكيات. ولكن يبقى غالبا الإشكال في التمييز بينه وبين أمراض أخرى.
فما هي أعراض الإصابة بمرض التوحد وهل هناك نسبة لهذا المرض في بلادنا ؟ وما هي أهم النصائح التي يجب عل الأولياء اتخاذها في حال ملاحظة هذه الأعراض على أطفالهم؟ وما هي التكاليف الخاصة بالعلاج؟
للإجابة عن جملة هذه التساؤلات، قالت أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، في تصريح لـ"الصباح" أن التوحد هو نوع من الاضطرابات للنمو العصبي ويظهر في فترة الطفولة المبكرة .
إشارات الإنذار والعلامات الأولى
ويمكن ملاحظة الإصابة بالمرض انطلاقا من الـ 6 أشهر الأولى حيث أن الطفل المصاب يعاني من صعوبات في التواصل والحديث تنعكس سلبيا على إدماجه في محيطه العائلي والاجتماعي وعلى استقلاليته الذاتية .
وأوضحت محدثتا أن علامات التوحد تختلف من طفل إلى آخر كما أن الإحصائيات العالمية الأخيرة لمرض التوحد أظهرت أن طفلا من أصل 100 طفل يصاب بطيف التوحد كما أن هذا المرض صيب الفتيان أكثر من الفتيات .
وأضافت الدكتورة أسماء بودن أن أعراض مرض التوحد يمكن تصنيفها في مجالين أولها أعراض تتعلق بالتواصل والتفاعلات الاجتماعية والمجال الثاني يتعلق بالحركات والسلوكيات المتكررة والاهتمامات المقيّدة.
وأفادت أن هذه العلامات يمكن آن تظهر في فترة مبكرة اثر الولادة كما يمكن أن تظهر خلال فترة النمو الطبيعي خلال السنة أو السنة والنصف حيث يتم ملاحظة تراجع في مجالات النمو على مستوى النطق مثلا واهتمامات الطفل بمحيطه فضلا عن التراجع في الاستقلالية الذاتية.
أهم الأعراض
أما بالنسبة لأهم أعراض الإصابة بطيف التوحد فهي تتمثل في عدم النظر في العينين مع اضطرابات في النوم وظهور عادات غريبة في الأكل، وانطلاقا من عمر الستة أشهر إلى السنة يمكن ملاحظة غياب التفاعل الجسدي وعدم البحث عن حضن أمه أو والده وغياب التفاعل .
وانطلاقا من عمر السنتين فانه يمكن ملاحظة عدم النظر للطرف المقابل والاهتمامات المحدودة والانزواء والابتعاد عن اللعب الرمزي للتقليد الحركي والصوتي، كما يمكن ملاحة اضطرابات النمو الحركي للطفل، اضطرابات في ردود الأفعال العاطفية أو الانفعال السريع مع الخوف أو القلق دون آي سبب مبرر.
لا وجود لأسباب واضحة
وأكدت أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، أنه لا وجود لآي إحصائية في تونس حاليا تحدد نسبة الأطفال المصابين بمرض التوحد .
وأوضحت انه من المنتظر أن تقوم وزارة الصحة بإحصائية في آخر سنة 2024 تعداد نسبة الأطفال المصابين بهذا المرض.
أما بالنسبة للتكفل بالعلاج، فقد كادت محدثنا انه باهظ فعلا مقّرة بوجود إشكال مالي في التكفل الصحي بالأطفال المصابين بالتوحد، كما أضافت انه حاليا لا وجود لخطة وقائية لطيف التوحد، ولكن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يقلص من العلامات وحدتها .
لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للإصابة
وأكدت الدكتورة انه حاليا لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للإصابة بمرض التوحد ولكن مبدئيا هناك أسباب جينية وأخرى بيئية تتمثل في التهاب الأعصاب والفيروسات وتناول بعض الأدوية خلال فترة الحمل مثل دواء الصرع أو اضطراب المزاج وحوادث الولادة والولادة المبكرة والسن المتقدمة لدى الأولياء .
وأكدت انه تم إلغاء بعض العلامات التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال مثل التلاقيح والأمراض الهضمية وبعض الخصوصيات النفسية لدى الأوليات .
أما بالنسبة للأسباب الجينية فهي تتعلق بالتغييرات التي تظهر خلال فترة تكوين الجنين حيث يمكن أن يحصل ذلك جراء انعكاس سلبي جراء البيئة.
يذكر أن أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، أعلنت سابقا أن مشروعا إحصائيا حول مرضى أطفال التوحد بتونس سيتم إعداده قريبا بالإضافة إلى سجل وطني حول نفس المرض من المرجح أن ينطلق خلال السنة القادمة، سيعمل على تحديد خصوصيات أطفال التوحد في تونس ودراسة حاجياتهم.
كما أن هذا المشروع الإحصائي يعد احد مكونات خطة وطنية، انطلقت في سنة 2022، وترمي إلى التعهد بأطفال ذوى اضطراب التوحد مشيرة إلى انه يتم حاليا تكوين مهنيي الصحة العاملين في الخطوط الأولى حول تقنيات التشخيص المبكر لمرض التوحد.
ويرتكز على 4 محاور وهي توفير المعلومة والتحسيس والتكوين والتشخيص المبكر للمرض في سن من 14 إلى 18 شهرا وذلك خلال عمليات تلقيح الأطفال وفق الروزنامة الوطنية للتلقيح. أما المحور الثالث فيتمثل في التعهد فيما يخص المحور الرابع التشجيع على البحث العلمى في المجال.
