يدرك وزراء الداخلية العرب أنّ أمن دولنا العربية من المحيط إلى الخليج هو من أمن فلسطين وأنّ العقيدة الصهيونية لم تؤمن أبدا بحسن الجوار ولا بالسلم العالمي وهي العدو الأول للشعب اليهودي لأنها تحكم عليه بالخوف وعدم الشعور الأبدي بالأمان طالما يتواصل احتلال أرض وحقول ومنازل الشعب الفلسطيني وطالما لا تقبل حكوماته بحل الدولتين وتعترف بالشرعية الدولية بعد الإجلاء عن الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها ظلما وقهرا وبقوة السلاح.
واجب العرب والمسلمين المؤمنين بسماحة ديننا الحنيف الذي ينبذ العنف مهما كان وأينما كان أن تلتفت أنظارهم لواجب تنظيف ما علق بصورة الإسلام والعروبة لدى الرأي العام الأجنبي من شوائب نتيجة للدعاية الإسرائيلية بوضع خطط اتصال تشتغل عليها المنظمات العربية وهي في غفلة روتينها وجرايات ومكافآت موظفيها ومتعاونيها مضمونة لا تبدي اهتماما بالكم الهائل من العداوة الموجهة للعرب وللمسلمين لمواجهتها ضمن خطة تكلف بها كفاءات عربية في الداخل وفي المهجر من الاتصاليين والصحفيين الشبان الذين لا يجدون شغلا في مشهد إعلامي عربي لم يتجدد بكفاءات شابة تتقن لغات البلدان الغربية تحدث إضافة إلى أحد أبرز مهام سفاراتنا بالخارج بدعمها بما يلزم من طاقات وإمكانيات مادية شريطة استعمال لغة بلدان الاعتماد وعدم الاكتفاء بمقالات وتصريحات في نشريات جرائد ومجلات تستعمل لغات أجنبية لا يقرؤها أهل البلد.
دور مفصلي لإعلام عربي فاعل ومقنع للشعوب الغربية
جميل أن تدخل الدول العربية في مناقصات لشراء النوادي الرياضية والمساهمة بشراكات في بلدان غربية وهو حقها السيادي ولا دخل لأي كان في كيفية توظيف ثرواتها والتصرف في إدارة مصالحها وشؤونها الداخلية وهي تستثمر لمستقبل أجيالها والإقتراح أن تتوجه البعض من هذه الاقتناءات لشراء أو المساهمة في رؤوس أموال وسائل إعلامية غربية نافذة إذاعية وتلفزية ويوميات وأسبوعيات غربية هي اليوم في وضعية مالية صعبة وبحاجة لدعم مالي لضمان بقائها أمام غزو السمعي البصري ووسائل التواصل الاجتماعي.
الرسالة التي لم يتوفق المسلمون والعرب لإيصالها إلى الرأي العام الغربي هي أن الدول العربية والإسلامية اكتوت بالإرهاب وأنها لم تكن في مأمن منه ودفعت ثمنا باهظا للتشجيع الذي لقاه دعاته من أمريكا والغرب بتعلة مؤازرته للإسلام السياسي دعما للديمقراطية وكان ذلك إيذانا بالعشرية السوداء التي أرادوا تسويقها على أنها ستخلق ربيعا عربيا ينبت الديمقراطية الأمريكية التي نعلم مدى صحتها عبر أفعالها المنافية لأبسط قواعد الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. هيلاري كلينتون اعترفت بذلك وكانت وهي تشرف على الدبلوماسية الأمريكية والكل يعلم أن أسامة بن لادن المتهم بهندسة الغارة المشؤومة والغادرة على أبراج مركز التجارة العالمية كان مكلفا بمهمة من طرف أمريكا لتضييق الخناق على الغزاة الروس لأفغانستان، ونعلم ما حصل بعد ذلك من قطيعة معه وما آلت إليه علاقاته مع الأمريكان وما قام به من جرم لا يغتفر لعملية الحادي عشر من سبتمبر 2001.
المهم أن يتعوّد الرأي العام الغربي على عدم الاكتفاء بتصديق الرأي الإسرائيلي المغرض دون محاولة فهم وجهة نظر والتحليل الإسلامي والعربي وأن يعي أنّ الكيان الصهيوني لا يمكن أن يعوّل عليه كقاعدة يوثق فيها لتحرس مصالح أمريكا والغرب في الشرق الأوسط وتضمن عدم توقف إصدارات البترول والغاز التي أقدم عليها الرجل الشجاع المغفور له الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عندما أقفل حنفيات الطاقة وأحدث هزة لا مثيل لها في الغرب.
