إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خبير في السياسات الزراعية لـ"الصباح": قادرون على مضاعفة عائدات زيت الزيتون.. وعدة فرص مهدورة

 

تونس-الصباح

تقرر ابتداء من يوم 15 فيفري 2024 فتح المجال للمصدرين الخواص لتصدير زيت الزيتون التونسي- السائب، في إطار الحصة السنوية الممنوحة للبلاد التونسية من قبل الاتحاد الأوروبي، وذلك وفق قرار مشترك بين وزارات الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والتجارة وتنمية الصادرات والصناعة والمناجم والطاقة، في إطار الحصة السنوية الممنوحة للبلاد التونسية من قبل الاتحاد الأوروبي.

و النهوض بأي قطاع يتطلب التعريف به وتطويره من خلال المشاركات في المعارض والتظاهرات الكبرى والمسابقات الإقليمية ، إلا أن تونس خلال هذه الفترة أضاعت فرصا ثمينة  لمزيد الترويج لزيت الزيتون واكتساح أسواق جديدة، كما أضاعت فرصة للبناء على ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية وهو ما أكده لـ"الصباح" فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية.

و بين الخبير في السياسات الزراعية أن تونس أضاعت فرصة المشاركة في الصالون الدولي للصناعات الغذائية المنتظم حاليا في اليابان حيث تعد السوق اليابانية من أكبر وأهم الأسواق خاصة بالنظر إلى تأثيرها على الدول المجاورة لها.

وأشار إلى أن السوق اليابانية فيها قيمة مضافة عالية جدا على اعتبار أن سعر الزيتون والزيت أعلى بكثير من أسعار البيع في أوروبا على اعتبار أن البلدان التي تتميز بمستوى عيش مرتفع يكون فيها سعر المواد الغذائية و الخدمات مرتفع، وأبرز أنه إذا كان سعر قارورة الزيت في أوروبا يقدر بـ17 أورو فإن هذا السعر قد يرتفع في اليابان إلى 30 أورو، وشدد على أنه من الضروري العمل أكثر على هذه السوق نظرا لقيمتها المضافة العالية خاصة في علاقة بزيت الزيتون.

وأبرز الخبير في السياسات الزراعية أن حجم الصادرات نحو اليابان في ارتفاع إلا أنه لابد من مزيد العمل على تدعيمه خاصة في مجال الترويج، مبينا أنه وحسب تصريح لسفير اليابان بتونس فإنه ورغم الجودة الممتازة لزيت الزيتون التونسي فإنه ومن بين 12 علامة من دول مختلفة لا تصدر إلا علامة فقط وهذا ضئيل جدا.

وعبر الخبير في السياسات الزراعية عن استغرابه من عدم وجود تونس في أحد أكبر التظاهرات التسويقية الترويجية للصناعات الغذائية في العالم وهو معرض دولي يقام في طوكيو.

وشدد أن تونس الأولى عربيا في مجال إنتاج وتصدير زيت الزيتون  وهي الثالثة على مستوى العالم، لم تشارك أيضا في الصالون الدولي للفلاحة بباريس وهو من أهم المعارض التي يلتقي فيها المنتج بالمستهلك أين تعرض كل المنتوجات الغذائية والفلاحية والمواد الغذائية التقليدية، واعتبر أن هذا المعرض فرصة ترويجية مهمة للمنتوجات الغذائية التونسية وللالتقاء بالجالية التونسية في فرنسا وهي أكبر جالية تونسية في أوروبا، إلى جانب الجالية العربية كما أضاعت فرصة تذوق وشراء المستهلك الفرنسي والأوروبي الذي قدم إلى تونس والذي يحن إلى المواد الغذائية والمنتوجات الفلاحية التونسية لهذه المنتجات، بالإضافة إلى الحضور الهام للمهنيين و الشركات المصدرة والموردة، معتبرا أن عدم المشاركة في هذا المعرض فرصة مهدورة أخرى.

وأشار الزياني إلى أن المغرب والجزائر شاركتا بجناحين هامين وقدمتا حصصا في التذوق لمختلف المنتوجات وهما جناحين شهدا اقبلا كبيرا خاصة من قبل مختلف الجاليات العربية ما جعلهما يبيعان كل المنتوجات قبل أيام من انتهاء المعرض الذي دام 9 أيام.

وأبرز أن ليبيا شاركت في هذا المعرض، بالإضافة إلى روندا وساحل العاج ونيجيريا والسينيغال...