اميرة الدريدي
-حاليا لا وجود لخطة وقائية لطيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو مرض يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وهو بمثابة جملة من الاضطرابات التي تظهر على مستوى النمو العصبي، ويمتاز بالعجز عن التواصل الاجتماعي والسلوكيات. ولكن يبقى غالبا الإشكال في التمييز بينه وبين أمراض أخرى.
فما هي أعراض الإصابة بمرض التوحد وهل هناك نسبة لهذا المرض في بلادنا ؟ وما هي أهم النصائح التي يجب عل الأولياء اتخاذها في حال ملاحظة هذه الأعراض على أطفالهم؟ وما هي التكاليف الخاصة بالعلاج؟
للإجابة عن جملة هذه التساؤلات، قالت أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، في تصريح لـ"الصباح" أن التوحد هو نوع من الاضطرابات للنمو العصبي ويظهر في فترة الطفولة المبكرة .
إشارات الإنذار والعلامات الأولى
ويمكن ملاحظة الإصابة بالمرض انطلاقا من الـ 6 أشهر الأولى حيث أن الطفل المصاب يعاني من صعوبات في التواصل والحديث تنعكس سلبيا على إدماجه في محيطه العائلي والاجتماعي وعلى استقلاليته الذاتية .
وأوضحت محدثتا أن علامات التوحد تختلف من طفل إلى آخر كما أن الإحصائيات العالمية الأخيرة لمرض التوحد أظهرت أن طفلا من أصل 100 طفل يصاب بطيف التوحد كما أن هذا المرض صيب الفتيان أكثر من الفتيات .
وأضافت الدكتورة أسماء بودن أن أعراض مرض التوحد يمكن تصنيفها في مجالين أولها أعراض تتعلق بالتواصل والتفاعلات الاجتماعية والمجال الثاني يتعلق بالحركات والسلوكيات المتكررة والاهتمامات المقيّدة.
وأفادت أن هذه العلامات يمكن آن تظهر في فترة مبكرة اثر الولادة كما يمكن أن تظهر خلال فترة النمو الطبيعي خلال السنة أو السنة والنصف حيث يتم ملاحظة تراجع في مجالات النمو على مستوى النطق مثلا واهتمامات الطفل بمحيطه فضلا عن التراجع في الاستقلالية الذاتية.
أهم الأعراض
أما بالنسبة لأهم أعراض الإصابة بطيف التوحد فهي تتمثل في عدم النظر في العينين مع اضطرابات في النوم وظهور عادات غريبة في الأكل، وانطلاقا من عمر الستة أشهر إلى السنة يمكن ملاحظة غياب التفاعل الجسدي وعدم البحث عن حضن أمه أو والده وغياب التفاعل .
وانطلاقا من عمر السنتين فانه يمكن ملاحظة عدم النظر للطرف المقابل والاهتمامات المحدودة والانزواء والابتعاد عن اللعب الرمزي للتقليد الحركي والصوتي، كما يمكن ملاحة اضطرابات النمو الحركي للطفل، اضطرابات في ردود الأفعال العاطفية أو الانفعال السريع مع الخوف أو القلق دون آي سبب مبرر.
لا وجود لأسباب واضحة
وأكدت أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، أنه لا وجود لآي إحصائية في تونس حاليا تحدد نسبة الأطفال المصابين بمرض التوحد .
وأوضحت انه من المنتظر أن تقوم وزارة الصحة بإحصائية في آخر سنة 2024 تعداد نسبة الأطفال المصابين بهذا المرض.
أما بالنسبة للتكفل بالعلاج، فقد كادت محدثنا انه باهظ فعلا مقّرة بوجود إشكال مالي في التكفل الصحي بالأطفال المصابين بالتوحد، كما أضافت انه حاليا لا وجود لخطة وقائية لطيف التوحد، ولكن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يقلص من العلامات وحدتها .
لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للإصابة
وأكدت الدكتورة انه حاليا لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للإصابة بمرض التوحد ولكن مبدئيا هناك أسباب جينية وأخرى بيئية تتمثل في التهاب الأعصاب والفيروسات وتناول بعض الأدوية خلال فترة الحمل مثل دواء الصرع أو اضطراب المزاج وحوادث الولادة والولادة المبكرة والسن المتقدمة لدى الأولياء .
وأكدت انه تم إلغاء بعض العلامات التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال مثل التلاقيح والأمراض الهضمية وبعض الخصوصيات النفسية لدى الأوليات .
أما بالنسبة للأسباب الجينية فهي تتعلق بالتغييرات التي تظهر خلال فترة تكوين الجنين حيث يمكن أن يحصل ذلك جراء انعكاس سلبي جراء البيئة.
يذكر أن أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية، أسماء بودن، أعلنت سابقا أن مشروعا إحصائيا حول مرضى أطفال التوحد بتونس سيتم إعداده قريبا بالإضافة إلى سجل وطني حول نفس المرض من المرجح أن ينطلق خلال السنة القادمة، سيعمل على تحديد خصوصيات أطفال التوحد في تونس ودراسة حاجياتهم.
كما أن هذا المشروع الإحصائي يعد احد مكونات خطة وطنية، انطلقت في سنة 2022، وترمي إلى التعهد بأطفال ذوى اضطراب التوحد مشيرة إلى انه يتم حاليا تكوين مهنيي الصحة العاملين في الخطوط الأولى حول تقنيات التشخيص المبكر لمرض التوحد.
ويرتكز على 4 محاور وهي توفير المعلومة والتحسيس والتكوين والتشخيص المبكر للمرض في سن من 14 إلى 18 شهرا وذلك خلال عمليات تلقيح الأطفال وفق الروزنامة الوطنية للتلقيح. أما المحور الثالث فيتمثل في التعهد فيما يخص المحور الرابع التشجيع على البحث العلمى في المجال.