ما قام به الملك فيصل لا يمكن أن يتكرر اليوم لأن الجميع يعلم أن تشابك المصالح بين الدول البترولية وإكراهات الصناديق السيادية العربية التي تساهم في المؤسسات المصرفية والصناعية الغربية تتضرر بالمساس بسوق البترول بالشلل جراء تخفيض الإنتاج أو إيقافه ولو وقتيا باستعماله كأداة ضغط لتغيير المواقف الغربية من القضية الفلسطينية أو على الأقل لفتح المجال لهدنة تستغل لوقف إطلاق النار وتزويد ما تبقى من سكان غزة والقطاع بالطاقة والمؤونة وشهر رمضان في الأفق.
العرب والمسلمون ليسوا من دعاة الإرهاب ولا يقبلون قتل النفس البريئة ولا يريدون المساس برفاهية الغرب سلامة وأمن مواطنيه لكنهم ينشدون العدالة في تقييم الأوضاع والتفطن للمغالطات التي تستهدف الدول العربية والإسلامية وعدم الحكم المسبق على المسلمين والعرب ومعاملتهم كأعداء يجب التوجس من أفعالهم وغلق أبواب السياحة والزيارات حتى العائلية في بلدان غربية تعلموا من تاريخها وقرؤوا عن حضاراتها وتآزروا مع شعوبها عندما حلت بهم مصائب الحروب بل وتجند عرب بلاد المغرب العربي للدفاع عن أوروبا لما هددها النظام النازي وشاركوا في معارك ضارية وتركوا فيها آلاف الضحايا.
الرسالة التي لم ينجح العرب في إيصالها إلى الرأي العام الغربي الذي تضرر من الإرهاب ولم يدرك أن الشعوب العربية لم تكن في مأمن من إيذائه ودفعت ثمنا باهظا للدعم الذي عومل به دعاته بتعلة دعم الغرب الديمقراطي للإسلام السياسي كأداة لنشر الديمقراطية عبر ما سمي بالربيع العربي، اعترفت هيلاري كلينتون بإستراتيجية بلادها الرامية لإيصال الحركات الإسلاماوية للحكم لتكون صمام أمان يمنع بلاء الإرهاب عن بلادها وتصرفت أمريكا وهي لم تع أن الإسلام لا ينظّر للعنف ولا للقتل ولا للعداوة بين الناس وبين الشعوب وأن عمليات الإرهاب التي تضررت منها بلدان كثيرة كانت منافية لتعاليم الإسلام وأن "الله أكبر" هي مناداة للصلاة في بيوت الله وأن الصلاة تنهى عن المنكر وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى جيش المسلمين أن لا يؤذى سكان مكة من أهل قريش رغم أنهم كانوا سببا في هجرته للمدينة ونال منهم العذاب وتآمروا على قتله.
رسالة العرب والمسلمين يجب أن لا يفهمها الغرب على أنّها تملقا أو ضعفا أو استجداء شعوب غربية لا عداوة بينهم وبينها وإنّ العرب والمسلمين ينشدون التعاون وتبادل المصالح في نطاق الاحترام وعدم التدخل في شؤون الغير.الدول العربية والإسلامية تسعى لبناء جسور التعاون لتنويع وتدعيم الاستثمار العربي في الدّول الغربية في الوجهتين باتفاقية ثلاثية ومتعددة الأطراف خدمة للمصالح المشتركة وعبر البلدان التي تحتاج اقتصاديا إلى الأخذ بيدها لأن اِزدهار الشعوب العربية وغيرها الأقل تقدما يعود بالفائدة على كلّ الشعوب في العالم غنيها والأقل حظا منها.
وزراء الداخلية العرب هم أقرب لتحسس نبضات مواطنيهم والعارفين بحاجاتهم والساهرين على أمنهم وتوفير أسباب الراحة والاطمئنان لهم وهي مهمة جسيمة وشاقة مناطة بعهدتهم وهم مؤتمنون عليها ومجلسهم بناء عريق حافظ على دورية تنظيم اجتماعاته في مقره بتونس وبينه وبين دولة المقر بدعم من أعضائها أواصر احترام وتقدير ومحبة.
الخلف الصالح للسلف الصالح
كان الراحل الأمير نائف بن عبد العزيز رحمه الله حريصا دائما على دورية اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب و يصر على حضورها دائما تقديرا ومحبة لتونس وفرصة للتشاور مع المسؤولين التونسيين لدعم التعاون التونسي السعودي ولتبادل الآراء والتعرف على رأي تونس ومواقفها من المستجدات العالمية ثقة فيها وتقديرا لها ومثمنا اعتدال آرائها.