وأكد أن التواجد باستمرار في مثل هذه المعارض وعرض كل المنتوجات من زيتون وزيت وتمور و"بسيسة" وزيوت روحية وخضر وغلال مع عرض المأكولات التقليدية التونسية المتنوعة من شأنه الترويج والتسويق لتونس كوجهة سياحية أيضا.

وابرز أن مثل هذه المعارض فرصة لدعم وتشجيع صغار المستثمرين في القطاع الفلاحي والترويج لهم وفتح أسواق للمنتوجات التونسية من بينها الزيوت الروحية المطلوبة بقوة من مختلف دول العالم.

قادرون على مضاعفة عائدات زيت الزيتون

وأعتبر فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية أنه من الضروري تثمين زيت الزيتون التونسي من خلال المشاركة في كل المعارض والتظاهرات، وأيضا من خلال تعليبه بطريقة تجذب الحريف عبر وضع المنتوج في سياق يكشف الأبعاد التاريخية والحضارية لبلادنا، وهذا مهم جدا.

وأبرز أن حجم العائدات من صادرات تونس من زيت الزيتون خلال العام الماضي 2023 بلغت 3.8 مليار دينار، متوقعا ارتفاع حجم الصادرات خلال العام الحالي 2024، مرجحا أن تفوق قيمتها الجملية 4.5 مليار دينار.

وكشف أن تعليب الزيت و تثمينه من شأنه خلق قيمة مضافة وبالتالي مضاعفة حجم الصادرات وعائداتها لتفوق  7 مليار دينار، واعتبر أن زيت الزيتون هو بوابة لباقي المنتوجات الفلاحية الوطنية حتى تقتحم أسواقا جديدة.

وبين أن المشاركة في المعارض الكبرى التي تنتظم عادة كل سنتين غير كاف إذ من الضروري أن تغتنم بلادنا كل المناسبات الترويجية الممكنة لمزيد إشعاع منتجاتنا حتى تقتحم أسواقا جديدة، مشيرا إلى استعداد المستثمرين التونسيين للمشاركة في كل المعارض بتأطير من الجهات الرسمية.

تميز الزيت التونسي عالميا

وسجل معدل سعر تصدير زيت الزيتون التونسي تطورا إيجابيا بنسبة 74 بالمائة، خلال أشهر نوفمبر وديسمبر 2023 وجانفي 2024 مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط، مع تحسّن في الكميات المصدّرة من زيت الزيتون المعلّب بـ9 بالمائة.

حيث صدّرت تونس، في الفترة الممتدة من نوفمبر 2023 إلى شهر جانفي 2024، ما يعادل 61506 طن بقيمة 1590 مليون دينار، بمعدل سعر للطن الواحد بقيمة 25854 دينارا/طن، مقابل تصدير 63169 طن بقيمة 940 مليون دينار، وبمعدل سعر 14880 دينار للطّن الواحد في نفس الفترة من موسم 2022 - 2023، وفق معطيات عن الديوان الوطني للزيت حول تقدم تصدير زيت الزيتون للموسم الحالي.

وخلال 2023 واصلت تونس تميّزها على السّاحة الدّوليّة من خلال تحصّلها على 211 ميداليّة وهو ما يعادل 9756.75 نقطة، وذلك في مختلف المسابقات الدّوليّة لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز والتي تمّ تنظيمها في أوروبا وأمريكا وآسيا خلال كامل سنة 2023 وذلك وفقا لمعطيات بوابة التصنيف العالمي (Evoo World Ranking) حيث تحصلت 52 شركة تونسيّة على ميداليّات في 33 مسابقة دّوليّة لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز وذلك وفقا للثلاث مراتب الأولى على مستوى التتويجات التونسية .

وتمثل هذه التتويجات العالميّة أحد أهم العوامل المساهمة بشكل مباشر وفعال في بناء صورة  "Batir une image"  لزيت الزيتون التونسي البكر الممتاز المعلّب في كافة أرجاء العالم ويتم اعتمادها ودعمها من طرف المركز الفني للتعبئة والتغليف PACKTEC تحت إشراف وزارة الصناعة والمناجم والطاقة ضمن البرنامج الإشهاري والترويجي ذو المصلحة العامة للنهوض بزيت الزيتون المعلّب وذلك لدى كافة المتدخلين والمهتمين بالقطاع، وخاصّة المشترين وحتى المستهلك النهائي.