تكرّر المشهد منذ أسبوع باجتماع المجلس في تونس وبقبول رئيس الدولة قيس سعيد لصاحب السموّ الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نائف بن عبد العزيز وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذي يواصل المهمة التي بدأها سلفه جده الراحل لتدعيم أواصر الصداقة التونسية السعودية لفتح مزيد الأفق والفرص لمزيد تكثيف التعاون بين البلدين لفائدة الشعبين الشقيقين.
دورية جلسات مجلس وزراء الداخلية العرب والمحافظة على دورية اجتماعاته وتناوله الجدي لمسائل حيوية تهم العرب ينير الطريق لتسير على منواله الوزارات في الحكومات العربية التي هي في حاجة اليوم ربما أكثر من قبل التنسيق والتآزر لتمنع الضرر عن شعوبها وتؤكد تضامنها وتربط بينها تعاونا فاعلا لفائدتها وتحرص على أن لا ينالها الضرر من إسرائيل التي لا يؤتمن جانبها حكوماتها التي أقدمت على شن غارات على بلادنا وقتلت قنابل طائراتها على حد السواء مواطنين تونسيين وفلسطينيين واغتالت أبو جهاد ومحمد الزواري في عقر دارنا وهي لن تتوانى عن أي عمل عدواني ضد أي بلد طالما تتمتع بحماية دوليه بما يستوجب دائما التنبّه لما يمكن أن تقوم به من خلال التعاون بين الدول العربية لإرساء مؤسسات استقصائية وإستعلاماتية ديبلوماسية وأمنية تؤسس لتعاون متواصل واستجابة فورية لكل عداوة محتملة من الكيان الصهيوني المصر على أن يبني إسرائيل الكبرى على حساب أي دولة بما فيها الدول التي تعتقد خطأ أنّها يمكن أن ترسي معه علاقات متوازنة وهو على هذه الحالة من التنطع والعدوان ليتسنى له التخلص من الشعب الفلسطيني.
* صحفي و مدير تحرير دار الصباح سابقا وسفير تونس سابقا.
بقلم:مصطفى الخماري(*)
العقيدة التوسعية الصهيونية لا تؤمن بحسن الجوار
يدرك وزراء الداخلية العرب أنّ أمن دولنا العربية من المحيط إلى الخليج هو من أمن فلسطين وأنّ العقيدة الصهيونية لم تؤمن أبدا بحسن الجوار ولا بالسلم العالمي وهي العدو الأول للشعب اليهودي لأنها تحكم عليه بالخوف وعدم الشعور الأبدي بالأمان طالما يتواصل احتلال أرض وحقول ومنازل الشعب الفلسطيني وطالما لا تقبل حكوماته بحل الدولتين وتعترف بالشرعية الدولية بعد الإجلاء عن الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها ظلما وقهرا وبقوة السلاح.
واجب العرب والمسلمين المؤمنين بسماحة ديننا الحنيف الذي ينبذ العنف مهما كان وأينما كان أن تلتفت أنظارهم لواجب تنظيف ما علق بصورة الإسلام والعروبة لدى الرأي العام الأجنبي من شوائب نتيجة للدعاية الإسرائيلية بوضع خطط اتصال تشتغل عليها المنظمات العربية وهي في غفلة روتينها وجرايات ومكافآت موظفيها ومتعاونيها مضمونة لا تبدي اهتماما بالكم الهائل من العداوة الموجهة للعرب وللمسلمين لمواجهتها ضمن خطة تكلف بها كفاءات عربية في الداخل وفي المهجر من الاتصاليين والصحفيين الشبان الذين لا يجدون شغلا في مشهد إعلامي عربي لم يتجدد بكفاءات شابة تتقن لغات البلدان الغربية تحدث إضافة إلى أحد أبرز مهام سفاراتنا بالخارج بدعمها بما يلزم من طاقات وإمكانيات مادية شريطة استعمال لغة بلدان الاعتماد وعدم الاكتفاء بمقالات وتصريحات في نشريات جرائد ومجلات تستعمل لغات أجنبية لا يقرؤها أهل البلد.
دور مفصلي لإعلام عربي فاعل ومقنع للشعوب الغربية
جميل أن تدخل الدول العربية في مناقصات لشراء النوادي الرياضية والمساهمة بشراكات في بلدان غربية وهو حقها السيادي ولا دخل لأي كان في كيفية توظيف ثرواتها والتصرف في إدارة مصالحها وشؤونها الداخلية وهي تستثمر لمستقبل أجيالها والإقتراح أن تتوجه البعض من هذه الاقتناءات لشراء أو المساهمة في رؤوس أموال وسائل إعلامية غربية نافذة إذاعية وتلفزية ويوميات وأسبوعيات غربية هي اليوم في وضعية مالية صعبة وبحاجة لدعم مالي لضمان بقائها أمام غزو السمعي البصري ووسائل التواصل الاجتماعي.
الرسالة التي لم يتوفق المسلمون والعرب لإيصالها إلى الرأي العام الغربي هي أن الدول العربية والإسلامية اكتوت بالإرهاب وأنها لم تكن في مأمن منه ودفعت ثمنا باهظا للتشجيع الذي لقاه دعاته من أمريكا والغرب بتعلة مؤازرته للإسلام السياسي دعما للديمقراطية وكان ذلك إيذانا بالعشرية السوداء التي أرادوا تسويقها على أنها ستخلق ربيعا عربيا ينبت الديمقراطية الأمريكية التي نعلم مدى صحتها عبر أفعالها المنافية لأبسط قواعد الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. هيلاري كلينتون اعترفت بذلك وكانت وهي تشرف على الدبلوماسية الأمريكية والكل يعلم أن أسامة بن لادن المتهم بهندسة الغارة المشؤومة والغادرة على أبراج مركز التجارة العالمية كان مكلفا بمهمة من طرف أمريكا لتضييق الخناق على الغزاة الروس لأفغانستان، ونعلم ما حصل بعد ذلك من قطيعة معه وما آلت إليه علاقاته مع الأمريكان وما قام به من جرم لا يغتفر لعملية الحادي عشر من سبتمبر 2001.
المهم أن يتعوّد الرأي العام الغربي على عدم الاكتفاء بتصديق الرأي الإسرائيلي المغرض دون محاولة فهم وجهة نظر والتحليل الإسلامي والعربي وأن يعي أنّ الكيان الصهيوني لا يمكن أن يعوّل عليه كقاعدة يوثق فيها لتحرس مصالح أمريكا والغرب في الشرق الأوسط وتضمن عدم توقف إصدارات البترول والغاز التي أقدم عليها الرجل الشجاع المغفور له الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عندما أقفل حنفيات الطاقة وأحدث هزة لا مثيل لها في الغرب.
ما قام به الملك فيصل لا يمكن أن يتكرر اليوم لأن الجميع يعلم أن تشابك المصالح بين الدول البترولية وإكراهات الصناديق السيادية العربية التي تساهم في المؤسسات المصرفية والصناعية الغربية تتضرر بالمساس بسوق البترول بالشلل جراء تخفيض الإنتاج أو إيقافه ولو وقتيا باستعماله كأداة ضغط لتغيير المواقف الغربية من القضية الفلسطينية أو على الأقل لفتح المجال لهدنة تستغل لوقف إطلاق النار وتزويد ما تبقى من سكان غزة والقطاع بالطاقة والمؤونة وشهر رمضان في الأفق.
العرب والمسلمون ليسوا من دعاة الإرهاب ولا يقبلون قتل النفس البريئة ولا يريدون المساس برفاهية الغرب سلامة وأمن مواطنيه لكنهم ينشدون العدالة في تقييم الأوضاع والتفطن للمغالطات التي تستهدف الدول العربية والإسلامية وعدم الحكم المسبق على المسلمين والعرب ومعاملتهم كأعداء يجب التوجس من أفعالهم وغلق أبواب السياحة والزيارات حتى العائلية في بلدان غربية تعلموا من تاريخها وقرؤوا عن حضاراتها وتآزروا مع شعوبها عندما حلت بهم مصائب الحروب بل وتجند عرب بلاد المغرب العربي للدفاع عن أوروبا لما هددها النظام النازي وشاركوا في معارك ضارية وتركوا فيها آلاف الضحايا.