 

حنان قيراط

خبير في السياسات الزراعية لـ"الصباح":  قادرون على مضاعفة عائدات زيت الزيتون.. وعدة  فرص مهدورة

 

تونس-الصباح

تقرر ابتداء من يوم 15 فيفري 2024 فتح المجال للمصدرين الخواص لتصدير زيت الزيتون التونسي- السائب، في إطار الحصة السنوية الممنوحة للبلاد التونسية من قبل الاتحاد الأوروبي، وذلك وفق قرار مشترك بين وزارات الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والتجارة وتنمية الصادرات والصناعة والمناجم والطاقة، في إطار الحصة السنوية الممنوحة للبلاد التونسية من قبل الاتحاد الأوروبي.

و النهوض بأي قطاع يتطلب التعريف به وتطويره من خلال المشاركات في المعارض والتظاهرات الكبرى والمسابقات الإقليمية ، إلا أن تونس خلال هذه الفترة أضاعت فرصا ثمينة  لمزيد الترويج لزيت الزيتون واكتساح أسواق جديدة، كما أضاعت فرصة للبناء على ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية وهو ما أكده لـ"الصباح" فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية.

و بين الخبير في السياسات الزراعية أن تونس أضاعت فرصة المشاركة في الصالون الدولي للصناعات الغذائية المنتظم حاليا في اليابان حيث تعد السوق اليابانية من أكبر وأهم الأسواق خاصة بالنظر إلى تأثيرها على الدول المجاورة لها.

وأشار إلى أن السوق اليابانية فيها قيمة مضافة عالية جدا على اعتبار أن سعر الزيتون والزيت أعلى بكثير من أسعار البيع في أوروبا على اعتبار أن البلدان التي تتميز بمستوى عيش مرتفع يكون فيها سعر المواد الغذائية و الخدمات مرتفع، وأبرز أنه إذا كان سعر قارورة الزيت في أوروبا يقدر بـ17 أورو فإن هذا السعر قد يرتفع في اليابان إلى 30 أورو، وشدد على أنه من الضروري العمل أكثر على هذه السوق نظرا لقيمتها المضافة العالية خاصة في علاقة بزيت الزيتون.

وأبرز الخبير في السياسات الزراعية أن حجم الصادرات نحو اليابان في ارتفاع إلا أنه لابد من مزيد العمل على تدعيمه خاصة في مجال الترويج، مبينا أنه وحسب تصريح لسفير اليابان بتونس فإنه ورغم الجودة الممتازة لزيت الزيتون التونسي فإنه ومن بين 12 علامة من دول مختلفة لا تصدر إلا علامة فقط وهذا ضئيل جدا.

وعبر الخبير في السياسات الزراعية عن استغرابه من عدم وجود تونس في أحد أكبر التظاهرات التسويقية الترويجية للصناعات الغذائية في العالم وهو معرض دولي يقام في طوكيو.

وشدد أن تونس الأولى عربيا في مجال إنتاج وتصدير زيت الزيتون  وهي الثالثة على مستوى العالم، لم تشارك أيضا في الصالون الدولي للفلاحة بباريس وهو من أهم المعارض التي يلتقي فيها المنتج بالمستهلك أين تعرض كل المنتوجات الغذائية والفلاحية والمواد الغذائية التقليدية، واعتبر أن هذا المعرض فرصة ترويجية مهمة للمنتوجات الغذائية التونسية وللالتقاء بالجالية التونسية في فرنسا وهي أكبر جالية تونسية في أوروبا، إلى جانب الجالية العربية كما أضاعت فرصة تذوق وشراء المستهلك الفرنسي والأوروبي الذي قدم إلى تونس والذي يحن إلى المواد الغذائية والمنتوجات الفلاحية التونسية لهذه المنتجات، بالإضافة إلى الحضور الهام للمهنيين و الشركات المصدرة والموردة، معتبرا أن عدم المشاركة في هذا المعرض فرصة مهدورة أخرى.

وأشار الزياني إلى أن المغرب والجزائر شاركتا بجناحين هامين وقدمتا حصصا في التذوق لمختلف المنتوجات وهما جناحين شهدا اقبلا كبيرا خاصة من قبل مختلف الجاليات العربية ما جعلهما يبيعان كل المنتوجات قبل أيام من انتهاء المعرض الذي دام 9 أيام.

وأبرز أن ليبيا شاركت في هذا المعرض، بالإضافة إلى روندا وساحل العاج ونيجيريا والسينيغال...

وأكد أن التواجد باستمرار في مثل هذه المعارض وعرض كل المنتوجات من زيتون وزيت وتمور و"بسيسة" وزيوت روحية وخضر وغلال مع عرض المأكولات التقليدية التونسية المتنوعة من شأنه الترويج والتسويق لتونس كوجهة سياحية أيضا.

وابرز أن مثل هذه المعارض فرصة لدعم وتشجيع صغار المستثمرين في القطاع الفلاحي والترويج لهم وفتح أسواق للمنتوجات التونسية من بينها الزيوت الروحية المطلوبة بقوة من مختلف دول العالم.

قادرون على مضاعفة عائدات زيت الزيتون

وأعتبر فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية أنه من الضروري تثمين زيت الزيتون التونسي من خلال المشاركة في كل المعارض والتظاهرات، وأيضا من خلال تعليبه بطريقة تجذب الحريف عبر وضع المنتوج في سياق يكشف الأبعاد التاريخية والحضارية لبلادنا، وهذا مهم جدا.

وأبرز أن حجم العائدات من صادرات تونس من زيت الزيتون خلال العام الماضي 2023 بلغت 3.8 مليار دينار، متوقعا ارتفاع حجم الصادرات خلال العام الحالي 2024، مرجحا أن تفوق قيمتها الجملية 4.5 مليار دينار.

وكشف أن تعليب الزيت و تثمينه من شأنه خلق قيمة مضافة وبالتالي مضاعفة حجم الصادرات وعائداتها لتفوق  7 مليار دينار، واعتبر أن زيت الزيتون هو بوابة لباقي المنتوجات الفلاحية الوطنية حتى تقتحم أسواقا جديدة.

وبين أن المشاركة في المعارض الكبرى التي تنتظم عادة كل سنتين غير كاف إذ من الضروري أن تغتنم بلادنا كل المناسبات الترويجية الممكنة لمزيد إشعاع منتجاتنا حتى تقتحم أسواقا جديدة، مشيرا إلى استعداد المستثمرين التونسيين للمشاركة في كل المعارض بتأطير من الجهات الرسمية.

تميز الزيت التونسي عالميا

وسجل معدل سعر تصدير زيت الزيتون التونسي تطورا إيجابيا بنسبة 74 بالمائة، خلال أشهر نوفمبر وديسمبر 2023 وجانفي 2024 مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط، مع تحسّن في الكميات المصدّرة من زيت الزيتون المعلّب بـ9 بالمائة.

حيث صدّرت تونس، في الفترة الممتدة من نوفمبر 2023 إلى شهر جانفي 2024، ما يعادل 61506 طن بقيمة 1590 مليون دينار، بمعدل سعر للطن الواحد بقيمة 25854 دينارا/طن، مقابل تصدير 63169 طن بقيمة 940 مليون دينار، وبمعدل سعر 14880 دينار للطّن الواحد في نفس الفترة من موسم 2022 - 2023، وفق معطيات عن الديوان الوطني للزيت حول تقدم تصدير زيت الزيتون للموسم الحالي.

وخلال 2023 واصلت تونس تميّزها على السّاحة الدّوليّة من خلال تحصّلها على 211 ميداليّة وهو ما يعادل 9756.75 نقطة، وذلك في مختلف المسابقات الدّوليّة لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز والتي تمّ تنظيمها في أوروبا وأمريكا وآسيا خلال كامل سنة 2023 وذلك وفقا لمعطيات بوابة التصنيف العالمي (Evoo World Ranking) حيث تحصلت 52 شركة تونسيّة على ميداليّات في 33 مسابقة دّوليّة لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز وذلك وفقا للثلاث مراتب الأولى على مستوى التتويجات التونسية .

وتمثل هذه التتويجات العالميّة أحد أهم العوامل المساهمة بشكل مباشر وفعال في بناء صورة  "Batir une image"  لزيت الزيتون التونسي البكر الممتاز المعلّب في كافة أرجاء العالم ويتم اعتمادها ودعمها من طرف المركز الفني للتعبئة والتغليف PACKTEC تحت إشراف وزارة الصناعة والمناجم والطاقة ضمن البرنامج الإشهاري والترويجي ذو المصلحة العامة للنهوض بزيت الزيتون المعلّب وذلك لدى كافة المتدخلين والمهتمين بالقطاع، وخاصّة المشترين وحتى المستهلك النهائي.

 

حنان قيراط