الرسالة التي لم ينجح العرب في إيصالها إلى الرأي العام الغربي الذي تضرر من الإرهاب ولم يدرك أن الشعوب العربية لم تكن في مأمن من إيذائه ودفعت ثمنا باهظا للدعم الذي عومل به دعاته بتعلة دعم الغرب الديمقراطي للإسلام السياسي كأداة لنشر الديمقراطية عبر ما سمي بالربيع العربي، اعترفت هيلاري كلينتون بإستراتيجية بلادها الرامية لإيصال الحركات الإسلاماوية للحكم لتكون صمام أمان يمنع بلاء الإرهاب عن بلادها وتصرفت أمريكا وهي لم تع أن الإسلام لا ينظّر للعنف ولا للقتل ولا للعداوة بين الناس وبين الشعوب وأن عمليات الإرهاب التي تضررت منها بلدان كثيرة كانت منافية لتعاليم الإسلام وأن "الله أكبر" هي مناداة للصلاة في بيوت الله وأن الصلاة تنهى عن المنكر وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى جيش المسلمين أن لا يؤذى سكان مكة من أهل قريش رغم أنهم كانوا سببا في هجرته للمدينة ونال منهم العذاب وتآمروا على قتله.
رسالة العرب والمسلمين يجب أن لا يفهمها الغرب على أنّها تملقا أو ضعفا أو استجداء شعوب غربية لا عداوة بينهم وبينها وإنّ العرب والمسلمين ينشدون التعاون وتبادل المصالح في نطاق الاحترام وعدم التدخل في شؤون الغير.الدول العربية والإسلامية تسعى لبناء جسور التعاون لتنويع وتدعيم الاستثمار العربي في الدّول الغربية في الوجهتين باتفاقية ثلاثية ومتعددة الأطراف خدمة للمصالح المشتركة وعبر البلدان التي تحتاج اقتصاديا إلى الأخذ بيدها لأن اِزدهار الشعوب العربية وغيرها الأقل تقدما يعود بالفائدة على كلّ الشعوب في العالم غنيها والأقل حظا منها.
وزراء الداخلية العرب هم أقرب لتحسس نبضات مواطنيهم والعارفين بحاجاتهم والساهرين على أمنهم وتوفير أسباب الراحة والاطمئنان لهم وهي مهمة جسيمة وشاقة مناطة بعهدتهم وهم مؤتمنون عليها ومجلسهم بناء عريق حافظ على دورية تنظيم اجتماعاته في مقره بتونس وبينه وبين دولة المقر بدعم من أعضائها أواصر احترام وتقدير ومحبة.
الخلف الصالح للسلف الصالح
كان الراحل الأمير نائف بن عبد العزيز رحمه الله حريصا دائما على دورية اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب و يصر على حضورها دائما تقديرا ومحبة لتونس وفرصة للتشاور مع المسؤولين التونسيين لدعم التعاون التونسي السعودي ولتبادل الآراء والتعرف على رأي تونس ومواقفها من المستجدات العالمية ثقة فيها وتقديرا لها ومثمنا اعتدال آرائها.
تكرّر المشهد منذ أسبوع باجتماع المجلس في تونس وبقبول رئيس الدولة قيس سعيد لصاحب السموّ الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نائف بن عبد العزيز وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذي يواصل المهمة التي بدأها سلفه جده الراحل لتدعيم أواصر الصداقة التونسية السعودية لفتح مزيد الأفق والفرص لمزيد تكثيف التعاون بين البلدين لفائدة الشعبين الشقيقين.
دورية جلسات مجلس وزراء الداخلية العرب والمحافظة على دورية اجتماعاته وتناوله الجدي لمسائل حيوية تهم العرب ينير الطريق لتسير على منواله الوزارات في الحكومات العربية التي هي في حاجة اليوم ربما أكثر من قبل التنسيق والتآزر لتمنع الضرر عن شعوبها وتؤكد تضامنها وتربط بينها تعاونا فاعلا لفائدتها وتحرص على أن لا ينالها الضرر من إسرائيل التي لا يؤتمن جانبها حكوماتها التي أقدمت على شن غارات على بلادنا وقتلت قنابل طائراتها على حد السواء مواطنين تونسيين وفلسطينيين واغتالت أبو جهاد ومحمد الزواري في عقر دارنا وهي لن تتوانى عن أي عمل عدواني ضد أي بلد طالما تتمتع بحماية دوليه بما يستوجب دائما التنبّه لما يمكن أن تقوم به من خلال التعاون بين الدول العربية لإرساء مؤسسات استقصائية وإستعلاماتية ديبلوماسية وأمنية تؤسس لتعاون متواصل واستجابة فورية لكل عداوة محتملة من الكيان الصهيوني المصر على أن يبني إسرائيل الكبرى على حساب أي دولة بما فيها الدول التي تعتقد خطأ أنّها يمكن أن ترسي معه علاقات متوازنة وهو على هذه الحالة من التنطع والعدوان ليتسنى له التخلص من الشعب الفلسطيني.
* صحفي و مدير تحرير دار الصباح سابقا وسفير تونس سابقا.